السياحة رافد قوي للعمل التنموي والعديد من المقومات لم تُستثمر بعد
مدير عام خدمات المنشآت السياحية في وزارة السياحة محمد الوبري ل”سياحة وتراث”: نعمل على النهوض بالقطاع السياحي رغم العدوان والحصار
أكد مدير عام المنشآت السياحية في وزارة السياحة محمد رمضان الوبري أن القطاع السياحي في اليمن تعرض إلى الكثير من الأضرار نتيجة العدوان خلال السنوات الثماني.
وأشار الوبري في لقاء لـ«الثورة» إلى أن العدوان والحصار لا يجب أن يكون عائقا دون الاجتهاد في النهوض بالعمل السياحي في إطار الصمود والثبات الذي اتسم به الشعب اليمني وانعكس في حرصه على استمرار العمل التنموي في مختلف القطاعات.. وهذا ما جاء في اللقاء:
الثورة / مجدي عقبة
كيف تصف وضع القطاع السياحي في اليمن اليوم؟
– رغم التأثيرات السلبية التي لحقت بالقطاع السياحي الوطني على خلفية تأثره كغيره من القطاعات الأخرى في اليمن، نتيجة للعدوان الغاشم على بلادنا إلا أن هذا القطاع الصامد شهد على مدى سنوات العدوان السبع الماضية تحقيق العديد من الانجازات في بناه التحتية ومجالاته المختلفة: الاستثمارية، والخدمية، والترويجية، عززت من أهميته ومكانته كقطاع فعال وداعم العملية الاقتصادية والتنموية باليمن، وتجلت تلك الإنجازات في سلسلة من المشاريع والأرقام والمؤشرات والبرامج والخطط والسياسات والاستراتيجيات والإجراءات الأمنية والقضائية التي تم تطبيقها، وكذا في القوانين واللوائح والأنظمة التي جرى تطبيقها، الأمر الذي نقل هذا القطاع إلى مستوى القطاعات الاقتصادية الفاعلة والمؤثرة في عملية البناء والتنمية، كواحد من أبرز القطاعات الخدمية المساهمة بنسبة كبيرة في الناتج المحلي.
ماهي هذه المشاريع؟
– شهد هذا القطاع تناميا ملحوظا في زيادة عدد المنشآت السياحية الخدمية الجديدة، وتم افتتاح الكثير من المنشآت السياحية في عدد من المناطق الحرة، تنوعت في تقديم خدماتها المتميزة وبجودة عالية رغم الصعوبات والعراقيل التي واجهتها هذه المنشآت السياحية نتيجة العدوان الغاشم والحصار واحتجاز المشتقات النفطية وإغلاق المنافذ والمطارات..
الملحوظ أن السياحة الداخلية نشطت بصورة كبيرة هل توفرت مقومات النجاح؟
– نعم السياحة الداخلية هي الأخرى اتسعت وزاد حجمها بإطراد، ويبدو ذلك جلياً في الازدحام والاختناقات التي تشهدها المناطق السياحية والمنتجعات السياحية في المدن الساحلية وفي المحافظات التي تتواجد فيها أماكن للسياحة الطبيعية، حيث يرتادها المواطنون بصورة مكثفة أثناء المناسبات الرسمية والأعياد وخلال فترة الصيف، وفيما يتعلق بمقومات وإمكانات البنية التحتية لقطاع السياحة فقد تحقق تحسن كبير، وبالنسبة للمنشآت السياحية الأخرى، وإن توفرت بنسبة محدودة، فإن حجمها المتاح منخفض بالمقارنة مع تنوع وتعدد مقومات النشاط السياحي المتاح في البلد، فمازال هذا القطاع يحتاج لإقامة العديد من المنشآت السياحية العملاقة والمتنوعة وفي مختلف المناطق السياحية التي يرتادها الزوار.
