تستهدف 4 آلاف مسجد في عدد من المحافظات

تدشين المرحلة الثانية من مشروع “إنما يعمر مساجد الله” بتكلفة 2.5 مليار ريال

 

 

مفتي الديار يشدد على ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الوقف وعدم التفريط بأموال وأعيان وأراضي الأوقاف
العلامة الحوثي: هيئة الأوقاف ليست مخولة بالتصرف بأموال أوقاف الموقفين لمصلحة معينة وإلا لكانت صرفتها للفقراء والمحتاجين

الثورة / سبأ

دّشنت الهيئة العامة للأوقاف أمس في صنعاء المرحلة الثالثة من مشروع ” إنما يعمر مساجد الله”، البالغ تكلفتها ملياران و500 مليون ريال.
تستهدف المرحلة الثالثة من المشروع أربعة آلاف مسجد، وثلاثة آلاف عامل، و10 مساجد ومقامات تاريخية، والمساهمة في إنشاء 20 مسجداً، أبرزها: الجامع الكبير في صنعاء، جامع الإمام الهادي في صعدة، الجامع الكبير في إب، جامع زبيد في الحديدة، جامع الجند في تعز، وجامع الإمام عبدالله بن حمزة في عمران.
وفي التدشين، بحضور وزراء العدل القاضي نبيل العزاني والإعلام ضيف الله الشامي والتعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب والدولة نبيه أبو نشطان وأمين العاصمة حمود عباد، دعا مفتي الديار اليمنية، العلامة شمس الدين شرف الدين، إلى الاهتمام بالأوقاف والحفاظ على أعيانها وممتلكاتها وأراضيها.
وقال: “إن التعامل مع الوقف حالياً لا يرقى إلى مستوى الاهتمام، كما تعامل معه آباؤنا الأوائل الذين كانوا ينفثون الحلي من تراب الوقف” .. لافتاً إلى شروط الوقف والاعتبارات والقانون الخاص به.
وأضاف: “أموال وأعيان الأوقاف صارت تُباع وتُشترى، ويتم تمريرها عبر عقود من قبل الأمناء الشرعيين، علاوة على المشاكل في المحاكم والنيابات على أراضي وأعيان الوقف، وهذا لا يجوز شرعاً”.. لافتاً إلى أنه ليس من المعقول أن يستأجر المواطن أعيان الوقف، بسعر رمزي، ويتولى إيجارها من الآخرين بأسعار باهظة.
وشدد العلامة شرف الدين على ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الوقف وعدم التفريط بأموال وأعيان وأراضي الأوقاف، باعتبارها حق الله تعالى.. مؤكداً أنه لا يجوز أخذ أموال الوقف بدون وجه حق.
وعبّر عن الأمل في إيلاء قيادة الهيئة العامة للأوقاف والعاملين فيها، الأوقاف جلّ اهتمامهم وإصلاح وترميم المساجد ودور العبادة ورعاية القائمين عليها.. داعياً قيادة الهيئة والعاملين فيها إلى النزول الميداني لتملس احتياجات المساجد وإصلاح وترميم ما أمكن، وتوفير كامل الرعاية لبيوت الله والقائمين عليها وتلبية احتياجاتها ومتطلباتها.
وقال: “ينبغي أن تكون المساجد، أفضل وأنظف الأماكن وأعظمها وأقدسها، كما أن الوظائف بالمساجد من أرقى الأعمال وأفضلها”.. مؤكداً على ضرورة عدم كتابة العقود من قبل الأمناء الشرعيين في أراضي الوقف إلا بالعودة للهيئة العامة للأوقاف الجهة المخولة في ذلك.
من جانبه، أكد رئيس الهيئة العامة للأوقاف، العلامة عبدالمجيد الحوثي، عزم الهيئة على استخراج جميع أموال الأوقاف لصرفها للفقراء والمساكين والضعفاء والسُبل، ومشاريع المياه والطرق، وإصلاح بيوت الله، ودعم العلماء والمتعلمين والمجتمع بصورة عامة.
