أول دولة عربية وإسلامية تفعّل المقاطعة الاقتصادية رداً على إحراق القرآن الكريم
رسمياً.. اليمن تقاطع المنتجات السويدية
المقاطعة للسلع والمنتجات السويدية شملت 30 وكالة سويدية و100 علامة تجارية والبدائل متوفرة لجميع السلع
شركات اوريفليم (Oriflame)..إلكترولوكس..شركة أريكسون السويدية.. أسترازينيكا السويدية.. الأبرز في الوطن العربي
السعودية في المرتبة الأولى عربياً للدول التي تستورد من السويد لعام 2022 بقيمة تبلغ حوالي 1.277 مليار دولار
ثم الإمارات بـ 803.8 مليون دولار أمريكي
لتليها مصر بإجمالي 886.3 مليون دولار
تعد المقاطعة الاقتصادية أُسلُـوباً نموذجاّ سلاح فعَّالاً لمواجهة الإساءَات المتكرّرة لتلك الدول وانتهاكاتها للمقدسات الإسلامية، والتي زادت في الفترة الأخيرة نتيجة السكوت وعدم تبني الشعوب الإسلامية خيار المقاطعة الاقتصادية لمنتجاتها؛ باعتبارها السلاح المتاح للجميع والأكثر إيلاماً للدول المنتهكة لأَنَّهم يعرفون أن المقاطعة تؤثر على وضعهم الاقتصادي، خُصُوصاً أن السوق الكبيرة لمنتجاتهم هو العالم الإسلامي، لذلك وكعادته يتصدر الشعب اليمني المشهد معبراً عن موقف صارم من كل من يقترف أي إساءة بحق الرموز الإسلامية، وفي مقدمتها القرآن الكريم والرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ،وكان موقف اليمن واضحا ومرتكزا على إرادة شعبية واسعة عكستها مسيرات شهدتها كل المدن في ربوع البلاد أكدت رفضها للإساءات الغربية المتكررة للدين الإسلامي والمقدسات وآخرها حرق نسخ من المصحف الشريف في كل من السويد وهولندا والدنمارك وتوجت هذا الغضب الشعبي، بالمطالبة بالمقاطعة الاقتصادية ،وسرعان ما استجابت الحكومة اليمنية وأعلنت المقاطعة الاقتصادية الشاملة للبضائع السويدية، ومنع استيراد البضائع وعدم منح تصاريح جديدة للاستيراد بالتنسيق مع القطاع التجاري.
الثورة / أحمد السعيدي
الإساءات متكررة والمقاطعة الحل
في شهر سبتمبر 2005م، نشرت صحيفة دنماركية رسومًا مسيئة طالت النبي محمد، فجّرت هذه الإساءات احتجاجات كبرى في العالم الإسلامي لم يُشهد لها مثيل، خاصة أنها طالت رمز من أقدس مقدسات الإسلام، تبعت موجة الاحتجاجات تلك مقاطعة اقتصادية كبيرة للمنتجات الدنماركية والمنتجات الأوروبية بشكل عام، وبالتوازي مع الغضب الشعبي تحرّكت حكومات العالم الإسلامي دبلوماسيًّا من أجل إيقاف الرسوم المسيئة والاعتذار من الشعوب المسلمة، ولم تكن حادثة الرسوم المسيئة عام 2005م هي الأولى والوحيدة في مسلسل الإساءات الغربية على الرموز الإسلامية، لكنها كانت نقطة فارقة في طريقة تعامل المجتمع الإسلامي مع مسّ رموزه وإهانة مقدساته، وبين عام 2005 ويومنا هذا شهدنا العديد من حالات الإساءة، بالتوازي مع انتشار «الإسلاموفوبيا» في العالم، وهو الأمر الذي عزّزه الإعلام الغربي، حيث تمَّ ربط الإسلام والمسلمين بحوادث الإرهاب والاعتداءات وتنميطهم بصور سلبية، فمنذ أيام قام اليميني المتطرف راسموس بالودان، زعيم حزب «الخط المتشدد» الدنماركي، بحرق نسخة من المصحف الشريف