حاخام الأزهر والخذلان الإلهي

عبدالفتاح البنوس

 

 

مواقف ما يسمى بشيخ الأزهر الشريف تجاه المخطط الشيطاني الإجرامي الذي يستهدف دول وشعوب محور المقاومة الإسلامية المواجه لمشروع التطبيع واليهودة والتصهين الذي ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية وتموله السعودية وقطر وبقية دول البترودولار يشعر بالحسرة والأسى ، من سوريا إلى اليمن والعراق ولبنان وقطر وليبيا والسودان والبحرين والسعودية ، مواقف مخزية ومذلة ، فيها الكثير من الخسة والسقوط والعمالة والارتزاق والخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، حيث يبدو شيخ الأزهر فيها وكأنه أحد حاخامات اليهود ، ولا يمت للإسلام والمسلمين بأدنى صلة ، وهو ما يشكل إساءة لمكانة الأزهر الشريف الذي لم شريفا بخلاف اسمه إثر تلكم المواقف التي تغضب الله ورسوله .
انحياز فاضح وولاء وتبعية مطلقة للسعودية ، لريالها ونفطها ومكرماتها وعطاياها ، وتأييد تام ودفاع مستميت عن جرائمها وصنائعها الخبيثة في المنطقة، وتبرير وشرعنة لعدوانها السافر وحصارها الغاشم على اليمن واليمنيين ، وإدانات متواصلة لعمليات الردع التي تقوم بها قواتنا المسلحة في العمق السعودي من حين لآخر في سياق حق الرد والدفاع عن النفس المكفول في كل القوانين والدساتير في العالم ، وارتهان قذر وتبعية أكثر قذارة للنظام الإماراتي ودراهمه التي يقدمها لحاخام الأزهر غير الشريف مقابل إصدار الفتاوى المؤيدة له والداعمة لمؤامراته والمشرعنة لجرائمه ، ومشاريعه التآمرية التدميرية ، ومقابل بيانات الإدانة والاستنكار لكل فعل لا يصب في مصلحة الإمارات ولا يعزز من نفوذها في المنطقة ولا يخدم توجهاتها ، من ذلك تدخلاتها السافرة في اليمن واستباحتها للسيادة اليمنية والذهاب نحو احتلال بعض الجزر والمدن اليمنية وتبني مشاريع التقسيم والانفصال والتشظي التي تتهدد الوحدة اليمنية .
المهم تحول الأزهر إلى نسخة مماثلة لما هي عليه جامعة الدول العربية ، وتحول شيخه الحاخام إلى ما هو عليه حاخام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط ، فلم يعد الأزهر شريفا. ولم تعد جامعة الدول عربية ، يتعاطفون مع أوكرانيا ويدعون لتقديم العون والمساعدة لها ، في الوقت الذي يباركون فيه ويؤيدون العدوان الغاشم والحصار الجائر على اليمن واليمنيين ، لقد أعمى المال السعودي والإماراتي أبصارهم ، ولم تعد لديهم ذرة حياء أو خجل ، لا دين ولا ضمير ولا قيم ولا أخلاق ولا مبادئ ، يشرعن حاخام الأزهر للتطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي ، ويدين العمليات البطولية لحركات المقاومة الإسلامية الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي ، يبارك ما أسماه التقارب الخليجي – الخليجي ، ويعمل على تعميق هوة الانقسام والصراع بين دول وشعوب المنطقة ، تماشيا مع مضامين المشروع الأمريكي الإسرائيلي السعودي الإماراتي الذي يستهدف المنطقة العربية .
دنَّس حاخام الأزهر الأزهر الشريف بوحل السياسة وقاذوراتها ، يفتي بحسب مزاجات ورغبات القيادة المصرية والتي تمثل امتدادا للمزاجات والرغبات السعودية والإماراتية ، حتى أضحى الأزهر أشبه ببوق إعلامي متنطع يقف على الدوام إلى صف من يدفع له ويموله ، غير مكترث بفداحة وشناعة وجرم هذا الدور المخزي والمهين الذي يقوم به ، و الذي يجلب عليه سخط الله ورسوله وكل المسلمين الأحرار في العالم ، وهو في غنى عن ذلك ، وبإمكانه أن يلعب دور الوسيط من أجل إصلاح ذات البين وحقن الدماء العربية وإنهاء كافة أشكال الصراعات وإفشال كافة المخططات الشريرة التي تستهدف دول المنطقة ، وجمع الأطراف المتصارعة على طاولة الحوار من أجل تقريب وجهات النظر بغية التوصل إلى صيغة توافقية تقود إلى حلول شاملة وجذرية لمختلف الملفات الشائكة التي هي نتاج لمؤامرات الأعداء التي تستهدف الإسلام والمسلمين عامة والعروبة والعرب خاصة .
بالمختصر المفيد: على حاخام الأزهر أن يراجع حساباته قبل فوات الأوان ، لن يشفع له السيسي ولا بن سلمان ولا بن زايد بين يدي الله يوم القيامة ، أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ، وما دام جبن عن القيام بذلك ، فعليه أن يلزم الصمت على الأقل ، فذلك أشرف له بكثير من أن يأتي يوم القيامة ضمن قائمة المطلوبين للعدالة الإلهية على خلفية جرائم آل سعود وآل نهيان والصهاينة والأمريكان في سوريا واليمن وفلسطين والعراق ولبنان والبحرين وليبيا والسودان وغيرها من الدول التي لم تسلم من أذاهم وإجرامهم ووحشيتهم .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا