في كلمته من محافظة عمران أرسل الرئيس المشاط رسائله بمختلف الاتجاهات، وبعد أن حيا أبناء المحافظة العزيزة، وشكر جهودهم المشهودة في التصدي للعدوان، ومشاركتهم الفاعلة في الذود عن الدين والوطن، كشف الرئيس عن إنجازات جديدة على المستوى العسكري، وفاضحاً مخططات السفارة الأمريكية ضد بلادنا على المستويات الإعلامية والتنظيمية والحقوقية وغيرها.
في الحقيقة كانت كل فقرات هذا الخطاب مهمة، وبحاجة للحديث عنها بشكل مستقل، بدءا بالتجربة الصاروخية في البحر الأحمر، وهي تجربة حسب الرئيس ناجحة وبأفضل التقنيات التي تم التوصل إليها، وهنا يضع العدو ألف خط، وهو الذي يرصد بالتأكيد التجارب الصاروخية ويحسب لها ألف حساب، وسابقا كان الرئيس قد كشف عن صواريخ ارض بحر دقيقة في الإصابة وتتبع الأهداف المتحركة، وتصل إلى نقطة في المياه اليمنية، بل في البحر الأحمر، وصولاً إلى أبعد نقطة فيه.
هذه التجربة تقول إن القوات المسلحة اليمنية، لم تذهب مع إقرار الهدنة وما تلاها من خفض التصعيد إلى الراحة ولم تخلد إلى النوم، بل ظلت يقظة متحفزة، وبالذات في مجال التصنيع العسكري، والتطوير الحربي، لتمسك بزمام الأمور في أي تصعيد قادم، سواء بدأه العدو، أو جاء رداً على المماطلة الخبيثة لقوى العدوان في تنفيذ استحقاقات السلام الأساسية والمتعلقة بالملفات الإنسانية، ورفع الحصار وفتح المطار والموانئ وتسليم رواتب الموظفين وإطلاق الأسرى.
استخدام أحدث التقنيات في التجربة الصاروخية يعني أن الاستعدادات أكبر مما يتخيله العدو، وحديث الرئيس أنها أربكت القوى الأجنبية في البحر الأحمر، هذا يعني دقة رصد العدو وردود فعله إزاء هذه التجارب، وفي مرات سابقة وتجارب صاروخية بحرية، كان العدو عبر الوسطاء يسأل عما يجري، فيتم وضعهم في صورة أنها تجارب صاروخية ببساطة، اليمن لن تغمض عينيها عن مؤامرات الأعداء، ولن تتوقف عن تطوير قدراتها العسكرية.
في السياق العسكري أيضاً، كشف الرئيس المشاط عن معركة بحرية دارت في الأيام الماضية ضمن معادلة منع نهب الثروة، بالتحديد في سواحل عدن على خليج عدن، هناك حيث وصلت اليد الطولى للقوات المسلحة، بالطائرات المسيّرة، والصواريخ، ومنعت سفن اللصوص من مواصلة نهب الثروات الغازية، وتم إبلاغ الشركة المالكة لسفينتي سينمار جين، وبوليفار، أنه سيتم ضربها إذا حاولت الدخول لنهب الغاز اليمني، وكانت التحذيرات جدية، لتضع التحذيرات حداً لأربع محاولات باءت كلها بالفشل، وانتهت بمنعهات من الوصول إلى ميناء عدن، وهذه رسالة لكل من تسول له نفسه أن يواصل نهب خيرات بلدنا في ظل انقطاع رواتب الشعب، ومنعه من الحصول على أبسط الخدمات، وتحويل ثرواته النفطية والغازية، لتامين سبل العيش الكريم.
هنا نقطة مهمة جدا، يتم المرور عليها عادة مرور الكرام، وهي أن معادلة نهب الثروة، وإن كانت معادلة داخلية، إلا أنه يمكن أن تتطور لتصبح إقليمية، لمنع الأعداء من الاستفادة من ثرواتهم، حتى ينعم شعبنا بثرواته، وقد كان السيد القائد عبدالملك الحوثي واضحاً عندما حذر الرياض، بمعادلة نيوم والاستثمارات الاقتصادية مقابل عيش كريم لشعبنا، ووقف معاناته، ويمكن أن تدخل حيز التنفيذ في أي لحظة، ولا يوجد ما يمنعها أو يقف بوجهها. والأمر ليس مزحة!!!
أمام هذه المعطيات وما تضمنته من رسائل، فإن البلاد تدخل فعلياً في مرحلة جديدة، ويجب على السعودية والإمارات أن تعي جيدا طبيعة هذه التحذيرات، وجديتها، وإمكانيتها أيضاً، فلن تنفعها واشنطن عندما تصل النيران إلى مرتكزات الاقتصادات الهشة لديها. وقد أعذر من أنذر.