التأكيد على دعم المبدعين وتكثيف الأنشطة والفعاليات الثقافية: تطلعات الأدباء والمثقفين والمبدعين في العام الجديد
لابد أن يكون المشهد الثقافي حافلا بالكثير من الفعاليات والأنشطة الأدبية والثقافية التي تعكس الثراء الثقافي والأدبي اليمني
رجاؤنا أن يكون العام الجديد عام النصر والسلام والأمن والأمان لليمن ولليمنيين
مع حلول العام الجديد يتطلع الكثير من الأدباء والمثقفين إلى تحقيق طموحاتهم وأمانيهم، وأن يكون العام الجديد عاماً ثقافياً مليئاً بالفعاليات والأنشطة الثقافية، وأن يحظى المبدعون – في كافة المجالات – بالدعم والمساندة بكافة الطرق والوسائل، ويؤكدون من خلال الاستطلاع التالي على ضرورة تحمل المؤسسات الحكومية الراعية للثقافة المسؤولية في تنشيط المشهد الثقافي ورعاية المبدعين والموهوبين، متفائلين بأن العام الجديد سيكون عام النصر والسلام والأمن والأمان والاستقرار.. فإلى التفاصيل:
استطلاع/ خليل المعلمي
عام النصر والسلام
بداية يقول الكاتب عبد الفتاح البنوس: مع إطلالة العام الميلادي الجديد أتطلع كأي مواطن يمني على هذه الأرض الطيبة وفي رحاب الوطن المعطاء إلى أن يكون العام الجديد عام النصر والسلام والأمن والأمان لليمن ولليمنيين بعد ثماني سنوات من العدوان الغاشم، والحصار الجائر، وتنزاح السحابة السوداء المخيمة في سمائنا، والتي أسهمت في تعكير صفو البلاد والعباد، فقد مللنا من واقع العدوان المرير، وآن الأوان كي يتنفس اليمنيون الصعداء، آن الأوان كي تعود الحيوية والفاعلية للمنتديات والمراكز والنوادي والمؤسسات الثقافية والأدبية، وتعود لها الحياة من جديد من خلال عودة برامجها وفعالياتها ومناشطها الثقافية والأدبية، التي كانت تتحفنا وتطربنا وتسعدنا، آن الأوان كي يعود للمشهد الثقافي اليمني اخضراره وألقه وحضوره اللافت، بعد سنوات من الجدب والقحط في ظل عدوان نفث سموم حقده على اليمن واليمنيين.اتطلع إلى أن يكون العام الجديد فاتحة خير على البلاد والعباد في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة، وأن تستعيد الثقافة اليمنية بريقها، والأدب والإبداع اليمني لمعانه، وعبق نتاج كل المثقفين والأدباء والشعراء الذين طالهم إجرام وتوحش العدوان ونالهم ما نالهم من المعاناة جراء الحصار.وأتمنى أن يكون العام الجديد هو عام النصر والتمكين لليمن واليمنيين وأن يحمل معه تباشير الخير وأن تتحقق فيه كل الآمال والتطلعات التي ينشدها كل اليمنيين وفي مقدمتهم الأدباء والكتاب والمثقفون.
كما أتطلع في رحاب العام الجديد بأن يكون المشهد الثقافي حافلا بالكثير من الفعاليات والمناشط الأدبية والثقافية التي تعكس الثراء الثقافي والأدبي اليمني وبما يعزز روح صمود وثبات الجبهة الثقافية اليمنية في مواجهة العدوان والحصار.
آمال وتطلعات
أما الشاعر والأديب بشير المصقري فيقول: العام الجديد يحمل آمالاً وتطلعات كبيرة تحدو الأدباء وتساور كثير من المثقفين، حيث لم تعد تلك التطلعات والآمال تنشد أعلى سقف على صعيد إيجابي للأسف، وأعني بإيراد مفردة إيجابي ما يتعلق بتلافي مثقفي العالم والمثقفين في الجوار العربي على الاقل، فقد غدا هناك فرق شاسع بين المثقف في بلادنا ونظيره خارجها، فرق شاسع من حيث نوع ومستوى هذه التطلعات.المثقفون والأدباء في بلدان أخرى ينشدون مزيداً من الانتشار ويتطلعون لتحقيق انجازات شخصية ومجتمعية ووطنية، شخصية تعزيز رصيد انتاجاتهم واصدارتهم وإثراء المشهد لديهم بمزيد من مفاهيم الوعي والتنوير، ومجتمعية من خلال التسابق على التأثير الفكري في أوساط شعوبهم ومجتمعاتهم، والإسهام في صناعة واقع أجد عبر تنظير أكثر اطراداً وتقدماً وانفتاحاً.
