توازن الردع.. إعصار اليمن.. كسر الحصار.. رسائل اليمن التي أربكت العدوان
اليمن.. مخزون استراتيجي من الصواريخ والطيران المسيّر بأيادٍ وعقول يمنية خالصة
القوة الصاروخية نفذت (1826) عملية في العمقين السعودي والإماراتي والمناطق المحتلة
الطيران المسيّر نفذ أكثر من 11 ألف عملية هجومية واستطلاعية
4 آلاف عملية للدفاع الجوي.. وإسقاط 316 طائرة معادية
العام الثامن من الصمود .. موعد مع “أعاصير اليمن”
بغض النظر عن الدول التي تعتمد على شراء احتياجاتها، يحتل التصنيع العسكري مرتبة مهمة ضمن أولويات الدول بشكل عام، وتزيد أولوية هذا المسار بناءً على ما تتطلبه الحاجة، حال تعرض هذه الدول لأي خطر، وهو ما حدث تماماً في اليمن، حيث حوّلت دول العدوان – من حيث لا تعلم – اليمن إلى دولة تنتج احتياجاتها العسكرية، كضرورة ملحة لمواجهة عدوانها وغطرستها وحصارها الجائر، على مدى سبع سنوات، في سابقة هي الأولى، فاليمن كدولة كان قبل العدوان يدمّر سلاحه بنفسه، ويهيكل جيشه بناءً على توجيهات أمريكية، ليسهل الانقضاض عليه ذات يوم.
الثورة / عبدالجليل الموشكي
تدمير مبكر
لم تمر سوى بضعة شهور على توليه رئاسة الدولة، – كنتيجة لالتفاف واضح على أحلام الثوار الشباب-، بموجب ما عُرف بالمبادرة الخليجية، إلا وأقدم عبدربه منصور هادي، على هيكلة الجيش، في خطوة إجرامية مكشوفة بغية إضعاف القوة العسكرية اليمنية، بتوجيهات أمريكية ضمن مخطط تدميري سابق كان قد بدأ في عهد نظام صالح.
ظل مخطط تدمير الجيش الذي بدأ به نظام صالح طي الكتمان، حتى كشفت الأجهزة الأمنية في فبراير ومارس 2020 بالصوت والصورة جانباً من تدمير القدرات اليمنية، بإشراف وحضور أمريكي مباشر، حيث بدأت مؤامرة جمع صورايخ الدفاع الجوي في العام 2004، وانتهت بحسب المشاهد والمعلومات التي كشفتها الأجهزة الأمنية في العام 2014.
لم يكن جمع صواريخ الدفاع الجوي اليمنية هو الهدف فقط، بل تدميرها، بحسب ما كشفته المشاهد المصورة التي نشرتها الأجهزة الأمنية، حيث تظهر فيها ضابطتان أمريكيتان، برفقة رئيس ما كان يسمى بجهاز الأمن القومي آنذاك الخائن عمار محمد عبدالله صالح، وجرى التدمير الأول في الجدعان بمارب.
الدفعة الأخيرة من المشاهد الصادمة التي بثتها الأجهزة الأمنية، كانت من معسكر القوات الخاصة غرب العاصمة، وكشفت كيف قام الضباط الأمريكيون بتلغيم منظومات الدفاعات الجوية، ووضع مادة «السيفور» اللاصقة شديدة الانفجار على صواريخ الدفاعات الجوية اليمنية، ومن ثم تفجيرها.
تقارير أمنية ومعلومات استخباراتية كشفت مع ظهور المشاهد تواصل عملية تدمير الدفاعات الجوية اليمنية، في فترة حكم هادي، حيث جرى إتلاف عدد كبير من هذه الأسلحة، وذلك بالتزامن مع تواجد ما تسمى لجنة هيكلة الجيش التي كن يشرف عليها الأمريكين، وهنا ما يؤكد حقيقة المؤامرة الإجرامية الأمريكية، التي بدأت بهيكلة الجيش وتدمير قدراته، تمهيداً لاعتدائها السافر على اليمن.
بلغ إجمالي ما دمّره الأمريكيون من صواريخ الدفاعات الجوية وقبضات الإطلاق المحمولة على الكتف وبطاريات الصواريخ اليمنية التي تم تدميرها 1263 صاروخاً و53 قبضة و103 بطاريات، كانت ستساهم في ردع العدوان وتحييد طيرانه الذي أمعن في استهداف اليمن واليمنيين.
