الثورة نت|
نص كلمة فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، خلال تدشينه اليوم أنشطة اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى:
اللهم صل على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
في هذا الصباح، الأخوة رؤساء مجالس الدولة، الأخوة نوابهم، الأخوة الوزراء، الأخوة أعضاء اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى الشريف، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
ونحن أمام واقع يتصدر العنوان فيه أنه لا عذر للجميع أمام الله، أصبحنا في هذا الواقع -أيها الأخوة- وشعبنا يحترق ألماً وكمداً مما يجري على أرض فلسطين، يجب أن نشكل وعاءً لاستقبال هذه الطاقات من أبناء شعبنا الحر الثائر، الذي يرفض الذل والاستعمار، ويتميز فيها على بقية الشعوب.
شكلنا اللجنة الوطنية العليا لنصرة الأقصى الشريف، واعتبرنا حضور هذا اليوم، ولقاء هذا اليوم، هو تدشين لعمل هذه اللجنة، التي ستتحرك على المستويين الرسمي والشعبي.
الكل يجب أن يتحرك، المسؤولون في دوائرهم في إطار مسؤولياتهم، الشعب أيضا، هناك وعاء داخل هذه اللجنة لاحتواء طاقات هذا الشعب، وتوجيهها لصالح القضية الفلسطينية، هذا ما يجب علينا جميعاً، كل من موقع مسؤوليته يتحرك، فلا عذر للجميع أمام الله، وأمام هذه الهجمة الشرسة التي يتكالب علينا زعماء الكفر جميعاً.
وأنا أعتبرها أنها أصبحت “حرب كفر وإسلام”، الحرب الآن الدائرة في أرض فلسطين، وأنا هنا أنوه لقاصري الوعي من السياسيين والمثقفين الإسلاميين والعربيين الذين انساقوا لدعاية أن المعركة بين حماس وإسرائيل، حماس لها الشرف أنها المتصدرة في الواجهة، الحرب أكبر حتى من بين فلسطين وإسرائيل، الآن الحرب أصبحت بين “الكفر والإسلام” إن صح التعبير، ونحن شاهدنا في بداية هذه الهجمة الشرسة كيف تداعى زعماء الغرب الكافر، زعماء أمريكا وأتوا واحدا واحداً لمحاولة إعادة الاعتبار والمعنويات لهذا الكيان الهش والزائل، فيما معناه تضامناً غربياً أمريكياً مع هذا السرطان، الذي سيزول -بإذن الله سبحانه وتعالى.
فأمام هذه الهجمة الشرسة، التي لحظناها من قبل أمريكا والغرب الكافر، التي تمثلت في مساندة واضحة ومكشوفة ومتجردة عن كل القيم والشعارات، التي كانوا يتشدقون بها ويدّعونها طول الفترة الماضية، في مقدمها حقوق الإنسان، وما حقوق الإنسان؟ كيف تستباح حقوق الفلسطيني، كيف تداس كرامة الفلسطيني أمام هذه الادعاءات، وأمام هذه الشعارات الزائفة، إن صح التعبير أنا أعتقد أنها حرب الغرب، بكل الغرب وأمريكا، بكل أمريكا، ونحن يجب أن يكون لنا موقف.
صحيح، أنه -من المؤسف- على المستوى الرسمي الإسلامي والعربي هناك أصوات تتعالى واحدا تلو الآخر لكن ليست بالمستوى المطلوب.
هناك مواقف مشرفة من قبل المقاومة الإسلامية في حزب الله في لبنان.. الذي يزايد على موقف المقاومة في لبنان أمام الأساطيل الواقفة في المتوسط على شواطئ لبنان من قبل دول الغرب الكافر، أنا أقول أتحدى أي شنب يجرؤ على إطلاق خرطوشة واحدة أمام هذه الأساطيل المتواجدة، لو لم يكن السيد حسن نصرالله لما تجرأ أحد أن يطلق حتى خرطوشة واحدة.
صحيح أننا جميعا مقصرون، جميعاً مقصرون أمام ما ينبغي أن نقوم به، لكن لا يعني أنه ليس هناك موقف.
فمن هنا من الجمهورية اليمنية، هناك المواقف، وستتوالى المواقف تصاعديا وتدريجيا -بإذن الله سبحانه وتعالى، فأنا أقول أمام حركات التطبيع في الفترة الأخيرة، طبعاً، موقفنا في الجمهورية اليمنية واضح، موقفنا إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني، كامل السيادة، لا حدود 48 ولا حدود 67م كل هذا اسمه تطبيع، واسمه توطين للاحتلال، لا نعترف بـ 48م، ولا بـ67م، دولة فلسطينية على كامل التراب الفلسطيني، كامل السيادة، هذا هو موقف الجمهورية اليمنية.
