ظنّ الكيان الصهيوني أن الرغبة التي أبداها ويبديها بعض أرباب الحكم والسلطان في أنظمة الخنوع والعمالة بالمنطقة نحو مستنقع التطبيع الآسن. وكذلك الوعود والتوجّهات الأمريكية بتحقيق المزيد من الانفتاح والاختراق في عملية التطبيع ستمنحه الحق بتوسيع جرائمه والتمادي في بطشه وتنكيله بأكثر من مليوني فلسطيني يحاصرهم في قطاع غزة على مرأى ومسمع من العالم كله لنحو عقدين من الزمن، لكن جاءت عملية ثأر الأحرار لفصائل المقاومة الفلسطينية ردّا على غدره ووحشيته، عاصفة بظنونه وأوهامه ومعها الكثير من أماني وتطلعات المطبّعين وتُدخل الإرهابي (نتن- ياهو) وحكومته الإجرامية في دوامة لا آخر لها وجعلتها ترضخ وتنصاع لاتفاق وقف إطلاق وفق شروط المقاومة.
-لم يكن بدعا ولا غريبا من كيان الاحتلال الإسرائيلي أن يقترف جريمته الغادرة بحق عدد من قيادات حركة الجهاد الإسلامي وتصفيتهم مع نسائهم وأطفالهم بعد أقل من أسبوعين على وصول الوسطاء إلى إبرام اتفاقية تهدئة وهدنة بين كيان الاحتلال وبين الحركة بل كان القادة الذين وافقوا على التهدئة هم أنفسهم مع عائلاتهم هدف الفعل الغادر ليثبت مجددا ألّا عهد ولا ميثاق ولا ذمة لهذا العدو الغاشم. حتى إن رضخ تحت نيران صواريخ المقاومة حاليا لشروط الفصائل لوقف إطلاق النار بالكف عن جرائم الاغتيالات فلن يلبث طويلا وسيعود إلى ممارسة جرائم الغدر والمكر والخداع فهذه طباعه وسجاياه التي لا يستطيع تركها أبدا وسيواصل محاولاته المفضوحة للاستفراد بكل فصيل فلسطيني مقاوم على حده.
– الأشقاء المجاهدون في فلسطين الحبيبة بمختلف الانتماءات والكيانات والمسميات هم الأكثر خبرة ودراية بالعدو ومراوغاته وخداعه وقد سبروا أغواره وخبروا ألاعيبه على مدى عقود طويلة وقد أثبتوا خلال العدوان الأخير على قطاع غزة أنهم على قلب رجل واحد وأن التنسيق بين الأذرع العسكرية للفصائل كان في أعلى مستوياته ميدانيا وكذلك على مستوى المواكبة السياسية، ولو كانت حركة الجهاد الإسلامي، هي من تصدرت المعركة وتولت عملية ثأر الأحرار بكفاءة واقتدار، فقد كانت هناك بصمة واضحة لعملية توزيع الأدوار بين فصائل غرفة العمليات المشتركة.
-وحدة الموقف الفلسطيني سياسيا وعسكريا كانت السبب الأبرز في انتصار المقاومة ونجاح عملية ثأر الأحرار في كسر غرور وغطرسة العدو الصهيوني، ويبقى على هذه الفصائل أن تعزّز من أدائها الأمني المشترك لكشف وردع الجواسيس والعملاء في الداخل الفلسطيني ممن يجندهم العدو ويعتمد عليهم في تنفيذ اغتيالاته الإجرامية لقيادات العمل الجهادي.
-أبلت حركة الجهاد الإسلامي في مواجهة الخمسة الأيام الأخيرة ومعها الفصائل الفلسطينية الأخرى وقلوب ودعوات الملايين من المسلمين والأحرار في العالم، البلاء الحسن في الرد على جرائم الاحتلال والثأر لأبطالها الشهداء ولعشرات الأطفال والنساء والرجال الذين ارتقوا بصواريخ وغارات الكيان الغاصب ولقنته دروسا لا تُنسى، فتلاشت أماني وأوهام العدو ورهاناته بإضعاف الحركة وشل قدراتها العسكرية، لكن الجهاد الإسلامي وأبطالها الميامين وكل فصائل المقاومة الفلسطينية أثبتت أنها من يمتلك قرار وقف الحرب العدوانية التي بدأها الصهاينة كما كان الأمر في جميع المواجهات السابقة مع الاحتلال وحكومته الفاشية ولم يكن أمام رئيسها الباحث عن إنجازات ومكاسب سياسية في الداخل المهترئ على حساب الدم الفلسطيني غير الرضوخ في نهاية المطاف والانصياع والتسليم بوقف عدوانه وهو من الصاغرين على أمل اقتناص فرصة للغدر مرّة أخرى في قادم الأيام.