ها هو العام الثامن من العدوان والحصار طوى أيامه بحلوها ومرها، ويقابلها ثمانية أعوام من الصمود والتضحية والاستبسال الذي سطرها أبناء الشعب اليمني.
اذا اردنا أن نتحدث أو نكتب عن ثمانية أعوام من الصمود نحتاج إلى مجلدات لأن كل أسرة يمنية وكل شخص فيها لديه قصة صمود، فأكثر من ثلاثين مليون يمني سطروا أروع الملاحم البطولية، تجاه العدوان الذي شُنّ عليه في 26 مارس 2016م، من قبل تحالف العدوان السعوصهيواماريكي.
اكثر من 17 دولة شاركت في العدوان على الشعب اليمني سواء بسلاحها وجنودها، وبقية دول العالم مشاركة في العدوان والحصار على اليمن، فمن لم يشارك بسلاحه وجنوده فقد شارك بصمته وسكوته على ما يتعرض عليه الشعب اليمني من قتل ودمار وحصار.
شارك كذلك من خلال تصويته في مجلس الأمن على قراراته الظالمة، شارك من خلال مواقفه السلبية في منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، شارك من خلال إعلامه، فالكل شارك في قتل وتجويع الشعب اليمني، مأساة عالمية عاشها أبناء الشعب اليمني طيلة ثمانية أعوام.!
جرائم إبادة جماعية تعرض لها أبناء الشعب اليمني، قتل وتجويع وانتشار للأمراض، حرمان من ابسط مقومات الحياة، حصار ظالم غاشم، حصار مطبق لم يسبق له مثيل.
وأمام كل هذا فقد صمد أبناء الشعب اليمني، لم يستسلموا… واجهوا.. دافعوا عن بلادهم.. لم يهابوا طائرات وصواريخ وقاذات تحالف العدوان، بل إن هذا الشعب حول معاناته إلى صمود أسطوري، وغير المعادلات العسكرية، فصنع الصواريخ والطائرات المسيرة، وكافة أنواع الأسلحة، قصف عواصم تحالف العدوان، واستهدف منشآته الاقتصادية، فأصبح الجيش اليمني ولجانه الشعبية صاحب المبادرة وهو من يمسك بزمام المعركة، فحول سير المعركة من الدفاع إلى الهجوم.
حكاية الصمود اليمني ستتناقلها الأجيال، ويكتبها الكتاب، وتنشرها كبريات دور النشر العالمية، وتدرسها كبريات المعاهد والجامعات العالمية، وتحضر فيها الدراسات والأبحاث والشهادات العليا.
من حقك أيها الشعب أن تفتخر بصمودك واستبسالك، فقد أذهلت العالم بصمودك وتضحيتك، ضربت أروع الملاحم الأسطورية. في التضحية والفداء، رغم ما تعرضت له من جرائم ومجازر، ولكنها لم تثنك ولم تنل من عزيمتك وقوتك…