كتاب ومتخصصون يقرأون دور الأمم المتحدة في ضوء الهدنة
تجاهل الأمم المتحدة لكل الحقائق دليل على أنها شريك أساسي في العدوان
كانت الأمم المتحدة طوال سنوات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن شريكا ومشرعنا للعدوان.. وما زالت تطبق الظلم وتمارسه، ولم تحترم مواثيقها، فقد أصبحت حبراً على ورق، فهي تغض الطرف عن قوات العدوان التي لم تلتزم بالهدنة المعلن عنها والتي شارفت على الانتهاء والخروقات ما زالت مستمرة ،فلم يلتزم بها الطرف الثاني (قوات التحالف) رغم الترحيب بها من من قبل الطرف الأول (حكومة الإنقاذ في صنعاء) وبهذا الشأن أجرت صحيفة “الثورة” استطلاعاً للرأي مع عدد من المختصين وإليكم التفاصيل:
الثورة / استطلاع/ زين العابدين علي حلاوى
يقول الكاتب الصحفي زيد البعوة: منذ اليوم الأول لإعلان الهدنة قيل عنها أنها هدنة أممية إنسانية ورحبت بها القيادة في صنعاء واستبشر الشعب اليمني الصامد بها خيراً ولكنها بقيت مجرد ظاهرة إعلامية لم تتقدم بخطوات عملية إنسانية إلى الأمام وفق ما نصت عليه البنود التي تم الإعلان عنها، وهذا يعني أن الهدنة كانت ولا تزال بالنسبة لدول تحالف العدوان عبارة عن استراحة محارب وفرصة لترتيب أوراقهم وتجنيب انفسهم المزيد من الضربات الصاروخية والجوية اليمنية الرادعة التي كانت قوية وبمثابة رد مزلزل وجهته القوات المسلحة اليمنية على جرائم العدوان وحصاره للشعب اليمني، أما بالنسبة للأمم المتحدة فقد كان الإعلان عن الهدنة عبارة عن تضليل للرأي العالم المحلي والدولي تظهر من خلاله الأمم المتحدة أنها مهتمة بالشأن اليمني وحريصة على الإنسان اليمني لتحقيق السلام في اليمن مع أنها لم تتخذ مواقف عملية إيجابية ملموسة تثبت من خلالها أنها فعلاً حريصة على الإنسان اليمني وعلى السلام ولم تتقدم الهدنة على المستوى الإنساني لا في ملف الأسرى ولا في الملف الاقتصادي في ما يتعلق بالحصار وفك الحظر عن مطار صنعاء رغم مرور أكثر من شهر من عمر الهدنة.
والمثير للسخرية أن دول تحالف العدوان تحاول الظهور أمام الرأي العام أنها ملتزمة بالهدنة وانها تعمل على تنفيذ بنودها ولكنها تستمر في اعتداءاتها العسكرية إذ لا يكاد يمر يوم إلا وهناك خروقات عسكرية في الحديدة وفي مختلف الجبهات بالإضافة إلى أنها لا تزال تمارس القرصنة على السفن اليمنية المحملة بالوقود والمواد الغذائية وتصر على بقاء مطار صنعاء مغلقاً أمام الرحلات التي كان المقرر لها أن تقلع من مطار صنعاء بل من اكثر الأشياء التي فضحت دول تحالف العدوان في تعاطيها الخبيث مع تنفيذ بنود الهدنة هي أنها أعلنت عن الإفراج عن 163 أسيراً وزعمت انهم من اسرى الجيش واللجان الشعبية بل اكثر من ذلك أنها قالت إن من ضمنهم أسرى من جنسيات غير يمنية كانوا يقاتلون في صفوف أبطال الجيش واللجان الشعبية وأنها أسرتهم في الجبهات وقامت بإرسالهم إلى عدن وحين وصلوا اتضحت الحقيقة للجميع عندما وجدونا أن أولئك الذين قالت عنهم انهم اسرى وإذا بهم مجرد مهاجرين أفارقة وعمال يمنيين لا علاقة لهم بالمعركة سوى خمسة اسرى من أبطال الجيش واللجان الشعبية وعدد من الصيادين والبقية أفارقه مهاجرين غير شرعيين فكانت الفضيحة كبرى ومدوية بالنسبة لدول العدوان، كشفت عن أسلوبها القائم على الخداع في التعاطي مع الهدنة بل الشيء الذي استفز الشعب اليمني هو مباركة المبعوث الأممي لما وصفه بالاستجابة للهدنة والتقدم في ملف الأسرى، وهو يعلم أن المفرج عنهم ليسوا أسرى حرب كما صرح بذلك حتى الصليب الأحمر الدولي وهذا يعني أن الأمم المتحدة تمارس دور النفاق والكذب وتتماهى مع دول العدوان وتمضي وفق توجهاتها العدائية ومبعوثها لا يلتزم بالمعايير الأممية القائمة على الحياد بل ينحاز إلى العدوان بشكل مفضوح.
