القوى السياسية تحذّر تحالف العدوان من استمرار المماطلة ولعبة كسب الوقت
وفد عماني يصل صنعاء مع رئيس الوفد الوطني الذي صرح: يهمنا ما يتحقق على أرض الواقع ولا نهتم لأي تسريبات من هنا وهناك
وفد سعودي يزور صنعاء للمرة الثانية في غضون شهرين
الثورة / إبراهيم الوادعي
وصل إلى مطار صنعاء عصر أمس السبت، رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام بمعية الوفد العماني الوسيط في المفاوضات الجارية بين صنعاء وتحالف العدوان السعودي الأمريكي لوقف العدوان على اليمن وبناء السلام.
محمد عبد السلام أوضح في تصريح صحافي في مطار صنعاء زيارة الوفد العماني إلى العاصمة صنعاء تأتي استمرار للجهود في تحقيق السلام العادل في مسار مستمر للقاءات التي تمت في مسقط وصنعاء .
وقال: نؤكد على موقفنا الثابت المتمسك بقضيتنا العادلة، كما أكد عليها السيد القائد في اكثر من خطاب وموقف، ومطالبانا العادلة تتمثل في وقف العدوان بشكل كامل ورفع الحصار بشكل كامل وتام، صرف مرتبات جميع الموظفين اليمنيين من استحقاقات وإيرادات النفط والغاز، كذلك خروج القوات الأجنبية من اليمن، والتعويض وإعادة الأعمار، وهي مطالب عادلة، ونسأل الله أن تتحقق هذه المطالب العادلة والطبيعية والتي في مجملها مطالب إنسانية .
وأضاف: في هذه الجولة من خلال لقاءاتنا مع القيادة سنجري نقاشات حول هذه المطالب، وكذلك متابعة ملف الأسرى واستكماله حتى لا توضع أمامه بعض العراقيل التي وضعت مؤخراً، وهناك وعود بأن تتم صفقة تبادل الأسرى في هذا الشهر الكريم إن شاء الله تعالى .
وحول مستوى التفاؤل بنتائج هذه الجولة التفاوضية في صنعاء، قال رئيس الوفد الوطني، يهمّنا ما يتحقق على ارض الواقع ولانهتم لأي تسريبات من هنا وهناك، وهذا ما سنناقشه في هذه الجولة إن شاء الله .
تصريحات رئيس الوفد الوطني أتت مطابقة للواقع الذي حاولت القفز عليه وسائل الإعلام السعودية فيما يبدو أسلوباً جديداً من الحرب تشنه على صنعاء والجبهة الداخلية الصامدة بوجه الحصار .
ويُفهم من تصريح رئيس الوفد الوطني، أن تحالف العدوان لايزال يفتقد الجدية في تحقيق السلام وعتبة ذلك التسليم الكاvwمل بحقوق الشعب اليمني يعتبر وقوعاً في فخ الأعداء وحربهم التي تتخذ أشكالاً عدة .
وكانت وسائل الإعلام السعودية أشاعت خلال اليومين الماضيين سلسلة أخبار عما وصفته بالاتفاق الجاهز للتوقيع والمتضمن تسليم تحالف العدوان بكامل حقوق الشعب اليمني، وهو ما لا يعكسه الواقع حتى اللحظة وفقاً لتصريح عبد السلام الذي يدعو من خلاله إلى تقييم الأمور وفقاً للميدان وليس للتصريحات التي تُطلق والشائعات التي يُروج لها إعلام تحالف العدوان .
الزيارة الجديدة للوفد السعودي إلى العاصمة صنعاء وهي الثانية في غضون شهرين، لا تعول كثيرا على نتائجها القيادة في صنعاء، فصنعاء وعت الدرس جيداً فالساسة السعوديون كما الأمريكيون، قليلي الفعال كثيري الكلام، ويقولون عادة ما لا يفعلون أو يلتزمون به .
في أبريل 2022م – أي قبل نحو عام – وقعت أول هدنة أممية بين صنعاء والرياض، نصت حينها على تسيير رحلات إلى القاهرة وعمان، لم يتم الالتزام سوى بوجهة عمان وبعدد رحلات أقل مما اتفق عليه، كما أن الرواتب التي جرى التفاهم بشأنها في تجديد ثالث للهدنة لم تصل حتى اللحظة ووضع التحالف أمامها سلسلة من العراقيل التي يجيد وضعها لخرق أي اتفاق يلتزم به .
عام مضى ولم يتحقق سوى أقل من 10 % مما جرى الاتفاق عليه في مجمل بنود الهدنة الأممية والتفاهمات التي صبغت التهدئة القائمة حتى اللحظة .
نحو 20 مكوناً وحزباً سياسياً في لقاء جامع قبل أسبوع بالعاصمة صنعاء، حذروا من الذهاب طويلاً في لعبة إهدار الوقت التي يعتمدها التحالف، وأنها تفوض القيادة السياسية والعسكرية وتقف وراءها فيما تتخذه من قرارات تنهي معاناة الشعب اليمني وترفع عنه العدوان والحصار.
وقال ممثلوها، أن حالة اللاحرب واللاسلم التي يرغب ويدفع إليها تحالف العدوان لا تخدم مصالح الشعب اليمني ولا يمكن تحملها بعد ثماني سنوات من الحصار القاسي والعدوان، وأن على تحالف العدوان أن يفهم بأن سلام اليوم هو أفضل له من سلام الغد.
في جولة التفاوض الحالية بصنعاء من الواضح أن القيادة اليمنية وعت الدرس جيداً وهي ستجري تقييماً للوضع المستجد عقب زيارة الوفد السعودي وفقاً لما ينفذ على الميدان وليس ما يطلقه الساسة السعوديون أو الأمريكيون على ألسنتهم أو على وسائل إعلامهم البعيد كليا عن المصداقية والحقيقة، فعام من الكذب كاف ليفقد الطرف الآخر مصداقيته ويجري الحكم عليه بما ينفذ في الميدان من بنود واتفاقات.