اليمن في رحاب العام الجديد

عبدالفتاح البنوس

 

 

عام ميلادي جديد يطل على العالم في ظل أوضاع مضطربة وظروف صعبة وأحوال متقلبة في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة ، العالم في حالة غليان في ظل تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية، والتوترات الدولية والإقليمية الناجمة عن صراع النفوذ والهيمنة والتسلط بين الدول الاستعمارية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية( الشيطان الأكبر)، وفي بلادنا يحل العام الميلادي الجديد ولا جديد في ملف الأزمة اليمنية ، فالعدوان لا يزال قائما على بلادنا فحالة الحرب لا تزال قائمة حتى في ظل الهدنة المزعومة، فإذا كانت الغارات الجوية قد توقفت؛ فإن الخروقات والأعمال القتالية ما تزال مستمرة في بعض الجبهات وما يزال الأعداء يعدون العدة والعتاد من أجل تفجير الأوضاع العسكرية فور صدور التوجيهات الأمريكية لهم بذلك ، في ظل تواصل الحشد والتعبئة والتجنيد في صفوف المرتزقة، والنشاط المحموم لقوى الغزو والاحتلال في التوسع والتمدد والهيمنة في المحافظات الجنوبية والشرقية التي باتت هدفا لها، تعمل على تثبيت تواجدها العسكري وسيطرتها المطلقة على سلطة القرار فيها .
عام جديد ولا يزال طواغيت العصر يفرضون حصارهم الإجرامي على أبناء شعبنا اليمني برا وبحرا وجوا ، ولا تزال المعاناة والأوجاع لسان حال السواد الأعظم من اليمنيين ، في ظل الإصرار الأمريكي القذر على تمرير وتنفيذ أجندته الاستعمارية الاستغلالية التي تستهدف اليمن ( الموقع الاستراتيجي والثروة المتنوعة والمقدرات الواعدة ) التي تزخر بها ، لا يزال الأمريكي يُمنِّي نفسه بالحصول على المزيد من الأموال السعودية والإماراتية التي يجبرهم على دفعها، والتي يرى في استمرارية العدوان والحصار على بلادنا وشعبنا السبيل الأمثل للحصول عليها، ويرى في أي وقف للعدوان أو رفع للحصار بأنه بمثابة خسارة كبيرة بالنسبة له وتضييع لفرصة قد لا تتكرر وخصوصا بعد أدرك قوة وشدة بأس المقاتل اليمني وقدرته الفائقة على التغلب على الصعاب وتجاوز العقبات والقفز على الواقع بكل تعقيداته ليخرج في نهاية المطاف وهو يطرق بكل ثقة واقتدار أبواب مجال التصنيع الحربي بكفاءة عالية ، استطاع من خلالها تغيير معادلة المواجهة، ليتحول من مدافع إلى مهاجم يسدد الضربات اليمانية الحيدرية في عمق الكيانين السعودي والإماراتي مستهدفا عصبهما الاقتصادي ومواقعهما الاستراتيجية ، دفعت بهما لاستجداء الهدنة واللهث خلفها بطريقة مذلة ومهينة .
عام ميلادي جديد ونحن في اليمن السعيد، يمن الأنصار، يمن الأوس والخزرج، يمن الإيمان والحكمة، على ثقة مطلقة بمعونة الله ونصره وتأييده، لا تزيدنا مؤامرات الأعداء إلا قوة وصلابة، ووعيا وبصيرة جنبا إلى جنب مع أبطال القوات المسلحة الميامين في مختلف جبهات العزة والكرامة والشموخ والإباء.
عام جديد نجدد من خلاله العهد لقيادتنا الرشيدة ولشهدائنا العظماء بالمضي في مسار الصمود والصبر والثبات والمواجهة والتحدي ، أيادينا ممدودة للسلام العادل المشرف ، وأصابعنا على الزناد لمواجهة أي حماقات رعناء قد يقدم عليها الأعداء في ظل حالة اللا هدنة القائمة والتي أرادها الأعداء استراحة لترتيب صفوفهم وتجميع قواهم من أجل استهداف القوات المسلحة اليمنية ومهاجمة مواقعهم في مختلف الجبهات، ولكنها بإذن الله ستكون مردودة عليهم وسيقعون في شر أعمالهم وسيخزيهم الله ويذلهم ويقطع دابرهم بحوله وقوته وعونه وتأييده، وستكون الغلبة لله ولرسوله وللمؤمنين المستضعفين من أبناء اليمن الميمون .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا