رق في زمن حقوق الإنسان


أطفال يموتون في رحلة التهريب آخرهم أربعة قضوا داخل صهريج مياه

إحداث عاهة في جسم الطفل وسيلة المهربين لغرض التسول

● أين هلال.. سؤال اختزنته ذاكرة والداه وظل يرددانه على الدوام بعد أن تمكن أحد المهربين من خداعهم وإقناعهم بكل لطف أن سفر ابنهم الأصغر لإحدى دول الجوار سيدر عليهم وعلى باقي أفراد الأسرة من اخوة وأخوات صغار المال الوفير بعد أن قام بإعطائهم بعض من الدولارات وخطف هلال إلى غير رجعة.
هلال الطفل لم يتجاوز عمره العشر سنوات ترك مدرسته لعدم قدرة أسرته على تحمل تكاليفها برغم من أنها حكومية والتسجيل فيها لا يحتاج إلى مبلغ كبير إلا أنها بالنسبة لأسرته أمر شاق الوالد يعمل في إحدى المطاعم الشعبية بمبلغ زهيد يحصل عليه آخر اليوم مع القليل من بقايا الطعام ليقدمه إلى أبنائه هي وجبة واحدة في اليوم كفيلة بسد جوع هذه الأسرة.

هلال صغير السن وهزيل الجسم لذا باءت كل محاولاته للبحث عن عمل بالفشل حتى الأعمال البسيطة التي حصل عليها كعامل في محل بيع اسطوانات الغاز وبائع بطاط ولم يقو على الاستمرار فيها حتى جاء ذلك المهرب وأخذه لإحدى دول الجوار ولازال هلال غائب إلى اليوم ومازال والده يدعيان الله يوميا لمعرفة مكانه.
خزان الموت
عندما يستهان بأرواح البشر ويتم الاتجار بهم وكأنهم سلع تجارية فالنهاية غالبا ما تكون مؤلمة هذا ما حدث بالفعل عندما أجبر الفقر الآباء برمي أولادهم بأيدي أحد المهربين منزوعي الضمير بعد أن استطاع هذا المهرب أن يخدعهم والنتيجة موت أربعة أطفال من محافظات يمنية مختلفة بعد أن أعطى المهرب 200 ريال سعودي لكل أب ليأخذ أولادهم لإحدى دول الجوار للعمل وقبل الحدود قام المهرب ومن معه بإدخال الأطفال داخل خزان المياه كي لا تلتفت نقاط التفتيش ويمروا بأمان هذا ما حدث بالفعل ونجح المهربون بخداع حرس الحدود ولكنهم لم ينجحوا في استغلال هؤلاء الأطفال بعد أن أخرجوهم من الخزان جثث هامدة مات الأطفال والسبب جشع المهرب وفقر أسر الضحايا.
أين ذهبوا..¿
لم يقو محمد أحد أبناء منطقة نقم من الصبر على ظروف والده الصعبة خاصة وأن والده يعمل يوماٍ ويوماٍ لا هذا حاله كحال باقي عمال البناء فكان يسعى دائما لإيجاد حل مناسب لهذه المشكلة التي لم تتعبه وحده فعبد الرحمن صديقه وجاره كان يعيش نفس الحالة الصعبة ليقرر الاثنان السفر إلى إحدى دول الجوار بعد أن أقنعهم أحد أصدقائهم بذلك ليسافر الثلاثة خفية بعد أن قاموا بجمع تكاليف السفر وإعطائها لأحد المهربين والنتيجة 18 عاما من الغياب وبكاء أهاليهم وحيرتهم فوالدة محمد مازالت تذهب لكل شخص تعرفة قدم من مكان سفر ولدها لتسأله عن حال طفلها ولكن دون جدوى أمام عبدالرحمن فتقول لو أني دفنت ابني بيدي لكان حالي أفضل من هذا الحال.
باسم الإنسانية
عندما يكون الدخل اليومي خمسمائة ريال وعدد الأولاد تسعد حينها فقط يصبح كل شيء متاحا عبدالحميد أب لتسعة أولاد أحدهم معاق حركيا ويعمل في جمع علب المشروبات الغازية والمياه الصحية من النفايات هذه هي حياته حتى أتى إليه احد الرجال حاملا معه قارب النجاة لهذا الوالد الفقير واستطاع أن يقنعه أن يتخلى عن ابنه المعاق لأهل الخير صدق الوالد هذا الرجل خاصة وأنه كان ذا لحية بيضاء كبيرة ووجه يبدو عليه الوقار اتفق الوالد مع هذا الرجل الذي اطهر الرحمة على أن يأخذ الطفل المعاق معه إلى إحدى الجمعيات الخيرية في السعودية التي ستوفر لهذا الصبي العلاج والسكن المناسب بالإضافة إلى تقديم مبلغ شهري كمعونة لأهل الصبي المعاق ومنذ تلك اللحظة لم ير عبدالحميد طفله المعاق ولم يحصل على أي مبلغ مالي ليفوض أمره إلى الله تعالى فهو المعين والسند لهذا الطفل والمنتقم من الرجل الذي استغل فقر أسرة الطفل المعاق باسم الإنسانية.
