الثورة / محمد دماج
تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها للعدوان الصهيوني الحاقد على غزة حيث تم إطلاق مئات الصواريخ على المدن المحتلة في عموم فلسطين. يأتي ذلك بعد أن تم قصف غزة بأكثر من 4000 طن من المتفجرات حسب معلومات الجيش الإسرائيلي بينما وصل عدد الشهداء الفلسطينيين إلى أكثر من 1417 شهيداً و6268 مصاباً يبنهم أكثر من 450 طفلاً و250 امرأة. وارتفعت حصيلة شهداء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، اليوم الخميس، الى 1417 شهيداً ونحو 6268 مصاباً. وبحسب وكالة (سما) الإخبارية، يواصل طيران العدوان الصهيوني قصف المناطق المأهولة في قطاع غزة، وكذلك تدمير المؤسسات المدنية ومشاريع البنى التحتية . وتشير أرقام أوردتها الأمم المتحدة إلى تدمير أكثر من 1000 وحدة سكنية، ونزوح نحو 350 ألف مدني لمراكز الإيواء. وحذر الصليب الأحمر الدولي، أمس الخميس، من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة “سيخرج عن السيطرة بسرعة” في ظل القصف الصهيوني المركز. وبحسب موقع (فلسطين أون لاين)، أعرب المدير الإقليمي للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط فابريتسيو كاربوني خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، عن قلقه على مصير المدنيين في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف صهيوني مكثف يومي. وحذر كاربوني من أن الوضع الإنساني في القطاع “سيخرج عن السيطرة بسرعة”، موضحا أن القصف المتواصل لا يسمح لمنظمته بتوزيع مخزونها من بعض المواد الضرورية . وقال كاربوني إن “الظروف الأمنية لا تسمح لنا بالتنقل بحرية” مضيفا “لا خيار لدينا في حال كان هناك اتفاق (لضمان سلامة العاملين الإنسانيين) سوى أن نثق به” في وقت استشهد خمسة مسعفين من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مذ بدء عملية طوفان الأقصى. وشدد كاربوني على ضرورة إقامة ممر إنساني لإدخال المواد الضرورية والمعدات الطبية والوقود، وهو ما دعت إليه الأمم المتحدة أيضا. ودعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أمس، وسائل الإعلام الغربية، إلى التحقّق مما يصلها من العدو الصهيوني ومصادره، من معلومات ومواد مغلوطة ومزيّفة. ونقل موقع (فلسطين أون لاين)، عن عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق في تصريح صحفي القول: “تابعنا ما وَرَد على صحيفتي واشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز، من تراجع عن رواية قتل المقاومة للأطفال واعتدائها على النساء”. وأضاف الرشق :” فإن العالم سيكتشف زيف الرواية الصهيونية وأكاذيبها، عن فظائع مزعومة ارتكبتها المقاومة الفلسطينية” . وتابع الرشق :” تلك المزاعم لم يثبُت أي رواية منها، ولم يتم تقديم أي دليل ملموس يدعم هذه المزاعم”. وشدد الرشق على أن كل الدلائل تؤكّد احترام المقاومة الفلسطينية، قوانين الحرب، والقانون الإنساني، وحرصها على تجنّب استهداف المدنيين والأطفال والنساء. ونددت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أمس الخميس، بأشد العبارات بالتصريحات الحاقدة التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، والتي أكدت مجدداً أن الإدارة الأمريكية هي راعية الإرهاب الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني. ونقلت وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية عن الحركة في تصريح صحفي، القول: “إن خطاب