المجتمع الجديد

سنة الله في الكون اقتضت أن يكون بعض العمل مرتبطا بالجماعة , لا يستطيع الواحد منفردا أن يقدم فيه الكثير ومن ذلك العمل الأمني الذي هو لأجل المجتمع كله وليس لفرد أو بعض أفراد فقط, وسبق أن قلنا إن الاستراتيجيات الحديثة في العمل الأمني انتهجت استراتيجية (( الشرطة المجتمعية )) كحل لمواجهة تفشي الجريمة بفعل التقدم التكنولوجي الذي خدم المجرم كثيرا إذ توفرت له الميكنة التي سهلت عليه ارتكاب الجرائم من على بعد وارتكابها مع إخفاء آثارها فلا يكون عليه دليل يدينه وسهلت التخطيط والتربيط الذي يمكن العصابات الإجرامية والإرهابية من تنفيذ جرائمها دون علم الشرطة.
في بلادنا حدثت اختلالات أمنية كبيرة لا يتسع المجال للحديث بإسهاب عنها وعن أسبابها في هذه العجالة لكن ما سمعه جميع الناس وتردد بكثرة إلقاء اللوم على وزير الداخلية الأسبق بكل تلك الإختلالات , وسواء صدقت تلك التكهنات أو لم تصدق فنحن اليوم أمام مرحلة جديدة بعد صدور قرار فخامة رئيس الجمهورية يوم أمس الأول بتعيين وزير جديد للداخلية , مرحلة سيظهر معها الصادق في البحث عن أمن الوطن الذي نفتقده ويظهر معها أيضا المتعلق بأحجيات المنمق من القول الذي ظاهره الخوف على أمن الوطن وباطنه الاستهزاء بعقول الناس واستغلال الارتباك الفكري الذي عليه كثير من أفراد المجتمع , والفئة الأخيرة هم من فقدوا نعمة الخوف من الله في قلوبهم فأصبحت ( قلوبهم ) أقسى من الأحجار لأن بعض الحجارة قال الله تعالى فيها ( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله ).
الوزير الجديد سيكون بحاجة إلى عون المجتمع له وبالتأكيد عون كل رجال الشرطة قبل ذلك , لكن المجتمع يمتلك اليوم من الوسائل ما يستطيع به ( إجبار ) الشرطة على الأداء الكامل لواجباتها بالتواصل مع المفتش العام وإداراته المتخصصة التي ستكون ذراع الوزير لمعرفة وقياس الرأي العام وستكون ذراعه لمحاسبة المقصرين في أعمالهم ومحاسبة المتجاوزين لصلاحياتهم , هكذا يستطيع المجتمع أن يكون هو الرقيب وعليه واجب التعاون الكامل بسرعة الإبلاغ عن كل حادثة أو جريمة أو حالة اشتباه. وهكذا يستطيع الوزير الجديد أن ينهض بالعمل الأمني لتختفي معه كل مظاهر الخوف وكل أسباب الجريمة .
لمعالي الوزير الجديد :
بعد تضرعنا لله سبحانه أن يكون لكم خير عون في مهامكم نذكركم أن أمن الناس وأمن البلد مسئولية تتحملونها أمام الله سبحانه , ونصحي لكم أن لا تسكتوا عن كل من يخفق في القيام بواجبه ممن تولوا معكم المسئولية , حاسبوهم بقدر المسئولية التي عليهم وبقدر الصلاحيات التي منحت لهم .
للمجتمع بكافة أفراده ومؤسساته وهيئاته :
إذا أخفق المجتمع هذه المرة فلن يشفع لنا القول إننا بحاجة إلى وزير جديد لأننا حينها نكون قد تأكد لنا أننا بحاجة إلى مجتمع جديد.

همسة أمنية :
تكثر حالات اغتصاب الأطفال والأسرة هي السبب الأول فيها بانشغالها عن الأطفال وعدم متابتعها لأطفالها , أين يذهبون ومع من يقضون أوقاتهم . خصصوا من أوقاتكم ما يكفي لتربية أطفالكم فهم عماد المستقبل .
دام اليمن ودمتم بإذن الله سالمين 🙂

قائد شرطة الدوريات الراجلة –سابقا
alwajih@yahoo.com

قد يعجبك ايضا