ويضيف البعوة: لقد ثبت للجميع من خلال المماطلة والتسويف والمكر والخداع الذي حصل من قبل دول تحالف العدوان والأمم المتحدة ومبعوثها خلال أكثر من شهر من عمر الهدنة أن الأمم المتحدة ودول تحالف العدوان غير جادين وغير صادقين في تنفيذ بنود الهدنة ولا في تحقيق السلام في اليمن وان سياستهم قائمة على المكر والخداع والتضليل الإعلامي ورغم ذلك المكر إلا أن القيادة السياسية والعسكرية في صنعاء تؤكد حرصها والتزامها بالهدنة وعلى تحقيق السلام في اليمن وفي نفس الوقت تؤكد أنها تراقب ما يجري عن كثب وفي حالة جهوزية دائمة ولن تتردد في الرد على أي حماقة قد يرتكبها العدوان ومرتزقته ولو قررت دول العدوان أن تفشل الهدنة وتعود إلى طغيانها وعدوانها فإنها بذلك تجني على نفسها وتمنح القوات المسلحة الشرعية للرد عليها في عمق دارها بكل قوة، أما تجاهل الأمم المتحدة لكل الحقائق التي تكشفت خلال هذه المرحلة فإنه يدل على أنها شريك أساسي في هذه المسرحية وأنها غير صادقة في تحقيق السلام في اليمن ولا تهتم لأمر الإنسان اليمني الذي لا يعول عليها ولا يثق بها من الأساس.
الأمم المتحدة تم شراء ضميرها
الكاتب الصحفي محمد صالح حاتم هو الآخر يرى أن الأمم المتحدة منذ بداية العدوان على اليمن وهي صامتة وساكتة، ولم نسمع منها إلا القلق فقط، وليس هذا وحسب بل إنها منحازة مع العدوان بشكل كبير، فكل مبعوثي الأمم المتحدة الذين عينتهم لها في اليمن، كانوا ينقلون كل الشروط التي تتعلق بالعدوان، فلم تظهر الأمم المتحدة حياديتها أبدا، ومنها مؤخرا في الهدنة التي مر عليها أكثر من شهر، والتي أعلنت عنها الأمم المتحدة في بداية شهر أبريل، ولكن للأسف الشديد رغم توقف طيران العدوان عن قصف المدنيين في اليمن، إلا أن هذه الهدنة رغم إنها إنسانية كما قالت الأمم المتحدة لم يتحقق من إنسانيتها شيء يذكر، فمطار صنعاء مغلق لم يفتح أمام الرحلات الإنسانية وكان مقرراً حسب الاتفاق تسيير رحلتين في الأسبوع، وكذلك دخول السفن النفطية، لم يتم وفق الآلية المتفق عليها، وكل هذه المماطلة والتسويف من تحالف العدوان، يأتي في ظل صمت وسكوت أممي.
وأضاف حاتم: أما ملف الأسرى والمسرحية التي قامت بها مملكة بني سعود فهذه الفضيحة تضاف إلى فضائحها السابقها، وكذبها وتزييفها للحقائق ، فكل من تم الإفراج عنهم كما سمعنا وشاهدنا ليسوا أسرى حرب ، بل مواطنين تم اعتقالهم في السعودية بحجة دخولهم أراضيها بطرق غير مشروعة أو عمالة وافدة ،وصيادين تم اعتقالهم في المياه اليمنية ومنهم من دول أخرى ولم يكن شيء جديداً بل هو متوقع من دولة نشأت على الخداع والتضليل، فكل هذا يدل على أن الأمم المتحدة تم شراء ضميرها فلم تحرك ساكن تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني بالمال السعودي.