قرب سفارة تركيا بالعاصمة السويدية ستوكهولم، وسط حماية مشددة من الشرطة التي منعت اقتراب أي أحد منه أثناء ارتكابه فعلته، وأثارت الحادثة غضبًا بين أوساط المسلمين وإدانات من دول عربية وإسلامية اعتبرتها «عملًا استفزازيًّا لمشاعر المسلمين»، تبعه زعيم جماعة بيجيدا المتطرفة المناهضة للإسلام في هولندا، إدوين واجنسفيلد، الذي أحرق نسخة المصحف بعد تمزيقها وتدنيسها في لاهاي، وشارك المتطرف واجنسفيلد مقطعًا مصوّرًا ينقل فعلته الاستفزازية التي وقعت أمام مبنى البرلمان في لاهاي، تبع هذه الاعتداءات والانتهاكات احتجاجات في عدّة دول إسلامية، وأصدرت العديد من الحكومات تنديدًا بما جرى ويجري من تعدٍ على رموز المسلمين ولكنها لم تفعل المقاطعة الاقتصادية بالشكل الذي يجعل المعتدين على المقدسات الإسلامية يعتذرون ويمنعوا وقوع مثل تلك الحوادث، فبعد انطلاق حملة إسلامية واسعة لمقاطعة المنتجات السويدية والهولندية؛ حذر رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترشون، من دعوات مقاطعة دول إسلامية للبضائع السويدية، وقال في حديث نقله التلفزيون السويدي: “ من الواضح أن هذا قد يكون سيئاً للغاية بالنسبة للشركات السويدية”، وكل ذلك نظراً للأرباح الخيالية المهولة التي يجنيها أعداء الإسلام من استهلاك المسلمين لمنتجاتهم , تبقى المقاطعة الاقتصادية هي السلاح الفتّك الذي سيعصف بهم , ويلقّنهم درساً لن ينسوه.
اليمن تفعٌل المقاطعة
اليمن كانت أول الدول العربية والإسلامية تفعيلاً للمقاطعة الاقتصادية حيث أن وزارة الصناعة والتجارة في حكومة صنعاء في وقت سابق أعلنت أن قرار مقاطعة المنتجات والبضائع السويدية دخل حيز التنفيذ اليوم ردا على الإساءات المتكررة للمقدسات الإسلامية وأن مصلحة الجمارك والهيئة العامة للمواصفات معنية بمتابعة تنفيذ القرار بعد حظر المنتجات السويدية، وأكدت الوزارة أن إدارتا العلامات والوكالات التجارية أنجزتا قائمة المقاطعة للبضائع السويدية وسيتم موافاة الإعلام بها كاملة” حيث أن قائمة الوكالات تتجاوز 30 وكالة سويدية و100 علامة تجارية وأن المقاطعة للسلع والمنتجات السويدية ماضية والبدائل متوفرة لجميع السلع والمنتجات، ويأتي هذا الإجراء يأتي تنفيذا لقرارات سابقة أصدرتها الوزارة بتوجيهات من القيادتين الثورية والسياسية والتي نصت على حظر جميع السلع ذات المنشأ السويدي، سواء التي يتم استيرادها مباشرة من السويد أو التي يتم استيرادها عبر دول أخرى إلى الجمهورية اليمنية، كما نصت بإلغاء وشطب الوكالات المسجلة لدى الوزارة للسلع والمنتجات والخدمات ذات المنشأ السويدي، وكذا إلغاء وشطب تسجيل فروع الشركات والبيوت الأجنبية التي تعمل باسم أو لحساب شركة، أو بيت أجنبي سويدي، وقضت تلك القرارات أيضا بإلغاء وشطب العلامات المسجلة بأسماء منشآت أو شركات سويدية أو أي علامة توضع على السلع والمنتجات والخدمات ذات المنشأ السويدي، وحظر استقبال أي طلبات أو معاملات متعلقة بأي وكالة أو علامة تجارية ذات ارتباط بالسلع والمنتجات والخدمات ذات المنشأ السويدي.