انقضاضٌ أخير
شنت أمريكا عبر أدواتها عدوانها على اليمن، في 26 مارس 2015، بهجوم شامل من البر والبحر والجو، وحصار مطبق على كل المنافذ، ومارست الطائرات العدوانية الإجرام بالقصف المستمر، حيث تراوح عدد الغارات في اليوم الواحد ما بين مئة إلى أربعمائة غارة لقتل الأبرياء، بحسب تصريحات متحدث القوات المسلحة، لدى إعلانه إحصائية سبعة أعوام من الصمود في وجه العدوان.
لا يختلف اثنان حول حقيقة استهداف تحالف العدوان كل المنشآت العسكرية ومخازنها ومراكزها المهمة، فالتحالف العدواني منذ مارس 2015 حتى اليوم وهو يمارس الغطرسة والإجرام باستهداف المدنيين ومنازلهم وقصف البنية التحتية لليمن من جسور ومدارس ومستشفيات، فكيف بالمنشآت العسكرية وما إليها، إنما أثبتت سنوات العدوان ما لم يكن يتوقعه التحالف وقادته أمريكا وبريطانيا وإلى جوارهم العدو الصهيوني.
بعد 25 يوماً فقط من اندلاع شرارة العدوان الغاشم على اليمن، أكد العسيري ناطق العدوان أن التحالف بـ 2500 غارة قد تمكن من تدمير 80 % من مستودعات الأسلحة اليمنية الخاصة، وتحييد 95 % من أسلحة الدفاع الجوي، وأشار إلى تدمير الترسانة البالستية عشرات المرات، وهو الزيف الذي أثبته الواقع فيما بعد، ونحن هنا لتحليل وتفسير ذات الأمر.
مع عجرفة دول العدوان وعلى رأسها أمريكا، وعدم وقفها العدوان خلال الأربعين يوماً التي حددتها القيادة لإقامة الحجة عليها والعالم، مع كل ذلك وضع السيد القائد الخيارات الاستراتيجية لمواجهة صلف المعتدين، ودفع اعتداءاتهم المتكررة على اليمنيين، ومن أبرز وأهم تلك الخيارات بحسب المعطيات، تطوير السلاح وابتكار كل ما تتطلبه المواجهة مع العدو، وهو ما ثبت خلال سبع سنوات حتى الآن.
نيازكٌ عابرة
من يتتبع مسار المواجهة مع دول العدوان بقوة إمكانياتها يجد حضور الخيار الأنجع والأسرع في إيصال رسائل التأديب اليمني، والانتقام للأشلاء والدمار، وهو ما كان التحالف العدواني زعم التخلص منه بعد أيام من انطلاق عدوانه، في إشارة إلى أهميته وقوته؛ إنه خيار الصواريخ البالستية الكفيل بتوسيع دائرة النار وتثبيت معادلات الردع.
تتنوع الترسانة الصاروخية اليمنية، حيث تضم أجيالاً متنوعة من حيث الغرض والمدى والتشظي والانفجار، ومن أبرزها الصواريخ التي جرى استخدامها في العمليات طويلة المدى كاستهداف العمقين السعودي والإماراتي، ومنها «بركان» بأجياله، وبدر، و”ذو الفقار»، و «قدس» بجيليه، وله من اسمه نصيب، وقد ارتفع منسوب القلق والهلع الصهيوني لدى الضربات الأخيرة للإمارات، فالمسافة كما قال محللو الإعلام العبري نفس المسافة.
عمليات تأديبية كثيرة قامت بها القوة الصاروخية للغزاة والمحتلين، من أبرزها عملية صافر وباب المندب، ومن ثم تصاعد وتيرة الاستهداف باقتحام العمق السعودي، ومن ثم الاتساع نحو الإمارات، بدقة استهداف عالية وقدرة كبيرة على التدمير، ناهيك عن شعاع النار الواسع والمديات البعيدة، وهنا نستحضر مشاركة القوة الصاروخية المبهرة في عمليات توازن الردع الثمان، وعمليات إعصار اليمن الثلاث، وعمليتي كسر الحصار.
بعيداً عن خرافة إعلان تحالف العدوان تدميره القدرات الصاروخية اليمنية، ومن منطلق أن الحاجة هي أم الاختراع والمعاناة تولّد الإبداع، كانت الصدمة قوية للصديق والعدو، حينما انطلقت الصواريخ اليمنية لتدك معاقل الغزاة والمحتلين في الداخل وفي عمق دولهم، وهنا يكمن السر في جانبين بشأن تعاظم قوة السلاح أفصحت عنهما القيادة العسكرية اليمنية.
