خالد المدانيالدورات الصيفية تهدف إلى تحصين الشباب من حالة الاستلاب وتنمية المهارات
علي شرف الدين : نحن بحاجة إلى تصعيد المواجهة الفكرية والثقافية مع تحالف العدوان
نوال عبدالله :الأنشطة التي ترافق المراكز الصيفية كثيرة ومفيدة
الإقبال الكبير للطلاب على المراكز الصيفية، يدل على مستوى الوعي لدى أولياء الأمور، الذي يبعث الأمل في نفوس الجميع ويرعب الأعداء، ويعكس مستوى الوعي المجتمعي، ومدى إدراك الأسر اليمنية التي فهمت المخططات الهدامة لقوى الضلال في استهداف فكر الإنسان وثقافته ووعيه، ومن ثم نفسيته وموقفه، واستشعار المجتمع لهذا الخطر الداهم هو ما جعل الأسر اليمنية تدفع بأبنائها وبناتها للالتحاق بهذه المراكز التي ستسلحهم بالوعي والمعرفة الصحيحة والمفاهيم النيِّرة؛ ليتحركوا متحمّلين المسؤولية بوعي وبصيرة وبخطوات موثوقة، ومحصنين يمانيا بالمنعة الثقافية، والمعرفة الفكرية الصحيحة؛ ليواجهوا موجات الحملات الفكرية التضليلية والأفكار الظلامية وغيرها من المفاهيم المغلوطة والثقافات الخاطئة التي تهدف إلى الانحراف بأجيال الأمة والسيطرة عليها: وفي ضوء ذلك، تعتبر المراكز الصيفية شوكة في نحر الأعداء لعلمهم اليقين والمتيقن أن ما يتم تدريسه في هذه المراكز الصيفية هو السلاح القاصم لأعدائها على مر الأزمان، والسر الكامن في انتصار الأمة العربية في حال تم تدبره والعمل به وفق منهجيتة، فهو المنهج القويم الذي لا تشوبه شائبة، حيث ينمي لدى الفرد القدرة على التخلص من قيود التبعية والوصاية ويؤكد أن العبودية هي لله الواحد القهار والولاية لرسوله وللمؤمنين الصادقين.
الثورة / أمين العبيدي
السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – أشار خلال تدشين الدورات الصيفية إلى أن ميزة هذا النشاط التعليمي هي أنه يأتي في إطار التوجه التحرري العملي الشامل لشعبنا العزيز، الذي هو بالاستناد إلى نور الله، وهدايته، وتوفيقه، وكتابه المبارك، وانطلاقاً من هويته الإيمانية، وانتمائه الإيماني، فشعبنا العزيز الذي يتحرك في نهضته الحضارية، على أساس مبدأ الاستقلال والتحرر من هيمنة أعدائه، هو ينطلق انطلاقةً واعية، راشدة، مستبصرة، يستند فيها إلى نور الله، ليست انطلاقةً عمياء، بدون بصيرةٍ ولا رشد، أو توجهاتٍ حمقاء، ومواقف عشوائية، انطلقت من مزاج وأهواء وأطماع، أو تفكيرٍ ساذج، الذي يستند عليه شعبنا في إطار موقفه الحق، وموقفه الصحيح، وقضيته العادلة، ومظلوميته الواضحة، هو: هدى الله “سبحانه وتعالى”، هو نور الله، هو المبادئ الكبرى، التي ننطلق على أساسها في انتمائنا الإيماني العظيم، في مقدِّمتها التحرر من هيمنة أعداء الإسلام والمسلمين، أعداء الأمة، وأن ننطلق في مسيرة حياتنا على أساس نور الله وهديه، كشيءٍ أساسيٍ لنا، بحكم إسلامنا، بحكم هويتنا وانتمائنا للإسلام.
وأضاف: ((الإسلام هو دين رشد، دين نور، دين بصيرة، دين العلم النافع، الذي ينتفع به الإنسان ابتداءً في واقعه الروحي، والنفسي، والتربوي، والأخلاقي، والسلوكي، ثم في إطار مسيرته في الحياة، نور الله الذي يضيء لنا الدروب، فنستضيء به في مسيرة حياتنا، لفهم دورنا في هذه الحياة بشكلٍ صحيح، لأداء مسؤولياتنا في هذه الحياة بشكلٍ صحيح، لنقف المواقف الصحيحة في واقعنا على أسسٍ صحيحة، لنتزود بالبصيرة، لمعرفة الحقائق في واقع هذه الحياة، ولنتحصن من الضلال، ولتتزكى نفوسنا، فهدى الله “سبحانه وتعالى” هو نور)).
