الشاعر الكبير عبدالحفيظ الخزان لـ”الثورة “: هناك حرب تستهدف المرأة المسلمة ودورها وعفتها ومحاولة فصلها عن واجباتها

 

ألبوم (الزهراء أم أبيها) حمل رسالة تذكير مجتمعنا بقدوة كبيرة كالسيدة الزهراء

• ريحانةُ المصطفى، ودرّتهُ المكنونة، وكوثرهِ المعين، فاطمة البتول الزّهراء_عليها السّلام_ كلماتٌ وأبياتٌ من الشعر اليمانيّ الأصيل، كأول قصائد تظهر في السّاحة الإنشادية تتناول مقام سيدة نساء العالمين، في ألبوم «الزهراء أم أبيها » لصاحبهِ الشاعر الكبير الأستاذ/عبدالحفيظ الخزان ، استوقفتنا مناسبة ذكرى ميلادها العطر، اليوم العالمي للمرأة المسلمة، إحدى المحطات الإسلامية المهمة لإجراء حوارٍ معه، فإلى سطور الحوار ..

لقاء/

اهلاً وسهلاً بكم في هذا الحوار ..
– أولاً لمن لا يعرف من هو الشاعر عبدالحفيظ الخزان؟
• حياكم الله وأهلاً وسهلاً بكم .
أنا عبدالحفيظ حسن الخزان، مواليد 1970م المحابشة/حجة.
– ألبوم«الزهراءأم أبيها » الصادر 2008م وكانت كلمات كل القصائد لكم، كم عدد القصائد التي احتوى عليها؟ وما هي الأقرب إلى قلبك؟
• ألبوم «الزهراء أم أبيها» احتوى اثنتي عشرة أنشودة بصوت الأستاذ المبدع/ عبدالعظيم عزالدين «رعاه الله» وكانت عدد قصائدي في هذا الألبوم عشر قصائد وقصيدة للشاعر الباكستاني/محمد إقبال، وقصيدة للشاعر/ عبدالسلام المأخذي.
وكلهن قريبات إلى قلبي وإن كان ولا بد فأقربهن إلى قلبي «يابنة المصطفى أفيضي علينا»، والثانية «قالوا وثمة من يقول».

* كيف تفاعل الناس مع انتشار ألبوم الزهراء أم أبيها؟ وما تقييمكم لتفاعل الجماهيري الكبير معه؟ كيف تقرأون هذا التفاعل؟
– كان تفاعل الناس كبيراً، وجاء هذا التفاعل نتيجة لوجود فراغ واسع في مجال الإنشاد والإشادة بالفُضْلَيَات من عظيمات الإسلام، وعلى رأس أولئك السيدة الزهراء.
* كيف نشأت لديكم فكرة إصدار ألبوم الزهراء أم أبيها؟
– نشأت فكرة الألبوم نتيجة أن الشاعر والمنشد كليهما يحمل هموماً كبيرة وتلك الهموم أبرزها حمل رسالة لتذكير مجتمعنا المسلم المحافظ بقدوة كبيرة، كالسيدة الزهراء بدينها وجهادها وحيائها وحزنها وما وقع عليها من نوائب الدهر في عالم اليوم المتفسخ والمنحل نتيجة لغزو ثقافات غريبة على مجتمعنا.
وبعد هذا الإصدار جاءت قصيدة «كيف أعطي على هواكِ الأدلة؟!» بصوت الأستاذ/ محمد يحيى الشامي.
* ونحن اليوم في مناسبة ميلاد سيدة نساء العالمين الزهراء، ما الذي تعدوه لهذه المناسبة؟
– ما أُعِدُّهُ في هذه المناسبة إن شاء الله هو تناول السيدة الزهراء من جوانب وزوايا جديدة وذلك في ديواني الذي سيصدر قريباً إن شاء الله في ديواني «قطوف الوارد».
* لماذا غيبت شخصية السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ومن تحملون مسؤولية تغييبها؟
– لقد غُيِّبَت السيدة الزهراء «عليها السلام» لأسباب منها سياسة الدول المتعاقبة الإقصائية بعد عصر النبوة وكذلك المذهبيات الحادة، ولأن الزهراء من البيت الشريف فقد صنفوها على فئة ومذاهب بعينها وكما أن محبيها ومحبي آل البيت لهم دور كبير في تغييبها بسبب الضحالة الفكرية ومحدودية المصادر المستفيضة.
* ماذا تقولون للمرأة في مجتمعنا المحلي والمجتمع الإسلامي؟
– أقول للمرأة في مجتمعنا والمجتمع الإسلامي عموماً، إننا نمر الآن في هذا العصر بحروب شعواء وغزو ثقافي هو أشد وطأة من الحرب العسكرية حرب تستهدف المرأة المسلمة في دورها وعفتها ومحاولة فصلها عن واجباتها التي قامت بها نساء الإسلام كخديجة وفاطمة وسمية وأمهات المؤمنين والحديث يطول.
* ما الفرق بين رؤية الإسلام للمرأة المسلمة ورؤية الغرب؟
– إن الفرق الأساس بين رؤية الإسلام للمرأة ورؤية الغرب كالفرق بين الثرى والثريا، فالإسلام رفع مكانة المرأة وكرمها وكان الخطاب القرآني متضمناً للمرأة، فالإسلام ينظر للمرأة كجوهرة مكنونة، أما الغرب فلا يرى المرأة إلا جسداً تجارياً ليس إلا.
* ما أهمية أن تجسد المرأة منهج الزهراء في إيمانها وسلوكها؟
– أهمية أن تجسد المرأة منهج الزهراء يعني أن يكون المجتمع الإسلامي عفيفاً شريفاً ومعناه أن نستبشر بمصانع ومدارس للرجولة معناه أن تكون آفاقنا التنموية في كل المجالات راقية، فللمرأة دور لا يختلف عن دور الرجل.
* التماسك الأسري محور ارتكازه المرأة، لكنه يتعرض لحرب تفكيكية تقودها أمريكا وإسرائيل، كيف يجب أن تستفيد المرأة من الزهراء في مواجهة هذا التفكك؟
– تنشئة المرأة المسلمة وثقافتها القرآنية المحمدية الزهراوية هو محور الارتكاز الأساسي الذي يتصدى للحروب الثقافية الناعمة التي تبذل أمريكا وحلفاؤها في سبيلها مليارات الدولارات، وهو مشاهد لدينا في اليمن نتيجة العدوان، فالتنشئة النبوية وتمثل أخلاق الزهراء هي النواة التي تحمي الأسر من التشرذم والتمزق والتفكك الذي هو الشغل الشاغل للدوائر الصهيونية للسيطرة على كل بلد مسلم.
* الغرب الأمريكي بنظامه الغى قيمة المرأة وأهان أهمية وجودها، إذ حولها لسلعة تجارية تخدم النزعة المادية، ما تعليقكم على ذلك؟
– إن الغرب الأمريكي الصهيوني قد تلاعب في كثير من سنن الفطرة وقد أهان الإنسان في كل مكان سواء بالفشل أو مصادرة الحريات أو نهب الثروات، ومن ذلك أن حوّل المرأة إلى عنصر للإعلانات الرخيصة والابتذال والتجارة والإباحية التي يرفضها الطبع الإنساني السوي القويم.
* يسعى أعداء الأمة من الأمريكيين والإسرائيليين للتفريق بين المرأة والرجل، وتقديم أنفسهم بأنهم أنصار المرأة والمطالبين بحقوقها، وتحريضها على الرجل باعتباره مقصّياً للمرأة وعدواً لها؟ برأيكم ما هو الهدف من انتهاجهم لهذه السياسة؟
– إن تحريض الصهيونية العالمية الأمريكية للمرأة على الرجل هو استهداف خطير يشير إلى عقدة الشرف الذي تعاني منها المجتمعات المتاجرة بالمرأة وفصلها عن الرجل يعني ضياع المجتمعات وانحلالها وهذا ما يريده الصهاينة.
* ما هو الفارق بين رؤية الإسلام في بناء الأسرة والمجتمع، ووجود أسرة قوية متماسكة؟ وما لدى الغرب من ضياع الأسرة، والتفكك المجتمعي؟
– إن الأُسر المتماسكة هي كثيرة نتيجة لثقافات المجتمعات القبلية المحافظة لكن ذلك التماسك لا يعني أن تلك الأسر في مأمن من أخطار الغزو والدمار الأخلاقي وبالتالي فالرؤية الإسلامية هي استظهار للروح والنزعات والمقدس وتلك مقاصد إلهية مضمونة النتائج.
* قرأنا خلال الأشهر الماضية إدانات من أمريكا وبريطانيا والغرب لما أسمته بالانتهاكات ضد المرأة في مناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى؟ ما تعليقكم على ذلك؟
– إن إدانات الغرب الأمريكي والبريطاني لما أسموه بالانتهاكات ضد المرأة في مناطق سيطرة المجلس السياسي هو إعلان فشلهم في مخططاتهم التي رسموها لاستهداف مجتمعنا وتفكيكه هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يأتي في إطار ضرب البنية المجتمعية، وهل هؤلاء المحتجون فرقوا بين قتل الرجال والنساء والأطفال في عدوانهم، هل تعاطفوا مع المرأة التي تعاني السرطان وتدني صحة أطفالها وغير ذلك ؟!!، إن هؤلاء أعداء وهل يرجو العدو لعدوه خيرا ؟!!، إن الانتقائية والمعايير المزدوجة هي سياسة الغرب الذي يحمل عقداً حضارية وأخلاقية ويشعر بالدونية تجاه المجتمعات المسلمة وخاصة بلد الإيمان والحكمة.
* كلمة أخيرة لكم أستاذ عبدالحفيظ في نهاية حوارنا؟
– كلمة أخيرة، هدم امرأة يعني هدم أمة، وبناؤها بناء أمة، وكم اتمنى أن نرتقي في مستوى تعليمهن وتربيتهن الثقافة القرآنية وان يدركن من خلال ذلك دورهن المنوط بهن، وفي بلادنا نحيي أم الشهيد وزوجته وبناته اللائي تسهل لديهن التضحيات في سبيل الله وعرض الوطن ..
الأم مدرسة إعدادها يعني إعداد أمة، وإذا نشأت جاهلة رضع الرجال جهالة وخمولا .. وفق الله الجميع وشكراً لك وللصحيفة الغراء ..

قد يعجبك ايضا