بلينكن، ومن قبله تصريحات الرئيس جو بايدن، التي تشبه قوى المقاومة في قطاع غزة بتنظيم الدولة (داعش)، هدفها ترهيب أحرار العالم عن دعم شعبنا، وبمثابة ضوء أخضر أمريكي للكيان الصهيوني بتنفيذ إبادة جماعية بحق شعبنا في غزة، وتوفير الغطاء السياسي له للهروب من العقاب والمساءلة.” وأضافت: “إننا في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إذ ندين هذه التصريحات المنكرة والبغيضة، فإننا ندعو القوى الحية في أمتنا العربية والإسلامية إلى رفضها وعدم الخضوع للإرهاب الأمريكي”. وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان، إن مليشيات المستوطنين الإرهابية بدأت بتنفيذ تهديداتها فعلًا على الأرض الفلسطينية، مستغلة الحرب الدائرة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتركيز الإعلامي عليها. وأضاف شعبان في بيان أمس الخميس، إلى إطلاق المستوطنين النار المباشر على المواطنين العزل في قرية قصرة في محافظة نابلس، ما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين، بالإضافة إلى إصابات بليغة أخرى. وأشار أن عمليات استهداف المستوطنين للفلسطينيين ارتفعت في الأيام القليلة الماضية، إلى مستويات قياسية وخطيرة، ليس فقط ضمن المستوى الإحصائي، لكن في إطار خطورة هذه الاعتداءات، وما انطوت عليه من تهديد حقيقي لحياة الفلسطينيين وممتلكاتهم. ولفت إلى أن حكومة العدو الصهيوني من خلال التسليح الكبير الذي أجرته لهذه المليشيات بتسليم أكثر من 20 ألف قطعة سلاح جديدة للمستوطنين، وتقديم تسهيلات أخرى على مستوى صلاحيات إطلاق النار التي منحتها لكل من يحمل السلاح، هيّأت تمامًا لما حدث اليوم في الأرض الفلسطينية، إضافة إلى غياب تام للعدالة الدولية، والتلكؤ المعيب في تنفيذ ما يلزم. وأوضح أن عدد الاعتداءات التي نفذها المستوطنون منذ مطلع عام 2023م بلغت مستوى قياسيًا، مسجلة 1623 اعتداءً، تسببت باستشهاد 16 فلسطينيًا، في ارتفاع خطير عما حدث في عام 2022م وما سبقه من أعوام. وأشار إلى أن هذه الاعتداءات تركزت في مناطق جنوبي محافظة نابلس وشمال محافظة رام الله وشرقها، وجنوبي محافظة الخليل. وأكد أن هذه المرحلة الحساسة تستوجب من الكل الفلسطيني رص الصفوف والتعاضد في مواجهة هذه الاعتداءات، وعدم الاستهانة بتحركات مليشيات المستوطنين، والأهم مواجهتها بكل الإمكانيات والوسائل المتاحة. وشدد على أن متغيرات الميدان هذه الأيام تفرض لزامًا الدفاع بكل الإمكانيات والوسائل المتاحة والعقيدة الراسخة عن وجودنا ومقدراتنا، أمام مغول العصر الجديد. واستُشهد 10 مواطنين فلسطينيين على الأقل، وأصيب العشرات، صباح أمس الخميس، في قصف صاروخي صهيوني على منازل في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، بأن 10 مواطنين استُشهدوا على الأقل بينهم أطفال ونساء في مخيم الشاطئ، عقب قصف طائرة حربية صهيونية بأربعة صواريخ لمنازل متلاصقة ببعضها في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، حيث نقلت مركبات الإسعاف الشهداء والجرحى إلى مستشفى الشفاء، وما زالت أعداد من المواطنين تحت الركام، ومحاولات لإخراجهم وانتشال المواطنين والمسعفين لهم. ويتواصل العدوان الصهيوني لليوم السادس على التوالي، إذ دُمر أكثر من ألف منزل بشكل كامل، وشطبت عائلات كثيرة من السجل المدني. ويتعرض أهالي القطاع لعدوان غاشم تستخدم فيه آلة العدو الحربية من الجو والبر والبحر مئات الأطنان من المتفجرات، التي ألقيت على