يتابع الدكتور شاكر الأشول مجريات العملية التعليمة في موطنه الأم رغم غربته عنها لسنوات طوال وبحكم تخصصه وعمله في مجال تكنولوجيا التعليم فانه يرى من محل أقامته في الولايات المتحدة الأمريكية ما قد لا يراه من تفصلهم بضع مترات عن وزارة التربية والتعليم لدينا .
ونحاول معه في هذا اللقاء استعراض تجارب دول يغيرها التعليم خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والتي حصل منها على
الماجستير في تعليم العلوم الثانوية والدكتوراه في التكنولوجيا التعليمية من جامعة بايس في نيويورك والتي عمل بها معيداٍ ومساعد أبحاث ثم التحق بإدارة التربية والتعليم منذ خمسة عشر عاماٍ حيث عمل مدرساٍ وأخيراٍ موجها إداريا وتعليمياٍ .
* هل من الضروري أن تدخل السياسة إلى مجريات قطاع التعليم ¿
– التعليم مثله مثل أي قطاع خدمي حكومي لا يجب أن تدخل السياسة فيه.
قطاع التعليم يجب أن تحكمه وتنظمه الكفاءات القادرة التي ترسم المعايير وتعمل بموجبها بعيداٍ عن التأثيرات الحزبية والتدخلات في التعيينات الإدارية وتدوير الموظفين .
السياسة والحزبية في بلادنا أنهكت الأجهزة الإدارية والقطاعات الخدمية وما يحتاجه اليمن الآن هو التفاف كل الأحزاب حول الوزارات الخدمية وقياداتها لمساعدتهم للنهوض بالبلد ومساءلتهم بمصداقية وبموضوعية وعدم استعداءهم ومهاجمتهم أو مهاجمة سياساتهم على أسس حزبية ومصالح ضيقة .
في النظام الإقليمي
* بالمقارنة مع النظام التعليمي في دول كالولايات المتحدة وبريطانيا هل من حق كل ولاية أو إقليم التحكم بنوعية التعليم والنظام والمنهج الذي يناسبه أم أن الأمر مختلف ¿
– كل ولاية مسئولة عن تعليم أبنائها لكن الحكومة الفيدرالية تضع سياسات تعليمية عندما ترى الضرورة لذلك وتربط سياساتها بالدعم الذي تقدمه للولايات في مجال التعليم .
* لو تحدثنا عن التجربة الأمريكية في جانب التعليم الجامعي والنشاط السياسي داخل الحرم الجامعي ¿
– بالنسبة للنشاط السياسي في الجامعة فللأستاذ والطلاب حرية الانتماء والنشاط السياسي لكن النشاط السياسي هناك يقتصر على دعم أجندة الحزب السياسي ويتركز هذا النشاط ويتكاثف عندما يقترب يوم الانتخاب من كل عام أما ما عدا ذلك فغالباٍ ما يدع الأمريكيين السياسية جانباٍ للالتفاف لأمور حياتهم الأخرى ….
بعكس مجتمعنا حيث يتسيس الجميع ليل نهار ويوماٍ بعد يوم بدون كلل أو ملل وبأسلوب استعدائي .
* ألا يؤثر الانتماء السياسي للطالب على تحصيله العلمي حيث يمكن أن يدخل في عداء مع الأستاذ ¿
– بغض الناظر أن النشاط السياسي أو الطالب – ما يحكم العملية التعليمية هو المهنية ومعايير تقييم الطالب فلا الأستاذ يستطيع أن يرسب الطالب لأنه لا يوافق رأيها ولا الطالب يستطيع أن يسبب مشاكل للأستاذ لأنه سياسي .
الموضوع بسيط… المدرسة او الجامعة لديه أمانة والمعلم وهو يؤديها بغض النظر عن حزبه وانتمائه .