وأوضح أن بناء المساجد هو بناء للإنسان والقيم والأخلاق والمبادئ والأبطال الذين يواجهون الطغاة، ويدافعون عن الوطن، وينفذون واجبهم في مختلف المجالات.. موضحاً أن عمارة المساجد هي عمارة القلوب والأرواح والقيم والمبادئ، باعتبار المساجد منطلقاً للوعي والثقافة.
ولفت إلى أن الشعب اليمني -بفضل المساجد- لديه من الحكمة والإيمان والصبر والثبات ما جعله يصمد سبع سنوات، وسيصمد عشرات السنين، وهذا ناتج عن ارتباط اليمنيين بالله تعالى، وكتاب الله والمصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- وبيوت الله.
وذكر أن أموال وأعيان الوقف أوقفها الواقفون لمصلحة معينة والهيئة والعاملين فيها ليست مخولة في التصرف بها، وإلا لكانت صرفتها للفقراء والمحتاجين والمساكين الذين يعانون الأمرين، نتيجة الظروف الصعبة التي فرضها العدوان والحصار على الشعب اليمني.
وأكد العلامة الحوثي أن دور قيادة الهيئة يكمن في تطبيق وصايا الواقفين.. موضحاً أن الهيئة لم تستهدف المساجد فحسب، ولكن تم استهداف ما قصده الواقفون من حر أموالهم.
وقال: “نحن بعد عام من الجهد والتعب ما نزال نواصل عملنا ومهامنا، وكله في سبيل الله، ولسنا إلا خدّاماً لدين الله والشعب اليمني ولمصلحة الأوقاف”.. لافتا إلى أن الهيئة تقدّمت خطوات في مرحلة البناء، وقد لا نرى الآثار في الواقع الاجتماعي إلا بعد حين، خاصة في مرحلة التأسيس.
وبيّن رئيس هيئة الأوقاف أن عملية الإصلاح تحتاج إلى دعم وتكاتف الجهود والتضحية، خاصة في ظل السعي لإصلاح مسار العمل الوقفي.. مستعرضاً الخطوات التي نفذتها الهيئة -خلال الفترة الماضية- في ظل تحمل المسؤولية لاستعادة الوقف ومكانته وهيبته وسمعته.
وتطرق إلى ضرورة إعادة ترتيب الأولويات وتنظيم العمل الوقفي، ما يتطلب المزيد من الدعم والمساندة من الجهات ذات العلاقة.. مشيداً بدور الجهات الرسمية، وتعاونها مع الهيئة للنهوض بدورها الحيوي في خدمة المجتمع.
وفي التدشين، بحضور مستشار الرئاسة الدكتور عبدالعزيز الترب، استعرض وكيل الهيئة لقطاع المبرات والمساجد، الدكتور عبدالله القدمي، إنجازات الهيئة خلال العام 2021م، للارتقاء بالعمل الوقفي والسعي لحماية أموال الوقف وتحقيق مقاصد الواقفين.
وعرّج على مرحلة تأسيس الهيئة والشروع في وضع اللائحة والهيكل التنظيمي للهيئة، وإحصائيات عن أبرز أنشطة الهيئة ومشاريعها خلال العام الماضي، خاصة ما يتعلق بترميم المساجد الأثرية والتاريخية.
تخلل التدشين، بحضور وكلاء وزارة الإرشاد الشيخ صالح الخولاني والهيئة لقطاعات الاستثمار وتنمية الموارد الدكتور محمد الصوملي والأعيان محمد جحاف والشؤون المالية والإدارية كهلان السدح ورئيس مجلس التلاحم القبلي الشيخ ضيف الله رسام، عرض حول المرحلتين الأولى والثانية من مشروع “إنما يعمر مساجد الله”، المنفذة، خلال العام الماضي، بتكلفة أكثر من مليارين ريال، استهدفت 2800 مسجد في 13 محافظة و117 مديرية.

قد يعجبك ايضا