لقاء /نجلاء الشيباني –
لنعمل جميعاٍ من أجل تنفيذ مخرجات الحوار وبناء اليمن الجديد
الحفاظ على الوحدة وزيادة الوعي بأهميتها من أهم أهداف اتحاد نساء اليمن
حققت المرأة اليمنية منذ قيام الوحدة إلى يومنا هذا عدة قفزات نوعية في طريق صعب سعت من خلاله للمشاركة الجادة والفعالة في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية ووضعت بصمتها الملموسة في هذه المجالات أسوة بشقيقها الرجل.. المرأة الوحدوية التي انطلقت بثبات بعد قيام وحدتنا العظيمة واستطاعت أن تكسب ثقة الجهات الرسمية والشعبية التي باركت مشاركة المرأة في كافة مجالات الحياة كان من أهمها مساواتها مع الرجل في كثير من المواد القانونية. الأستاذة فتحية محمد عبدالله رئيس اتحاد نساء اليمن حدثتنا عن تجربتها الشخصية في ظل الوحدة وما تلاها من ادوار قامت بها مع بقية القيادات النسوية في قيام الوحدة اليمنية وما تبعها من مشاركات فعالة في خدمة الوطن.. المزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي:
* في البداية حدثينا عن الأستاذة فتحية عبدالله وتجربتها السياسية ونشاطها الاجتماعي منذ السبعينات وحتى الآن¿
– تلقيت تعليمي في مدارس الشيخ عثمان وكريتر في مدينة عدن الابتدائية والإعدادية “المتوسطة” والثانوية “كلية البنات الطويلة” عشت طفولة سعيدة ونشأت في زمن التواصل الأسري الوثيق ونشأت في أسرة متلاحمة تقدم خدماتها للناس والمجتمع. بدأت عملي السياسي أثناء دراستي بالمرحلة الإعدادية وكان يسمى حينها بالتعليم المتوسط في الاتحاد الطلابي لتنظيم الجبهة القومية أيام الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني وخرجت في مسيرات طلابية من أجل تغيير المنهج الذي يدرس في مدارسنا الابتدائية والمتوسطة والكلية والمفاهيم التي كان يلقن عنوه بين صفوف الطلاب كالولاء للغرب وسياسة الاحتلال البريطاني ودراسة تاريخهم ويعمل على التجهيل وطمس الثقافة العربية والإسلامية.. بعد الانتهاء من دراستي الثانوية 1970م عملت مدرسة حتى عام 1974م ومن ثم تفرغت للعمل النسوي كأمنية عامة للاتحاد العام لنساء اليمن في عام 1975م انتخبت عضوا في مجلس الشعب الأعلى حتى عام 1978م.
* ما هي أبرز الملامح التي تذكرينها قبل الوحدة¿
– كان شعار الحزب والشعب هو النضال من أجل تحقيق الوحدة اليمنية وأذكر أننا كنا شعباٍ واحداٍ وذلك عند لقاءاتنا في المحافل العربية والدولية والاجتماعات كان لنا رأي وأمل واحد هو أن تتحقق الوحدة بين الشطرين حتى وإن اختلفت الرؤى والسياسة بين الدولتين حيث كنا نتبع نهجين في الشمال وفي الجنوب ومثل ذلك كان النهج السياسي لمرحلة ما قبل الاستقلال من الحكم الإمامي والبريطاني القوميين والبعث ورغم ذلك كان النضال ضد النظام الملكي والاستعمار البريطاني نضالاٍ واحداٍ من أجل تحرير اليمن منهما كنا يداٍ واحدة والثوار من الشمال والجنوب.
وبعد الوحدة كانت فرحة الشعب في اللقاء كبيرة عند التقاء الأخ بأخيه بعد أن كانت الأسرة متفرقة نصفها في الجنوب والآخر في الشمال ولا لقاء بينهم.
* كيف أسهمت المرأة اليمنية في تحقيق الوحدة¿
– المرأة اليمنية هي من أكثر الناس التفافاٍ حول الوحدة وكان هاجسها وأملها توحيد الشطرين ولقاء الأسر والتحرك شمالاٍ وجنوباٍ دون قيود هذا ما كانت تطمح إليه على الدوام كما تواجدت المرأة مع رجال الوحدة وسعت إلى توحيد منظمات المرأة شارحه لأجيال الغد مساوئ الاحتلال البريطاني وما اقترفه من أعمال دنيئة تدعو للتفرقة الشعبية بين أبناء الوطن الواحد وكذا مدارسنا غرست فيهم تحقيق الوحدة والنضال من أجلها حيث كان يردد النشيد الوطني في المدارس ومرافق العمل .