موقف المطبعين
كل ذلك وكالعادة تقف الأنظمة المطبّعة مع العدو الصهيوني وقوى الاستكبار العالمي، موقف المتفرج وكأن القرآن الكريم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم والمقدسات الدينية لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد مهما بلغ إجرام الأعداء وبرز حقدهم على الإسلام ورسول الإنسانية، في حين أن الشعب اليمني، الذي ما يزال يدفع ضريبة مواقفه تجاه قضايا الأمة، يأتي في مقدمة الصفوف للدفاع عن الدين والعقيدة ومساندة القوى الحية وأحرار العالم ومظلومية المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، واعتبر قائد الثورة إحراق المصحف الشريف وإعلان العداء للإسلام، استفزازاً كبيراً لمشاعر المسلمين، لافتا إلى أن اللوبي الصهيوني يتصدر أكبر نشاط معاد للإسلام والقرآن في الساحة العالمية، ودعا قائد الثورة في كلمته بمناسبة جمعة رجب، إلى مقاطعة بضائع ومنتجات الدول التي تتبنى رسمياً فتح المجال أمام التصرفات العدائية المسيئة للإسلام والمسلمين واستهداف أقدس المقدسات، يأتي ذلك في ضوء المسؤولية الدينية الواقعة على عاتق الشعب اليمني بمختلف توجهاته ومؤسساته لمواجهة الممارسات المنتهكة للمقدسات الإسلامية والمزدرية للإسلام بصورة عامة التي ازدادت مؤخراً نتيجة تخاذل الدول الإسلامية وعدم اتخاذها إجراءات رسمية لمواجهتها بقطع العلاقات الدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية لمنتجاتها سيما وأن الدول الإسلامية تعتبر ضمن أكبر المستوردين للمنتجات الغربية.
الدول المعنية بالمقاطعة
ومن منظور تجاري، تعتمد السويد على صادراتها إلى العديد من الدول العربية، فوفقًا لقاعدة بيانات الأمم المتحدة “كومتريد“، الدول العربية العشر الأولى من حيث قيمة التجارة لصادرات السويد في عام 2022م كالتالي: تأتي السعودية في المرتبة الأولى عربيا للدول التي تستورد من السويد لعام 2022م، بقيمة تبلغ حوالي 1.277 مليار دولار، لتليها مصر بإجمالي 886.3 مليون دولار، ثم الإمارات بـ 803.8 مليون دولار أمريكي، ثم المغرب بـ333,4 مليون دولار، ثم قطر بـ 328,6 مليون دولار، ثم الجزائر بـ 299,3 مليون دولار، ثم سلطنة عمان بـ 160,3 مليون دولار، ثم تونس بـ 83,4 مليون دولار، ثم الكويت بـ 81,8 مليون دولار ، وأخيراً في المرتبة العاشرة العراق بـ 75,8 مليون دولار أمريكي.
المنتجات السويدية
وهناك منجات مجموعة من الشركات والمنتجات السويدية التي تدخل إلى الأسواق العربية والمحلية أهمها ما يلي:
منتجات شركة اوريفليم(Oriflame) السويدية: وهي مجموعة شركات خاصة بصناعة مستحضرات التجميل، لها العديد من الفروع في مصر ودول الخليج.
منتجات شركة إلكترولوكس السويدية: وهي شركة مختصة بصناعة الأجهزة المنزلية المختلفة من مجمدات، أفران، مكيفات هواء، كذلك الأجهزة المنزلية الصغيرة وغيرها، كما تنتشر منتجات هذه الشركة في ما يزيد عن 120 دولة لتكون دول الخليج ومصر أحد المستوردين لمنتجاتها.
منتجات شركة أريكسون السويدية: هي شركة رائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تمتلك عملاء لها في 180 دولة حول العالم ومنها دول الشرق الأوسط.
منتجات شركة أسترازينيكا السويدية: هي شركة أدوية بيولوجية، ينتشر نشاطها في أكثر من 100 دولة ومن ضمنها بعض دول الوطن العربي.
منتجات شركة سكانيا السويدية: وهي شركة رائدة في مجال النقل البري والبحري، ولا سيما صناعة الشاحنات والمحركات البحرية، بينما منتجاتها يتم استيرادها بقوة من قبل الدول العربية ودول الشرق الأوسط.
منتجات شركة فولفو السويدية: هي شركة رائدة في النقل البري، فهي مختصة بتصنيع الشاحنات والسيارات والحافلات، كذلك آلات البناء. أما بالنسبة لمنتجاتها فهي منتشرة تقريبًا في غالبية دول الشرق الأوسط.
منتجات شركة تتراباك السويدية: هي شركة مختصة بمعالجة الأغذية، ثم تعبئتها وتغليفها، وأهم منتجاتها هي (الألبان، والمشروبات، الأجبان، الخضروات، كذلك أطعمة الحيوانات وغيرها). في حين أن صادراتها تجاوزت الـ 160 دولة من ضمنها عدد كبير من الدول العربية.