نصف مليون غارة للعدوان.. 50 ألف شهيد مدني.. تدمير شامل للبنى التحتية
ذريعة إعادة الشرعية والأمل إلى اليمنيين زائفة وباطلة
شن تحالف العدوان الأمريكي السعوإماراتي نصف مليون غارة على اليمن وارتكب أكثر من 4400 مجزرة خلال سبع سنوات حصدت أكثر من 50 ألف شهيد مدني يدعي تحالف الشر أنّ عملياته لإعادة الشرعية المزعومة وإعادة الأمل إلى اليمنيين!
إنها دعوى باطلة لا يقبلها العقل والمنطق ولا تستقم مع واقع الحال فإعادة شرعية الرئيس الفار أشبه باستحالة لبن العصفور وزعم إعادة الأمل إلى اليمنيين كمن يتعشم الجنة من إبليس الرجيم..الثورة / علي الشرجي
قبل محاولتي تفنيد إذاعات تحالف العدوان الباطلة بإعادة الشرعية المزعومة وإعادة الأمل إلى اليمنيين أقوم هنا بجولة سريعة في حديث الأرقام الصادمة لخسائر وأضرار البنى التحتية العامة والخاصة في اليمن وفق تقارير غير محدثة هذا العام حتى وقت كتابة هذا الموضوع.
حيث يؤكد مركز الإنسانية أن العدوان استهدف بعملياته الجوية والبرية والبحرية 461460 منشأة مدنية شكلت منازل المواطنين الرقم الأكبر 451684 منزلاً و1052 مدرسة و383 مستشفى ومرفقاً صحيا و132 منشأة جامعية وتعليمية عليا و6112 حقلاً زراعيا و1294 مسجداً و46 منشأة إعلامية و240 موقعاً أثريا و34 منشأة سياحية.
وأورد التقرير المدني أن أكثر من 8178 منشأة مدنية عامة جرى استهدافها من قبل تحالف العدوان توزعت بين 15 مطاراً و16 ميناء و1856 خزانا شبكة مياه و294 محطة مياه وكهرباء و3575 طريقاً وجسراً و514 شبكة ومحطة اتصال و1908 مبان حكومية أخرى.
وبلغ إجمالي المنشآت الاقتصادية المستهدفة ذات الطابع الصناعي والتجاري أكثر من 20819 منشأة اقتصادية شملت 346 مصنعاً متنوعاً و10601 منشأة تجارية و660 سوقاً و390 مزرعة دجاج و857 مخزن غذاء و3849 محطة وقود و6127 وسيلة نقل و283 ناقلة وقود و717 ناقلة غذاء و454 قارب صيد.
ما سبق الإشارة إليها من أرقام تعرّي نوايا ومزاعم وادعاءات تحالف العدوان في رفع عناوين إعادة الشرعية وإعادة الأمل إلى اليمنيين.
كما تدين هذه الأرقام الأولية صمت المجتمع الدولي والتواطؤ الأممي مع تحالف العدوان الذي يستهدف كل شيء جميل في اليمن.
وتؤكد هذه الأرقام وهم إعادة الشرعية وزيف إعادة الأمل.. فما هي حكاية الشرعية أولاً؟!!
هادي آخر من يعلم
لم يكن الرئيس الفار عبدربه منصور هادي يعلم بعملية استعادة شرعيته من قبل تحالف العدوان على اليمن وقد تفاجأ كما قال لوسائل إعلام متلفزة وبالعملية وهو بالمهرة في طريقه إلى سلطنة عمان وقد كان صادقاً في ذلك.
من هنا فكرة التحالف
وبالرجوع إلى الوراء قليلاً فإن فكرة التحالف بقيادة السعودية جاءت يوم جلاء جنود المارينز من صنعاء ومعهم طاقم السفارة الأمريكية في 15 فبراير 2015م بعد أن أحرقت وأتلفت محتويات السفارة الأمريكي فايرستاين قد صرح حينذاك بالقول: لم يعد لدينا ما نعمله في اليمن!!
فإثر فشل المبادرة الخليجية التي سعت لأقلمة اليمن والتخلص من الجيش وإضعاف سيادة اليمن.. وتحت تأثير التخوفات الأمنية السعودية المبالغ فيها ومزاعم التواجد الإيراني في بلادنا أوعزت واشنطن للرياض وأبوظبي لشن عدوان واسع النطاق على اليمن.