وعلينا أن لا نعول على الأمم المتحدة، وأن تحقيق السلام في اليمن لن تأتي به الأمم المتحدة، ولا مجلس الأمن، لأنهما بمواقفهما من الحرب والعدوان والحصار على اليمن، يعدان طرفاً مشاركاً فيما يتعرض له الشعب اليمني.
الأمم المتحدة تقف مع الظالم
من جانبه أوضح الدكتور عرفات الرميمة رئيس مركز البيان للدراسات قائلا: من المستغرب حقا أن يستغرب البعض مواقف الأمم المتحدة ومواقف مبعوثيها مما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان همجي وحصار خانق – جوا وبرا وبحرا يرقى لجرائم الحرب بحسب تصنيف بعض المنظمات الحقوقية – طيلة سنوات ماضية، تلك المواقف الصامتة عن جرائم العدوان والتي تدين صراخ الضحية دائما وتشجع سياط الجلاد ليست بغريبة ولا مستبعدة عن هيئة الأمم المتحدة باعتبارها أداة من أدوات الاستعمار الغربي مهمتها رعاية مصالح الدول الاستعمارية على حساب حقوق الشعوب الفقيرة، لا أكثر ولا أقل .
وأفاد الرميمة قائلا، وما هيمنة الدول الاستعمارية الراعية للإرهاب وللكيان الصهيوني الغاصب على مجلس الأمن وامتلاكها حق الفيتو الأخير دليل على حقيقة الدور المشبوه للأمم المتحدة .
لقد كانت الأمم المتحدة طوال سنوات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن شريكا ومشرعناً لذلك العدوان من خلال انحيازها الكامل في مواقفها وقراراتها لدول تحالف العدوان التي تمول بعض منظمات الأمم وتستثمر ذلك التمويل في تبييض جرائمها وحصارها بحق الشعب اليمني، كما فعلت في عام 2017 عندما أدخلت السعودية في قائمة الدول التي تقتل الأطفال، ثم أخرجتها من تلك القائمة بفعل الضغوط التي مورست على أمينها العام حينها بان كي مون الذي اعترف بتلك الفضيحة بعد خروجه من منصبه .
لذلك فإن مواقف الأمم المتحدة الأخيرة من الهدنة – التي لم تنفذ دول العدوان منها شيء ولم تفتح مطار صنعاء وظلت القرصنة على بواخر النفط سارية – وترحيبها السمج بالمسرحية السعودية في إطلاقها لعمال باعتبارهم أسرى، موقف معتاد منها وليس مستغربا، لأن حسابات ومواقف تلك المنظمة ومبعوثها جوندينبرج من جرائم العدوان ليست قائمة على اعتبارات إنسانية وقانونية وإنما على اعتبارات مادية بحتة، تضخ المال لتلك المنظمة وتشتري مواقفها، وتضمن رواتب موظفيها الذين انحازوا لباطل التمويل المادي وتغاضوا عن حق الدول والشعوب في الدفاع عن نفسها، ذلك الحق الذي تكفله الشرائع والقوانين الدولية .
المستغرب فعلا أن تقف الأمم المتحدة مع المظلوم ضد المعتدي الظالم وليس العكس .
تتسم مواقفها بالسلبية
كما أكد الكاتب الصحفي عبدالفتاح البنوس أن الأمم المتحدة أداة من أدوات العدوان وهي لا تتجاهل هذه الحقائق بل هي شريكة في صناعتها ، ولو تأملنا سير المفاوضات والمشاورات منذ العام 2012 لوجدنا أن الأمم المتحدة لا تتحرك إلا وفق الأجندة والتوجيهات والأوامر الأمريكية وخدمة لمصالحها .
اليوم الهدنة قاربت الشهر الثاني منها على الانتصاف ولم ينفذ العدوان وأدواته أي بند فيها ، الخروقات والانتهاكات متواصلة منذ دخولها حيز التنفيذ في الثاني من إبريل المنصرم وحتى اليوم ، لا فتح مطار ولا سمح للسفن بدخول ميناء الحديدة ، في الوقت الذي يواصل العدوان وأدواته التحشيد وكأنهم مقبلون على معركة ، فعن أي هدنة يتحدثون ؟؟!!