لم يكن العقل العدواني السعودي والإماراتي ومن ورائه الأمريكي، يتوقع انطلاق حتى صاروخ واحد من اليمن، ورغم ذلك نفّذت القوة الصاروخية حتى اليوم 1826 عملية عسكرية منها 1237 عملية استهدفت العدو وتحشيداته ومقراته في الداخل، و589 عملية استهدفت العدو في عمقيه السعودي والاماراتي، ولسنا هنا للحديث عنها بقدرما نتحدث عن القدرة التسليحية اليمنية وتعاظمها.
يدٌ يمنيةٌ ضاربة
خلال المواجهة مع دول العدوان استطاعت القوة الصاروخية اليمنية فرض وتثبيت معادلات ردع موجعة للعدو، وفي هذا السياق أكّد وزير الدفاع اللواء محمد ناصر العاطفي، في تصريحاته الأخيرة، أن القوة الصاروخية باتت تحتل مرتبة متقدمة من التطور والتحديث، وتمضي نحو مراتب أكثر تقدماً، من حيث المدى والدقة وشدة التأثير، منوهاً بأنها ستكون مزودة بأنظمة ذكية يصعب على الدفاعات الجوية المختلفة اعتراضها.
هنا لدى تأكيد وزير الدفاع على صعوبة اعتراض الصواريخ اليمنية، تجدر الإشارة إلى أن مسلسل فشل دفاعات «باتريوت» و«ثاد» الأمريكية أمام الصواريخ اليمنية، وهناك شواهد كثيرة منها عجز هذه المنظومات عن اعتراض الصواريخ في بقيق وخريص ووزارة الدفاع السعودية والاستخبارات وغيرها، ناهيك عن عجز الإمارات بما تمتلك من قدرات هي الأخرى.
العميد سريع في مؤتمر سبعة أعوام أشار إلى أن القوة الصاروخية تعد أحد أبرز أسلحة القوات المسلحة، وإلى أنها خضعت لعملية بناء متكامل خلال فترة العدوان والحصار، مضيفاً أنها «كانت حاضرة في المعركة وتمكنت القوات المسلحة من خلال هذه اليد الضاربة من توجيه ضربات موجعه للعدو والحقت به خسائر كبيرة».
في إشارة واضحة إلى سر فاعلية الصاروخية ، لفت متحدث القوات المسلحة، إلى أن القوة الصاروخية اعتمدت على تراكم الخبرة في المؤسسة العسكرية، والاستفادة من التجارب في التطوير، وباتت تعتمد بنسبة 100% على خبرات يمنية.
ذلك هو ما يتجاهله العدو، وهو ما قد يجعله يتكبد المزيد من الضربات، وما عليه إلا استيعاب تأكيد العميد سريع أن الصاروخية تمتلك مخزوناً استراتيجياً تعمل على تعزيزه يوماً بعد آخر ليشكل ضمانة دفاعية لهذا الشعب ضد كل المتآمرين والغزاة وأذنابهم.
أبابيل يمنية
كانت الصاروخية الذراع الطولى التي تضرب بها القوات المسلحة اليمنية المعتدين، ولكنها لم تكن وحيدة في مسار المواجهة، حيث أردفتها الأيادي اليمنية، بسلاح الجو المسيّر الذي أثبت وجوده بقوة في عمق العدو وداخل الأراضي المحتلة، وشكّل حالة من الرعب لدى العدو ومرتزقته وما زال يقلقهم حتى اليوم، كونه يتجاوز القدرات الدفاعية العالية التي جلبها العدو بمليارات الدولارات.
بحسب إحصائيات سبعة أعوام من الصمود، التي أعلنها متحدث القوات المسلحة قبل أيام، نفّذ سلاح الجو المسيّر11562 عملية منها 2176 عملية داخلية و953 عملية خارجية، من بينها 8433 عملية استطلاعية، وتشكل عمليات الاستطلاع أهمية استخباراتية في المعركة العسكرية، أبدع العقل اليمني في ابتكار عدة أجيال من الطائرات المسيّرة نستحضر منها ما كشفت عنه القوات المسلحة في سياق المواجهة مع قوى العدوان، وهي قاصف١، قاصف 2k، صماد١، صماد٢، صماد٣، صماد٤، هدهد١، راصد، رقيب، شهاب، خاطف، مرصاد، رجوم، نبأ، تتنوع أغراضها بين الاستطلاع والهجوم ولها مديات وصلت إحداها إلى 2500 كم، سنتحدث عنها في فقرة لاحقة.
