كانت نساء اليمن في قلب ثورة 21سبتمبر شريكات الانتصار وصانعات الوعي وحاميات الجبهة الداخلية من التشظي
قدَّمن كل أشكال الدعم والمساندة للأبطال المجاهدين في ساحات الكرامة والشرف
الاسرة/خاص
الخميس الماضي أشعل الشعب اليمني الشمعة التاسعة من عمر ثورته الشعبية المباركة التي أحدثت تغييراً واضحاً في كُـلّ مناحي ومجالات الحياة على مستوى اليمن وعلى المستويين الإقليمي والعالمي، وسطرت مرحلة جديدة من الحرية والاستقلال الحقيقي والخروج نهائيا من عباءة الوصاية والارتهان والتبعية للخارج.
المرأة اليمنية كانت حاضرة بقوة في هذه الثورة الشعبية وسجلت إلى جانب أخيها الرجل مواقف بطولية في إنجاح وانتصار ثورة الـ21 من سبتمبر وكان لها دور بارز منذ الأيام الأولى للثورة رغم كل التحديات والمصاعب التي اعترضت الثورة على إثر تكالب الأعداء من كل حدب وصوب لإجهاضها في المهد لتواصل المرأة مشاركتها الفاعلة في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم لتكون شريكة في صنع الانتصار الذي صنعه الشعب اليمني بصموده وتضحياته الكبرى وبات قاب قوسين أو ادنى من قطف ثماره.
دور المرأة اليمنية كما تؤكد ذلك عددا من الناشطات والحقوقيات في أحاديثهن لـ”الاسرة” كان واضحا في نجاح ثورة 21 سبتمبر 2014 وهو لا يقل أهميّة عن دور الرجل، فكانت حاضرة في كل مراحل الثورة وكان لصبرها وثباتها وصمودها الاثر البالغ في بلوغ النصر إذ تحملت المرأة النصيب الأكبر من المعاناة والمشقة والألم الذي تسبب به العدوان وطالت تداعياته كل مناحي الحياة.
تقول الناشطة الحقوقية سماح عبدالله: إن نساء اليمن ضربن أروع الأمثلة في التضحية والفداء والإيثار من اجل الدين والوطن والقيم الإنسانية المثلى فدفعت ودفعت بالابن والأب والأخ والزوج إلى ساحات الحرية والكرامة والتصدي الباسل للعدوان ومخططاته ومؤامراته والانتصار للحرية والعزة والكرامة والاستقلال كما كانت شريكة الرجل في نشر وتعزيز الوعي الديني والوطني في أوساط المجتمع وساهمت في فضح العملاء وكشف التضليل الذي مارسه الأعداء على نطاق واسع، واستخدموا في ذلك وسائل وإمكانيات ضخمة لكنها تحطمت على جدار الوعي الذي كان للمرأة دور مشهود في إرسائه في النفوس والعقول.
وتضيف سماح عبدالله في حديثها لـ”الاسرة” لا يمكن لأحد تجاهل دور النساء من حرائر اليمن في رفد الجبهات بالمال والرجال وتقديم كل أشكال الدعم والمساندة للأبطال المجاهدين في ساحات الكرامة والشرف وعملت ولا تزال على تضميد جراحات الجرحى في المستشفيات، متأسية في ذلك بالنساء المسلمات وجهادهن في صدر الإسلام والمراحل التالية من معركة الحق ضد الباطل والشرور..
وتابعت: إن المرأة اليمنية خلال سنوات العدوان التي أعقبت انتصار الثورة الشعبية ظلت متمسكة بموقفها الثوري ضد الظالمين وقدمت قوافل الشهداء واستقبلتهم بكل صبر ولسان حالهن يقول “اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ منا حتى ترضى”، وتحملت شظف العيش في ظل العدوان، وساهمت في إعداد وتجهيز قوافل العطاء لرفد جبهات العزة والكرامة بكل فخر واعتزاز مؤمنة بقضيتها العادلة وحقوق الشعب المشروعة في العيش بحرية وبعيدا عن إملاءات وتحكم العدو بالقرار الوطني ومصادرة ثروات البلد وسيادته .
مواقف جهادية ثورية
سجلت المرأة اليمنية مواقف جهادية كبرى وتحركت بفاعلية وإيجابية لإنجاح ثورة 21 سبتمبر في كُـلّ الاتّجاهات وعلى مختلف الأصعدة والمستويات، وتؤكد التربوية زهراء الحيمي: لقد أنفقت النساء المال وبذلت الأولاد وأغلى ما تملك في هذه المعركة الوطنية الكبرى وساهمت بصنع وإعداد الكعك والخبز والأكل للمرابطين في الجبهات، وكانت حاضرة في معالجة الجرحى وفي تثقيف الناس وتبيين الحق من الباطل فكانت الأم المثالية التي تعي أهمية التضحية من اجل الوطن وكرامة شعبه وكانت الطبيبة التي تدرك أهمية دورها في علاج الجرحى وكانت الإعلامية والكاتبة والصحفية التي أبهرت العالم وأعجزت إعلام العدوّ وأحبطت مخطّطاته وكذبه ودجله وتضليله الإعلامي. وتضيف الحيمي: بهذا التحَرّك والتعاون والتضافر من قبل الجميع رجالاً ونساء وعلماء وحكومة والالتفاف حول القيادة الحكيمة كان النصر وكان انكسار وتقهقر العدو في كافة مجالات المواجهة وها هو يبحث ويستجدي السلام وفق شروط قيادتنا الوطنية التي تضع الشعب ومصالحه العليا في صدارة الأولويات سلما أو حربا.