المنازل والبنايات والأبراج السكنية والممتلكات العامة والخاصة، إضافة إلى قذائف الفسفور الأبيض المحرم دولياً ضد الأبرياء. واقتحمت قوات العدو الصهيوني أمس الخميس مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، وأطلقت قنابل الغاز السام، مما أسفر عن إصابة عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن قوات العدو اقتحمت المخيم، وأطلقت من خلالها قنابل الغاز السام صوب الشبان ومنازل الفلسطينيين، مما أدى إلى إصابة العشرات بحالات الاختناق. وأضافت بأن القوات الصهيونية اعتقلت ستة فلسطينيين من المخيم، وذلك بعد الاعتداء عليهم بالضرب المبرح في منازلهم، وتكسير محتوياتها. وتشهد أنحاء متفرقة من الضفة الغربية والقدس المحتلتين يوميا حملات مداهمة واقتحامات للقرى والبلدات من قبل قوات العدو الصهيوني، يصحبها اعتقالات وإطلاق الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز على الشبان. وأكدّ نائب رئيس المجلس التنفيذي، في حزب الله اللبناني، الشيخ علي دعموش، أنّ “السكوت والوقوف موقف المتفرج عما يجري في غزة واستجابة الدول والأنظمة العربية وغيرها للضغوط والتهديدات الأمريكية هو خيانة كبرى وخطيئة لا تغتفر”. وبحسب ما نقلته وكالة “العهد نيوز” اليوم الخميس، جاء ذلك في كلمة للشيخ دعموش خلال احتفال المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الإسلامية في بلدة بر الياس، والذي تحوّل إلى مهرجان حاشد للتضامن مع أهالي غزة والمقاومة في فلسطين. وقال: إنّ الواجب الشرعي والإنساني والأخلاقي والقومي والديني الذي يقع على عاتق الجميع، وبالأخص على الدول والشعوب والحكومات العربية والإسلامية أمام المأساة الانسانية الجارية في غزة، هو مساندة أهلها وتقديم كلّ أشكال الدعم والمساندة على كل المستويات السياسية والإعلامية والمادية والعسكرية. وأضاف: “لا يجوز أن يبادر الأمريكي والغرب لدعم العدو الصهيوني بكل الوسائل لمواصلة إجرامه بحق الشعب الفلسطيني، بينما تقف الشعوب والحكومات العربية والإسلامية موقف المتخاذل والمتفرج على ما يتعرّض له هذا الشعب في غزة من إبادة جماعية وتدمير كامل من دون أن تحرك ساكنا، خوفًا من الأمريكي”. وتابع: “إننا لن نتخلّى عن مسؤولياتنا باتجاه ما يجري في غزة، وقد أعلنّا بكل وضوح أننا لسنا على الحياد، ونحن على تواصل دائم مع الفصائل الفلسطينية ومع محور المقاومة، نتابع وننسق وندرس كل الخطوات التي يجب القيام بها، ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني”. واستطرد بالقول: “لن ترعبنا البوارج الأمريكية وحاملات الطائرات التي تدفع بها أمريكا إلى المنطقة، ولن تخيفنا تهديدات رئيسها الأخرق، وسنقوم بكل شيء يمليه علينا واجبنا الشرعي والأخلاقي والإنساني والقومي انتصارًا للشعب الفلسطيني، وكل تهديداتهم لا تعني بالنسبة إلينا شيئا”. ورأى الشيخ دعموش أنّ “العمليات التي تقوم بها المقاومة الإسلامية ضد المواقع الصهيونية هي بداية التجسيد الفعلي والميداني لهذا الموقف الواضح والحاسم”. وشدد الشيخ دعموش في ختام كلمته على أنّ “العملية التي قامت بها المقاومة بالأمس على أحد المواقع الإسرائيلية، في منطقة الظهيرة، هي رسالة واضحة بأننا لن نسمح بتغيير قواعد الاشتباك أو كسر المعادلات القائمة، فالقتل بالقتل والدم بالدم، وعلى العدو الخائف والمرعوب والمختبئ خلف الجدران أن يعلم أنّ أي استهداف لبلدنا لن يمر من دون ثمن وسيواجه حتما بالرد الحاسم والمناسب”.