فيما يتعلق بسلاح الجو المسيّر أكّد وزير الدفاع اللواء محمد ناصر العاطفي أن الطيران المسير يشهد تحديثا بخبرات وكفاءات يمنية، وإنه سيكون عند مستوى المهام «الجيو استراتيجية» المسندة إليه، وهنا نشير إلى قدرة الطيران المسيَّر اليمني على التخفي واختراق أحدث منظومات الحماية الأمريكية، الأمر الذي جعلها محط اندهاش الجميع.
أما متحدث القوات المسلحة، فقد أكّد في مؤتمره الأخير أن سلاح الجو المسيّر قام خلال العام الأخير بتوسيع دائرة العمليات الاستطلاعية لتشمل كافة أراضي العدوين السعودي والإماراتي، إضافة إلى المياه الإقليمية اليمنية في البحرين العربي والأحمر وخليج عدن وباب المندب، مضيفاً و”سيصل عما قريب إلى ما هو أبعد من ذلك”.
في هذا السياق ولأن القوات المسلحة لا تكشف عن أي سلاح لها إلا بعد تجريبه في المعارك، فإن الكشف العام الماضي عن طائرة «وعيد» المسيّرة التي تحلق بمدى 2500 كم، يصل إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، إشارة واضحة وتهديد جلي للعدو الإسرائيلي، ولا يستبعد أن «وعيد» قد قامت بجولات استطلاعية هناك.
شهبٌ ثاقبة
لأهميته في حماية الأجواء، وتحييد الطائرات المعادية، حرصت أمريكا على تدميره قبل العدوان على اليمن، وبعد تأكدها من استكمال المؤامرة عليه، أطلقت مقاتلاتها العدوانية لتعبث بسماء وأرض اليمن، بيد أن القيادة كانت قد وضعته كخيار مهم ونوعي من الخيارات الاستراتيجية للمواجهة مع العدو، ونحن هنا نتحدث عن منظومات الدفاع الجوي.
ما تبقى لليمن من صواريخ ومنظومات دفاع جوي، لم تصلها الأيادي الأمريكية وعملاؤها فقد جرى العمل على إعادة جاهزيتها وتطويرها لمواكبة احتياجات معركة حماية الأجواء، ودخلت المعركة بفاعلية عالية، لتتجاوز عمليات الدفاع الجوي 4000 عملية خلال سبع سنوات، تنوعت بين التصدي والإجبار على المغادرة وكذلك الاعتراض والإسقاط، وفقاً لإحصائيات القوات المسلحة لسبعة أعوام من الصمود.
في التفاصيل أوضحت الإحصائيات أن وحدات الدفاع الجوي نجحت في تنفيذ 1971 عملية إسقاط وإصابة، و2250 عملية تصدي واعتراض؛ منها 158 عملية إسقاط طائرات استطلاعية مقاتلة، وإسقاط 13 حربية و10 أباتشي، وإسقاط 6 طائرات مروحية نقل منها «بلاك هوك»، وإسقاط 34 طائرة مسلحة بدون طيار تابعة لسلاح الجو الأمريكي للعدوان، ناهيك عن إسقاط 95 طائرة استطلاع تجسسية.
مع مرور الأيام يتضاعف الخطر الذي يطارد طائرات العدوان، وتصبح رغم قوة إمكانياتها وتعقيد تقنياتها مهددة بالسقوط في أي لحظة مع استمرار تطوير الدفاعات الجوية اليمنية، التي أشار إليها وزير الدفاع في تصريحاته الأخيرة، لافتاً إلى أن الخبرات والكفاءات اليمنية تمكنت من تحقيق إنجازات متسارعة وتحولات كبيرة في صناعة وتطوير منظومات الدفاع الجوي التي ستفاجئ الجميع.
تجدر الإشارة هنا إلى أن القوات المسلحة باتت تمتلك العديد من منظومات الدفاع الجوي التي جرى تطويرها بأيادٍ يمنية، منها ما أفصحت عنه القوات المسلحة كفاطر وثاقب، ومنها ما لم تفصح عنه بعد، واللافت أن القوات المسلحة لدى إعلانها إسقاط طائرات العدو تؤكد أن الإسقاط تم إما بسلاح مناسب أو بصاروخ لم يكشف عنه بعد، وهنا ما يثبت أن ما لم يتم الكشف عنه أكثر مما قد تم الإعلان عنه، وكذلك بالنسبة للمديات.