وبضوء أخضر أمريكي وتعاون لوجستي واستخباراتي مع السعودية والإمارات شن تحالف العدوان أولى غاراته الهمجية على العاصمة صنعاء إيذاناً بمسلسل عدواني جوي وبري وبحري طيلة سبع سنوات.
عناوين العدوان
لم يستثن العدوان بشراً ولا حجراً ولم يفرق خطره الماحق بين المنشآت والمرافق العامة والخاصة حيث استهدف مناسبات الأفراح والأتراح .. المدارس والمستشفيات.. الطرق والجسور.. السجون ودور المكفوفين .. مرابض الخيول ومزارع الدواجن.. ففي محافظة واحدة حجة مثلاً تدمير 120 منشأة صحية و596 منشأة تجارية وفي محافظة صنعاء تم استهداف 27 منشأة صحية، وكل ذلك باسم استعادة الشرعية المزعومة التي فرت من العاصمة صنعاء تحت جنح الظلام تاركة الشعب ومؤسسات الدولة في حيرة من أمرها جراء الفراغ الدستوري والإداري في أحلك وأصعب لحظات وأيام عاشتها اليمن وصنعاء خصوصاً.
ثم تغير عنوان العدوان في اليمن من (استعادة الشرعية) إلى (إعادة الأمل) والشعب اليمني لا يعلل النفس بأيّ أمل من دول تحالف العدوان.. وأي سعادة تغمر اليمن التعيس بجيرانه ومحيطه الإقليمي.
كما أنها ليست من الشرعية في شيء رئيس نائم في العسل في فنادق عاصمة العدوان وحكومة نازحة خارج الوطن في ديار المعتدين على الشعب ومقدراته الوطنية.
وليست من الشرعية في شيء حكومة لم يلتئم كامل أعضائها ولو لمرة واحدة طيلة سبع سنوات ولن تستطيع القرار داخل اليمن أو ما يسمى بـ”المناطق المحررة” من الحوثيين أنصار الله ولو لشهر أو أسبوعين.
غطاء سياسي
الكل يعرف أن الشرعية المزعومة مجرد غطاء سياسي مكشوف لتمرير الأجندات الأمريكية والسعودية والإماراتية والإسرائيلية لتقييم اليمن وتدمير مقدراته ونهب ثرواته واحتلال سواحله وجزره وما أرخبيل سقطرى وزقر عنا ببعيد.. سقطرى التي يمارس فيها الإمارات شتى أنواع العبث ومحاولات طمس هويتها اليمنية وحتى أشجارها النادرة تم اقتلاعها وتصديرها للإمارات.
البحث عن إمارة ثامنة
ومما يؤخذ على محمل الجد هو منشور للمستشار السياسي لمحمد بن زايد المدعو عبدالخالق عبدالله الذي يروج لرغبة أبناء سقطرى في الانضمام إلى الإمارات كإمارة ثامنة!! وهذا الكلام خطير ومتوقع من دول تحالف العدوان. تلك الإمارات العدوانية التي تبدو كالأسد في سقطرى لكنها في الجزر الثلاث (نعامة يداء تجفل من صغير الصافر) والجزر الثلاث – …. أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى!!
يافطة باهتة
وتحت يافطة (استعادة الشرعية) و(إعادة الأمل) ومن أجل (حرية اليمن السعيد) شن تحالف العدوان على اليمن نصف مليون غارة إلى جانب استخدام أسلحة أخرى خلفت حوالي خمسين ألف شهيد مدني بينهم الكثير من النساء والأطفال والشيوخ.
(هيروشيما اليمن) وأمل التحالف
لا تقولوا إن (هيروشيما اليمن) مجرد عملية إنسانية وقومية أخوية من قبل السعودية والإمارات لاستعادة الشرعية المزعومة أو لإعادة الأمل الدامي والنازف!!
(هيروشيما اليمن) كان عنوان تقرير حقوفي صدر في العاصمة العام الماضي والذي كشف المجازر الأمريكية في اليمن خلال ست سنوات وقد وثقها بالأدلة والشهود والصور في أكثر من 740 صفحة.
التقرير الحقوقي وثق 4133 مجزرة ضحاياها 50 ألف مدني ارتكبتها السعودية والإمارات وأمريكا شملت ضحايا مدنيين ومجازر بحق الأسرى والمحتجزين والمعتقلين في سجون تحالف العدوان ومرتزقتهم وذلك في اختراق وتجاوز سافر لميثاق حقوق الإنسان العالمي والقانون الدولي الإنساني والذي بدوره يكيل بمكيالين للأسف الشديد!!
