الثورة نت|
كشفت ثمانية أعوام من العدوان البربري الهمجي على محافظة حجة الوجه القبيح لدول التحالف وتجردها من الحد الأدنى من الأخلاقيات وهو ما تجلى بوضوح في إمعانها في قتل اليمنيين وتدمير كافة المقدرات والبنية التحتية.
ثمانية أعوام من العدوان الممنهج والغارات الوحشية على المحافظة سقط خلالها أكثر من 4 آلاف و15 شهيدا ومصابا بينهم 869 طفلاً و562 امرأة بالإضافة إلى سقوط العشرات ما بين شهيد ومصاب من مخلفات الألغام والقنابل العنقودية في عبس.
ومثلت محافظة حجة وجهة للعدوان الإجرامي الذي شن آلاف الغارات التي استهدفت أكثر من ألفين و 158 منشأة وآلية ومعدة والفين و 32 محلا تجاريا ومخزن أغذية.
كما استباحت طائرات العدوان خلال ثمانية أعوام الأحياء السكنية وممتلكات المواطنين ودمرت آلاف المنازل بمديريات حرض وحيران وميدي وضاعفت معاناة أكثر من 90 بالمئة من ساكنيها الذين نزحوا إلى مديريات ومحافظات أخرى للبحث عن مأوى ويعيشون أوضاعاً مأساوية وانقطعت مصادر رزقها، وتشردوا بسبب القصف العشوائي المكثف وتدمير الممتلكات والمشاريع الخدمية والصحية.
وارتكب العدوان الوحشي أبشع المجازر في حرض ومستبأ والمزرق ومثلث عاهم وأبو طير وعرس بني قيس وغيرها والتي أودت بحياة مئات المواطنين وكشفت الحقد الدفين للعدوان وهدفه في قتل اليمنيين.
وكشفت تقارير صادرة عن مكاتب حقوق الإنسان والصحة والإعلام والإحصاء استشهاد 51 شخصاً في مجزرة مخيمات المزرق و31 في مجزرة مطعم ضيافكو و25 بمجزرة بني الزليع و89 بمجزرة سوق مثلث عاهم و37 بمجزرة الحجاورة و120 بمجزرة سوق مستبأ و42 بمجزرة سجن عبس و27 بمجزرة مستشفى عبس .
كما استشهد بحسب التقارير 32 شخصاً بمجزرة مصنع الشام للمياه و36 بمجزرة ظهر أبو طير و20 بمجزرة هران و35 بمجزرة عرس منطقة الرأفة و22 بمجزرة محطة الورفي و23 بمجزرة طلان في كشر وتسعة نازحين من أسرة واحدة بمجزرة أسرة حياش في مستبأ عقب صلاة عيد الأضحى.
وبينت التقارير أن البنية التحتية والخدمية والاقتصادية بالمحافظة تعرضت لتدمير ممنهج وأضرار مباشرة وغير مباشرة حيث استهدف العدوان 190 طريقاً وجسراً و17 محطة ومولد كهرباء و 23 شبكة ومحطة اتصال و 139 منشأة حكومية.
كما استهدف 82 خزانا وشبكة مياه بالإضافة إلى مطار وميناء و 127 مدرسة ومعهداً و 32 مسجداً و 411 حقلاً زراعياً و سبع منشآت رياضية و 48 سياحية و خمس منشآت جامعية و 18 موقعاً أثرياً و سبع جزر ومنشأتين إعلاميتين.
وأضافت التقارير أن العدوان استهدف في القطاع الاقتصادي 596 منشاة تجارية و 54 مزرعة دجاج ومواشي و 41 محطة وقود وألف و 49 معدة زراعية و 57 قارب صيد وألفين و 32 مخزن أغذية و41 سوقاً و 212 وسيلة نقل و 30 ناقلة وقود.
كما استهدف العدوان الأخضر واليابس وكل ما في مديريتي حرض وميدي من مشاريع ومنشآت حكومية وتجارية واستثمارية وصحية ومحال تجارية وأراضي زراعية وآبار ارتوازية وطرق والتي تقدر بملايين الدولارات بالإضافة إلى استهداف مخيمات النازحين بالمزرق والقرى المجاورة لها والتي كانت تأوي الاف الأسر.
وأشارت التقارير إلى نزوح أكثر من 80 ألف أسرة وتضرر أكثر من 137 ألف أسرة مستضيفة، وكذلك إلى حاجة أكثر من 215 ألفاً و923 أسرة للغذاء.
وبينت أن معدل الفقر وصل إلى أكثر من 80 بالمئة وارتفعت نسبة البطالة والمجاعة بالمحافظة، حيث أصبح أكثر من مليون و 400 ألف شخص من أبناء المحافظة يعانون من انعدام الأمن الغذائي ويحتاجون إلى مساعدات عاجلة.
