تعليمات وتوجيهات السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله خلال لقائه بالعلماء والخطباء والمرشدين بتاريخ 21- شعبان – 1444هجرية الموافق 13-03-2023

 

الثورة /
تعليمات السيد القائد للخطباء والمرشدين في مجال الأداء
•التحرك بروحٍ إيمانية، وبإخلاصٍ لله وأن يكون مبتغاه رضى الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، وألَّا يكون مبتغاه وهدفه من هذا النشاط أن ينال شيئاً من الدنيا، أو من المقام، أو من السمعة، أو من الجاه، وخاصةً إذا كان خطيباً بارعاً ..
•أن يمتلك الخطيب الحرص على هداية الناس، هذه مسألة مهمة جداً، وهذه من أبرز صفات سيِّد الرسل محمد «صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه» حتى وصل إلى درجة أن قال القران فيه {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}[الشعراء: الآية3]
•أن يمتلك الخطيب الرحمة بالناس، والاهتمام بأمرهم؛ ولذلك يندفع باهتمام كبير، وبحرص كبير، وهو يسعى إلى هدايتهم، إلى إنقاذهم، وهذه مسألة مهمة جداً
•يحرص الخطيب على أن يتقن قراءة الآيات القرآنية، فالبعض من الخطباء قد يكون عنده قصورٌ في هذا الجانب، وعليه أن يتلافى هذا القصور، وأن يتعلَّم القرآن الكريم، ويسعى لإتقان قراءته، هذه مسألة مهمة جداً.
•على مستوى المواضيع، البعض من الخطباء يعتمد أسلوباً غير دقيق، أسلوب الشتات، الشتات في طريقة ما يقدمه، ليس عنده برنامج محدد يركِّز عليه في طريقته في الخطابة، وفيما يقدمه للحاضرين في المسجد، فأسلوبه أسلوب مشتت، ليس هناك قضايا أساسية يسعى إلى ترسيخها، وإلى البناء المعرفي والتوعوي لمن يحضرون ويستمعون، وحالة الشتات تغيب عنها كثيرٌ من الأشياء المهمة.
•من أهم ما يفيد في أداء الخطيب، وفي التأثير من جانبه، هو أن يكون هو نموذجاً وقدوةً حسنة، هذا من أهم الأمور المتعلقة بمدى تأثيره، وانتفاع الناس بخطبه وتذكيره، عندما يكون هو القدوة، ويقدم صورة لائقة عن الدين، في التزامه الإيماني، في تدينه، في روحيته الإيمانية، وهذا شيءٌ يجب أن يكون الإنسان مهتماً به ما بينه وبين الله؛ من أجل الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، وتقرباً إلى الله.
•أن يكون مهتماً بالتحضير الجيد، وليس أن يكون حديثه ارتجالياً من دون سابق تحضير وإعداد، التحضير الجيد والإعداد المسبق يساعده على أن يأتي بما يفيد، بما ينفع.
•أن يحرص على حسن الأداء في أسلوبه في التقديم، وأن يكون المضمون كذلك مضموناً حسناً، مفيداً، نافعاً، مرتباً، منظماً؛ حتى يخرج المستمع بما يفيده وينتفع به، وهذا يدخل ضمن قول الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}[النحل: من الآية125] ، لا بدَّ من الحكمة، ولا بدَّ أن يحرص الإنسان أن تكون الموعظة حسنةً حتى في مضمونها، وفي محتواها، وفي طريقة التقديم، هذا يدخل ضمن الآية المباركة.
•ثم فيما يتعلق بخطب الجمعة أن يحرص الخطباء على أن تكون بقدرٍ متناسب، وغير مطولة، ولا مرهقة للمستمعين، أن تكون موجزةً بقدر الإمكان، لان التطويل في خطب الجمعة يرهق البعض من الحاضرين، أو يصيبهم بالملل، فالاختصار بالقدر الممكن أمرٌ مهمٌ جداً، فينبغي الحذر من التطويل.
•مراعاة مستوى السامعين، من تتخاطب وتتحدث إليهم، فيهم العامي، الذي ينبغي أن تقدم له العبارات الواضحة، المفهومة، لا تتحدث وكأنك في وسط جامعي، أو تعتمد أسلوباً غير مناسب، احرص على أن تكون العبارات واضحة مفهومة للجميع؛ لأن هذا من التبيين، وأن تقدم المسائل المهمة التي يحتاج إليها الناس، وما هم بحاجةٍ إليه أكثر، وما يلامس واقعهم أكثر، ويمكن أن تستشهد بالبعض من الأمثلة التوضيحية وهكذا، هذه من الأمور المهمة.
•ثم الاهتمام بالواقع: من أهم ما نعيشه في هذه المرحلة هو الصراع مع أعداء الإسلام على أشده، هم يتحركون بكل إمكاناتهم، وبكل الوسائل، ويشنون حرباً شاملةً على الأمة: الاستهداف العسكري، الاستهداف الأمني، السياسي، الثقافي، الفكري، الاقتصادي، فعندما يتحرك الخطيب يتحرك كمجاهد في سبيل الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، ويسعى أن يكون في عداد من يقتدون بأنبياء الله ورسله، الذين قال الله عنهم: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ}[الأحزاب: من الآية39]، وأن يكون متصدياً للأعداء في حربهم الثقافية، وسعيهم لإفساد الأمة، وسعيهم لإضلال الأمة، هناك حملة تستهدف الأمة حتى من داخل الأمة، هناك من يُشَغِّل علماء السوء في بعض الدول والبلدان التي هي موالية علناً لأمريكا وإسرائيل، لتقديم صورة محرفة عن الإسلام في قيمه وأخلاقه، وتماشياً مع توجهات أعداء الإسلام، فيما يركزون عليه من التمييع، والإفساد، والإضلال، والتضييع للأمة، وفي تجريدها من روح المسؤولية، والروحية الإيمانية، يجب أن يكون الإنسان متنبهاً.
•ثم في الواقع الداخلي: الاهتمام بدفع الناس إلى التعاون على البر والتقوى، والإغاثة للملهوفين والضعفاء والفقراء والمساكين، والتعاون فيما بينهم على البر والتقوى هو دائرة واسعة ..
المصادر الأساسية التي يعتمد عليها الخطيب والمرشد في الدعوة إلى الله :-
•القرآن الكريم
•رسول الله «صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه» كانت مهمته الأساسية تتمحور حول ذلك، التبليغ للقرآن، التذكير بالقرآن، الإنذار بالقرآن، ولهذا يتكرر في الآيات القرآنية نفسها قول الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»: {وَذَكِّرْ بِهِ}[الأنعام: من الآية70]، يعني: بالقرآن،  {لِتُنْذِرَ بِهِ}[الأعراف: من الآية2]
•القرآن الكريم هو تلك الموعظة الشافية، الهادية، المؤثرة، النافعة، وله أثره العظيم، والله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى» قد يسَّره للذكر، لا يحتاج كل خطيب أن يتحوَّل إلى مفسر، وأن يتكلف التفسير، وأن يتكلف التعمق في ما لا يعلمه، أن يتجاوز حدود معرفته، حدود علمه بمجازفة، فيقع في محذور أن يقول على الله ما لا يعلم، وهذه مسألة خطيرة، {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[البقرة: من الآية169]، مما يسعى له الشيطان، ويأمر به الشيطان، يكفي الإنسان أن يذكِّر بآيات الله، أن يقدِّمها مع التذكير فيما يتعلق بالواقع، والله قد يسَّر القرآن للذكر، كما قال «جَلَّ شَأنُه»: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}[القمر: الآية17].
•الحديث النبوي في إطار النصوص القرآنية وفي سياقها، ومن المصادر المؤتمنة الموثوقة، وإذا كان نص الحديث في إطار النص القرآني، وفي نفس السياق والمضمون، فهذا مما يساعد على أن يكون الإنسان اختار فعلاً نصاً موثوقاً، إضافة إلى اعتماد المصادر المؤتمنة .
•أي نصوص أخرى من الحِكَم، أو من أقوال أمير المؤمنين «عَلَيْهِ السَّلَامُ»، فتكون في هذا السياق
الاهتمامات والعناوين الأساسية التي يهتم بها الخطيب والمرشد
•العنوان الأساسي: الإيمان، وترسيخ الانتماء الإيماني، هذه مسألة جامعة، وعنوان أساس، تتفرع عنه بقية التفاصيل منها :-
•التركيز على الجانب الإيماني في عناوينه الكبرى: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، كما ورد في الآيات القرآنية، هذه العناوين التي ركَّزت عليها الآيات القرآنية في مسألة الإيمان.
•التركيز على الشد إلى الله، والربط بالله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، وترسيخ الخوف من عذاب الله، والإيمان بوعده، والرغبة فيما وعد به، والثقة في وعده «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، والإيمان بوعيده، واليقين بذلك، وهناك آيات في القرآن الكريم تركِّز على هذه المسائل، هذه مسائل أساسية، إذا ترسَّخت لدى المجتمع؛ يصبح متقبِّلاً إلى حدٍ كبير لبقية التفاصيل العملية، وملتزماً بها، ثم تربط بها أيضاً التفاصيل العملية، يرتبط الجانب العملي بها،
•التركيز على القيم الإيمانية، ومسألة الطاعة لله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، والتحذير من المعاصي، ومن عواقبها السيئة في الدنيا والآخرة.
