قائد الثورة يهنئ العائدين ويعد بعودة كل الأسرى

بثلاث دفع في ثلاثة أيام.. «صفقة رمضان» تحلق بالفرح في سماء اليمن أكثر من 700 أسير ومختطف يعودون لأرض الوطن

الرئيس المشاط لمن لا يزالون خلف القضبان: سيتم الإفراج عنكم مهما كان الثمن والتحديات

المرتضى: مستعدون لتبادل الكل مقابل الكل وكثرة تباينات الطرف الآخر تعرقل ذلك

رحلة الأسر.. سنوات من الانتهاكات والتنكيل في سجون السعودية والمرتزقة

الثورة /وديع العبسي
بوصول دفعة يوم أمس من الأسرى والمختطفين انتهت عمليات تنفيذ اتفاق مارس الماضي في سويسرا وسيتم عقد جولة مقبلة في شهر مايو القادم ليشمل 700 أسير من الجيش واللجان الشعبية و700 من أسرى الطرف الآخر، رئيس اللجنة الوطنية للأسرى عبدالقادر المرتضى.
جاء تنفيذ على النحو المرسوم، بعد محاولات تأخير ومماطلة كانت تُنبئ بضعف رغبة الطرف الآخر في إتمام اتفاق التبادل التي اسماها رئيس لجنة شؤون الأسرى بـ(صفقة رمضان) تمت العملية، وعانق الأسرى والمعتقلين أرض الوطن بعد سنوات من المعاناة في سجون السعودية وأتباعها.
وحسب عبدالقادر المرتضى «توزع أسرى الجيش واللجان الشعبية ما بين السجون السعودية وعددهم 250 أسيرا و 250 أسيرا تم أسرهم في جبهات لحج وعدن والضالع و100 أسير ممن تم أسرهم في جبهة الساحل الغربي بالإضافة إلى 105 أسرى خرجوا من سجون مأرب التي وصلت اليوم آخر دفعة».

بالسجاد الأحمر
بالسجاد الأحمر والورود والاهازيج والمشاعر الفرح العارمة، عاد اكثر من (700) أسير من أبطالنا بينهم مختطفون خطفهم العدوان ومرتزقته من الطرقات والمنازل ومن مناطقهم، عادوا إلى حضن الوطن على ثلاث دُفع، توزعت على ثلاثة أيام:

الدفعة الأولى
يوم الجمعة كانت البداية، وفيه استقبل مطار صنعاء وجمع من القيادات يتقدمهم رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط وعضو السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، ومسؤولين وجمع من أهالي الأسرى المحررين، عدد 250 من الأبطال الأسرى المحررين.

الدفعة الثانية
في اليوم التالي، السبت ٢٤ رمضان، وصل إلى مطار صنعاء الدولي، عدد من الطائرات على متنها 352 أسيراً تم تحريرهم من سجون تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.
وأوضحت اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، أن الطائرة الأولى حملت 125 أسرا محررا من السعودية والثانية 44 أسيرا من المخا، والثالثة 12 أسيرا محررا من المخا أيضا، فيما نقلت الرابعة 125 أسيرًا محررا من السعودية، والطائرة الخامسة نقلت 46 أسيرا محررا من المخا.

الدفعة الثالثة
‏الدفعة الثالثة والأخيرة من (صفقة رمضان) والتي جرت الأحد حملت عدد 105 أسرى ومختطفين من الأسرى في سجون مارب، وكان من بينهم سميرة مارش المرأة التي خطفها مرتزقة العدوان قبل ستة أعوام من منزلها، والتي أطلقت صنعاء مقابل تحريرها 4 مدانين بالإعدام.. يشير المرتضى إلى أنه بعد اختطاف الحرة سميرة مارش من منزلها لم يستجب المرتزقة رغم كل المخاطبات للإفراج عنها، واصفا جريمة اختطاف مارش بوصمة العار في جبين حزب الاصلاح التي ترفضها الأعراف القبلية والقوانين المحلية والدولية.
وكانت قضية الحرة سميرة مارش تحولت إلى قضية رأي عام على مدى السنوات الماضية، نظرا لبشاعة الجريمة التي أقدمت عليها مليشيات الإصلاح باختطافها من منزلها ومن من بين أطفالها في مديرية المتون محافظة الجوف والتي تعد عيبا أسود في تقاليد المجتمع اليمني.