وبينت أن العدوان تسبب في انتشار الأمراض والأوبئة وإصابة مئات الآلاف بالملاريا والضنك وسوء التغذية والحصبة وعدم قدرة القطاع الصحي على مكافحة تلك الحميات وتنصل العديد من المنظمات عن القيام بدورها الإنساني.
كما تسبب في توقف عدد من الأقسام الطبية وتهديد حياة آلاف المرضى بالموت جراء انعدام المشتقات النفطية واستمرار منع دخول السفن وعدم وجود مخزون دوائي للحالات الطارئة وقطاع الغيار للأجهزة الطبية.
وحسب التقارير تكبد القطاع الزراعي خسائر مباشرة وغير مباشرة تقدر بأكثر من 210 مليارات ريال خلال ال 8 السنوات، من ضمنها توقف عائدات بعض المحاصيل الزراعية وتضرر آلاف الهكتارات ومئات المزارع والمعدات جراء القصف المباشر.
وأوضحت التقارير أن القطاع السياحي تكبد خسائر غير مباشرة حيث أغلقت العديد من المنشآت السياحية وانحسرت السياحة الداخلية وتراجع إقبال الزائرين على المناطق السياحية وتوقفت خدمات الفنادق والمتنزهات والمطاعم ووكالات السفر.
وأشارت إلى تفاقم معاناة مئات الصيادين في مديرية ميدي بعد أن أضحوا مع قواربهم ومراكز صيدهم ضحايا طيران العدوان وأصبحوا يواجهون خيارات مستحيلة ما بين الفقر الشديد والموت.
وأوضح محافظ حجة هلال الصوفي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن المحافظة تعرضت لأضرار مادية بالغة في مختلف القطاعات التنموية والاستثمارية والزراعية والسياحية والأشغال وتوقف المشاريع الخدمية وانحسار عائدات وموارد السلطة المحلية والمكاتب الإيرادية.
وقال ” ان إمعان تحالف العدوان في عدوانه وحصاره أدى إلى تراجع عائدات موارد السلطة المحلية وتوقف وتعثر مئات المشاريع الخدمية والتنموية وتوقف إيرادات البرنامج الاستثماري.
وأضاف أن المبالغ التقديرية لإعادة ما دمره العدوان من معالم وأثار تاريخية لا تساوي شيئاً مقارنة بالقيمة الحضارية والتاريخية للمواقع التي تم استهدافها.
وأعتبر محاولات العدوان تدمير وطمس الآثار ومعالم الحضارة اليمنية جريمة بحق الشعب اليمني وتاريخه الإنساني ، معتبرا أن الصمت الدولي شجع العدوان على التمادي في جرائم استهداف آثار وحضارة اليمن.
وأكد الصوفي صمود وثبات أبناء المحافظة وتصديهم لمخططات العدوان وإفشال رهاناته وتفويت الفرصة على العدو وأدواته في تفكيك النسيج المجتمعي والتلاحم الشعبي.
كما أكد أن المحافظة برجالها وأبطالها الاشاوس ومن ورائهم القبائل الشرفاء، ستبقى عصية على الانكسار مهما كُثفت عليها الغارات الوحشية..
وأشاد بصمود أبناء المحافظة في مواجهة العدوان وكسر غطرسته وجبروته دفاعا عن الوطن والحرية والاستقلال والسيادة ، مؤكدا أن هذا الصمود الأسطوري أفشل مخططات العدوان ومن يقفون ورائه رغم ما ارتكبه العدوان من مجازر وحشية وما يفرضه من حصار خانق.
وقال ” إن جرائم الإبادة الجماعية لن تخضع أبناء المحافظة ولن تثنيهم عن صمودهم وتعزيز الالتفاف ومواصلة جهود التحشيد ورفد الجبهات للدفاع عن سيادة الوطن ودعم خيارات النصر” .
وتطرق محافظ حجة إلى المعالجات التي تتخذها السلطة المحلية لمواجهة الآثار الاقتصادية وتنفيذ مشاريع مجتمعية ومبادرات في مختلف المجالات .
وطالب تحالف العدوان بإعادة اعمار ما تم تدميره وترميم وتأهيل الأضرار التي طالت المواقع التاريخية والأثرية.
وثمن محافظ حجة مواقف مشائخ ووجهاء وأعيان وأبناء المحافظة في مواجهة أعتى عدوان في التاريخ المعاصر وتقديم قوافل العطاء والرجال، حاثاً على إيلاء أسر الشهداء والجرحى والأسرى الرعاية عرفانا بتضحياتهم في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية.
وشدد على ضرورة تعزيز التكاتف المجتمعي لإحباط المخططات الرامية لتمزيق النسيج الاجتماعي والعمل على تفعيل المبادرات المجتمعية لتجاوز كافة التحديات التي فرضها استمرار العدوان.