كما يؤكد قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي أن ((أمتنا الإسلامية تضررت كثيراً بقدر ما فقدت من النور، وبقدر ما انتشرت فيها الظلمات، ظلمات التجهيل من جانب، وظلمات التضليل من جانبٍ آخر، فتأثرت كثيراً، وانتشرت الكثير من المفاهيم المغلوطة، والأفكار الظلامية، والعقائد الباطلة، التي أثَّرت على أمتنا في مسيرة حياتها، في واقعها، في أدائها، إلى حدٍ كبير)).
وعن العلم وأهميته تحدث القائد العلم بقوله : ((في واقعنا الحياتي العلم هو أساسٌ لنهضة الأمم، ونهضتنا- إن شاء الله- هي نهضةٌ حضاريةٌ إيمانيةٌ إسلامية، ننطلق فيها من منطلق انتمائنا الإيماني لقيمنا، لا نجعل من التوجه الحضاري معول هدمٍ لأخلاقنا، لقيمنا، لمبادئنا، بل ننطلق لنصل الحاضر بالماضي في المبادئ الأساسية، والقيم الصحيحة، والتوجه الصحيح، لنبني واقعنا على أساسٍ صحيح، وتوجهٍ صحيح، بما يرضي الله “سبحانه وتعالى”، بما فيه الفلاح، بما فيه الفوز، بما فيه النجاة، وهذا لا بدَّ فيه من العلم، لا بدَّ فيه من التعلم، لا بدَّ فيه من اكتساب المعرفة الصحيحة، وهذه مسألة في غاية الأهمية)).
بدوره أكد وكيل أمانة العاصمة خالد المداني أن هذه المراكز الصيفية جاءت كضرورة ملحة خلال الإجازة الصيفية فهي فرصة للطلاب لشغل فراغهم بما يفيدهم وحتى لا يكونون عرضة للفراغ والانحراف والمشاريع التي تستهدفهم وتستهدفنا جميعاً في انتمائنا .. فهي تعمل على تحصين هؤلاء الطلاب من حالة استلاب الهوية التي يريد الأعداء استلابها وكذلك تنمية المهارات لدى هؤلاء الطلاب عن طريق الأنشطة والدورات التي تنفذها المراكز خلال إقامتها .
فيما يقول الأستاذ علي شرف الدين لا شك أن للدورات الصيفية دوراً مهماً في تحصين أبنائنا وبناتنا من أي انحرافات سلوكية كانت أو فكرية، لأنها تكون بمثابة جرعة وقائية تمكن الطلاب والطالبات من مقاومة أي فيروس خبيث قد يتسلل إلى عقولهم من تلك الأفكار الهدامة المنتشرة حولهم.. وبالذات ان الأمراض والانحرافات الأخلاقية والفكرية أصبحت عدوى منتشرة في كل مكان.. وإن كان أبناء اليمن في صدد مكافحة واستئصال ذلك الداء من جسد اليمن من خلال مواجهة العدوان وإلحاق الهزيمة الفادحة به في كل الميادين وعلى مستوى كل الجبهات.. إلا أننا بحاجة إلى تصعيد المواجهة الفكرية والثقافية مع تحالف العدوان.. وخصوصاً أن اليمن كانت تحت سلطتهم الفكرية لعدة أعوام مضت، ومازالت آثارها قائمة إلى اليوم .
وعن أهمية المراكز الصيفة تقول الكاتبة نوال عبدالله: إن ترك الأطفال أمام شاشات التلفاز والتلفونات ومحلات الإنترنت، وبصحبة رفقاء السوء يشكل خطراً كبيراً، فهي تحمل وباء يدمر الجسد ويهدم العقل عن التفكير ويحطمه ويمحو المشاعر، فخطورة الأجهزة الإلكترونية أنها تصيب بحروق بالغة تعد من الدرجة الأولى، إذ تعد الأجهزة الإلكترونية ضمن قائمة الحرب الناعمة وخطيرة جداً، لأنها إنتاج أمريكي بحت وأحد أسباب الخمول والكسل الذي يعيق الجسم ويميت العقل وتحفز على العنف، إنها من رفقاء السوء، ونشير بأصابع البنان إلى الآباء والأمهات لمراقبة أبنائهم.
واختتمت حديثها بقولها: الأنشطة التي ترافق المراكز الصيفية كثيرة ومفيدة مثل طرح الأسئلة البسيطة لتنشيط الذاكرة بالتفكير تدريجياً، ولعبة الجري وشد الحبل وفي مجال الزراعة وذلك بالتشجيع على غرس شُجيرات لتزيين الشوارع وأحواش المنازل، وإقامة مسابقات بين عدة مدارس وخلق روح التنافس على أمل إيجاد جيل يمتلك الوعي والبصيرة، جيل يمتلك كل المبادئ والقيم، جيل متسلح بثقافة القرآن يحمل ما ينير طريقه بوعي الإيمان وبصيرة القرآن، وحينها لن يحمل أجيالنا في أفئدتهم إلا المعاني السامية للأرض والوطن