وأردف قائلا: بالنسبة للأسرى هذا ملف إنساني والأمم المتحدة لا تمتلك ذرة إنسانية، تذهب لمباركة فضيحة السعودية بإطلاق سراح صوماليين وإثيوبيين ومغتربين يمنيين تم احتجازهم على أراضيها وليس لهم علاقة بأسرى الجيش واللجان الشعبية ، فيما تلزم الصمت تجاه مبادرات القيادة الثورية بإطلاق العديد من أسرى العدوان ومرتزقتهم ولا نسمع أي إشادة أو تصريحات إيجابية تجاهها .
الأمم المتحدة جزء لا يتجزأ من العدوان ، من مصلحتها إطالة أمد العدوان والحصار وهي لا تنطلق في مواقفها كطرف محايد يعمل بشفافية وعدم انحياز ولكنها تثبت من يوم لآخر انحيازها الفاضح للجلاد على حساب الضحية ، وقد تعرت من خلال الملف الإنساني في اليمن سواء فيما يتعلق بملف الأسرى أو ملف المساعدات الإنسانية أو ما يتعلق بفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وتنصلها عن تعهداتها بشأن ملف المرتبات ، حيث اتسمت مواقفها بالسلبية المفرطة جدا والتي جعلتنا كيمنيين نفقد الثقة فيها ونعتبرها أداة من أدوات العدوان لا تقل في خستها وارتزاقها عن الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والكيانات المأزومة التي تمثل قفازات بيد السعودية والإمارات تسبح بحمدها وتأتمر بأمرها وتنتهي بنهيها ولو كانت الأمم المتحدة تمتلك ذرة إنسانية لما ظلت وما تزال تماطل في طي ملف الأسرى بالضغط على قوى العدوان لإبرام صفقة تبادل شاملة الكل مقابل الكل والتي سبق وأن طرحها الوفد الوطني وما يزال يطرحها ويلح عليها ، ولكنها لم تتحرك ولم نلمس منها أي جدية في التفاعل معها وكأن المسألة لا تعنيها، بل تم قصف معتقلات ومراكز احتجاز تابعة للجيش واللجان الشعبية تضم المئات من أسرى المرتزقة من قبل طيران العدوان ولم نجد أي إدانة أممية ولم نلمس أي انزعاج أو حتى مجرد قلق من قبل الأمم المتحدة ، لأنها مسلوبة القرار والإرادة ، قراراتها وتوجهاتها أمريكية وهي مجرد أداة فقط وهذا هو بيت القصيد .
الأمم المتحدة تزيف الحقائق
وأشار المحلل السياسي فضل عباس جحاف إلى أن سياسة الأمم المتحدة مرتهنة بالتبعية لمموليها وسياسة الدول الكبرى وبالتأكيد أن الأمم المتحدة لم ولن تكن مواقفها مغايرة لمواقف الكيان السعودي وللأسف إن الأمم المتحدة باتت وسيلة لتلميع وتحسين صور قوى الاستكبار وبات مبعوثها إلى اليمن مجرد ناطق للكيان السعودي حيث كانت تصريحاته المتعلقة بالمهزلة السعودية الأخيرة والتي أسفرت عن ترحيل مجموعة من العمالة اليمنية تحت عنوان أسرى تتماهى مع تصريحات المتحدث العسكري لدول تحالف العدوان على اليمن إلى حد التطابق الكامل، فالأمم المتحدة ودول تحالف العدوان على اليمن وجهان لحقيقة واحدة عنوانها العدوان علي اليمن وتتجاهل الأمم المتحدة الكثير من الحقائق التي عمد النظام إلى تزييفها في عدوانه على اليمن مثل المجازر التي ارتكبها ولكن تجاهل الأمم المتحدة لما قام النظام السعودي من تزييف لحقيقة الأسرى يأتي في سياق المحاولات الأممية الترويج لحسن نوايا النظام السعودي لوقف العدوان على اليمن وإظهار النظام السعودي كمبادر لوقف العدوان علي اليمن والاهم من ذلك أن الأمم المتحدة تسعى جاهدة لنفي المسؤولية الكاملة التي يتحملها النظام السعودي في عرقلة تبادل الأسرى ورفضه للمبادرات التي قدمها اليمن
الأمم المتحدة تشتري الذمم
