تعظيم الرسول الأكرم.. أبعاد خطاب قائد الثورة خلال تدشين الاحتفالات بالمولد النبوي

 

الثورة /

في غرة ربيع الأول من العام الهجري الجديد 1444هـ ، أطل السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله على الشعب اليمني، في خطاب يحمل كل معاني الرعاية والمحبة والحكمة والحرص على أن يربط الأمة بدينها ونبيها محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ، فكانت كل المضامين في خطابه جرعات من الوعي والهدى والرسائل التي كانت برنامجاً عملياً للقيام بواجب المسؤولية تجاه رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله من خلال التأسي به كقائد وقدوة ، والاتباع له وفق توجيهات الله وتعظيمه وتوقيره، الاتباع العملي ، والتعظيم العملي ، والتوقير العملي، الذي سيكون نتيجته الفوز والنجاح والنصر، وركز في مضامين خطابه، سلام الله عليه، على خصوصية الارتباط الروحي العميق المنطلق من الاهتمام والإيمان، الذي عبر عنه بقوله: ( من تجليات ومصاديق الحديث النبوي الشريف: (الإيمان يمان، والحكمة يمانية)؛ لأن الصلة برسول الله «صلوات الله عليه وعلى آله، والعلاقة به لأمته، هي صلةٌ إيمانية، وعلاقةٌ إيمانية، منطلقها وأساسها الإيمان به، وبرسالته، وبعظيم منزلته عند الله «سبحانه وتعالى»، وبمهمته المقدَّسة، ودوره العظيم، وبأنه صلةٌ للأمة بالله «سبحانه وتعالى»، وبهديه، وبنوره؛ ولـــذلك عندما اهتم شعبنا هذا الاهتمام الكبير، وتصدَّر بقية الشعوب، وبرز في عنايته بهذه المناسبة بشكلٍ كبير، فغير غريبٍ على هذا الشعب، الذي هو شعبٌ يجسِّد إيمانه برسول الله «صلوات الله عليه وعلى آله»، بكل هذا الالتزام، والاهتمام، والجوانب العملية، والاقتداء، والتأسي، والاتِّباع، والاهتداء، كما يجسِّد ذلك بهذا التعظيم والتوقير لرسول الله «صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله) .
وفِي سياق استعراضه سلام الله عليه لخصوصية الارتباط اليمني برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ، يذكر السيد القائد بهذه الصلة التاريخية المتأصلة بقوله : ( غير غريبٍ على أحفاد الأنصار، الذين نصروا رسول الله «صلوات الله عليه وعلى آله»، وآووا رسول الله، والمهاجرين معه في صدر الإسلام، وحملوا راية الإسلام، وجاهدوا مع رسول الله «صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله»، فسمَّاهم الله في كتابه بالأنصار، أحفاد الأنصار هم اليوم يتحركون كأنصار، كما كان آباؤهم وأجدادهم، يحملون الراية (راية الإسلام)، يسيرون في إطار الاقتداء برسول الله «صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ) .
يقدم السيد القائد – سلام الله عليه – جوهر العلاقة برسول الله الواجبة الاتباع لكل المؤمنين، والتي تحدد مستوى هذا الارتباط باعتباره مقياسا حقيقيا للمحبة لرسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله والذي يدور حول ركن ( الجهاد في سبيل الله ) عنوان الاتباع للرسول والرسالة ، وفي ذلك يقول السيد القائد : ( من المفردات والعناوين المهمة في علاقتنا بالنبي «صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله»، والتي وجدناها في الآية المباركة في قوله: {وَنَصَرُوهُ}، {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ}[الأعراف: من الآية157]، هذه المفردة، هذا العنوان المهم: {وَنَصَرُوهُ}، كيف تكون أنت بانتمائك للإسلام، بانتمائك الإيماني، من أنصار رسول الله «صلوات الله عليه وعلى آله»، هذا جزءٌ أساسيٌ من علاقتك الإيمانية به، لا يكفي أن تقول: (أشهد أن محمداً رسول الله) وانتهى الأمر، لهذا الالتزامات التي تبنى على ذلك، فيأتي قول الله «سبحانه وتعالى»: {وَنَصَرُوهُ}، ليبين أن هذا جزء أساسي من العلاقة الإيمانية بالرسول «صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله».
واعتبر السيد القائد أن مقتضى النصرة لرسول الله في أن يكون الجميع على أعلى درجات التأهب لمواجهة كل مظاهر الانحلال الأخلاقي والحرب الناعمة التي يشنها العدو، بهدف تدمير المجتمع وتطويعه ليكون ليناً ومستعداً لتنفيذ كل مؤامراتهم التدميرية للدين والوطن، فقال سلام الله عليه : «في النصرة أيضاً يجب أن نكون حاضرين وفاعلين بكل ما نستطيع في التصدي للحرب الشيطانية، من أعداء رسول الله، من أعداء الإسلام، من أعداء القرآن، من أعداء الله، الذين يشنون حربهم الشيطانية الناعمة، المفسدة، المضلة، التي تسعى إلى فصل الأمة عن مبادئ الإسلام، عن قيم الإسلام، عن مكارم الأخلاق، الذين يسعون بها إلى ضرب الأمة في أهم أساسٍ يمكن أن يعيد للأمة عزتها، ومجدها، وقوتها، وأن يصلح واقعها ويغير وضعها، هذه مسألة مهمة جدًّا، تدخل في إطار {وَنَصَرُوهُ}، {وَنَصَرُوهُ}.
ثم يصل السيد القائد يحفظه الله في خطابه إلى البعد الإنساني للمولد النبوي الشريف وكيف يمكن أن تتحقق في الواقع المفاهيم العظيمة من دلالات المولد النبوي لتترك أثراً في حياتنا على المدى البعيد ، في النفوس والأعمال وفي كل الاهتمامات، وأهم ما أشار إليه هو كيف يمكن أن يتعزز وعي المجتمع على المستوى الثقافي والتربوي، وكيف يمكن أن تعزز فعاليات المولد النبوي جانب الإحسان وتشجع على التكافل الاجتماعي والتراحم والتعاون ، حيث قال : ( خلال هذه الفترة، وإلى الفعالية الكبرى في الثاني عشر من الشهر، نأمل- إن شاء الله تعالى- أن يكون هناك نشاط واسع: على المستوى التثقيفي والتربوي، على المستوى الإرشادي، على مستوى الندوات والمحاضرات، للحديث عن رسول الله «صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله»، ورسالته، والإيمان به، وكماله العظيم، وما يربط الأمة به، ما يربط الأمة إلى مبدأ التأسي به، كما في قول الله «سبحانه وتعالى»: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب: الآية21]، فجزءٌ من الأنشطة الأساسية هي: تثقيفية، توعوية، إرشادية، في المساجد، في المجالس، في الفعاليات والأنشطة المتنوعة.
وكذلك الاهتمام بالإحسان خلال كل هذه الفترة، الإحسان سلوك مطلوبٌ العناية به بشكلٍ دائم، لكن أن يبرز في مثل هذه المناسبة بشكلٍ أكبر، الإحسان إلى الفقراء، رعاية المحتاجين، إنقاذ المكروبين، إغاثة الملهوفين، مساعدة المحتاجين، هذا مما ينبغي أن يكون بشكلٍ منظم وواسع، وسواءً على المستوى الفردي، أو على المستوى التعاوني، وفي التعاون الخير والبركة، أن يكون هذا من الأنشطة الأساسية.

قد يعجبك ايضا