لم تكن ذكرى الشهيد القائد – رضوان الله عليه – إلا كعادتها محطة انطلاقة جديدة لأمة شديدة يقودها قائد من بأس التاريخ، قوله الصدق وفعله الأشد يحمل كل فهم الواقع وله كل المستقبل ومن منبر ومقام الشهيد القائد رضوان الله عليه، أعلن سماحة السيد القائد – يحفظه الله – البلاغ الحاسم والموقف الصارم..
وبالإيضاح والبلاغة والبراعة المعتادة لسماحته في كل إطلالة كانت الرسائل القوية والاستراتيجية العابرة للحدود والشاملة للجغرافيا في البنية والمضامين، فبالموقف السلاح واليد التي لن تصافح ولن تتغاضى عن عبث المستعمرين مؤامراتهم الشيطانية، فالخطوط حمر ولا سماح لتجاوزها ولا فكاك من ذلك.. فالسيادة والكرامة والحرية والاستقلال والوحدة وطرد المحتل والثوابت الوطنية لا تهاون فيها ولا مساس بها ولا قبول بغيرها حتى النصر المؤزر بإذن الله، وبالروح التي تقاتل فينا حتى آخر المدى حفظ السيد القائد – يحفظه الله – العهد والوصية الأساس والمسيرة وأهلها وتضحياتها بل كل الوطن والأمة جمعاء..
فإذا كان الأمريكي وأدواته القذرة يدفعون للتصعيد في بلدنا بالاعتماد على السلفيين والقاعدة وداعش، فنقول لهم من الآن ستخسرون وخسارتكم كبيرة وليس في اليمن وحسب بل على مستوى المنطقة، وإذا امتدت مؤامراتكم لليد الذي تألمنا أي شعبنا فسنمد أيدينا وسلاحنا إلى اليد التي تألمكم أي مصالحكم في الخليج.. وباليد الحاسمة وأصبعها الثاقب أشار سماحة السيد القائد يحفظه الله لمن يعنيهم الأمر إذا حصل تسويف في الملفات الإنسانية فسوف ننتزعها انتزاعاً وهذه حقوق والحقوق لا تهاون فيها ولا عبث ولا مساومة فالباب مفتوح والمواقف للسلام معلنة وهذه بوابتها ومن فوق تلك المعادلات كانت النصيحة بالاعتبار لـ 8 سنوات مضت.. وعلى الصعيد العربي والإسلامي كانت فلسطين القضية والشعب والأرض والمقدسات والمظلومية حاضرة في أولويات المواقف في خطاب القائد لما تمثله من أهمية مطلقة في أوحدية المعركة والعدو وعدالة القضية والموقف، وعلى الصهاينة إدراك ذلك وأن يحسبوا له ألف حساب فزمن الاستفراد بفلسطين ولّى إلى غير رجعة..
وفي المقابل كانت ولازالت دوما مظلومية أهلنا في البحرين بارزة في خطاب القائد والوقوف معهم والانتصار لمظلوميتهم من نظام إجرامي متصهين، كما هي لداعميه من نظام آل سعود وال زايد ولما تمارسه وتهرول إليه هذه الأنظمة في قطار التطبيع والعمالة والخيانة والإجرام وغيرها من الأنظمة المتصهينة..
وعن الزلزال السوري والتركي ومأساته الكبيرة، فقد رأى سماحته اختبارا للإنسانية بالوقوف إلى جانب الشعوب المنكوبة والإشادة بالمواقف والمبادرات التي كسرت قانون قيصر الأمريكي في الحصار على سوريا وكشفت وعرت الغرب والأمريكان في فضيحة مدوية وتلاشٍ لشعاراتهم الزائفة لحقوق الإنسان.. ومع تواتر الأخبار وتأكيداتها ومع الصدع الذي يصيب الجارة الكبرى فهو غير مسبوق فوضعها الداخلي مهزوز ويمضي في التدافع والصدام وإن كان صامتا إلا أن ارتدادات عكسية ونتائج الفشل عادت عليها داخليا حتى وإن حاولت إخفاء ذلك فالنهاية حتمية للسقوط والتلاشي والعبرة لمن سبق في خدمة الأمريكان..
وكذلك هي للأمريكان وبريطانيا والإمارات والسعودية أيضا، مؤامراتكم فاشلة وأياديكم ستقطع ومشاريعكم الاستعمارية ستدفن وتتلاشى، فاليمن لن تكون مسرحا للتجاذبات الدولية ولن تكون تحت وصاية القطبية الواحدة، فهي كما هي اليمن الكبير في التاريخ والمستقبل والعروبة والإسلام والجغرافيا والإنسان.. والهوية والقضية العادلة والتضحيات الجسام التي عبدت طريق الحرية والاستقلال ورسمت بدماء شهدائها وسواعد رجالها المستقبل القادم لا محالة، كما لديها من عوامل القوة والجغرافيا والثروات ما يؤهلها أن تكون دولة إقليمية لها وزنها ومكانتها بين الأمم، ومن يمتلك عناصر القوة سيفرض ما يريد..