من قلب القرآن ومن نور الرحمن انشقت خمس كلمات عظيمات، كانت للمنافقين فاضحة، ولليهود قاتلة، وللأنظمة العميلة وكأنها زلزال على العروش الظالمة، بددت ظلمات الشيطان، وانتصرت للدين، وشقت طريقا للجهاد في سبيل الله من جديد، من جبال مران إلى نجران وجيزان وعسير وما بعد ذلك شرقا وغربا، دوّى صداها، وعلا شأنها، وفي اليمن الصامد أصبحت مثالا للوطنية حين رفرفت رأيتها شامخة، وهتفت بها الشعوب متحررة من الذل والهوان وعبودية الأمريكان، والنصر للإسلام كانت مسك الختام.
لم تاتِ تلك الكلمات النيرات -لشعار البراءة- من اعداء الله من فراغ الوقت، بل يمكننا الإجادة بانها معجزة العصر وإلهام من الله سبحانه وتعالي، في رسالة واضحة للعالمين بأن الحق من الله فلا يكونون من الممترين، ومن العام 2004م وحتى العام 2022م، تجلت حقائق وانقشع الضباب عن عناوين كانت تقدم نفسها مصلحة للإنسانية والسلام في الجزيرة العربية، وهي في حقيقة الأمر ألد الخصام، فكان الشعار هو من حاز الصدارة في كشف تلك المخططات والتي كانت مسقط رأسها في “السفارات الأمريكية”، ورغم كيد صهيون ودهاء الأمريكان، وانبطاح العملاء، إلا أن الله تعالى أتم نوره ولو كره الكافرون والمنافقون.
ما نشهده اليوم من عوده صادقة للشعوب الإسلامية إلى -دين الله- والتزود بزاد التقوى والأخذ بأسباب الجهاد في سبيل الله، ليس إلا ثمرة واحدة من ثمار شعار البراءة (الصرخة)، فما هو من القرآن الكريم قد كتب الله له النصر المؤزر حتى في صحف إبراهيم وموسى، لذلك وبعد مرور هذه الأعوام واحتدام الصراع مابين أولياء الله وأولياء الطاغوت نجد أن السياسة “الأمريكية” قد انفضحت وتخبطت، وهذا هو حال الكيان “الصهيوني” والعملاء في المنطقة، فلم تعد حروبهم النفسية والعسكرية والناعمة والباردة تنفع في شيء، حيث وقد اكتسبت الشعوب الوعي، وتعرفت على حقيقة المشروع القرآني.
لم تأل جهدا تلك القوى المستكبرة في بداية الأمر في محاولاتها لافشال مشروع الدين الإسلامي واستهداف -المكبرين- إبان بداية مشوار المسيرة القرآنية، وشن الحروب الشعواء في بعض المحافظات الشمالية، وكانت جلها محاولات فاشلة أماتت الرعب في قلوب المؤمنين، ورسمت في أذهانهم سبيلا لا تراجع عنه إلا بإحدى الحسنيين، فالعدو يدرك اليوم خطورة ما قام به في الأمس، فهم كانوا السبب الأول والأخير في تمدد المشروع القرآني في الجغرافية اليمنية ودول محور المقاومة بشكل عام، وقل موتوا بغيضكم.
كذلك بالنسبة للعدوان على اليمن، ليس إلا مكملا لما قاموا به في حروب صعدة الست، وهي سياسة لإلغاء الحق وإزاحة الهوية اليمنية من الواجهة، وقد كانت حربا ثقافية وعسكرية في آنٍ واحد، وما يحدث اليوم من فشل ذريع لقوى الاستكبار هو ما حدث مسبقا، وهو المصير ذاته في قادم الأيام والأعوام، فـ الشعار سيخلّد ذكره وسيعم صداه وثقافته أرجاء الجزيرة العربية، وليس هذا ببعيد عن واقع اليوم وانتصار اليمن ودول محور المقاومة وتخبط العدو وضياعه.. فهذا قادم لا محال، وإن غدا لناظره قريب.