المثقف والأديب في بلادنا يتطلع إلى البقاء على مسافة آمنة من الجوع والضياع والفقر والعوز، أن يبقى قادراً على إنقاذ ذاته بثمن العلاج إن داهمه المرض، أن يبقى بعيداً نسبياً عن كل ما يعرضه للعوز والذل والوجع.وبالله عليك كيف يستطيع أن يؤدي مهمته التنويرية والثقافية والتوعوية والإبداعية، كيف يمكن له أن يسهم في خلق رؤاه الفكرية في وسط واقع قاس ومؤرق.ولعل أبرز تطلعاته الآن تساوي تطلعات وآمال العوام من حيث الهموم والتحديات اليومية للإمساك بخيط ولو وحيد للحياة.لقد تراجع المثقف حتى في أمنياته، فأقصى ما يختلجه الآن هو إيقاف الحرب، الدعوة إلى منحه فرصة حقيقية لحرية تمكنه من الوقوف في صف وطنه ورفض هذا الشتات والأسى والإيلام الذي أتى على كل مظاهر الحياة وجمالياتها.وما أتوقعه خلال العام الحالي هو أن تتدخل إرادة الله تعالى في تغيير هذا الواقع، وانا متفائل جداً بأن المحبة والسلام والوئام والتعايش، سيعود ليضع كل اليمنيين وجميعهم في واحات القيم الأنقى والأجلى، فهم جديرون بذلك على مختلف توجهاتهم، هو شعب إيمان وحكمة كما جاء وصفهم في الرؤية النبوية لخاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام وعلى آله.
عودة الزخم الثقافي
أما القاص حامد الفقيه فيقول: نتمنى في مطلع العام الجديد ٢٠٢٣ أن تعود الروح للمشهد الثقافي اليمني والزخم الذي كان يعيشه المشهد، فالحراك الثقافي والفكري يخبرنا أن الدنيا بخير وستكون بخير.واتمنى أن يعود الدور الذي كانت تلعبه وزارة الثقافة والمنابر الثقافية، ففي ظل هذا الغياب والموت الثقافي يغيب صوت العقل والحكمة اليمنية.
مرحلة بناء وتنمية
وتعبر الأديبة نبيهة محضور – رئيس نادي القصة بذمار عن تطلعاتها وأمانيها في العام الجديد بالقول: نتطلع إلى أن يعم الأمن والسلام ربوع وطننا الحبيب وأن يُغلق ملف الحرب وتبدأ مرحلة البناء والتنمية، ويستعيد الوطن عافيته في كل مجالات الحياة ويعيش المواطن اليمني حياة كريمة، وكذا يستطيع الأدباء والمثقفون تحقيق أحلامهم وطموحاتهم ويتمكنون من إخراج نتاجهم الفكري بكل سهولة ودون قيود.
والمشهد الثقافي في ظل الوضع الراهن يعاني كغيره من القطاعات، بفعل الحرب والاضطرابات السياسية، حيث يعيش في حالة ركود وتراجع كبير عما كان عليه سابقا، بسبب انشغال أغلب الأدباء والمثقفين بالبحث عن لقمة العيش في ظل ظروف معاشة تعد هي الأصعب تعيقهم عن ممارسة هواياتهم وإخراج نتاجهم الفكري للنور بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها أبناء الوطن، رغم وجود الكثير من الأدباء المتميزين القادرين على المنافسة عربياً.
