بكلفة إجمالية 10ملايين و880 ألف ريال:

توزيع 20 منظومة شمسية على 20 مزارعا كمرحلة أولى لزراعة أكثر من 8 آلاف لبنة بمديرية صوير – محافظة عمران

 

 

المرأة تؤدي دوراً كبيراً في مجال التنمية الزراعية في المنطقة

تتماثل أوضاع وظروف الغالبية العظمى من أبناء مديرية صوير – محافظة عمران، مع بعضها البعض، حيث أثرت النزاعات والثارات التي استمر النظام السابق بتغذيها في أوساطهم خلال عقود وبشكل كبير؛ خلقا منه لحالة تجهيل وبصورة ممنهجة، ولأجل تصفية حسابات سلطوية فيما بينهم، وحرمان المواطنين من حقهم في التعليم وخدمات البنية التحتية من طرق ورعاية صحية وغيرها.

الثورة / يحيى الربيعي

وفي الوقت الذي صرفت فيه اهتمامات الرجال عن التفكير في الاستفادة من فرص استثمار 70 % من الأراضي الصالحة للزراعة، والغطاء النباتي الكثيف المناسب لقيام نشاط استثماري متميز في مجال الثروة الحيوانية وتربية النحل، إلى الاجتهاد في تحقيق الغلبة على الغرماء أو بأخذ ثأر أو الهروب منه.
دور نسوي
أجبرت النزاعات والثارات الكثير من أبناء المنطقة على الاغتراب، كما تسببت في نزوح العديد منهم، وفقدت الكثير من الأسر عائلها، بل ولفتت اهتمامهم عن التفكير في صناعة حياة مستقرة، إذ لا يوجد مظهر معماري تتميز به المنطقة كباقي المناطق المجاورة لها غير أنهم اتخذوا من الأماكن المرتفعة عن مجاري السيل في الوادي كالتباب والهضاب مقاراً نصبوا عليها “غرفا” متناثرة، ويعيشون فيها أوضاعًا غايةً في الصعوبة مع انعدام أبسط مقومات الحياة.
واضطرت المرأة مع هذه الأوضاع، وبمعاونة أطفالهن، إلى ممارسة أعمال تحتاج إلى جهد كبير، يفوق قدراتها أحيانًا، خصوصًا فيما يتعلق بحمل الأحطاب والأعلاف والمحاصيل الزراعية وجالونات المياه وأسطوانات الغاز، ولا يستبعد أن المرأة هنا تشارك وربما تحل محل الرجل في أعمال بناء وترميم تلك الدشم، وتقطيع ونقل ما يحتاجه البناء من أخشاب وصناعة وتركيب النوافذ والأبواب.
كما لوحظت المرأة هنا وهي تبذل جهودًا كبيرة في الاهتمام بالأرض بالزراعة، بالإضافة إلى التحطيب وتربية النحل وجلب الماء، والعناية برعي المواشي بحيث يستفيد أفراد الأسرة من مشتقات الألبان واللحوم، ومن أثمان ما تقوم ببيعه منها، علاوة على كونها ربة البيت والقائمة بشؤونه من طبخ وغسيل وتربية الأبناء.
فرسان التغيير
فيما سبق لمحة سريعة عن حجم المعاناة التي قدر لنا التعرف عليها خلال مرورنا إلى بعض من قرى وعزل المديرية بغرض التغطية الاعلامية لحفل تدشين توزيع 20 منظومة شمسية على مزارعين في المنطقة كقروض بيضاء ضمن مشروع دعم إنتاج وتسويق الحبوب والبقوليات الذي يتم تنفيذه بدعم من اللجنة الزراعية والسمكية العليا والسلطة المحلية بالمحافظة والمديرية.
وفي مسافة الطريق استمعنا من الأخ منسق المديرية بمؤسسة بنيان التنموية المهندس علي أبو حلفة وهو أحد أبناء المنطقة إلى إيضاحات على استفسارات كنا نضعها عليه فيما يخص المسار التنموي الذي تمكن خلاله فرسان التنمية من استنهاض طاقات وإمكانيات أبناء هذه المنطقة وإعادة توجيه بوصلة التفكير نحو البناء وتوطين الحياة الاجتماعية.
