الثورة نت|
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن صنعاء هي الظهر الذي يستند إليه أبناء الشعب اليمني في التصدي للعدوان والحاضنة التي استضافت النازحين من مختلف المحافظات.
وأوضح السيد القائد في كلمة له اليوم خلال لقائه بوجاهات وأبناء أمانة العاصمة، أن صنعاء لها أصالة البلد وأصالة الشعب بانتمائه الإيماني منذ وصول الإمام علي ليقرأ رسالة رسول الله إلى أبناء الشعب اليمني.. مؤكداً أن صنعاء حاضرة في هذا الزمن أقوى وأعظم مما كانت عليه على مر التاريخ.
وأشار إلى أن العدوان حاول استهداف صنعاء عسكريا بالقصف المكثف وحدثت فيها عدد من أفظع الجرائم التي ارتكبها العدوان، حيث استهدفها بالأسلحة المحرمة دوليا وحاول احتلالها بحملات عسكرية كبيرة، وخصصوا لتحقيق أهدافهم الوهمية والسرابية مليارات الدولارات.
وأضاف: كل ما يستطيع الأعداء فعله لاحتلال صنعاء فعلوه، لكنهم وصلوا لقناعة “صنعاء بعيدة قولوا له الرياض أقرب”.. مؤكداً أن صنعاء محصنة بالاعتماد على الله والتوكل عليه والثقة به وبالمؤمنين الواثقين بالله ونصره وتأييده.
ولفت إلى أن صنعاء محصنة بالوعي العالي لدى أبنائها الأعزاء وسكانها من أبناء الوطن الأحرار.. مبيناً أنه كان من مؤامرات الأعداء على صنعاء إسقاطها من الداخل كما خططوا في فتنة ديسمبر التي سقطت بفضل الله.
وقال السيد عبدالملك الحوثي إنه وفي الأشهر الأخيرة قبل الهدنة أطلق العدوان حملات دعائية قبل القصف للضغط على الأهالي وتهجيرهم، كما خطط للقيام بتفجيرات واستهداف المواطنين في صنعاء بالعمليات الأمنية والسيارات المفخخة.. مؤكداً أن فشل الكثير من مؤامرات استهداف صنعاء أمنيا بفضل توفيق الله لرجال وزارة الداخلية وجهاز الأمن والمخابرات.
وتابع بالقول: إن بعض الخلايا التي تم ضبطها جرى الإعلان عنها والبعض لم يعلن عنها لأسباب أمنية.. موضحاً أن الأعداء يعملون من خلال استهداف الجانب الاقتصادي التضييق على معيشة الناس عبر الحصار، بالتزامن مع تنفيذ حملة تحريض للدفع بالناس نحو إثارة الفوضى وتحويل المعركة إلى صراع داخلي.
وأضاف أن العدوان أراد أن يتصارع الناس فيما بينهم بدل أن تكون ردة الفعل تجاه العدو الذي يحاصر ويمنع دخول المشتقات النفطية، لكن الأعداء انصدموا بمستوى الوعي لدى مجتمعنا وصنعاء تحديدا لأن معظم حملات التحريض كانت تستهدف العاصمة.
وأشار قائد الثورة إلى أن بعض العناصر المدسوسة المتواجدة في أنحاء البلد تعمل كأبواق للدعايات والفتنة وتحاول إثارة الفتنة في صنعاء.. مؤكداً أن الشعب اليمني على درجة عالية من الوعي ويعرف من هو العدو والصديق.
وأوضح أن العدو استهدف العاصمة والبلد بشكل عام بالحرب الناعمة على المستوى الفكري والأخلاقي، لكنهم فشلوا ويفشلون بمستوى الصمود والوعي والالتزام الإيماني وقيم شعبنا الحميدة التي تجسد انتماءنا الإيماني، حيث صدم الأعداء بمستوى وعي شعبنا وصبره على تحمل الجراح والآلام على كل المستويات.
وأكد السيد القائد أن صبر الشعب اليمني هو نتيجة الإيمان، وهذه القدرة من الثبات والموقف لا يمكن أن تكون إلا لأمة تعتمد على الله وتثق به.. لافتاً إلى أن بلدنا يعاني بشكل كبير في وضعه المعيشي والاقتصادي والأعداء استعملوا الحرب الاقتصادية لاستهداف كل أبناء اليمن.
ولفت إلى أن الأعداء راهنوا على أنهم بضرب لقمة عيش شعبنا سيوصلوه إلى الاستسلام لكنهم صدموا بتماسكه وثباته.. مؤكداً أن الشعب اليمني لا يمكن أن يخضع وأن يركع وأن يستسلم وأن يعيش حالة العبودية إلا لله سبحانه وتعالى.
وقال: مهما كان جبروت الأعداء وإمكاناتهم ومؤامراتهم فلا يمكن أن نصل إلى الانهيار والخضوع والعبودي، فحريتنا دين، ونحن شعب يثق بالله ولذلك لا ننكسر أمام المقارنات المادية.
وأضاف: حساباتنا إيمانية، وتوجهنا إيماني، ومهما كان حجم التحديات والمتغيرات فنحن نعتمد على الله وهو أكبر وأقوى وأقدر.. مشيراً إلى أن الأعداء الذين راهنوا على حسم معركتهم ما بين أسبوعين إلى شهرين وصلوا إلى العام الثامن وقد شبعوا يأسا وإحباطا.
وتابع: أعداؤنا أصبحوا في قرارة أنفسهم مؤمنين بهزيمتهم لأن شعبنا وثق بالله يوم وثقوا بأمريكا وراهنوا على تطبيعهم مع إسرائيل، فشعبنا تجاوز أصعب المراحل وأكبر التحديات والأخطار بفضل الله.
