جهادُ كلماتِكَ عتادٌ كافٍ

إبتهال محمد أبوطالب

 

شنَّ تحالفُ العدوان حربًا على اليمن، بقيادة الشيطان الأكبر وأدواته، فاستهدف كلَّ شيء، وارتكب ألوان الجرائم الوحشية التي يندى لها التاريخ،
فكان لخطاباتكَ سيدي حسن نصر الله، وملازم السيد حسين، ومحاضرات السيد عبدالملك، ومؤازرة نصير آل البيت الشيخ العلامة عبدالله الرزامي المرشد والمعين للمجاهدين في اليمن.
ففي ظل العدوان الظالم وقفتَ سيدي حسن نصر الله شامخًا مدافعًا عن اليمن ومظلوميته، ومناهضًا للعدوان وطغيانه، كان لخطاباتِكَ التأثير الكبير والعامل المُحفز للمجاهدين اليمنيين في شتى معاركهم.
خطاباتُكَ سيدي حسن نصر الله أضافت إلى إيمان المجاهد اليمني إيمانًا مُضَاعفًا وإرادةً متواصلة.
عندما قلتَ سيدي في خطابٍ من خطاباتِك النيِّرة: يا «ليتني كنت معكم…» ألا تعلم أنكَ كنت معنا في شتى تحركاتنا الجهادية؟! ألا تعلم أنَّ خطاباتِكَ ومواقفَكَ مع اليمن تُتنَاقلُ في شتى المعارك والجبهات، يسمعها ويتناقلها المجاهدون ويثنون عليك امتنانًا بمواقفك العظيمة؟!
ألا تعلم أنَّ عباراتِ خطاباتِكَ أصبحت عبارات من ذهبٍ مبروزة في منازلنا ومواقعنا العسكرية؟!
ألا تعلم بأنَّ كلماتِك كانت البلسم لجراح كلِّ مصاب؟!
ألا يكفي هذا سيدي ومولاي؟! إنّ كلَّ كلمةٍ، بل كل حرفٍ ساندتنا به مثg جندي كامل العتاد والعدة.
فأنتَ لم تكن معنا فقط، بل بعثت معك إلينا مئات الكتائب العسكرية من خلال خطاباتك التأييدية التي انهالت علينا بردًا وسلامًا وعلى العدوان غيظًا وانتقامًا.
حقيقةً نحن من نقول: ياليتنا حبرٌ من مدادِ قلمِكَ، أو رصاصةٌ في عتداد سلاحك.
لقد كنتَ معنا بجهادِ الكلمةِ، بجهادِ الموقفِ، وفي هذا أقولُ:
جهادُ كلماتِكَ عتادٌ كافٍ
لمعاركنا خيرالسندِ
أوهنتَ العدو فتكالب
متخبطًا ذلَّ الهزيمةِ والنكدِ
لكَ منَا كلُّ شكرِتحيةٍ
بكلِّ زمنٍ موصول بلا أمدِّ
ملفوفٌ بأريج حبٍّ وماذاك
بكافٍ بحقك- سيدي- مدى الأبدِ
وقفتَ مع اليمنِ المظلومِ في الوقتِ الذي أبكمتْ الأنظمةُ ألسنتَها، وأصمتْ آذانَها؛ انصياعًا وولاءً لزعمائها الشياطين.
لطالما كانتْ توجيهاتُكَ للأنظمةِ العربيةِ بالتنبه بمكائد الأعداء-إسرائيل وأمريكا- فلم تلبِ نداءك، فكانت عاقبةُ تلك الأنظمةِ تجرع ألوانِ الخزيِّ في الدنيا والعواقب الوخيمة للتطبيع.
أنتَ من أكدتَ قولَ الخامنئي في قوله عن حرب اليمن: «في هذه الحرب-حرب اليمن-سيمرغ أنوف آل سعود في الوحل» وبالفعل كان هذا هو الواقع الأكيد،
فقد مرغنا، ومازالنا نمرغ أنوف آل سعود وأوليائهم في الوحل، كما مرغتَ ومازالت تمرغُ أنوفَ إسرائيل وأتباعهم في انتصاراتِكَ السابقةِ وانتصاراتك المستمرة.
وجهتنا، أيدتنا، أرشدتنا بقولك في خطاب من خطاباتك: «ثقوا بالله عز وجل، وتوكلوا على الله سبحانه وتعالى، واعيروا جماجمكم لله وتدوا في الأرض أقدامكم، والله لن يترككم، ولن يخذلكم، وسينصركم على هؤلاء الطغاة المتوحشين”
يالها من توجيهات قرآنية! مثلها مثل توجيهات الإمام علي- عليه السلام- لابنه محمد بن خوله الحنفية عندما أعطاه الراية يوم الجمل، عندما قال له: «تزول الجبال ولا تزل، عض على ناجذك، أعر الله جمجمتك، تد في الأرض قدمك، ارم ببصرك أقصى القوم، وغض بصرك، واعلم أن النصر من عند الله سبحانه»
إن قولك: إن لم يكن الشعب اليمني من العرب فمن العرب؟!
وضعناه في ثنايا قلوبنا، اعتزازًا به وبمواقفكَ معنا، لك منا كل عبارات الثناء والتقدير، وكل كلمات الشكر والامتنان.
لقد قلت بملء الفم في مقابلة لك: أنا مع الشعب اليمني، أنا مع أنصار الله… فمن يفرح يكون مع مَن؟!
مَن يتشرف يكونُ مع مَنْ؟!
لنا الشرف سيدنا، لنا الفخر قائدنا، أن نكون نحن معك يا ولي الله، فإني والله أرى فيكَ آيات الله في المؤمنين متجسدة، فاتجاه الرسول اتجاهكَ، ومنطق الإمام علي منطقك، ودفاع الإمام الحسين دفاعك، ورؤية الإمام الحسن رؤيتكَ، فكيف لانتولاك ونتشرفُ بمعيتكَ؟! كيف لا نكون مع سفينة ننجو بها من الغرق والضلال؟! كيف لا نستضيء بنجوم طمستْ ظلامَ الظلمِ، وواجهت طغاة العصر، بإيمان قارب إيمان الأنبياء وقوة إرادة وافقت إرادة الأصفياء.
أنتَ من قلت في خطاب لك: حربٌ عربية على مَن؟!
على شعبٍ عربي على العرب الأقحاح، انظروا إلى سحنتهم، انظروا إلى لهجتهم، إلى لغتهم، إلى شعرهم، إلى أدبهم،إلى بلاغتهم، إلى فصاحتهم، وانظروا إلى شهامتهم، وشجاعتهم، وحماستهم، وإبائهم للضيم، ونخوتهم، وغيرتهم.
في الحقيقة سيدي، إنا نراكَ بسحنتكَ البهية، ولهجتكَ البازورية اللبنانية، ولغتكَ العربية، وأشعار خطاباتكَ التوجيهية، وبلاغتكَ السجية، وفصاحتكَ الأدبية، وشهامتكَ الوفية، وشجاعتكَ الجلية، وحماستك الأبية، وإبائك لكل الأنظمة الضمية، ونخوتكَ الأخلاقية، وغيرتكَ الإسلامية، نرى كل ذلك فيك
فسلام الله عليكَ، سلامٌ سلام.

قد يعجبك ايضا