وأشار إلى أن مراحل الانطلاقة التنموية في مديرية صوير أتت لتقضي على تلك الأرتال من تراكمات المعاناة والحرمان الناتجة عن النزاعات والثارات التي ظلت الأنظمة السابقة تعمل على تغذيتها على مدى 6 عقود جرت خلالها أحداث مؤلمة، وتجدر الإشارة إلى هذه الأحداث كان من نتاجها أن جعلت المنطقة تصير من أفقر المديريات على مستوى الجمهورية اليمنية.
ويقول أبو حلفة: “بدأ مسار إنعاش التنمية في المنطقة في 20 مارس 2021م، بتدريب 18 فارسا تنمويا من خيرة أبناء المديرية”.
مشيرا إلى أن هذه الكوكبة من الفرسان من أبناء المنطقة، هم من حملوا على عاتقهم مسؤولية رفع مستوى الوعي بالجانب التنموي لدى أبناء المديرية، حيث انطلقوا في عمل طوعي إلى إقامة العديد من جلسات وورش التوعية في قرى وعزل المديرية بأهمية المشاركة المجتمعية في التنمية وفق منهجية ذي القرنين في تحفيز واستنهاض الطاقات والإمكانيات المتاحة.
وواصل: “في رمضان العام 1444هـ، تم الإعلان عن إشهار جمعية صوير التعاونية للثروة الحيوانية برأس مال 13 مليون ريال وعدد 1897 عضوا من المساهمين، وتم اشراك أعضاء الهيئة الإدارية للجمعية في دورة تدريبية في مجال إدارة وإعداد الخطط التنفيذية والخروج بخطة تشغيلية، الدورة تنفيذ مؤسسة وأكاديمية بنيان ضمن البرنامج التدريبي للجمعيات الذي ترعاه وتموله اللجنة الزراعية والسمكية العليا بالتعاون مع شركاء التنمية في السلطة المحلية والقطاعين العام والخاص”.
وأضاف “كما جرى تدريب عدد 6 باحثين ضمن الجمعية، والذين بدورهم بادروا إلى تنفيذ دراسة عن تقييم الوضع الراهن في المديرية، التي من خلالها تم تحديد الاحتياجات وتعيين الأولويات التي بموجبها تم تنفيذ عدد من دراسات سلاسل القيمة للنحل والعسل البلدي والثروة الحيوانية، بالإضافة إلى دراسة في سلاسل القيمة لـ الذرة الرفيعة والشامية”.. فضلا عن تنفيذ العديد من المبادرات في مجال الطرقات وتنظيف الخزانات والبرك واستصلاح الأراضي الزراعية الصالبة.
المسار التنموي
ويواصل أبو حلفة: “تلى ذلك تدريب 3 مرشدين محليين ساهموا في إنشاء 15 مدرسة حقلية بعضوية 314 مزارعا، وتزكية 15 ميسرا بواقع ميسر عن كل مدرسة لمتابعة وتنفيذ الجلسات الحقلية، كما تم تدريب 30 عاملا في مجال الصحة الحيوانية، وتزويدهم بحقائب بيطرية بكلفة بلغت مليون و600 ألفاً، بتمويل من مؤسسة الخدمات واللجنة الزراعية العليا وإسناد مؤسسة بنيان التنموية كقروض بيضاء، وتدريب 110 من النحالين على مهارات الفرز والتصفية والتعليب والتنظيف والتريبة والتغذية، والتي كان من ثمارها زيادة الإنتاج من 3 أطنان سنويا إلى 4 أطنان، تم تسويقها عبر الجمعية.
كما تم تدريب فرسان وحدة بذور، وأخرى للديزل وتدشين قروض بيضاء من بذور القمح والذرة الشامية لعدد 100 مزارع، وصولا إلى تنفيذ دراسة جدوى للمشروع الذي نعيش هذه الأيام لحظات تدشينه، والذي يتم خلاله توزيع 20 منظومة شمسية على 20 مزارعا كمرحلة أولى وبكلفة إجمالية 10ملايين و880 ألف ريال، تقوم وحدة تمويل المشاريع والمبادرات المجتمعية في المحافظة بالتعاون مع مكتب الزراعة واللحنة الزراعية وتنفيذ جمعية صوير التعاونية بتقديم 50% كقروض بيضاء، بعد تقديم المزارعين بقية القيمة.
منوها بأن المشروع سيسهم في زراعة محاصيل القمح والذرة الشامية والبقوليات في 8 آلاف لبنة بمتوسط 400 لبنة عن كل مزارع من المستفيدين، بالإضافة إلى ما سيتم زراعته بالتزامن من الخضروات.

قد يعجبك ايضا