والطالب يدري أنه لا بد له من الاجتهاد والمذاكرة وبالتالي النجاح,
ويعي الطالب أنه لن يرسب لأنه ضد الأستاذ ولن ينجح لأن آرائه موافقة لأراء وتوجه الأستاذ .
* كيف يمكن لنا أن نضمن أن يسير الوضع بصورة سليمة دون تداخل ودون أن يصفي المعلم خلافاته السياسية بواسطة التحصيل ¿
– من خلال إيجاد أنظمة التقييم والمعايير الواضحة بحيث يحدد أسس التقييم وأنظمة المحاسبة والمراجعة الموضوعية العادلة ويعني هذا أن الأستاذ عندما يختبر الطالب يكون معيار الدرجات واضح حتى لا يعطي طالب درجة واحدة وآخر 4 درجات (حسب المزاج) على نفس الإجابة وفي حالة أن الطالب شعر بظلم فيجب أن يكون هناك هيئة تظلم تسارع للبت في موضوعه .
من جانب آخر موازي أيضاٍ يكون هناك عملية تقييم للأساتذة واختباراتهم ومستوى الطلاب في فصولهم, ويمكن ضبط الاختبارات بحيث أن لا تكون عمليات انتقام وأن تأتي مطابقة لما درسه الطلاب وهذا معيار مهني معروف في أفضل المؤسسات التعليمية .
سياق التاريخ
* هل تتطرق المناهج الدراسية في التعليم المعروف بالتعليم غير المنحرف إلى الأديان أو الطوائف المختلفة أم أن هذا متروك للثقافة العامة وهل يتم التأليف للطلاب من قبل أناس لهم أفكار معادية أم أن المنهج موضوع بصورة محايدة ¿
– يتم التعريف بالمذاهب والطوائف والأديان المختلفة في سياق التأريخ ودراسة المجتمعات ويتم التعريف بالمختلف بدون الإشارة إذا كان المختلف مخطئ أو سي ويتم استعراض معلومات فقط وليس طرح آراء .
فمثلاٍ عند الحديث عن المسلمين يتناولون كيف بدأ الإسلام ومعلومات عن الرسول ومعلومات أخرى .
بدون الإشارة إلى وجهة نظرهم من الإسلام ولا يقومون بربط الأحداث يبعضها ففي الحديث عن الإسلام مثال أن لا يحاولوا الربط بين هجوم 2001 والإسلام.
* كيف نجعل تعليمنا في مأمن من خلافاتنا السياسية والثقافية ¿
– لا بد من إيجاد معايير وطنية للتعليم يجمع عليها الجميع وتحتوي على المفاهيم الثقافية المجتمعية التي تعمل على تأسيس مجتمع واحد يحترم الاختلافات ويعتبرها إثراء للمجتمع….
التعليم باستخدام الكتب المدرسية ومزاج المدرس وعقله المسيس لن يساعد في إنشاء ذلك المجتمع الذي ننشد .
شركاء
* وحدها وزارة التربية والتعليم من يتولى هذه المهام الكبيرة آم لابد من شركاء لها ¿
– يتردد على مسامعنا أنها وزارة التربية والتعليم وأنها قدمت التربية لأهميتها ولدور المؤسسات التعليمية فيها ولكنا نلاحظ هذه الأيام غياب دوري التربية والتعليم الفاعل….وبالتالي… المفاهيم المدنية وثقافة التعايش والاحترام والمشاركة يجب أن تمنهج وتمارس وتطبق في المدرسة .
وذلك يتأتي من خلال معاملة المدرس أو المدرسة للطلاب ومن خلال الأنظمة التي يحددها المعلم أو المعلمة لأسلوب التعاون والتعامل والمشاركة والعمل الجماعي والاحترام المتبادل بين الطلاب…
ولكن يجب التأكيد أنه الطالب يبقى عرضةٍ لتأثيرات أخرى قد تكون أقوى من ناحية تكوين شخصيته وأفكاره وتتمثل تلك في المسجد أو المؤثرات الاجتماعية أو السياسية من حوله.