قراءة سريعة في التطورات

يكتبها اليوم / علي الشرجي

 

* كما أن السياسة والاقتصاد وجهان لحرب واحدة، فإن واشنطن وموسكو وجهان لنفاق سياسي عالمي واحد، وما بينهما عرب يغردون في سرب الغرب.
* وكما تتسارع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على العالم تطفو على السطح من جديد حرب التكتيكات والاستقطابات والتسويقات سياسيا واقتصاديا وثقافيا.
* وأمام بوادر اشتعال حرب عالمية ثالثة تلوح في الأفق الأوروبي وتبقى منطقة الشرق الأوسط لاعبا مؤثرا في موازين القوى الدولية وصراع المعادلات الاقتصادية والأمنية والسياسية.
* لقد آن الأوان على الجميع مراجعة حساباتهم تجاه هذه المنطقة الحساسة والحيوية من العالم.
* العالم اليوم وهو يعيش ذروة التحديات يُصر على ممارسة هوايته في النفاق السياسي والكيل بمكيالين تجاه قضايا وأزمات العالم الثالث والعرب خصوصاً.
* فهذه روسيا تقايض الإمارات باليمن في مجلس الأمن الدولي بالتصويت ضد اليمن مقابل امتناع الإمارات عن التصويت ضد روسيا في حربها على أوكرانيا التي استنفر العالم الغربي لأجلها بقيادة واشنطن صاحبة النفوذ الأول في توزيع صكوك واستحقاقات الإنسانية على شعوب العالم، فهذه الإمارات تقدم الدعم الإنساني لأوكرانيا فيما تقدم الصواريخ والقنابل المدمرة للشعب اليمني!
* وهكذا استمرت روسيا في ارتكاب الأخطاء بحق اليمن منذ انهيار المنظومة الاشتراكية غافلة الموقع الجغرافي لليمن في هذه المنطقة الحيوية من العالم. حيث تركت صديقتها التاريخية اليمن ساحة فارغة لأمريكا وبريطانيا تمارسان فيها غوايتهما الشيطانية عبر عناوين شتى مثل الإرهاب والأقلمة.
* وفي المقابل نجد خصوم ومعارضي روسيا يحدقون مليا صوب الجزيرة العربية والخليج وشمال أفريقيا طمعا في دفء العلاقات وحرارة الطاقة وتأمين خطوط الملاحة.
* وفي اليمن اللافت في الأمر زيارة سفير هولندا غير المقيم إلى صنعاء لبحث تعزيز التعاون المشترك بين البلدين ودعم العلاقات التي وُصفت بالتاريخية في خطوة غير معتادة من سفراء الدول الغربية إلى اليمن، وهي زيارة لها دلالاتها في مثل هذا التوقيت الدولي.
* وفي ذات الوقت قام المبعوث الأمريكي والقائم بأعمال السفارة الأمريكية بزيارة بلحاف الغازية لبحث نهب الغاز اليمني المسال لصالح شركة توتال الفرنسية.
* واليمن كغيره من الدول يؤثر كما يتأثر بمحيطه العالمي رغم ظروف العدوان والحصار اللذين يعقدان المشهد السياسي.
* لذلك أعيد حقيقة أنه من الخطأ الاستهانة بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على العالم ومنطقتنا واليمن على وجه الخصوص ومن الصعوبة بمكان أن يغرد العرب خارج السرب الدولي أو أن يدير الغرب ظهره عنا.
* وفيما تتساوى إيران وتركيا بنفس المسافة من الحياد أمام الحرب الروسية الأوكرانية.. نجد إسرائيل الأكثر ارتباكا وضبابية في تحديد موقف من الأحداث وما مبادرة تل أبيب للوساطة بين موسكو وكييف إلا انعكاس لحالة القلق الوجودي الذي يعيشه الكيان الصهيوني واحتمال تزايد الوجود الروسي في سوريا الحليفة العربية الاستراتيجية الوحيدة لموسكو!!
* لن ينجو منافقو العالم الديمقراطي الزائف من المشاهد والتداعيات الصادمة للحروب والأزمات والكوارث الإنسانية مهما امتلكوا من ألاعيب وحيل المناورة والتكتيك وشراء الذمم الأممية المعتادة في تبرئة الجلاد وإدانة الضحية، كما هو حاصل من عدوان دولي ضد اليمن!
* اليمن وفلسطين شاهدان حيان على فداحة المأساة الإنسانية وتغييب قضايا وحقوق الشعوب التواقة للسيادة والسلام.
* العالم الغني الذي يجيد تصنيع وتخزين الأسلحة يفشل في تخزين الغذاء وتأمين الطاقة، كما هو حاصل اليوم في القارة العجوز!!
* وحتى المشاعر الإنسانية تجاه طوابير النازحين تعتريها العنصرية.. فالنازح الأبيض ذات الخدود الوردية يختلف عن الآخرين ذوي البشرة السوداء أو الملونة القادمين من جنوب الكرة الأرضية، وكما تنقلها لنا وسائل التواصل من بولندا.
* المطلوب تحالف دولي ضد التمييز العنصري والسياسي، ونزع السلاح الفتاك من الجميع وإعادة بناء وإصلاح وتفعيل منظومة الأمم المتحدة لخدمة السلم والتضامن الدوليين..
لا لإرضاء نزوات المنتصرين في الحربين العالميتين.

قد يعجبك ايضا