* ما أهم الأدوار التي لعبتها المرأة اليمنية في العمل السياسي الوحدوي¿
– =لعبت المرأة اليمنية من أجل تحقيق الوحدة اليمنية دوراٍ كبيراٍ عظيماٍ لتحقيق ذلك لما عانته من تشتت أسري حيث كانت الأسرة منقسمة في جزأين نصفها في الجنوب ونصفها الآخر في الشمال كما عملت المرأة في توعية الأسرة والمجتمع بضرورة لم شمل الأسرة الواحدة وماهية وفوائد أن تكون كوطن واحد من خلال التوعية السياسية والاقتصادية والتنموية كما شاركت بالحضور في الاجتماعات التي تناقش أسس قيام الوحدة بين الشطرين وبعد تصحيح مسار الثورة شاركت النساء في الجمعيات النسوية بحضور احتفالات ثورة 26 سبتمبر وقمن بعدد من المحاضرات واللقاءات من أجل توعية النساء والمجتمع بأهمية قيام الوحدة اليمنية..
* قصص تذكرينها ومواقف عن المرأة الوحدوية¿
– هناك قصص ومواقف كثيرة عن المرأة الوحدوية منها عند إعلان الحكومتين آنذاك السماح بالتحرك والدخول بين الشطرين بالبطاقة الشخصية فقط تزاحم المواطنون للانطلاق إلى المناطق الحدودية وما كادت تمر سويعات حتى وجدت رئيسة جمعية المرأة في تعز أمامي في مقر اتحاد نساء اليمن وكنت حينها رئيسة الاتحاد أدهشني ذلك وأعجبني بتصرفها كونها تريد ن تكون أول امرأة تنطلق من المحافظات الشمالية وتطبق قرار بداية خطوات تحقيق الوحدة وهي التزاور بين اسر الشطرين.
نفس وحدوي
* النفس الوحدوي متواجد في وجدان المواطن اليمني¿ ما هو تعليقكم على هذه العبارة¿
– المواطن اليمني خلق وحدويا نلاحظ أن المواطنين في عدن لهم أسر من الشمال وهذا يدل على أننا جميعاٍ من ابناء وطن واحد بكبره شمالاٍ وجنوباٍ وسار ذلك رغم ما كان يعانيه المواطن من أصول الشمال في أيام الاحتلال البريطاني من تزفير من أرضه وهذا لم يخلق اليأس في نفسيته بل ظل المواطن جنوباٍ وشمالاٍ على تلاق وإيجاد فرص العمل في ما بينهم وكذا الزيارات السرية والعلنية وظل الشعب على أمل تحقيق الوحدة وإنهاء الفرقة والتشتت بين الوطن الواحد وعند قيام الثورة 26 سبتمبر 1962م تلاحم الشعب والثوار في صف واحد للقضاء على الحكم الإمامي وبعد تحقيق ذلك ظلوا صفاٍ واحداٍ من أجل تحرير الجنوب من براثن الحكم الاستعماري البريطاني وساهم الشعب في جنوبه وشماله لقيام برنامج موحد الكفاح المسلح وانتصرت ثورة 14 أكتوبر 1963م في نوفمبر 1967م عند انسحاب آخر جندي بريطاني وبدأ التفكير بتوحيد اليمن شماله وجنوبه.. وسارت اللجان بمهامها وكان الشعب موحداٍ توجد خلافات فقط بين الحكومتين باختلاف الرؤى إلى أن تم تحقيق الوحدة في يوم 22 مايو 1990م كانت فرحة لا توصف حيث اندفعت دموع الفرحة من مقلتي وحينها كنت متواجدة في منزلي أمام شاشة التلفزيون انفرجت أساريري وفرحت وصحت مهللة بهذا الانتصار العظيم وشاهدت الوجوه الفرحة المستبشرة خيراٍ من تحقيق الوحدة.
* اليمن على أعتاب نظام سياسي اتحادي جديد كيف تنظرين إلى مستقبل البلاد في ظل هذا النظام ¿
– نحن مع نتائج الحوار الوطني من أجل بناء اليمن الحديث واتمنى وأن يكون حكم الأقاليم حكماٍ رشيداٍ حقاٍ والمواطنة متساوية.
* ما الذي يجب علينا فعله للحفاظ على الوحدة في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد¿
– علينا أن تعمل معاٍ من أجل تحقيق مخرجات الحوار كأشخاص ومنظمات مجتمع مدني ومؤسسات معنية حكومية وأن نذلل كافة الصعوبات ونضع الرؤى والمقترحات التي تنفذ تلك المخرجات ونمارس التوعية المجتمعية بها.
* مسيرة اتحاد نساء اليمن وتعزيزا لمعنى ودلالات الوحدة الوطنية ولم شمل الأسرة اليمنية¿ ما الدور الذي تلعبونه تجاه ذلك¿
– إيماناٍ من اتحاد نساء اليمن بأهمية وحدة الوطن وتطبيق النهج الديمقراطي التي أشارت إليها مبادئ وأهداف الوحدة وحقوق الإنسان واختيار مسار الوحدة الذي رسمه الشعب بنضالاته فقد جعل اتحاد نساء اليمن أول أهدافه الحفاظ على الوحدة اليمنية والبقاء عليها وتغيير المفاهيم الاجتماعية وزيادة الوعي المجتمعي بها والتوعية بتطبيق القوانين الموضوعة لتحقيق العدالة الاجتماعية بين كافة فئات المجتمع.