مشاركون في مخيم التدريب والتأهيل في المسابقة الوطنية لروَّاد المشاريع الإبداعية والابتكارية:

المخيم زوَّدنا بالمعارف اللازمة لصقل مواهبنا وتنمية مهاراتنا الإبداعية

 

على مدى عشرة أيام نظمت الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار في صنعاء مخيم التدريب والتأهيل في المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الإبداعية والابتكارية بنسختها الرابعة بمشاركة 100 متدرب ومتدربة يمثلون 68 مشروعاً.
المخيم الذي اختتم مؤخراً هدف إلى إكساب المتسابقين مهارات العرض والتقديم ودراسة الجدوى والتسويق وإدارة المشاريع والتفكير الإبداعي.
«الثورة» التقت ببعض المشاركين في المخيم وسمعت منهم حول مشاريعهم الإبداعية وعن انطباعاتهم حول المخيم وما الذي استفادوه منه؛ فإلى التفاصيل:

استطلاع/ هاشم السريحي

المصائد الضوئية
الدكتور عفيف راجح – باحث علمي – صاحب مشروع «مكافحة دودة الحشد الخريفية بطريقة الاصطياد الجمعي Mass Trapping وباستخدام المصائد الضوئية المصنعة محلياً” يقول: تواجه الزراعة والمزارعين في اليمن مشكلة كبيرة تمثلت بدودة الحشد الخريفية المدمرة لمحصول الذرة الشامية، ومناشدات المزارعين ونداءات استغاثتهم مستمرة للمطالبة بحماية محصول الذرة الشامية من هذه الآفة الخطيرة وأضرارها، وهو ما دفعنا لتصميم هذه المصائد والحد من الأضرار والخسائر الاقتصادية الكبيرة والناجمة عن الإصابة بالآفة والتي وصلت إلى أكثر من 70 % في بعض الحقول، وهو ما أرهق كاهل المزارعين ودفعهم إلى العزوف عن زراعة الذرة الشامية مما جعل الآفة عاملاً محدداً لزراعة هذا المحصول الاقتصادي المهم في البلد وسبباً لخسائر يمكن تقديرها بملايين الدولارات على مستوى البلد والعالم، والمبيدات لم تقدم حلاً ناجعاً سوى أنها زادت من التلوث البيئي وخسائر الكلفة الإضافية والقضاء على الكائنات المفيدة دون جدوى.
ويضيف: كما أن للمصائد فوائد أخرى تتمثل في استهداف الحشرات ذات النشاط الليلي والتي تنجذب بشدة للضوء ومعظمها حشرات ضارة بالمحاصيل الزراعية كدودة الحشد الخريفية على الذرة، وحافرة أوراق وثمار الطماطم، ودودة درنات البطاطس، وفراشة الحبوب وغيرها الكثير من الآفات الضارة بالمحاصيل الزراعية، مؤكداً أن المصيدة تقدم حلاً وطنياً فعالاً وآمناً بيئياً وقليلة التكلفة لدرجة أن المزارع اليمني يستطيع تنفيذها من مواد بسيطة متوفرة لديه وفي بيئته، ومشيراً بأن المصيدة الآن شغالة بالحقول ونتائج التجارب الأولية المنفذة تشير إلى أن كفاءة المصيدة بلغت 85 % وهي نتائج ممتازة كونها عالية الكفاءة وآمنة بيئيا ومستدامة مقارنة بالمبيدات، كما أن التجارب مستمرة لتعديل وتطوير هذا النموذج ليكون في متناول الجميع وبكلفة منخفضة إلى أحسن حد ممكن.
وأما عن انطباع الدكتور عفيف راجح عن المخيم والاستفادة منه، فيقول: إقامة هذا المخيم للمبتكرين والمبدعين وتزويدهم بالمعارف اللازمة لصقل مواهبهم وتنمية مهاراتهم الإبداعية لابتكار وإنتاج مشاريع ريادية ومن قبل كوكبة من المدربين المتميزين من ذوي الخبرات والمهارات التدريبية العالية هو بحد ذاته عملاً رائعاً ومتميزاً لرعاية المبدعين والمبتكرين والعلماء اليمنيين من قبل الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، وتحقيقاً لأهداف الرؤية الوطنية للدولة اليمنية الحديثة وتأكيداً لقدرة اليمن واليمنيين على النهوض والبناء والإبداع الخلاق تحت أحلك الظروف وأشدها وطأة وقسوة وهذا يعكس مدى الإصرار والقوة لهذا الشعب العريق بحضاراته الضاربة في أعماق التاريخ. مضيفاً: ولا شك أبدا أن الاستفادة كانت كبيرة فقد أضافت الدورات معلومات مهمة في مجال ريادة الأعمال والتفكير الإبداعي والتسويق وكيفية إعداد دراسات الجدوى وإعداد وثائق المشاريع، وأيضا كانت فرصة جيدة للقاء نخبة من المبدعين والمبتكرين وتحت رعاية وإشراف الهيئة والمدربين لتبادل الأفكار والرؤى لتطوير المشاريع المعدة والمقترحة.