تهنئة وتأكيد على تحرير الكل
وقد هنأ قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الأسرى المحررين وأسرهم على خروجهم من سجون العدوان، مؤكدا على ان استمرار العمل لإكمال عملية تبادل وتحرير كل الأسرى.
وقال السيد القائد في المحاضرة الرمضانية يوم الجمعة،” أتوجه بالحمد والشكر لله على نعمة خروج دفعة الأسرى على أن تستمر عمليات تبادل الأسرى”.
وأكد قائد الثورة بأن العمل مستمر لإكمال عملية التبادل حتى يكتمل تحرير كل الأسرى.
فيما أكد فخامة المشير الركن مهدي المشاط – رئيس المجلس السياسي الأعلى- القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي حرص على التواجد في مطار صنعاء لاستقبال الأسرى بمعية عدد من قيادات الدولة، على العمل لعودة جميع الأسرى، وقال موجها حديثه لكل الأسرى الذين ما يزالون خلف قضبان سجون العدوان: «أعدكم أنه لن يهدأ لنا بال ولن يهنأ لنا عيش حتى تحرير آخر أسير بإذن الله».
إلى ذلك أوضح عبدالقادر المرتضى رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، بأن اللجنة ستواصل الجهود للإفراج عن كل الأسرى.
وقال: نعد جميع أهالي الأسرى المتبقين في سجون الأعداء أننا سنواصل الجهود حتى تحرير كل الأسرى.
ولفت إلى استعداد اللجنة لإتمام عملية تبادل تشمل الكل مقابل الكل، إلا أن عدم جهوزية الطرف الآخر هي العائق لتنفيذ ذلك.
وقال: نحن مستعدون للدخول في صفقة شاملة لتبادل الكل مقابل الكل، لكن للأسف الطرف الآخر غير جاهز لأنه عدة أطراف متباينة المرتضى كان أوضح أيضا، بأنه لا يزال هناك أسرى سعوديون وسودانيون وأسرى من جيشنا في السجون السعودية ممن تم أسرهم في الجبهات أو تم بيعهم إلى السعودية.
وأضاف: ملف الأسرى مع السعودية لا يزال قائما، والأمم المتحدة بصدد تحديد مكان جولة تفاوض مقبلة حول ملف الأسرى في منتصف مايو المقبل.

15 رحلة
تضمن تنفيذ عملية التبادل أكثر من عشر رحلات تنقلت بين ستة مطارات.
وكان الناطق الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشير عمر، ذكر بأن الصليب سيقوم بتسيير حوالي 15 رحلة بين مطارات اليمن والمملكة العربية السعودية.
وبين ناطق الصليب الأحمر أن هذه الرحلات ستتنوع بين ستة مطارات مختلفة بين اليمن والسعودية، في عملية تبادل الأسرى والمختطفين خلال ثلاثة أيام.

استقبال
كان واضحا الفرق في استقبال الأسرى بين صنعاء وعدن، حيث شهد مطار صنعاء الدولي استقبال شعبي ورسمي كبير جرى الترتيب له بعناية واهتمام، وذكر ناشطين في تغريدات لهم ان مطار صنعاء شهد تنظيم كبير واستقبال مهيب للأسرى، وعلى العكس من ذلك حسب الناشطين كانت الفوضى هي مشهد الاستقبال للأسرى في مطار عدن.
وقال الناشطون كل الترتيبات الرسمية بعدن فشلت باستقبال رسمي للأسرى المحررين، وشهد المطار فوضى ودخول لعدد كبير من الإعلاميين والناشطون والمواطنين الأمر الذي أفشل مساعي بعض القنوات تغطية الحدث.