ماهي المنشآت المطلوب توفرها الآن لتسهم في نجاح العمل السياحي؟
– حقيقة من بين أهم المنشآت المطلوب توفرها، حسب المقومات السياحية في المناطق المختلفة: القرى السياحية، منشآت خدمات ، والمنشآت المتعلقة بسياحة الآثار، الصناعات الحرفية، ومؤسسات العرض والترويج الحضاري مثل: المتاحف الأثرية، ومتاحف المخطوطات، المعارض الدائمة للتراث والموروث الشعبي اليمني وغيرها من المنشآت السياحية ذات البعد الحضاري والثقافي، بالإضافة إلى مؤسسات تقديم الخدمات السياحية والترويج لها، ومما سبق يلاحظ ان قطاع السياحة في اليمن مازال قطاعاً بكراً فيه العديد من المقومات التي لم تُستثمر ويحتاج إلى بنية واسعة من المؤسسات السياحية وخدمات السياحة المتنوعة وفرص نجاح الاستثمار في هذه المشروعات كبيرة إذا ما رافق ذلك تطور وتوسع في قطاعات الخدمات المساندة للسياحة مثل: النقل، والاتصالات وتنفيذ برامج الترويج السياحي سواء كنشاط سياحي أو بين فئات المستثمرين لتحفيزهم على الاستثمار في هذا القطاع البكر.
هل بالإمكان أن تعددوا لنا أنواع عناصر السياحة المتوافرة؟
– السياحة في المناطق الحرة من الجمهورية اليمنية تشمل على عدة أنواع من عناصر السياحة سواء منها التي ترتبط بالبيئة بصورة مباشرة، أو تلك المتصلة بالطبيعة أو ما يرتبط أيضا بالتراث الحضاري، والتي يمكن استغلالها والاستفادة منها مثل:
– السياحة الخضراء في السهول والمدرجات الجبلية.
– سياحة زيارة الأماكن الدينية والمعالم التاريخية.
– سياحة الصحارى حيث الهدوء والسكينة ومراقبة الطيور والحشرات والزواحف ورياضة الرمال وسباقات الصحراء.
– سياحة تسلق الجبال في كثير من المناطق الجبلية الشاهقة.
– السياحة العلاجية بالقرب من الينابيع الحارة التي يرتادها السياح والزوار للاستشفاء من الأمراض الجلدية وإمراض المفاصل.
– سياحة المنتجعات السياحية والمعسكرات الصيفية والكشفية.
– سياحة العلاج الطبيعي بالرمال والأعشاب الطبية.
– سياحة الآثار والنقوش والمغارات والكهوف الأثرية وتحليل الصخور الجيولوجية والبركانية.
– سياحة زيارة المتاحف والمناطق التاريخية والاطلاع على العادات والتقاليد اليمنية الأصيلة.
– التعرف على مخطوطات التراث والمعارف والعلوم والثقافة اليمنية.
– الحرف التقليدية والصناعات اليدوية بما فيها من إبداع وتذكارات من أعمال خشبية وجلدية وتطريز ومنسوجات وتحف خزفية وفخارية.
– العمارة الهندسية والزخارف وتصميم النقوش والجماليات.
– اللباس التقليدي والعادات والتقاليد والأكلات الشعبية.
– الكرنفالات والمهرجانات الثقافية والمناسبات الوطنية والدينية.
ماذا عن الكادر البشري العامل في هذا المجال وتأهيله؟
– طبعا أثبتت السياحة أنها مصدر مدر للدخل إذا ما أحسن استخدام هذه المقومات السياحية الأمر الذي يعني الحاجة إلى كوادر مؤهلة بالخبرات الحديثة في العمل السياحي والفندقي، وبهذا الخصوص فإن الحكومة ممثلة بوزارة السياحة تسعى بكل جهد وبالوسائل الممكنة والمتاحة لها إلى إقامة الورش والدورات التدريبية التي تهدف إلى إعداد وتأهيل الكادر المختص في مجال السياحة والنهوض بمستوى العاملين في قطاع السياحة -الذي يمثل أحد القطاعات الرئيسية والهامة – اعلى مستوى .. ونشير هنا إلى أن عدد المنشات السياحية ٥٠٠٠ منشاة سياحية وعدد العاملين بقطاع السياحة لا يقل عن خمسين الفا.