العقيد عبدالغني الزبيدي يقول: نحن نعرف أن الأمم المتحدة ومندوبيها وممثليها الذين أرسلوا لليمن يتعاملون مع السعودية ومع الذين يدفعون لهم أموالا معاملة مختلفة تماما وقد أعلنت الأمم المتحدة أكثر من مرة بأنها لا تستطيع أن تعادي السعودية وأنه قد تخسر الكثير من الأموال وتغاضت عن الجرائم التي تقوم بها السعودية في اليمن ولم تقم بأي إجراءات في اليمن ولذلك عندما نتعامل مع الهدنة لابد أن ندرك بأن الأمم المتحدة لا تستطيع أن تفرض شيئا فهي مجرد أداة تابعة لدول العدوان ولديها إمكانيات وقدرات مالية تنفق وتدفع وتشتري الأمم وتشتري المواقف الدولية واشترت العالم، والأمم المتحدة جزء من هذا العالم وبالتالي لا نستطيع أن نثق بالأمم المتحدة ولا بمندوبيها ونتعامل معهم على الأقل لنقول للعالم بأنه حتى الأمم المتحدة الذين هم دائما يتحدثون عن السلام وعن مواقفه الإنسانية وعن الهدنة المزعومة فقد فشلوا فشلا ذريعا ولعلكم تابعتم الكثير من المواقف السلبية بدءاً بموضوع المطار ولكن تعاملت الأمم المتحدة مع الموضوع بشيء من الاستهانة والاستخفاف كما هي عادتها ويبدو أن مندوب الأمم المتحدة لدى اليمن لا يستطيع القيام بعمليات جريئة أو شجاعة لأنه في الأول والأخير مجرد أداة تابعة للأمين العام للأمم المتحدة أو حتى أي مندوب لها لأي دولة لا يستطيع أن يقول الحق.
الأمم المتحدة دورها دور سلبي
ويوضح اللواء عبدالله الجفري أن النظام السعودي وافق على الهدنة ولم يلتزم بها وحقيقة نحن لانعول على الأمم المتحدة لأنها جزء من هذا العدوان والدليل على ذلك ما نشاهده على مدى 8 سنوات، هناك الكثير من الجرائم التي ارتكبت بحق هذا الشعب وهي جرائم يندى لها جبين البشرية وترتقي إلى جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية ولم نسمع لها يوماً إدانة أو شجباً أو استنكاراً ولذلك تجدها تسارع دائما عندما يكون هناك ضربات إلى المملكة العربية السعودية من باب الدفاع عن النفس، تجدها تصرح بأنها تدين مثل هذه العمليات وتطلق عليها عمليات إرهابية وهذا هو المعيار الذي نشاهده اليوم من الظام الدولي الذي يكيل بمكيالين ونحن نعرف أن النظام الدولي هو نظام أمريكي يسيطر على كل الهيئات والمؤسسات الدولية وبالتالي الأمم المتحدة هي هيئة من هيئات مجلس الأمن الأمريكي، ونعرف كيف أنشئت 1945م وأين أنشئت وماهو الهدف منها، فهي عبارة عن منظمة استخباراتية ولنا في التاريخ عبرة فقد كانت أحد الأسباب الرئيسية في انهيار العراق وفي أفغانستان وغيرهما من البلدان الأخرى، هي من تسارع بنقل المعلومات الإستخباراتية الدقيقة إلى المركز الرئيسي في مجلس الأمن الذي يسيطر وتتحكم به أمريكا ولذلك الأمم المتحدة اليوم دورها دور سلبي لا تستطيع حتى توجيه أصابع الاتهام بإدانة وهي تعرف أنها اليوم يجب أن يكون لها دور فعال في المجال الإنساني لأنها تتبع الأمم المتحدة ويجب أن تشكل ضغطاً كبيراً جداً على النظام السعودي من خلال المؤتمر الصحفي أو في بيان وبهذه الطريقة سيقنع النظام السعودي، والمشكلة الكبرى أن الأمم المتحدة تستلم اعتماداتها من السعودية والإمارات وهذا الكلام صرح به من قبل الأمين العام للأمم المتحدة السابق عندما أعلن أن السعودية في قائمة الدول التي تعتدي على الطفول في اليمن وهذا يعني أنها دولة إرهابية وفي القائمة السوداء ومع ذلك شكلت عليه ضغوطات وألغى القرار وبإعلان رسمي، وبرر ذلك أن الأمم المتحدة تعاني من عجز مادي، وهذا دليل قاطع أن السعودية ساعدتها مقابل إلغاء القرار.