إضافة إلى صعوبة إقامة فعاليات ثقافية من قبل الكثير من المؤسسات الثقافية بسبب الظروف الأمنية من جهة والاقتصادية من جهة أخرى وغياب الدعم الثقافي لها، مما جعل الكثير منهم يتوقف عن ممارسة نشاطه.
ومن أجل استمرار المشهد الثقافي يجب أولاً الإيمان بأهمية الثقافة ودورها في تنمية الأوطان والارتقاء بالشعوب، كون الثقافة أحد ركائز التنمية والمرآة التي تعكس حضارة الشعوب وتقيس تقدمهم.
ولأجل ذلك ينبغي على الدولة الاهتمام بالجانب الثقافي ودعمه بكل السبل الممكنة، وعلى وزارة الثقافة القيام بدورها تجاه المثقف والأديب والكاتب ودعم المؤسسات الثقافية مادياً ومعنوياً لتكون قادرة على القيام بدورها وتنفيذ أهدافها والعمل على دعم الشباب والسعي لإبراز إبداعهم من خلال تفعيل جائزة الدولة التشجيعية في مختلف الفنون وإقامة المسابقات الثقافية والأدبية على مستوى المحافظات وتبني طباعة إصدارات الشباب والكتاب والمؤلفين وابراز أعمالهم لأجل خلق حراك ثقافي يساهم في الارتقاء بالإنسان اليمني فكراً وسلوكاً، عندها سيستعيد المشهد الثقافي عافيته ويقدم رسالته المرجوة.أمنياتنا للوطن أرضاً وإنسانا بالأمان والسلام والازدهار وأن يكون عام ٢٠٢٣ عاماً حافلاً بالإنجازات الوطنية والثقافية والانتصارات المحققة.
تفاؤل
الأديب ثابت القوطاري متفائل في دخول العام الجديد، ويقول: نتمنى أن نتجاوز كثيرا من الأمور التي مرت بنا العام الماضي، وأن يكون عامنا الجديد أكثر سكينة وهدوءاً واستقراراً، فمع بداية كل عام ننشد السلام للوطن وللإنسانية، وبخاصة أننا نعيش حالة حرب وحصار ذقنا فيهما طعم المعاناة، ومرارة الوجع، نتمنى أن يكون الإنسان والوطن في خير وسعادة، ونتمنى أن تكون الإنسانية جمعاء في سلام دائم.وكأديب يمني أتمنى _بالإضافة إلى ما سبق_ أن يكون المشهد الثقافي أكثر حيوية واتزانا، وأن يحقق الأدباء كل طموحاتهم المشروعة، وأن يزدهر الأدب والفن والثقافة من خلال التقدم خطوة نحو المستقبل، واستشرافه، ليصنع السلام والأمان، وأن أجد معرض الكتاب الدولي يحط رحاله في (اليمن) كما كان سابقا، وأن أجد الصحف الثقافية على تنوعها تنتشر كالنسيم العليل الذي نتنفسه، وأن تفتح المكتبات أبوابها بعد أن أجبرت الحرب الكثير منها على إغلاقها.أتمنى أن أجد الفعاليات الثقافية والأدبية تضيء كالمنار، وتومض كالنجوم في الساحة اليمنية، وتصنع مشهدا جميلا من التنوع والتعدد، وتخلق مجتمعا واعيا يسهم في بناء الحضارة الإنسانية.في ظل الحرب التي تدور رحاها على وطني، لا يمكنني أن أتنبأ بأي شيء للمشهد الثقافي اليمني، ولا يمكنني أن أطرح توقعات، في ظل غياب الإنسانية، وموت الإنسان.الإنسان المهدور، والمسلوب، فكيف سأتوقع لما يصنعه في ظل غيابه هو؟ مسألة صعبة.
سيادة المعرفة
ويؤكد الأديب هشام ورو مدير عام مكتبة زبيد العامة بالقول: يتوق كل الناس في اليمن إلى سلام دائم وشامل وإلى أن تسود المعرفة في بناء الوطن، فأي وطن يؤسس على المعرفة يكون من أرقى الشعوب، وعندما يتسيد الجهل تعم الكارثة، فنأمل أن يكون العام القادم عام العلم والثقافة والسلام، وأتطلع أن يتم بناء الإنسان اليمني والجيل الجديد على أساس من العلم ونبذ الفرقة والمذهبية والتعصب.
