أبيض وأسود ¿!

فكري قاسم


 -  مع أنني من عشاق قوس قزح ومن جيل الشاشة الملونة والوجوه الملونة أيضا إلاö أن حنينا غريبا يجتاحني عند مشاهدتي لأي شيء أبيض وأسود.
مع أنني من عشاق قوس قزح ومن جيل الشاشة الملونة والوجوه الملونة أيضا إلاö أن حنينا غريبا يجتاحني عند مشاهدتي لأي شيء أبيض وأسود.
الافلام الوثائقية..الصور التذكارية القديمة .. أفلام شارلي شابلن ومسرحيات يوسف وهبي وأغاني السيدة أم كلثوم.
علاقتنا بالأبيض والأسود ايضا مرتبطة بالقرح . في مراسيم الزفاف العروس تلبس فستانا ابيض وطرحة بيضاء والعريس يلبس بدلة سوداء وقميص أبيضليعيش الاثنان من بعد شهر العسل أياما سوداء .. ويا دار ما دخلك ضحك !
أمور كثيرة في حياتنا تحتاج إلى فلسفة الأبيض والأسود ـ بعيدا عن حلول “ثلثين بثلث” . سبب متاعب الكثيرين أننا ملخبطين حد التوهان .. نعبر يوميا من بوابة الحياة و نلتقي مئات الوجوه ونصافح مئات الأيادي ولا نأبه إلى لون السماء مقتنعين أن كل يوم ولها شمس وريح .
لا أدري لماذا أكتب هذا .. وما هي علاقتي بالألوان أنا لست رساما ولا حتى “كوافيرة” . لكن الحكاية على ما يبدو أننا كشعب نعيش حالة تخبط .. ولم نحسم كثيرا من أمور حياتنا إذ كلما حاول احدنا أن يبدو مرتبا في خياراته “تعتجن علينا الشغلة” وتختلط الألوان ونخرج دائما محيط رمادي! وهذا الأخير ـ عند الشعراء ـ لون الكئابة مايجعل منا شعبا كئيبا في الغالب ¿!
وفي المثال يقولون: “القرش الأبيض ينفع لليوم الأسود” لكن إذا أصبحت الأيام في الغالب سوداء فإننا بحاجة إلى أن يتحول البنك المركزي بأكمله إلى مصنع لـ”الجص”وكله في النهاية بياض وجه!
لا أرى ضرورة كي أحدثكم الآن عن القلب الأبيض القلب الأسود .. لكن في حياة الشعوب كلها توجد صفحات بيض وصفحات حالكة السواد كهذه التي نعيشها الآن

Fekry19@gmail.com

قد يعجبك ايضا