حصل الكبت المتزايد على الأخوة الفلسطينيين، الذي لا يطاق، حصل طوال السنوات الماضية منذ أن بدأ الاحتلال، وتصاعد الكبت يوماً فيوماً، ونتيجة الضغط الحاصل الذي فاق عن حده، تولد هذا البركان، وانطلق هذا الطوفان، وناصرته جميع الشعوب الإسلامية.
الشعوب الإسلامية موقفها مشرف، لكن لا حيلة لديها، الطوفان حصل وسيدمر كل ما بنته قوى الاحتلال والإمبريالية العالمية.. الإمبريالية العالمية أتت بهذا الاحتلال إلى الوطن العربي، وفي الوطن طبوغرافيا الوطن العربي لا توجد حاجة اسمها “إسرائيل”، الموجود على الخارطة وعلى طبوغرافية الوطن العربي هي فلسطين؛ لأبناء فلسطين.
نتيجة كل هذه الأحداث، وكل هذه التطورات، نرى أن أقل ما يمكن أن نقدمه هو التحرك الجماهيري الواسع، الذي ستتبناه هذه اللجنة، لاحتواء إمكانات وقدرات وطاقات هذا الشعب، ولتسيير واستغلال المؤسسات الرسمية، كلُ من موقع مسؤوليته؛ للتحرك للنهوض بمسؤوليتنا.
من ضمن اليقينيات أن الأمريكي يهدد هنا بعودة الحرب، لا قلق، الأمريكي يحاول أن يشير ويلوح بالحرب أنها ستعود، وأنا أعتقد أن هذه رسالة مخزية لكل القوى التي تحاربكم -أيها اليمنيين- أنهم عبيد للأمريكي، والآن مداعس لليهودي، إن استجابوا لذلك.
لا قلق بأي تلويحات ليلوحون بما يلوحون، الشعب اليمني جاهز، والشعب اليمني حاضر -بإذن الله- وبكل قوة.
أنا أقول إن ما نقوم به في هذه اللجنة، وما نقوم به من أعمال أخرى مساندة للمقاومة الفلسطينية في غزة، أقل واجب إيماني وديني وأخلاقي وإنساني، أقل ما يمكن أن نقوم به هو هذا، ونحن نستنقص هذا الدور، ونتمنى أن نتمكن من قضايا أكثر مساندة لإخواننا في أرض فلسطين؛ لأننا رأينا تكالب الغرب، رأينا تكالب الغرب كل الغرب وأمريكا على شعب أعزل، أغلبه لا يمتلك السلاح، بجرائم مهولة تقشعر لها الأبدان، وتخلّوا وتجردوا عن كل مضامين الإنسانية، وانتهت كل الشعارات التي كانوا يرددونها.
أمام هذا المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية تحتم علينا أن يكون لنا تحرك، وأن يكون لنا موقف.
أقول للأخوة في غزة وفي فلسطين: الكل معكم، كل الشعوب معكم، كل حركات المقاومة معكم، كل يقوم بدوره معكم، لا تستنقصوا أي موقف، وستتوالى، وستتصاعد المواقف معكم، خطوة بخطوة، حتى تفشل هذه الهجمة الشرسة، التي نراها هجمة على الإسلام، وإنهاء لقضية فلسطين، ولن ننتهي – بإذن الله سبحانه وتعالى.
هناك جهود وهناك تنسيقات، وهناك غرف عمليات مشتركة، وسنستمر في هذا، وشعبنا اليمني العزيز تحت قيادة سيدي القائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله- سيتحرك شعبنا مناصرة لأهلنا في الأقصى، وسيكون وكما كان له الدور الرائد، سيحافظ على هذه الريادة، وسيكون له الدور المشرف.
نحن هنا لسنا إلا ممثلين لطلائع هذا الشعب -إن صح التعبير- هو شعبنا الذي يتحرك، نحن فقط نعبر عن شعبنا، شعب الإيمان والحكمة، الذي يشرفنا بهذه المواقف، نحن فقط وعاء للتعبير عن مواقف هذا الشعب، ونحتوي هذا وإلا فله طموح أكثر، وتفاعل أكثر؛ لأنه لا زال فيه نخوة العربي، ونخوة المسلم الذي يرفض الذل، ويأبى الضيم.
هذا الشعب المسلم يجب أن نكون في مستوى المسؤولية، وعند تطلعات هذا الشعب، والعدو يعرف هذا، لا داعي لكثير من الأمور عبر الإعلام، العدو هو يعرف هذا.
أنا أقول هذه مشاركة مني بسيطة معكم أيها الأخوة، وستواصل اللجنة الوطنية العليا لمناصرة الأقصى برنامجها على مستوى المؤسسات، وعلى مستوى الحراك الشعبي؛ مناصرة لأخوتنا في فلسطين.
أسأل الله -سبحانه وتعالى- للشهداء الرحمة والخلود، وللجرحى الشفاء والنصر للمسلمين جميعاً في غزة واليمن، وفي جميع المناطق الإسلامية..
والسلام عليكم، ورحمة الله تعالى وبركاته.