•كذلك مما يتصل بالجانب الإيماني على المستوى العملي: التذكير بالمسؤوليات الأساسية الإيمانية، حسب ما ورد في القرآن الكريم، مثل:
•مسألة الجهاد في سبيل الله «سبحانه وتعالى». والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر والتعاون على البر والتقوى ووحدة الكلمة، والاعتصام بحبل الله جميعاً، والتحذير من الفرقة والاختلاف. وكذلك تبصير المجتمع وتوعيته تجاه الأعداء ومؤامراتهم ومكائدهم تجاه الأمة.
•التذكير بالالتزام الأخلاقي، والاهتمام بمكارم الأخلاق، والقيم الإسلامية والقرآنية، هذه من أهم الأمور، في الحديث النبوي: ((إِنَّما بُعِثتُ مُتمِماً لِمَكَارِمِ الأَخْلَاق)) وأهمية ذلك لان :-
•الأمة مستهدفة في أخلاقها، والمجتمع يحتاج إلى تربية مستمرة على مكارم الأخلاق
•التربية على مكارم الأخلاق من أهم الأمور في الإسلام، في القرآن الكريم، وفي الدعوة إلى الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، وفلاح الناس مرتبطٌ بذلك، الله يقول: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}[الأعلى: الآية14]، يقول عن النفس البشرية: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}[الشمس: الآية9]،
•أهمية حماية المجتمع من الحرب المفسدة التي تستهدفه في أخلاقه؛ لأن من أكبر ما يركِّز عليه الأعداء في هذه المرحلة: الاستهداف للأمة في أخلاقها، في قيمها، في طهارتها، في عفتها، ومحاولة أن تسود وتنتشر حالة الرذيلة، والفساد، والمنكرات، والفواحش، المجتمع  بحاجة إلى تحصين قوي تجاه ذلك، والتذكير في هذا مجال واسع.
•التذكير تجاه قضايا المجتمع، وهمومه، ومشاكله، والقضايا الاجتماعية، والتصدي للظواهر السلبية في أوساط المجتمع.
•المواكبة للمستجدات المهمة التي تستجد في الواقع، سواءً في داخل الأمة، أو من جهة أعدائها، ويحتاج المجتمع فيها إلى توعية وتذكير.
•التذكير بالجانب الروحي والعبادي، والتركيز عليه، والعناية بشد الناس إلى الاهتمام بأركان الإسلام، مثل: الشهادتين، والوعي عن الشهادتين، والصلاة، وأهمية فريضة الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وربط هذه الأركان وهذه العبادات المهمة بغاياتها: في التزكية، والتطهير للنفوس، والحفاظ على الإنسان من الانزلاق في المعاصي والرذائل والمفاسد، من مثل قول الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى» عن الصلاة: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}[العنكبوت: من الآية45]، ومن مثل قوله عن الزكاة: {تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}[التوبة: من الآية103]، ومن مثل قوله عن فريضة الصيام في شهر رمضان: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: من الآية183]، أن تربط بغاياتها التربوية، وأن يأتي الحديث الواسع عن ذلك في سياق الحديث عنه، وعلى ضوء ما ورد في القرآن الكريم.
موجهات حول موسم شهر رمضان المبارك
• من المهم التركيز عليه بشكل مكثف، في تذكير الناس، وربطهم بالله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، وأن يعوا الأهمية التربوية لشهر رمضان في صيامه، وقيامه، وبركاته، وفرصة العمل الصالح فيه، والتقرب إلى الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، وما يتصل بذلك.
•الحث على الزكاة، والاهتمام بأمر الزكاة؛ لأنه عادةً مثل أموال التجارة وما يتصل بذلك مما الزكاة فيه سنوية، عادةً ما يكون موسمها في شهر رمضان المبارك، هناك غفلة كبيرة في موضوع الزكاة، وتأثير للمرحلة الماضية، والإهمال لهذا الركن، أثَّر على الكثير من الناس، مع أنها ركنٌ عظيمٌ من أركان الإسلام، واقترنت في القرآن الكريم بالصلاة كثيراً في الأمر بها، والتأكيد عليها، والحث عليها كبيرٌ في القرآن الكريم، وفي الأحاديث النبوية الشريفة، يحتاج الناس إلى تذكير، ولأن هذه المسألة مسألة مهمة جداً، والإخلال بها خطير على الناس في دينهم وفي دنياهم.
•التذكير بمسألة الأوقاف؛ لأنها كذلك تأثرت في المرحلة الماضية بشكل كبير، فضاعت الكثير من الأوقاف، يحتاج الناس إلى تذكير بمثل هذه الأمور.
•تذكير في ما يتعلق بمظالم الإرث، مظالم مهور النساء، الأشياء المهمة التي ينبغي الحذر تجاهها.

قد يعجبك ايضا