المقاطعة للبضائع الأمريكية والصهيونية.. السلاح السهل والفعال والقوي

 

الشهيد حسين بدر الدين الحوثي تبنى في إطار المشروع القرآني الصرخة والمقاطعة كركيزتين أساسيتين
السيد عبدالملك في كل خطاباته يؤكد على المقاطعة باعتبارها موقفاً وسلاحاً فعالاً ويدعو الأمة لذلك
العرب يمتلكون سلاح النفط وسلاح المقاطعة الاقتصادية والمقاطعة التي ستؤثر اليوم على الأعداء بشكل مباشر
أكاديميون:
المقاطعة للبضائع الأمريكية والصهيونية ستؤثر على الأمريكيين والصهاينة وهي ترجمة عملية للصرخة
المقاطعة تكبد الأعداء خسائر كبيرة، وتفعيلها سيزيد من أزمات التضخم في أمريكا والدول الغربية
المقاطعة مع الاضطرابات المالية في أمريكا والأزمات الغربية الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية ستحدث آثارا فاعلة على الأعداء

الثورة /إدارة التحقيقات

لقد أتى المشروع القرآني ليحصِّن المجتمع الإسلامي من الداخل، وينهض به، وينير دربه في مواجهة الاستهداف والحملات التضليلية، والمؤامرات بكل أشكالها وأنواعها، برؤيةً مستوحاة من القرآن الكريم، وقد تبنى الشهيد القائد الكثير من المواقف في إطار توجهه القرآني، كان من أبرزها إطلاق شعار البراءة من أعداء الأمة، ومقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية والإسرائيلية.
وقد خصص الشهيد القائد مساحة واسعة في الحديث عن المقاطعة في محاضراته ودروسه باعتبارها سلاحا مؤثرا وفاعلا، وباعتبارها موقفا قويا لا بد على الجميع أن يتبناه، والمقاطعة للبضائع الصهيونية والأمريكية عقيدة أساسية مثلها مثل الصرخة في وجه المستكبرين.
المقاطعة للبضائع الأمريكية والصهيونية هي أول تحَرّك عملي ناجح قدمه الشهيد القائد لانتشال الأُمَّــة من واقع الذل والهوان الذي تمر به، واعتبره ترجمة عملية لموقف العداء لأمريكا وإسرائيل، ولقد أثبتت الأحداث بأن المقاطعة الاقتصادية التي تبناها الشهيد القائد هي أُسلُـوب نموذجيّ وسلاح فعَّال لمواجهة الأعداء، وهي غزو لهم إلى عقر دارهم، وسلاح متاح في متناول الجميع.
ومضيا على ذات المنهجية، نجد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كل خطاباته بالمناسبات ذات الصلة، يؤكد على المقاطعة للبضائع الأمريكية والصهيونية، ويدعو الأمة لذلك، ويوجه بشكل مستمر على ضرورة المقاطعة للبضائع الأمريكية والصهيونية.
وفي مواجهة الإساءات المتكررة للقرآن الكريم وجه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، بتفعيل المقاطعة للدول التي تتبنى تلك الإساءات ، وأصدر مجلس الوزراء قرارا بذلك ، ويدعو قائد الثورة، السيد عبدالملك الحوثي، جميع المسلمين لأن يوحدوا صفهم لموقفٍ جامع؛ للضغط على تلك الدول التي تهيئ المجال -حتى باسم القانون -لمثل هذا الاستهداف العدائي ضد الرسول، وضد القرآن، وضد الإسلام والمسلمين؛ لأَنَّ تلك الدول لو عرفت بأن هناك توجّـهاً شاملاً وجامعاً للمسلمين جميعاً، في العالم الإسلامي والعربي، لمقاطعة منتجاتهم، لتراجعوا فورًا؛ لأَنَّهم يعرفون أن المقاطعة تؤثر على وضعهم الاقتصادي، خُصُوصاً أن السوق الكبيرة لمنتجاتهم هو العالم الإسلامي.
إن تلازمية الصرخة والمقاطعة الاقتصادية لكل ما هو إسرائيلي وأمريكي، تعد ثنائية يلتقي فيها القول والفعل، ليس بكونهما وسيلتان من وسائل التعبير عن رفض أمتنا الإسلامية للسياسات الأمريكية المدمرة للشعوب والأمم، ومقت ونقمة على الصلف الصهيوني الغاصب في الأراضي والمقدسات الإسلامية المحتلة، بل وبكون ثنائية القول والفعل تعد التكوين السحري والناجع لمنظومة السلاح الاستراتيجي الممكن والمتاح أمام شعوب الأمة الإسلامية.
وفيما تظل الصرخة برغم ما تحمله من تعبير مزلزل لقوى الاستكبار، شعاراً نظرياً، تمثل المقاطعة الاقتصادية الخطوة الأولى للترجمة العملية للصرخة، فتكتمل ثنائية القول والفعل بكونهما ركيزتي المشروع القرآني الذي أطلقه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي- رحمه الله، منذ 2002م ليزلزل به عروش المستكبرين.
في هذه المادة سنتتبع كيفيات استخدام هذا السلاح الاستراتيجي الذي يبدو ممكناً وفي متناول شعوب الأمة الإسلامية، من وجهة نظر مؤسس المشروع القرآني الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، رحمه الله، مع تأصيل دلالي للصرخة، من وجهة نظر سياسية، وأهمية تحويل المقاطعة إلى ثقافة مجتمعية واسعة في نجاحها، من وجهة نظر اقتصادية… إلى التفاصيل:
المقاطعة موقف إيماني
من المهم بل ومن الضرورة القصوى، ان تصبح المقاطعة الاقتصادية لكل ما هو إسرائيلي أو أمريكي، مطبقة كما هي الصرخة معلنة، بل وتتحول ثنائية الصرخة المقاطعة إلى ثقافة مجتمعية عربية وإسلامية شاملة، لتكون بشمولها عاملاً حاسماً في نصر الأمة الإسلامية، إذ ليس من المنطق أن تتعرض كل مقدرات الأمة الإنتاجية والعملية والصناعية من الآلة الأمريكية والسياسية الأمريكية، فيما شعوب أمتنا الإسلامية، ودولها تظل مجتمعات استهلاكية لكل ما تنتجه شركات العدو الإسرائيلي والأمريكي من بضائع وسلع، ومن أفكار ومصطلحات من تدبير العقل الأمريكي الخبيث.
ذلك ما أكده مشروع الشهيد القايد السيد حسين بدر الدين الحوثي، ومنذ وقت مبكر، عندما لاحظ ما تتعرض له الأمة من تعدد صور وأشكال العدوان الإسرائيلي والأمريكي، ليس على أقدس مقدساتها (القران الكريم، وثالث الحرمين الشريفين القدس) فحسب بل طال ذلك العدوان أبرز قلاع الصناعات والأنشطة والثروات في المنطقة العربية والإسلامية، وتم عزو أفغانستان والعراق، وكان يتابع ذلك بثقافته وبصيرته ورؤيته القرآنية الملمة والمحيطة بمقومات وعوامل ووسائل المواجهة في معركة الصراع مع أهل الكتاب، فأدرك الشهيد القايد السيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه أهمية الصرخة وفي الوقت نفسه ضرورة المقاطعة الاقتصادية كترجمة عملية وسلاح ممكن في متناول المسلمين، وليس غريباً ذلك فكون الشهيد قرين القرآن فقد قرأ بعين الحكمة والقول السديد أن لا سبيل للأمة الإسلامية في مقاومة عدوهم الذي عرفه الله في القران الكريم، إلا بامتلاك أسباب الإنتاج لكل ما يحتاجونها من غذاء ودواء وسلع كمالية أو استهلاكية، وترك كلما يزيد من أسباب قوة أمريكا وإسرائيل الاقتصادية، خصوصا والإحصاءات التجارية تؤكد ان مليارات الدولارات تجنيها إسرائيل وأمريكا من عائدات منتجات شركاتها في المنطقة العربية والإسلامية.
ومن ذلك المنطلق حذر الشهيد القائد من الاستهانة بأمر المقاطعة الاقتصادية تحت أي مبرر، مؤكدا أن من السنن الإلهية انه -جل شأنه- لا يسمح للعدو أن يكبر دون أن يكون فيه نقاط ضعف كبيرة، وأن أمريكا عندها تكنولوجيا متقدمة جداً، عندها سلاح متطور، عندها جيش كبير، عندها عتاد عسكري كثير جداً”.. واستدرك الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، قائلاً: “لكن لو أن العرب قاطعوها اقتصاديًا، وقطعوا النفط ـ لانهارت، لو سحبوا أموالهم من بنوكها لانهارت أمريكا، أيضاً إذا هناك فهم لما هو التكافؤ، المسلمون ملزمون إلى أن يطوروا أنفسهم على أرقى مستوى، أن يعدو كل القوة، لكن قوة واحدة (مسألة التوازن) يجب أن لا تكون لديهم دائماً، ومسيطرة على مشاعرهم، مسألة التوازن هذا نفسه، أن تفهم سنناً أخرى، لا تأتي تقارن بين نفسك بأن ما لديك إلا بندق، أو لديك حاجة بسيطة والآخر عنده طائرة، وعنده كذا، فتقول: (متى ما قد عندي طائرات ودبابات، وعندي كذا، وعندي كذا … الخ، فسأعمل كذا)، أليس الناس قد يقولون هكذا؟.
وأضاف رضوان الله عليه: “ثم في الأخير تجد أنه (العدو الأمريكي) بحاجة إلى المال في حركته هذه، والمال مصدره من عندك كسوق استهلاكية، والنفط الذي أنت مهيمن عليه. فلاحظ من باب التوازن هذا، أليس العرب عندهم هذا السلاح: سلاح النفط، وسلاح المقاطعة الاقتصادية؟ سيوقف أمريكا عن قراراتها هذه كلها؟ لم يتحرك الأمريكيون إلا بعد ما حاولوا في العرب أن يعملوا اتفاقيات معهم أن النفط لا يستخدم كسلاح، أولاً يجمدوا سلاحنا!”.