صوتنا غير مسموع
يكون تقرير (هيروشيما اليمن) غير مجديا إذا لم يصل إلى أوسع نطاق في العالم من محاكم دولية ومنظمات حقوقية وجماعات ضغط أمريكية وأوروبية لتوضح المأساة اليمنية وكذب مزاعم تحالف العدوان.
لابد لتقرير (هيروشيما اليمن) أن يخترق حاجز الهيمنة الغربية على الإعلام الدولي الموجهة بانتقائية لمصلحة قضايا وأزمات على حساب أخرى.. العدوان على اليمن والحرب الأوكرانية الروسية نموذجاً لمعرفة ازدواجية المعايير الإنسانية والحقوقية والإعلامية في التعاطي مع قضايا الشعوب وتشخيص الأزمات وتوصيف الأحداث.
وبالتالي نستنتج فداحة أزمة الضمير الإنساني العالمي وحجم التمييز العنصري وانحياز منظمات الأمم المتحدة لصالح الاعتباء والأقوياء عسكرياً واقتصادياً وهي المعادلة الظالمة التي تراهن في اليمن على كسرها.
حقائق ورسائل
مهما امتلكت دول تحالف العدوان من إمكانيات وتقنيات وأموال وكوادر بشرية إعلامية فلن تستطيع إقناع الشعب اليمني بجدوى عناوين العدوان ومغالطاته فلن تستطيع حجب الشمس بغربال الأقمار للصناعية!!
ومهما اشتدت وطأة الحصار الجائر على اليمن الذي وحدت شعبه المعاناة اليومية وإن فرقته بعض السياسية.. مهما كان ويكون من تجويع ممنهج فإن الفقراء لا يموتون قبل الأغنياء.
لا يعلل الشعب اليمني الواعي بأعدائه.. لا يعلل النفس بأمل قادم من تحالف العدوان.. فذنب الكلب ونواياه لا يستقيمان!!
إن فاتورة جرائم العدوان الـ 4200 مجزرة ونصف مليون غارة و50 ألف شهيد مدني بريء لابد أن تسدد عاجلاً أم آجلاً.. فجرائم الحرب الوحشية لا تسقط بالتقادم.
بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية أن توقف عمليات العدوان على اليمن بضغطة زر تلفوني أو بغمضة عين ورفعها في وجه التحالف وكذلك رفع الحصار.. لكنها لا تريد ذلك.. وهذه هي مشكلتها في اليمن الذي يرفع في وجهه (شعار الموت).
لأنك الأصل والأمل
لأنك أنت الأصل أيها الشعب اليمني فإن الحقائق التاريخية والجغرافية ومشروعية قضيتك الوطنية العادلة والمحقة ستظل عصية على الانكسار مهما تكالبت المؤامرات عليكم وتضاعفت صور وأشكال المعاناة اليومية!!
ولأنك أنت الأمل أيها الإنساني اليمني المناصر للجيش واللجان الشعبية وبصمودك الفولاذي أمام أصلف عدوان تحالفي همجي وأقسى حصار جائر في التاريخ الإنساني فإن صمودك وتضحياتك ومعاناتك تثمر كل يوم نظراً وعزة وقوة في معركة النفس الطويل!!
لأنك المؤثرة
ولأنك المؤثرة يا صنعاء يا عاصمة كل اليمنيين فإن بوصلة الغرب الأمريكي تتجه نحوك للبحث عن مقايضات ومخارج سياسية تحفظ بها وجه ماء تحالف العدوان السعوإماراتي.. وأنت يا صنعاء أدرى بشعاب اليمن وتعرجاته!!
لأنك الرائد
ولأنك يا (أنصار الله) الرائد فالعالم الأمريكي والمحيط الإقليمي يحاول استجلاب رضاك وإقناعك بالجوار والدبلوماسية رغم استصدار قرار أممي من مجلس الأمن الدولي اعتبرك مجرد ميلشيات أو جماعة إرهابية.. هكذا تضع المفارقات وتجترح المعجزات بصمود وتضحيات شعب الأنصار من خلفك!!
هكذا يقدم (أنصار الله) قاعدة فن الممكن ولكن بطريقته الخاصة.. التي لا تشبه السياسة ولا تشبه أي حرب.