مآسي شبوة

تعد محافظة شبوة من أكثر محافظات البلاد الغنية بالثروات المتنوعة من النفط والمعادن , إلى جانب موقعها الجغرافي الهام الذي يحجز مساحة كبيرة على ضفاف البحر العربي , وهي من العوامل الهامة التي تتطلب اهتماما من حكوميا بهذه المحافظة “أرضا وإنسانا”.
تحقق لشبوة (سابقا) من المشاريع الخدمية والتنموية ما لا يستطيع أحد إنكاره على المستويين المحلي والمركزي , لكن الأهم أنها “شبوة” مازالت بحاجة لكثير من المشاريع التي تلبي الحاجة الماسة للمواطن , خصوصا في مجالات الصحة والتعليم والمياه وغيرها من المجالات ذات الارتباط المباشر به.
أواخر الأسبوع المنصرم , فارقت أسرة مكونة من خمسة أفراد الحياة بسبب ماس كهربائي أتى على الغرفة التي كانوا ينامون فيها , لا اعتراض على قدر الله , لكن ما لا يقبله عاقل أن لا تجد في محافظة تختزن ما يرفد الخزينة العامة للدولة بالعملة الصعبة , مشفى يعالج حالات الحروق البسيطة والكبيرة , طفلان من أفراد الأسرة -آنفة الذكر – لم يموتا لحظة الحريق بل كانا على قيد الحياة , أسعفوا جميعهم للمستشفى الحكومي الذي لم يستطع ان يقدم لهم شيئا , باستثناء مذكرة تحويل إلى محافظة عدن , فارق أحد الأطفال الحياة في أبين وهم في الطريق إلى عدن , والآخر توفي بالمستشفى بعد تأخر إسعافه الذي تطلب نقله من عدن إلى تعز.
لكم أن تتصوروا معاناة أقارب هذه الأسرة , وغيرها من الأسر ممن تعرضوا ومازالوا لحالات الحريق المتنوعة في التنقل بين المحافظات بحثا عن مشفى يعالجون فيه مصابهم .
بالأمس القريب كان لرجل أعمال أن تبرع ببناء مركز صحي لمرضى غسيل الكلى , وكان له الأثر في التخفيف من معاناة مرضى الفشل الكلوي -ماديا ومعنويا – خصوصا وهذا المركز يقدم خدماته مجانا .
نعرف حجم المعانة الملقاة على عاتق محافظ شبوة احمد علي باحاج , لكننا على ثقة من قدرته على تلبية ابرز احتياجات المواطن الذي يؤمل على الله ثم عليه في توفير احتياجاته الرئيسية .
ونعرف أيضا حجم التحديات والأشواك التي تزرع في طريقه لكي يقف معلنا فشله ذات يوم , لكن ذلك لن يحدث ربما لأن الرجل متمرس على تخطي تلك الأشواك المزروعة على طريقه , ولأن إجماعا شعبيا يقف خلف كل المخلصين من ابناء المحافظة لعكس حقيقة مفادها “أن الاصطفاف الشعبي من كل مختلف كل القوى لا يتخلى عمن يحمل على عاتقه تطلعات المواطنين وأحلامهم المنشودة”.
لن نمتدح المحافظ باحاج , ولن نذمه , ففي الوقت متسع ليحكم الزمن بذلك , والعبرة لمن صنع مجدا يخلده لخدمة مجتمعه ووطنه.
بالتأكيد أن احتياجات محافظة مترامية الأطراف كـ شبوة , كبيرة وكثيرة , لكن علينا أن نبدأ بالأهم ثم المهم , ونصر على تحقيق مايرضي الله والضمير, لننقذ حياة المرضى في مستشفيات ترقى لخدمتهم, ونسقي العطشى في اطراف المحافظة بمشاريع مياه تضمن الديمومة .
وكان الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه .

قد يعجبك ايضا