المقاطعة الواجب المفروض
إن المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل وأمريكا من وجهة نظر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي ليست سوى جزء من مقاطعة اليهود حتى على المستوى الفكري والخطابي، حيث يقول السيد حسين – رضوان الله عليه – في (الدرس السادس من دروس رمضان): “عندما يقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا} (البقرة: من الآية104) لماذا لا يأتي الخطاب لليهود؟ يا أيها اليهود اسكتوا أو اتركوا استخدام هذه الكلمة؟ (لأن مفتاح أن يضرك العدو، أن يهينك العدو، أن يهزمك العدو هو من عندك أنت). في إشارة إلى أن تقليد اليهود في هذه الكلمة سيفتح باب للعدو لأن يلحق الضرر بالمسلمين، وهو ما وضحه الشهيد القائد قائلاً: هذه القضية في القرآن مؤكدة هنا توجه الخطاب إلى المؤمنين كلهم، الإمام علي بن أبي طالب ملزم هو أن يترك كلمة: {رَاعِنَا}وهل يمكن أن الإمام علياً سيستخدم كلمة: {رَاعِنَا}في المعنى اليهودي الذي يستخدمه اليهود؟ لا، لماذا؟ (…) (إقفال المجالات التي فيها ثغرات للأعداء تأتي من عند المؤمنين).
ويؤكد الشهيد القائد “رضوان الله” أن هذه الآية تعتبر شهادة فيما يتعلق بالمقاطعة الاقتصادية ألم يحصل هنا مقاطعة للكلمة؟ قاطع المسلمون في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كلمة؛ لأن استخدامها يمثل ماذا؟ دعماً لليهود، إذاً فأنت قاطع بضائعهم؛ لأن بضائعهم تشكل دعماً مادياً كبيراً لهم وتفتح عليك مجالاً لأن تتقبل كل ما يريدون أن يوصلوه إلى بدنك إلى جسمك من سموم أو من أشياء لتعقيمك حتى لا تعد تنجب، أو تورث عندك أمراضاً مستعصية، أشياء كثيرة جداً مع تقدمهم العلمي يعتبرون خطيرين جداً، سيطرتهم على الشركات التي تعتبر متطورة في صناعات أشياء خطيرة من المواد السامَّة، عناصر كثيرة تستخدم قد أصبحوا يستخدمون عناصر تؤثر نفسياً، تقتل عندك الاهتمام، تصبح إنساناً بارداً لا تهتم ولا تبالي”.
المقاطعة السلاح الفعال
كان الشهيد القائد حسين بدر الحوثي “رضوان الله” يضرب الكثير من الأمثلة على انتصار كثير من الأمم والشعوب على الهيمنة الأمريكية وغطرسة الأعداء وهو ما نلاحظه قائماً اليوم بكل تفاصيله، لذلك فإن المقاطعة في الوقت الراهن إذا ما اتسعت لتشمل كل شعوب الأمة الإسلامية، ستكون السلاح الأكثر تأثيراً في ظل غياب المواقف الرادعة الرسمية، وقد عاشت الأمة العربية والإسلامية تجارب كانت ناجحة، فمثلاً عندما أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرارا عدائياً بعد صعوده في 2017م تمثل بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، الجماهير العربية والإسلامية للمقاطعة للبضائع الإسرائيلية والأمريكية ما هدد أمريكا بخسارة 100 مليار دولار حسب التقارير الاقتصادية التي أشارت إلى أن هذا الرقم هو نفسه حجم ما استوردته الدول العربية المتعاطفة مع فلسطين وبعض الدول الإسلامية خلال العام 2016 قبل صدور القرار، وفي 2003، عقب الاحتلال الأمريكي للعراق، تبنت الشعوب العربية مقاطعة واسعة للسلع الأمريكية، وأبلغت بعض الشركات الأمريكية على إثرها عن انخفاض في المبيعات يتراوح بين 25% و40%، بسبب مقاطعة نسبة كبيرة من مواطني الدول لمنتجاتها، وفي مقابل المقاطعة استطاعت شركات من دول عربية وإسلامية طرح منتجات بديلة لاقت رواجاً، مثل زمزم الإيرانية للمياه الغازية، التي زادت مبيعاتها بصورة كبيرة خلال السنوات الماضية، وفي أغسطس العام ٢٠٠٤م ذكر تقرير اقتصادي أمريكي ان حصة المنتجات الأمريكية من مجموع واردات الدول العربية خلال السنوات الأخيرة انخفضت بشكل ملحوظ نتيجة لعدة عوامل من بينها المقاطعة. حيث انخفضت الواردات من 18% عام 1997م إلى 12% عام 2002م.
هذا الملف سيبقى مفتوحا في صحيفة الثورة ، حتى تكون بلادنا خالية من البضائع الصهيونية والأمريكية وبضائع الدول المسيئة للقرآن الكريم.

قد يعجبك ايضا