تصنيع شامل
مسار التصنيع العسكري لم يقتصر على الصاروخية والطيران المسيّر والدفاع الجوي فقط، فالمواجهة مع قوى العدوان شاملة والجغرافيا التي تدور عليها المعارك بمساحات هائلة، ناهيك عن أن استمرار التصدي لقوى العدوان لم يتوقف منذ سبع سنوات، الأمر الذي فرض على القوات المسلحة تنمية مسار التصنيع العسكري بشكل شامل يضمن توفير الإمكانيات المناسبة لكسر غطرسة العدو.
من يتأمل في إحصائيات عمليات القوات المسلحة التي جرى الكشف عنها مؤخراً، من عمليات برية وبحرية وجوية، يدرك حقيقة إبداع العقول اليمنية، وفي هذا الصدد أُزيح العام الماضي الستار عن صناعات عسكرية جديدة لمختلف الوحدات العسكرية في القوات المسلحة اليمنية، ضمن معرض الشهيد القائد للصناعات العسكرية، بخصائص قتالية وتكتيكية وفاعلية عملياتية لأسلحة ونماذج جديدة لمنظومات وطرازات متعددة.
بحسب تصريحات القوات المسلحة حينها، فإن تلك النماذج والمنظومات دخلت المواجهة خطوط إنتاج حربي محلية الصنع ١٠٠%، بعد أن أثبتت كفاءتها وفاعليتها العالية في الميدان، بدءاً من الصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيّرة بمختلف المديات والمهام، مروراً بالأسلحة البحرية وأسلحة ضد الدروع، وصولاً إلى أسلحة المشاة والمدفعية والقناصة وغيرها من الأسلحة.
لا شك أن كل ما جرى تصنيعه أو تطويره، يمثل إنجازات أبدعتها العقول والسواعد اليمنية في سبيل تعزيز القدرات الدفاعية للبلد، وتعد يداً ضاربة على المستوى الاستراتيجي في سياق ردع العدوان، وفي ذات السياق ذكر الخبير السياسي الروسي «ألكسندر نازاروف» في مقالٍ له نشرته العديد من المواقع، أن العلماء اليمنيين على وشك تحقيق اختراق في تكنولوجيا الصواريخ، مؤكداً «قد لا يكون ذلك الاختراق المفاجأة الأخيرة».
ثامن أعاصير
حينما يتوعّد وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، في تصريحاته الأخيرة، أن العام الثامن من الصمود سيكون عام أعاصير اليمن والإنجازات التسليحية الاستراتيجية الأكثر تطوراً والأقوى ردعاً للعدوان وأذنابه، وتتواصل الضربات النوعية الموجعة للعدو، فإن ذلك بلا شك قد حدث ويحدث باستمرار.
العميد يحيى سريع في مؤتمر سبع سنوات من الصمود في وجه العدوان، هو الآخر، أكّد أن القوات المسلحة بعون الله بصدد إجراء عمليات تجريبية لأسلحة نوعية جديدة ستدخل على خط المعركة خلال المرحلة المقبلة، محذراً «على العدو أن يتوقع منا المزيد من العمليات العسكرية النوعية التي قد تشمل أهدافاً حساسة ضمن بنك أهداف جديد يشمل عواصم العدوان وأبرز منشآته الحيوية».
في سياق معركة التحرر والاستقلال شهد الجانب العسكري من حيث التسليح نقلة نوعية، فرضتها متغيرات المواجهة مع العدو، ولعل ما جرى الكشف عنه غيض من فيض الإنجازات العسكرية التي جاءت كنتيجة إيجابية للعدوان والحصار، وما انقلاب موازين المواجهات من حيث اختراق أحدث منظومات الحماية الأمريكية، ودك العمقين السعودي والإماراتي، واستكمال تحرير الأراضي من الاحتلال، ومطاردة طائرات العدو، وملاحقة بوارجه، إلا دليل ذلك.
كان تطوير السلاح من أهم ما يجب أن تقوم به الدولة منذ نشأتها، بيد أنها ظلت مسلوبة الإرادة لعقود، حتى اندلاع ثورة 21 سبتمبر، التي انفجرت لتحرير اليمن من الوصاية، وما هذه الإنجازات وتعاظم مسار التصنيع العسكري إلا بركة من بركاتها وثمرة من ثمار تضحيات الشعب اليمني المعطاء، الذي ما زال يواجه أعداءه في مختلف الأصعدة، وها هو اليوم يقتحم بوابة العام الثامن، متوكلاً على الله وواثقاً بنصره وتأييده، وملتفاً حول قيادته، ورافداً لسواعد أبنائه الشرفاء، حتى تحقيق النصر، ولو بعد زمن قريب إن شاء الله.