هدموا مسجد النور الأثري بالشيولات ومزقوا المصاحف.. جرائم المرتزقة تتجاوز الخطوط الحمراء

هدم المرتزقة مسجد النور في الخوخة أقدم المساجد الإسلامية في اليمن يفجر غضب اليمنيين

غضب وتنديد واسعين ووزارة الثقافة تستغرب صمت المنظمات والمؤسسات المعنية بحماية التراث الإنساني
هيئة الآثار : أكثر من 28 معلماً أثرياً إسلامياً دمرها التكفيريون في تهامة

الثورة /صنعاء

كشفت الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات، أن التكفيريين دمروا أكثر من 28 معلماً أثرياً إسلامياً في عدة محافظات آخرها مسجد النور في القطابا بمديرية الخوخة محافظة الحديدة.
حيث أثارت جريمة تدمير مسجد النور الأثري في قرية القطابا بمديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، استياءً كبيراً على كافة المستويات وعلى امتداد الوطن اليمني.
ونددت وزارة الثقافة بما أقدمت عليه قوى الارتزاق السلفية التابعة لألوية العمالقة الإرهابية العميلة يوم أمس الأول من تفجير وتخريب مسجد النور التاريخي الذي يعود بناؤه إلى القرن السابع والواقع في منطقة قطابا بمديرية الخوخة بمحافظة الحديدة.
ويعد المسجد واحداً من أبرز شواهد التراث الاسلامي ويأتي استهدافه في إطار تنفيذ مخطط تحالف العدوان التخريبي المعد من قبل التآمر السعودي الإماراتي الممنهج لمختلف المعالم الاسلامية من مساجد وأضرحة وقباب دينية ومعالم على امتداد اليمن.
وأكدت وزارة الثقافة في بيان صحفي أن هذه الأعمال الإجرامية من قبل القوى السلفية المرتزقة لم تكن الأولى من نوعها حيث وقد سبقتها أعمال إجرامية فادحة من قبل نفس عصابة الإجرام وفي مناطق مدن الساحل، والتي كان آخرها ما شهده جامع الشيخ العلامة أحمد الفاز من أعمال تخريبية في مدينة حيس التاريخية جنوب الحديدة في يونيو من العام 2018 م .
وأدانت الوزارة في بيانها سلوكيات القوى الداعشية وأهدافها المقيتة التي تسعى لبلوغ تحقيقها خدمة لمصالح قوى التآمر السعودي الإماراتي، مؤكدة أن كل الممارسات العدائية التي نفذتها القوى الداعشية السلفية لن تسقط بالتقادم وستحاسب عليها جميعا.
كما أكدت أنها – أي تلك الأعمال – كانت ولاتزال تستدعي موقفا جادا ومسؤولا من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) وبقية المنظمات العالمية المعنية بالحفاظ على التراث العالمي الذي يعد ملكا للإنسانية.
واستغربت الوزارة حالة الصمت المطبق الذي تواجه به هذه الأعمال الإجرامية من قبل تلك المنظمات والمؤسسات الدولية المدعية حرصها على حماية التاريخ الإنساني وتجنيبه ويلات الحرب في الوقت الذي لا تحرك فيه ساكنا حيال أعمال التخريب والهدم والتجريف التي تقوم بها وتتعمدها قوى الارتزاق الداعشية في عدد من محافظات الجمهورية على مرأى ومسمع شعوب ودول العالم قاطبة.
وقالت وزارة الثقافة، في بيانها، إنها لاتزال تتطلع بأمل كبير إلى الدول والشعوب الإسلامية الحرة والمنظمات الدولية المعنية بهذا الشأن لتقوم بواجباتها بالوقوف الحازم والتصدي لمثل هذه التصرفات الرعناء الهادفة إلى تجريف كل المعالم والمآثر الدينية الحضارية الشاهدة على عظمة اليمنيين ونصاعة تاريخ الأمة اليمنية العريق.
وأكدت أن ذلك يأتي ضمن حلقات استهداف المآثر الإسلامية اليمنية الشامخة الشاهدة على تاريخ الأمة اليمنية المتمسكة بهويتها الإيمانية الضاربة أطنابها في عمق التاريخ البشري القديم.
وأشارت إلى أن ذلك يؤكد المسعى الحثيث لدول العدوان لطمس الهوية الإيمانية اليمنية واستهداف المقدسات الإسلامية والمعالم التاريخية على امتداد رقعة الوطن اليمني وفي شتى أرجائه شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وعلى امتداد سواحله المترامية الأطراف.
وأوضحت هيئة الاثار في بيان صحفي صدر عنها امس، أن مسجد النور الأثري الذي دمره التكفيريون في الخوخة بناه الملك المظفر الرسولي في العام 672 هجرية، وتم تجديده في عهد الدولة العثمانية .
وأكد البيان أن الهيئة نبهت مراراً إلى خطورة تدمير المقدرات الثقافية الإسلامية، مجدداً الدعوة للمنظمات الدولية للعمل على إيقاف التدمير الممنهج للآثار والحضارة اليمنية تحت غطاء وحماية من دول العدوان وأدواتها.
وأشار إلى أن دول العدوان وأدواتها لم تكتفِ فقط بتدمير المواقع والمعالم الأثرية والإسلامية والتاريخية، بل تقوم بسرقة وتهريب وبيع الآثار اليمنية في المزادات والأسواق العالمية مستغلة حالة العدوان والانفلات الأمني الذي تشهده المحافظات المحتلة.
وأثارت جريمة تدمير مسجد النور الأثري في قرية القطابا بمديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، استياءً كبيراً على كافة المستويات بالمحافظة.
ولاقت تلك الجريمة، التي أقدمت عليها العناصر الإرهابية في ما يسمى باللواء التاسع عمالقة التابع للعدوان الأمريكي السعودي، إدانات واسعة وتنديداً من كافة أبناء الوطن الشرفاء.
حيث أدانت السلطة المحلية بالمحافظة، في بيان الجريمة النكراء، مشيرة إلى أن تدمير مسجد النور الأثري يكشف مدى حقد العدوان وأذياله على الحضارة اليمنية، وسعيهم الممنهج لتدمير كافة المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية والإسلامية.
وأكد البيان أن تدمير المساجد والأضرحة والمعالم الأثرية والتاريخية من قبل العدوان ومرتزقته، تنفيذ لأجندتهم الممنهجة في تدمير الحضارة اليمنية، تحت غطاء الهدنة الإنسانية التي نسفوها منذ الساعات الأولى لإعلانها.
ودعا البيان منظمة اليونيسكو، وكافة المنظمات الدولية ذات الصلة، إلى العمل على منع استهداف المعالم الأثرية، كونها إرثاً إنسانيا عالمياً لا يمكن تعويضها، واستهدافها جريمة إنسانية عالمية.
فيما أدان اتحاد الأدباء والكُتاب اليمنيين بالمحافظة هذه الجريمة التي تعد واحدة من سلسلة الجرائم التي تكشف الحقد الأعمى للعدوان ومرتزقته على آثار وثقافة وتاريخ اليمن عموماً والمناطق الجنوبية بالحديدة خاصة، وأبرزها مديريات الخوخة والتحيتا وبيت الفقيه والدريهمي.
واستعرض الاتحاد في بيان جرائم الهدم للمساجد التاريخية، ومنها مسجد الفازة التاريخي، الذي بُني في العهد النبوي وجدده الحسين بن سلامة سنة 402هـ، وآخر تجديد له كان في العهد التركي، غير أن العناصر الحاقدة ذاتها هدمته بالجرافات في أكتوبر 2018م.
وأشار البيان إلى أن قوى العدوان داهمت الجمعة الماضية، منطقة القطابا بالأطقم المسلحة وانتشرت في أرجائها، وكانت أكثر كثافة بمحيط مسجد النور الأثري قبل وصول الجرافات ما يضيف إلى جريمة هدم المسجد الأثري جريمة إرهاب وترويع المواطنين، في يوم عرفة.
ودعا الاتحاد إلى اصطفاف واسع لمواجهة سعار الحقد الذي يملأ صدور هؤلاء المجرمين، الذين يجاهرون بالإثم والبغي والعـدوان دون أي رادع.

وأكد أن وعد الله حق، وأن الله لا يخلف الميعاد، وأن أهل اليمن وأولهم أهل تهامة وفي مقدمتهم الأشاعرة هم وعد الله الحق الذين عناهم بقوله سبحانه وتعالى: «يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه».
وفي بيان مماثل، أدانت منظمة تهامة للحقوق والتنمية والتراث الإنساني، إقدام تحالف العدوان ومرتزقته التكفيريين على هدم مسجد النور التاريخي، معتبراً استهداف المعالم التاريخية والمواقع الأثرية سعياً للقضاء على الموروث الثقافي التاريخي الإسلامي والهوية الإيمانية للشعب اليمني، وكل الشواهد التاريخية للحضارة اليمنية الضاربة جذورها في عمق التاريخ.
وناشد البيان كافة المنظمات الدولية المعنية بالحفاظ على التراث الإسلامي، وعلى رأسها منظمة اليونيسكو، عمل كل ما من شأنه حماية المساجد والمعالم التاريخية التي تتعرض للطمس والتشويه من قِبل دول تحالف العدوان ومرتزقتها.
إن هذه الجريمة تعكس ثقافة الاستعلاء والامتلاء الزائف بمشاعر التعبئة لتحقيق أهداف أعداء الله الذين يعرفون الكتاب كما يعرفون أبناءهم، ويعلمون أن هذه الديار التي يعبثون بتاريخها هي الديار التي شهدت السجدة اليمنية الأولى لله سبحانه وتعالى.
إنها الديار الأشعرية، التي دخلها الإسلام قبل الهجرة، ومن شواطئها أبحر وفد الأشاعرة إلى المدينة المنورة، وكلهم شوق الذي عبروا عنه حين دنوا من المدينة، إذ ارتجزوا: «غدا نلقى الأحبة محمداً وحزبه».
وبشّر بهم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم- وأثنى عليهم وذكر فضائلهم، ومن ذلك قوله صلوات الله عليه وآله وسلم: «طلع عليكم أهل اليمن كأنهم السحاب، هم خيار من في الأرض»، فقال رجل من الأنصار: «ولا نحن يا رسول الله»، فسكت، وقال: «ولا نحن يا رسول الله؟»، فسكت، وقال: «ولا نحن يا رسول الله؟». فقال في الثالثة: كلمة ضعيفة: «إلا أنتم».
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «الله أكبر، أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا، الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان».
وقوله عليه الصلاة والسلام: «أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوباً، الإيمان يمان، والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم».
ولأنهم أهل اليمن الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «كأنهم السحاب هم خيار من في الأرض» فإن فطرتهم السليمة وسرائرهم النقية ورؤاهم السوية تبصر ملء العين.
إن جريمة هدم مسجد النور الأثري بيان عملي لقوله -صلى الله عليه وآله وسلم- «والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل»، إذ بهذه الجرائم وأمثالها يعبّر هؤلاء المجرمون عن أعلى تركيزات الفكر والثقافة التي صيرهم بها أهل الفخر والخيلاء أصحاب الإبل، الأدوات التي من خلالها يفرغون ما شاء لهم الشيطان من مخزون الحقد المعتق والمتراكم عبر القرون.

قد يعجبك ايضا