مثلث الكوارث !! (4)

عبدالله الأحمدي

 

أباطرة البترو/دولار، يعترفون بأنهم من مولوا الحروب لتدمير أوطان العرب والمسلمين، بل إنهم مولوا حروب أمريكا في كثير من بقاع الأرض مثل ثوار الكونترا في نيكاراجوا الموالين لأمريكا، لكنهم لم يقدموا البدائل والتعويضات عما دمروه في أوطان العرب والمسلمين التي مازالت تتعرض للتدمير من قبلهم.
وزير خارجية قطر السابق ابن جاسم يعترف بقوله: (نحن دمرنا مصر وليبيا وسوريا واليمن وبأمر من أمريكا، واليوم يتم تدمير السودان بنفس الطريقة بس الأداة القذرة هي الإمارات).
بس ابن جاسم نسي تدمير افغانستان، وما لعبت دول الخليج من دور في حروبه سابقا ولاحقا.
الانقلابي محمد بن سلمان الملك غير المتوج لمملكة بني سعود، وفي مقابلة مع مجلة الواشنطن بوست في ٢٢ مارس ٢٠١٨م قال فيها : “إن نشر السعودية للوهابية لم يكن خالصا لوجه الله، وإنما كان استجابة لمطلب أمريكي لتوظيف الإسلام لخدمة المصالح الأمريكية” !!
وقال إن هذا كان نتيجة لصفقة سياسية أبرمتها أمريكا مع السعودية ومصر وباكستان، وإن تسويق هذا الفكر الديني المتشدد كان فقط لخدمة المعركة ضد الاتحاد السوفيتي !!
القضية أن العرب لهم ذاكرة مثقوبة، وينسون كثيرا، ولا يجيدون صناعة الأصدقاء، ولا يحتفظون بأصدقائهم؛ ويتنكرون للجميل.
كان السوفييت يقدمون السلاح والمشاريع للعرب، لكن العرب في المعظم يقابلون تلك المشاريع بالنكران والتآمر مع الغرب ضد السوفييت، فأعظم مشروع في مصر، وهو السد العالي في أسوان، كان بتمويل من السوفييت؛ بعد أن رفض الأمريكان والغرب تمويله، لكن حكام ما بعد عبدالناصر تنكروا للسوفييت، وذهبوا يحاربونهم في كثير بلدان.
السوفييت انسحبوا من افغانستان، ودخلت “فضائل” ما سُمي بالجهاد بالحروب البينية لتدمير ما بقي من بنية تحتية في البلاد.
استولت طالبان على السلطة وطردت الأفغان العرب الذين تفرقوا في كثير أقطار، عاد بن لادن إلى السعودية، ثم طُرد منها مع كثير من أعوانه، وذهب إلى السودان، وهناك طاردته أمريكا، وضربت منشأة كان قد أسهم في إنشائها أسامة بن لادن، فهرب إلى أفغانستان، ومن هناك لحقته تهمة ضرب برجي التجارة العالمية في أمريكا.
الجماعات الدينية كانوا مخترقين من قبل المخابرات الأمريكية، تنفذ بهم ما تشاء.
ففي ٢٠٠٣م غزت أمريكا أفغانستان على إثر أحداث الـ ١١ من سبتمبر، وتعاون معها أمراء الحرب، بل إن الأفغان طاردوا العرب الذين كانوا هناك، سلبوا ما لديهم من أموال، فهرب أسامة بن لادن إلى باكستان، وهناك طاردته المخابرات الأمريكية بالتعاون مع الباكستانيين، ثم قتلته أمريكا في غرفة نومه بانزال جنود كوماندوز إلى المنزل الذي كان يسكنه، وأخذت جثته – كما قالوا – ورمتها في البحر، وهذا كلام لا يُصدَّق.
بعد غزو أمريكا لأفغانستان صمتت أصوات الإخوان المسلمين، كما صمت الحكام الذين حشدوا لحرب السوفييت في أفغانستان.
أمريكا هي الحاكم لكل الحكام العرب ومعهم الإخوان الذين تديرهم أمريكا كما تشاء، وتنفذ مشاريعها بهم.
بقيت طالبان تحارب الاحتلال الأمريكي والغربي إلى أن أرغمت أمريكا على الجلوس معها، والانسحاب من أفغانستان.
سلمت أمريكا أفغانستان لطالبان التطرف والإرهاب، ضاربة عرض الحائط ما تدعيه من حقوق الإنسان، وبدأت طالبان فصلا جديدا من قتل الناس والتضييق على النساء وقتلهن رجما، ومنعهن من التعليم والخروج من المنازل، وفرض الجلباب عليهن، وهذا ما تريده أمريكا والغرب، وقد شاهد العالم كيف رجمت طالبان الطيارة (فيروزي) أمام أعين العالم.
طالبان وغيرها من الحركات الدينية والحكام العرب هم أدوات أمريكا في قتل الشعوب وقهرها، ونهب ثرواتها، ومن يخرج عن خط أمريكا يتم قتله بلا رحمة من أمثال أسامة بن لادن والزرقاوي والسادات، والملك فيصل، وغيرهم من الأدوات القذرة.

قد يعجبك ايضا