أخلاقيات
واحدة من المعايب التي كشف عنه الأسرى والمختطفين هو تعرضهم للانتهاكات والتعذيب على يد الإصلاح خصوصا في سجون مارب.
ويؤكد وزير حقوق الإنسان على الديلمي، أن الوزارة رصدت ما يقوم به المرتزقة من تعذيب في مارب والمخاء وتعز بحق الاسرى والمعتقلين..
ولفت الوزير الديلمي في تصريح يوم أمس إلى أن الميليشيات التابعة للعدوان تتعمد إخفاء العديد من الاسرى ولا تفصح عنهم، مشددا على ضرورة التحرك في هذا الجانب، مبينا أن «هناك العشرات في السجون السرية بمارب ويمارس المرتزقة بحقهم أنواع العذاب».
ويوم الجمعة مع وصول الدفعة الأولى كشفت لجنة شؤون الأسرى انه تم اسعاف أربعة أسرى إلى المستشفيات بسبب تدهور حالتهم الصحية جراء تعرضهم للتعذيب.
كما كشفت أن بعض الأسرى أصيبوا بحالات نفسية نتيجة ما تعرضوا له من تعذيب وانتهاكات.
وكانت صنعاء قد جهزت 10 فرق طبية لفحص الأسرى العائدين، منها فرقة قامت مباشرة بفحص وفرز الأسرى العائدين وتحديد حالاتهم في مطار صنعاء.

أبرز المشمولين بالاتفاق
أبرز المشمولين في الاتفاق على صفقة التبادل هم سميرة مارش وهي المواطنة اليمنية سميرة مارش التي تم اختطافها من منزلها، والتي خصصت لها اللجنة الدولية للصليب الأحمر طائرة خاصة لنقلها من مارب إلى صنعاء، بطلب من لجنة الأسرى التي أصر على ان تُخصص لها طائرة خاصة تقديرا لمكانتها كامرأة ولصمودها وثباتها رغم الانتهاكات التي تعرضت لها طيلة ست سنوات ابرزها حرمانها من أسرتها.
أبناء أسرة آل الأمير، وهي أسرة يمنية من الأشراف تسكن وادي عبيدة شنت مليشيا الإصلاح قبل عدة سنوات حملة عسكرية مسنودة بغطاء جوي وقصف مدفعي على قراها في مارب ليتم التنكيل بأبنائها وأطفالها وإيداع من بقى منهم حيا السجون.
والحملة جاءت على خلفية الانتقام من آل الأمير وقد اقتحم مرتزقة العدوان منازلهم ومزارعهم وقاموا بإحراقها وخطف الأطفال والشباب منها واقتيادهم إلى السجون.
كما شمل الاتفاق أيضا عدداً من اليمنيين الذين تم اعتقالهم في السعودية وإصدار احكام اعدام جائرة بحقهم إضافة إلى آخرين من بينهم صيادون ومهندسو اتصالات تم خطفهم خلال قيامهم بعملية إصلاح في البحر على متن سفينة تتبع شركة دولية، فقامت البحرية السعودية بالقبض عليهم، واقتادتهم إلى السجن وأطلقت المهندسين الأجانب، وأبقت اليمنيين، وأدرجوا ضمن كشوفات التبادل للأسرى.
وكذا صهر العميد الحوشبي الذي تم خطفه مع عمه وزوجته وقاموا بتصفية زوجته صفاء الحوشبي وعمه العميد الحوشبي في مارب.
ثلاثة فنيين تابعون لوزارة الاتصالات تم اعتقالهم في البحر الأحمر أثناء عملهم في صيانة كابل الألياف الضوئية تم خطفهم من على سفينة تتبع شركة دولية، مع مهندسين من جنسيات أخرى، وقد أطلقوا الذين من جنسيات أخرى، وأبقت السعودية اليمنيين ولم تطلقهم إلا بعملية التبادل.

صفقة رمضان
في مارس الماضي جرى اتفاق على إطلاق عملية تبادل للأسرى بعد حالة من المماطلة والتسويف والترحيل كان أبطالها أدوات التحالف، وجرى الاتفاق على وقع التحركات لضمان عقد هدنة على طريق انهاء العدوان ورفع الحصار وجلاء الغزاة والمحتلين الأجانب من الأرض اليمنية.
قضى الاتفاق بإفراج صنعاء عن 181 أسيرا، بينهم 15 جندياً سعودياً، و3 سودانيين، والصبيحي وناصر هادي، مقابل 706 من الأسرى والمخطوفين لدى العدو ومرتزقته بينهم سميرة مارش، وأسرة آل الأمير الذين خطفوا من مناطقهم، وصيادون وكذلك مهندسون في الاتصالات، ومخطوفون لدى طارق صالح من أبناء المخا، وكذلك مغتربون ومن أبناء المناطق الحدودية في سجون النظام السعودي.

قد يعجبك ايضا