وحوش بشرية
بعد أن جفت دموع الأم على ابنتها التي اختطفت من أمام المنزل لكن يقنيها التام من أنها ستجد ابنتها المخظوفة يوما ما وبالبحث الدؤوب الذي استمر أشهر طويلة أخبرت إحدى النساء والدة الطفلة بأنها عثرت على طفلتها تتسول في الحرم الملكي أو أنها طفلة تشبهها سارعت الأم إلى هناك لتبدأ رحلة البحث عن طفلتها وبعد عدة زيارات للحرم المكي وجدت ابنتها وهي فعلا تتسول فرحت الأم كثيراٍ ولكنها تفاجأت عندما شاهدت يد ابنتها مقطوعة من قبل الخاطفين من أجل استعطاف مشاعر الناس فأخذت ابنتها وعادت إلى اليمن.
شهود عيان
أعرف الكثير من الأسر زجت بأطفالها إلى دول الجوار ليقوم ضعاف النفوس بالتسول بهم هذا ما قاله بلال أحد المواطنين اليمنيين المقيمين على الحدود السعودية اليمنية ويضيف هذه الظاهرة بدأت تنتشر خاصة في الآوانة الأخيرة مع تنامي الفقر في اليمن حيث يأتي المهربون إلى الأسر التي لديها أطفال بطرق خادعة وماكرة متنوعة أبرزها أخذ هؤلاء الأطفال إلى الخارج للعلاج وبعض الآباء يكون على علم مسبق بأن هؤلاء من المهربين سيأخذون فلذة كبدهم للتسول بهم ولكن لا أعلم كيف يوافقون وكيف يتقاضون ثمناٍ لذلك ويتغاضون عن المخاطر التي يعرضون أولادهم لها.
حقائق مؤلمة
الأسر الفقيرة هي الهدف المنشود لعصابة تهريب الأطفال إلى الخارج الذين يستخدمون مختلف الوسائل في التهريب كالشاحنات والدواب والسير مشيا ويفضلون عبور الحدود بعد مغيب الشمس والعصابات التي تقوم بالتهريب تفضل الأطفال ممن لديهم استعداد وخبرة للقيام بأعمال تجلب مالاٍ سريعاٍ.
ومنذ أيام تم القاء القبض على عصابة تهريب مكونة من ثلاثة أشخاص وبحوزتهم خمسة أطفال لغرض تهريبهم خارج البلاد من قبل بحث محافظة صنعاء وقال مصدر أمني للمنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر بأنه تم التحفظ على الجناة وإيداع الأطفال إحدى دور الأحداث على ذمة نيابة الأحداث وأن العصابة تم القبض عليها في نقطة ضروان التابعة لمحافظة صنعاء ويتم التحقيق معهم حاليا.
والأطفال أعمارهم من (8-11) عاماٍ فقط وقد تم الحصول على معلومات عدد منهم ولا زالت الإجراءات مستمرة لمعرفة المعلومات الكاملة عنهم.. والجدير بالذكر أن هذه الجرائم تدرج ضمن جرائم الاتجار بالبشر والذي يتعرض خلالها الأطفال للعديد من الانتهاكات الجسمية حيث تسلمت السلطات اليمنية من السعودية مؤخراٍ في منفذ حرض الحدودي سبعة أطفال ضحايا اتجار سبق تهريبهم إلى السعودية وهم ستة من مديرية أفلح الشام محافظة حجة.. وتتراوح أعمارهم ما بين (10-12 عاماٍ) ويقف وراء هذه الجرائم شبكات إجرامية منظمة ويتم تهريب الآلاف سنوياٍ وتحتل محافظة حجة المرتبة الأولى في عملية تهريب الأطفال ويتم خلالها عمليات التهريب تعريض الأطفال للعديد من الانتهاكات والاستغلال والأخطار.

قد يعجبك ايضا