وأكد قائد الثورة أن تحالف العدوان من فشل إلى فشل، وطالما بقي الشعب اليمني معتمدا على الله وناهضا بمسؤوليته فإن الله لن يخذله، فأعداؤنا مستكبرون، وإلا فكان الأفضل لهم أن يكفوا عن عدوانهم على بلدنا بعد فشلهم في كل ما سبق.. داعيا قوى العدوان إلى إدراك أنه لا فائدة من استمرار عدوانهم وأنهم لن يصلوا إلى تحقيق أهدافهم.
وأوضح أن الشعب اليمني لم يعتد على أحد لكنه ليس فريسة سهلة وعليهم أن يستوعبوا هذه الحقيقة.. مشيراً إلى أن الأعداء مستمرون في توجهاتهم العدوانية، وحملاتهم وتجهيزاتهم واضحة.. مبيناً أن الحرب الناعمة تستهدف العنصر المعنوي في شعبنا وهو أهم عامل استند إليه في ثباته.
وشدد السيد القائد على ضرورة أن يكون الشعب اليمني على درجة عالية من الوعي واليقظة والبصيرة والانتباه لكل مؤامرات الأعداء وأنشطتهم التي تستهدفنا.. موضحاً أن العدو يعمل على إضعاف الجانب المعنوي لدينا كي نقبل الأعداء ولا يستثيرنا شيء ضدهم حتى جرائم الاغتصاب التي كان آخرها في حيس قبل أيام.
وأشار إلى أن احتلال العدو وسيطرته يترتب عليها كل فساد، وأكبر فساد وأكبر طامة لو تمكنوا من السيطرة على هذا البلد.. مؤكدا أنه ليس هناك أي أولوية تماثل أولوية التصدي للعدوان ومنعهم من احتلال بلدنا.
وقال السيد القائد إنه إذا أراد البعض جعل أي إشكال أو تقصير أولوية للتحريض وإثارة الفتنة فهو إما بوق للعدوان أو مغفل لا يملك الوعي تجاه الأولويات.. مؤكداً أن المنهجية الحكيمة لمواجهة أي إشكال أو أخطاء هي التوجه نحو المعالجة بشكل عملي أخويا في إطار المسؤولية.
وأكد السيد عبدالملك الحوثي العمل على معالجة الإشكالات والاختلالات، وأن تبقى أولويتنا الكبرى هي دفع الفساد الأكبر وهو سيطرة الأعداء على شعبنا.. مشدداً على وجوب أن نكون في نشاط وتعبئة مستمرة، وأن نبقى في جهوزية واستعداد دائم والتصدي لكل أشكال الاستهداف.
وبين أن الجهاد في سبيل الله يجعلنا أمة حاضرة مستيقظة جاهزة غير مدجنة وليست في حالة غفلة دائمة.. لافتا إلى أن التربية القرآنية تريد المجتمع الإسلامي قويا يقظا متماسكا يمتلك كل عناصر القوة في كل الميادين ومواجهة كل التحديات.
ودعا قائد الثورة إلى التعاون الشعبي والرسمي في التصدي للحرب الناعمة بكل أشكالها.. مؤكدا على الحرص في استمرار التحشيد والتجنيد وكل أشكال الاستعداد العسكري والجهوزية، وأن تستمر حالة التكافل الاجتماعي وأن تزداد تنظيما لأنها جزء أساسي من عوامل تماسك مجتمعنا.
وشدد على أهمية استمرار ورفع التعاون الأمني بين المواطنين والأجهزة الأمنية.. كاشفا أن إحدى أخطر عمليات التفجير التي كانت تستهدف العاصمة وفق الله لكشفها طفلا واعيا بلغ الأجهزة الأمنية بأحد أخطر عناصر الخلية.
وأشار إلى أن إطلاق النار في المناسبات الاجتماعية سلوك خاطئ يهدد حياة الناس ويجب التعاون رسميا وشعبيا لمعالجته.. داعيا إلى التعاون مع الجانب الرسمي في التخطيط العمراني والحذر من البناء العشوائي.
ولفت السيد القائد إلى أن العاصمة صنعاء فيها اليوم كثافة سكانية هائلة وهناك فرصة لتحويل هذا التجمع إلى مجتمع منتج بدلا من حالة البطالة، و على الجهات الرسمية والقطاع الخاص والمجتمع التعاون في نشاط اقتصادي انتاجي لتفعيل اليد العاملة.
وتساءل السيد عبدالملك الحوثي بالقول: شعبنا الذي صنع صواريخ بالستية عجزت عن صدها التقنيات الأمريكية ألا يستطيع صناعة “البسكويت” بدلا من استيراده؟.. مشددا على وجوب أن تكون علاقة الجهات الرسمية بالتاجر والمواطن علاقة إيجابية لخدمة البلد.
وأكد أن التوجه نحو الإنتاج المحلي بجودة عالية سيعالج الكثير من مشاكلنا المعيشية، ولا بد من التعاون في مسألة نظافة العاصمة، ووجوب زيادة الجهد بين المواطنين والجهات الرسمية في هذه المسألة.
كما أكد قائد الثورة على ضرورة اهتمام الجهات الرسمية بواجباتها تجاه المواطن في كل مواقع المسؤولية.. معبرا عن أمله في أن تتجسد القيم الإيمانية في أعمال المسؤولين وأخلاقهم وإدراكهم أن موقع المسؤولية هو موقع خدمة الناس.