من (وعي) كلمة السيد القائد بمناسبة حلول جمعة رجب

عبدالفتاح حيدرة

 

أكد السيد القائد في كلمته بمناسبة جمعة رجب، أن هذه المناسبة تتعلق بقدوم الإمام علي عليه السلام إلى اليمن لنشر الإسلام.. وعلى مدى التاريخ كان هناك دور مميز لليمنيين في الإسلام، ويكفيهم شرفاً وصف الرسول صلى الله عليه وعلى آله (الايمان يمان والحكمة يمانية)، وهذا النص له مدلول في الثبات على هذا الانتماء الإيماني، وتعتبر هذه المناسبة، مناسبة مهمة في التذكير بنعمة الله سبحانه، وأن نعرف قدرها، ونشكر الله عليها، وأعظم النعم هي نعمة الهداية، وهي مناسبة مهمة لترسيخ الانتماء الإيماني والهوية الإيمانية، ونحن معنيون في ترسيخ هذا الانتماء وفق الترسيخ الصحيح، لأن الانتماء للمفهوم الإيماني محارب ومستهدف، والمفهوم الإيماني وفق المبادئ والقيم والالتزامات الإيمانية، الانتماء الإيماني الأصيل يشمل الجوانب الاعتقادية للإنسان، بالتزامه فيما يقول وفيما يعمل، وهو توجه في كافة مسارات الحياة، ونركز على أهم ركيزتين، أولهما الوعي، والثانية هي الهداية الإيمانية والثبات على القرآن الكريم..

أهم ما في الصلة الإيمانية بالله هي الرعاية الإلهية، أن يخرجنا الله من الظلمات إلى النور، والقرآن الكريم هو كتاب هداية، والإيمان به جانب أساسي، وأنه حق وكتاب هداية، أن نؤمن ونثق ونصدق بكل ما أتى به، إن ثمرة الإيمان هي الإيمان بوحدة الرسالة الإلهية، العنوان الإيماني عنوان مهم للاقتداء بالقرآن الكريم، والاهتداء به، وهو معتمد المؤمنين في توجهاتهم وحركتهم وعملهم، ففيه الهداية والرحمة، وما يترتب على ذلك من خير في الدنيا والآخرة، هداية القرآن هداية واسعة وشاملة، لأنه يرسم لنا في هذه الحياة كل شيء قيّم، وهو بالأساس كتاب لإنقاذ كل البشرية، والقرآن كتاب هداية للإنس والجن، وتهتدي به الملائكة، وإعجازه إعجاز عالمي، في كل مضامينه وفي كل شؤون الإنسان المهمة، وهو نعمة الله وحجته على عباده، وهو محفوظ من التحريف، وسليم من تحريف نصه، والقرآن هو الوثيقة الإلهية الباقية لإصلاح البشر وهدايتهم، ومشكلة قوى الكفر والطغيان والنفاق مع القرآن كانت منذ نزوله، ولذلك ما يركز عليه المجرمون والمظلون والطواغيت بمحاربة القرآن نفسه، لمعرفتهم بعظمته، وكانوا في حالة عجز أمام القرآن لقوة تأثير نوره وهدايته وإعجازه اللغوي..

إن مشكلة الطواغيت والمجرمين مع القرآن هي انه -عامة- سر من أسرار الرسول صلى الله عليه وعلى آله، أما على المستوى التفصيلي فإن المشكلة تتلخص بما يقدمه القرآن من قيم ومبادئ الحق، التي تواجه قوى الشر والخطر، فالقرآن، يمثل عائقاً أمامهم ومحاولاتهم السيطرة والحرب على البشرية، ومشكلتهم مع القرآن لأنه يعريهم ويعري فسادهم في كل مناحي الحياة، والقرآن يمثل أكبر عائق أمامهم، وهو كفيل أن يحصن المجتمع البشري من كل أنواع الفساد والإفساد، وأول عنوان في القرآن الكريم هو تحرير البشرية من استعباد الطاغوت، والقرآن إذا اهتدى به الناس يتحررون من سيطرة قوى الطاغوت، لأنه كتاب حرية، ويرقى بالمجتمع لمواجهة الشر والخطر، والقرآن كتاب تزكية، ويربي على مكارم الأخلاق، ويطهر الإنسان من المفاسد التي تدنسه، وفي مقابل هذا يعمل المجرمون على نشر المفاسد، والترويج لها، وصل لهذا العصر إلى أحط مستوى تحت عنوان المثلية، وتقديم ذلك في إطار الحريات والحقوق، وهذه هي حرب الكفر والطاغوت تجاه القرآن، مع ربط ذلك بالولاءات، والمصالح المادية، ويجعلونها أساساً للمواقف والتوجهات، وبهذا هم يؤسسون لتوجيه المجتمعات إلى المفاسد، والقرآن الكريم يحصن المجتمعات من هذه المفاسد..