صعوبات
فيما يقول الشاعر بلال قايد: يحل علينا العام الجديد واليمن لا يزال يرزح تحت الكثير من الصعوبات بسبب العدوان والحرب لثماني سنوات، والثقافة عانت مثلها مثل بقية القطاعات في البلد وما زالت تقاوم حالة التشظي التي يراد أن تصل لها.
فخلال السنوات الماضية ورغم العدوان كنا نجد أن الفعاليات تقام في معظم مدن اليمن، إلا أنها تناقصت كثيراً حتى لم تعد هناك أي فعاليات تقام في المحافظات فانعكست الآية فهناك مثلا محافظة كانت الأولى في عدد الفعاليات التي تقيمها كل سنة، أما الآن للأسف فقد أصبحت في خبر كان بعد التضييق على كل المؤسسات الثقافية فيها وهو الحاصل مع باقي المؤسسات في باقي المدن وهو الذي لا يبشر بخير أبداً في ظل محاولة الاستقطاب الحاصلة وبقوة.
ورغم كل ما يحصل إلاّ أن هناك محاولات تبشر بالأجمل تصدر من شباب نشأ محاولاً الخروج من قوقعة الحرب ومبشراً بالجمال والتي أتمنى أن تستمر في نشر الإبداع وألا يجري عليها ما جرى للبقية.
ما يحزنني هو توقف كامل للملاحق الثقافية والمجلات الأدبية تحت أعذار واهية بينما تصدر صحف ومجلات نشأت وظهرت في فترة الحرب تعمق من الانقسام الداخلي.
ولهذا اتمنى في هذا العام ان يُعاد اصدار الملاحق الادبية واصدار المجلات الثقافية من جديد وبانتظام هذا ما ارجوه.
بصيص أمل
وتقول الأديبة نوال القليسي: يتطلع المثقف اليمني لبصيص أمل ولو بسيط نحو نافذة سلام جديدة تخرج منها اليمن من جماح كبح الظلمات التي تطوق البلد منذ ما يقارب ثمان سنوات في ظل حصار وحرب وشتات إلى يمن آمن موحد ينعم بسلام داخلي، والتصالح المجتمعي في ظل رابطة التناغم الإنساني والفكري بين كافة أطياف المجتمع، كما يتطلع المثقف اليمني إلى ايجاد مشهد ثقافي موحد يخدم الثقافة والمثقف اليمني في شتى مجالات الفكر والمعرفة من تراث وأدب وفن ليخلق بيئة ثقافية موحدة قادرة على التصدي لكل غزو من شأنه اضعاف هذا البلد الذي يحمل إرثاً ثقافياً وفكرياً وحضارياً متنوعاً ومتجذراً في أعماق التاريخ الأزلي، بل وضارب بجذوره في أعماق الحضارة الإنسانية والفكرية والتراثية والصناعية والفنية منذ قرون، ولايزال يحمل في طياته ومعالم حضارته الكثير من الالغاز والبحوث والدراسات التي لم تف حتى الآن بقيمة هذا البلد الحضاري العريق، كما يتطلع المثقفا وحاله حال أي مواطن يمني – في إنهاء الحصار والحرب والشتات الجاثم على كاهله وكاهل هذا البلد العظيم إنساناً وتاريخياً وإرثاً وحضارة.
واتوقع للمشهد الثقافي مع حلول العام الجديد نماءً وتعافياً من خلال رؤية ثقافية موحده تخدم الثقافة والمثقف والمجتمع على حد سوا، كذلك أتوقع المزيد من النهضة الفكرية والتعليمية كون الثقافة والعلم صديقين كل منهما يكمل الآخر وينهض باليمن لمواجهة كافة التحديات لخلق سلام مجتمعي وسلام سياسي ينعكس بدوره في إنعاش البلد ونشر السكينة المجتمعية بين كافة اوساطه الثقافية والفكرية والمجتمعية، متمنية أن يكون عام سلام بلا حروب ينعم بوعي نحو تكافل مجتمعي وازدهار ثقافي وفكري.