ويتطلع الدكتور عفيف راجح إلى وجود ورش فنية علمية ومختبرات متميزة تكون ملحقة بالهيئة وتمكن المبتكرين والمبدعين اليمنيين من تطوير منتجاتهم وتحويل أفكارهم إلى اختراعات وابتكارات ومنتجات استثمارية تساهم في توفير كافة الحلول والاحتياجات وفي جميع المجالات التي تواجه البلد وشعبنا الكريم الصابر المجاهد.
التشفير والإخفاء
من جهته قال المهندس أحمد الشعبي – ماجستير هندسة برمجيات – صاحب مشروع « Cryptography and steganography: new approach” : المشروع يهدف إلى الزيادة والتحسين في سرية البيانات أثناء إرسالها بسرية بين الأطراف عبر الشبكة بحيث لا يمكن كشفها، وذلك من خلال ابتكارنا طريقة جديدة معتمدين على دراسة الخوارزمية المشهورة لإخفاء البيانات والتي تسمى ( Least Significant Bit (LSB والتي تعني الإخفاء في البت الأقل تأثير. هذه الخوارزمية تمكنك من إخفاء البيانات السرية داخل الوسائط المختلفة مثل الصورة والصوت والفيديو. مضيفاً: من خلال هذه الدراسة للخوارزمية وجدنا أن لديها نقاط ضعف معينة؛ بحيث أن عملية الإخفاء تكون بشكل تسلسلي، وبالتالي ستكون البيانات السرية معرضة للكشف من قبل المهاجمين. بناء على ذلك قمت بتعديل عملية الإخفاء بحيث تكون بطريقة غير متسلسلة وبشكل غير مرتب بالاعتماد على عملية حسابية ومفتاح سري بين المرسل والمستقبل. علاوة على ذلك جعلت العملية أكثر تعقيداً عندما أدخلت علم التشفير في الخوارزمية بحيث تبدأ بعملية التشوية للرسالة والتي تسمى الهاشنق hashing ومن ثم قمنا بتشفير الرسالة قبل إخفائها وبالتالي أضفنا طبقات أخرى وصعوبات وتحديات أخرى للمهاجمين. حيث أصبحت الخوارزمية أكثر متانة لحماية سرية المعلومات. أخيرا قمت بتحويل الخوارزمية إلى تطبيق كمبيوتر بلغة السي شارب لاختبار مدى جدوائيتها وقابليتها للتطبيق، أظهرت التجربة نتائج منافسة وممتازة.
أما عن انطباع المهندس الشعبي عن المخيم فيقول: بالنسبة للمخيم كان مخيماً ناجحاً وأضاف لنا الشيء الكثير من ناحية كيفية التفكير الابداعي والريادة في الأعمال، كما أفادنا في كسر حاجز الخوف من الظهور أمام الجمهور والكاميرا.
ويضيف: من ناحية أخرى كانت هناك دورة في مجال دراسة الجدوى لمشروعنا من كل الجوانب؛ الفنية والسوقية والمالية، كانت دورة مهمة ويحتاجها معظم المشاركين.
الزراعة المائية
أما المهندس وجيه المتوكل – مدير عام الإنتاج النباتي بوزارة الزراعة والري و باحث زراعي وخبير زراعة مائية ووقاية النبات – صاحب مشروع « تطويع ونشر نظام الزراعة المائية في حقول المزارعين» فيعطينا نبذة عن مشروعه قائلاً: الزراعة المائية هي عبارة عن نظام زراعي حديث، يعتمد على زراعة النباتات في بيئة غير التربة الأم (وتعرف بالزراعة بدون تربة)، ويتميز هذا النظام الذي هو عبارة عن حزمة من التقنيات بإنتاجيته العالية للنبات ويوفر كمية كبيرة من الماء في نفس الوقت، ونستخدم هذا النظام غالباً في البيوت المحمية وفي الزراعة المنزلية في الشرفات وغيرها، وميزة هذا النظام أننا غير محتاجين تربة خصبة، كما أننا في هذا النظام نتخلص من مشكلة ملوحة التربة ونتخلص من مشاكل الأمراض التي تصيب التربة كأمراض الجذور والفطريات.
ويضيف: وقد عملنا على تحويل البيوت المحمية العادية التي تزرع بتربة إلى الزراعة في أحواض ونضع فيها البيئة التي هي التف البركاني، ونجحت العملية نجاح كبير والآن انتشر هذا النظام وبدأنا نطبقه في الواقع العملي وبتعطي إنتاجية ضعف الزراعة العادية وفي نفس الوقت توفر كمية كبيرة من الماء تصل نسبة التوفير إلى 75 % تقريباً، ويعتبر هذا مؤشر قوي على نجاح الزراعة المائية والتي ساعدتنا في المحافظة على المياه وخاصة أن اليمن بلد فقير مائياً واعتمادنا بشكل أساسي على المياه الجوفية.
أما عن انطباع المهندس المتوكل فيقول: انطباعي عن المخيم الذي أقيم انطباع رائع جداً، حقيقة خلال العشرة الأيام التي قضيناها في المخيم استفدنا منه استفادة كبيرة وحصلنا على تدريب نوعي، تعرفنا على كيفية إعداد دراسة الجدوى، عرفنا كيف نتخاطب مع الآخرين جماهيرياً، وعرفنا كيف نعبر عن مشروعنا بطرق علمية صحيحة، وتعلمنا كيف نقوم بإعداد وثيقة المشروع بشكل صحيح، وقد حظينا باهتمام كبير من قبل الهيئة.

قد يعجبك ايضا