من صدر الإسلام، كان أول المنزعحين من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومن علي، ومن كتاب الله هم الذين كفروا من أهل الكتاب – اليهود والنصارى – وكل محاولاتهم لإطفاء نور الله، ويحاولون منذ ذلك الزمن وحتى اليوم محاربة هدى الله عبر الدعايات والإضلال بالتثقيف ونشر الأباطيل، وفي الأخير فإن الله متم نوره ولو كره الكافرون، والاستهداف في الإيمان هو أخطر ما يقوم به الطواغيت والذين كفروا، وهم يسعون للإضلال والإفساد، وحربهم بكل أشكالها علينا، واليهود يتصدرون هذه الحرب وهذا العداء الشديد للإيمان والقرآن، ومساعيهم على مدى التاريخ وهم يحاربون هذه الرسالة الإلهية، وفي زمننا هذا فإن اللوبي الصهيوني اليهودي يتصدر العداء للقرآن والهوية الإيمانية في كل البلدان العالمية، ويتحرك بشكل نشط وواسع، وقد تكررت جرائم حرق القرآن الكريم خلال الأعوام الماضية، وتكبر هذه الأيام في أكبر تصرف عدائي للقرآن وللإسلام والمسلمين، وارتكاب أشنع جريمة، وهذا انزعاج واضح وصريح من القرآن الكريم، بينما النشاط غير الصريح هو تقديم البدائل الفاسدة المخالفة للقرآن الكريم، التي تصرف الناس عن هداية القرآن الكريم..

إن الحوادث التي تأتي في أوروبا وارتكاب الجرائم البشعة بحق القرآن الكريم، هي محاولة لابتزاز البشر ولإبعاد الناس عن القرآن، وهناك مشاكل كبيرة في تلك البلدان، ولا يحلها إلا قيم ومبادئ القرآن الكريم.

إن التصرف العدائي والأحمق والإجرامي، وهذا التصرف هو تصرف إجرامي وشيطاني، وكفر عظيم، وهو شاهد على عدائهم للمجتمع البشري، ومشكلتهم في الحرب للمسلمين واستهداف لأقدس المقدسات الذي هو القرآن الكريم، فإن يسكت الكثير لما يجري من هذا العداء فهو تقصير وتنصل وتفريط تام عن مسئولياتهم، وإذا سكت المجتمع الإسلامي عن أهم وأقدس مقدساته، وإذا وصل الحال بالكثير من الأنظمة والشعوب أن لا يكون من جانبهم أي إجراء وتحرك ضد هذه الجريمة البشعة، ومثلاً موقف النظام السعودي، تحرك أمام تهمة كندا له بانتهاك حقوق الإنسان، واتخذ إجراءات كثيرة عن ما قالته كندا عنه، واليوم لا يتفاعلون أمام هذه الجريمة البشعة والاستهداف لأقدس المقدسات، فهذا يوضح انسلاخهم عن هذا المقدس، وهي حالة خطيرة توضح التدني الأخلاقي..

إن ما تتذرع به الأنظمة الأوروبية، من حرية التعبير لحرق كتاب الله هو تبرير سخيف وواهٍ، وليس لهم فيه حجة، وهذا التصرف بإحراق القرآن الكريم عداء واعتداء مباشر وكبير وخطير، وجرم كبير وشنيع.

وفيما يتعلق بالتعبير، ليس مسموحاً في العالم كله لأي إنسان أن يقول أي شيء، فعليه مسؤوليات أخلاقية، والتزامات وضوابط قانونية، وما حدث في السويد من السماح للإساءة لله يوضح واقعهم أنهم تحت استعباد وسيطرة اللوبي الصهيوني، والشعوب الأوروبية في حالة خنوع وسيطرة، ومستعبدة للوبي الصهيوني، وقد جردها هذا اللوبي من الأخلاق، وجعلها مجتمعات منفلتة وغير محصنه، والمسلمون عليهم التزام أخلاقي وديني لمواجهة كل ما يستهدفهم، والجهاد الثقافي والإعلامي، ومصداقية الانتماء للإيمان هو الجهاد في سبيل الله، والجهاد هو موقف، موقف واضح تجاه العداء للإسلام والمسلمين، والدافع الإيماني والأخلاقي هو الموقف، ولا بد أن يكون لنا موقف تجاه إحراق كتاب الله، وعدم اتخاذ هذا الموقف يعني فقدان الانتماء والشعور الإيماني.

وأكد السيد القائد بقوله: لو كان لنا أي علاقة دبلوماسية مع الأوروبيين لطردناهم، ودعا السيد القائد الجانب الرسمي والشعبي إلى مقاطعة منتجات الدول التي تتبنى هذه التصرفات، ويجب على المسلمين كافة أن يكون لهم موقف جامع وشامل ضد الدول التي تتبنى هذه التصرفات الإجرامية، ويجب أن ندرك حركة النفاق داخل الأمة الإسلامية التخريبية، والتثبيت للأمة، وهي حركة مرتبطة بالكافرين واللوبي الصهيوني، وهي من اخطر الجرائم، فالإسلام مرتبط به شرفنا واستقلالنا وحريتنا، وإن خلخلة الأمة يعني فقدان فاعليتها، والجمود التمام تجاه كل المخاطر التي تواجهها، وهذا كله بسبب حركة النفاق داخل الأمة، وأحرار الأمة والشعوب الحية معنية بالتحرر من حركات النفاق هذه، ومن أبرز قوى النفاق في أوساط المسلمين اليوم هم التكفيريون، ومعهم الأنظمة الموالية لأمريكا وإسرائيل، ويجب أن يرتقي وعي الشعوب للحذر من شرهم، وعلينا أن نسعى للهوية الإيمانية والانتماء الإيماني فكرياً وثقافياً…

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا