تحل علينا الذكرى المباركة لميلاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء – عليها السلام – والتي تجعل منها المرأة المسلمة واليمنية بشكل خاص محطة ومناسبة للتزود من قيم ومبادئ شخصية عظيمة تمثلت فيها كل صفات المرأة المسلمة المخلصة لله ولرسوله ولمجتمعها.
من خلال مكانة فاطمة الزهراء ودورها في الواقع الحياتي والعملي تعتبر النموذج الأرقى والقدوة للمرأة المسلمة ومنهاج حياة يرفع من مكانتها ويحافظ عليها لتؤدي دورها في مختلف مجالات الحياة بكل جدارة، وهذا ما جسدته المرأة اليمنية من صبر وجلد وثبات في مواجهه العدوان الغاشم على بلادنا، وما ذلك إلا امتداد واقتداء بسيدة نساء الدنيا فاطمة البتول الزهراء سلام الله عليها.
(الأسرة) استطلعت آراء عدد من الطالبات الجامعيات ومدى تأثرهن بشخصية فاطمة الزهراء وكيف أصبحن يقتدين بها في سلوكهن وواقعهن اليومي.. فإلى التفاصيل:الأسرة /أفراح الهزمي
مها جعفر طالبة جامعية بدأت حديثها قائلة: السيدة فاطمة الزهراء هي التي نستمد من سيرتها العطرة الصبر والقوة وكذلك عطاء المرأة الصالحة لزوجها وأبنائها وأبيها ولامتها الإسلامية.
وتضيف جعفر: إن الزهراء هي القدوة والمعلمة الأولى للمسلمات في عصرها حيث كانت تقوم بتوعيتهن وتثقيفهن بأمور دينهن وتشجعهن على طلب العلم والتزود به، وبهذا تمكنت من قيادة المجتمع النسوي والنهوض بالمرأة المسلمة وإدماجها في ميادين الحياة كما أن لها مواقف قيادية كثيرة منها التثقيف ونشر الوعي بين أفراد المجتمع وحثهم على التحرك بجانب الحق ونصرة الدين وإعانة المجاهدين.
أما الشابة إيمان زيدان فتقول: إن فاطمة الزهراء سلام الله عليها هي من تربت في بيت النبوة وفي كنف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهي إحدى النساء المبشرات بالجنة زوجة الإمام علي عليه السلام وهي أم سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهما السلام.
وتضيف زيدان أن فاطمة الزهراء تعتبر المثال والقدوة للمرأة المسلمة التي حاربت في سبيل الإسلام وكانت عونا لأبيها وزوجها في آن واحد، كما أنها من أفضل النساء أخلاقا وأكثرهن التزاماً وعلمت من أمور الدين الكثير ما جعل لها المكانة الأرقى والأسمى بين نساء العالمين.
صفات الزهراء
وتحدثت الأخت بشرى الشرفي بالقول: إن الاقتداء بغير المرأة المسلمة والمتمثلة في نساء وبنات رسول الله صلى الله عليه وعلى آلة وسلم هو خروج عن قيم ومبادئ الدين الإسلامي والتشويه المتعمد لأعداء الإسلام لصورة المرأة المسلمة ودورها في خدمة دينها ومجتمعها.
وأضافت.. فمن الموجبات للمرأة المسلمة الاقتداء بسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها والسير على نهجها وتجسيد ذلك في واقع حياتها لا أن يكون مجرد كلام وشعارات ترفع في فعاليات أو ذكرى سنوية، وإنما على المرأة المسلمة أن تكون تلك القيم والصفات ملازمة لها طوال حياتها، وتكون قدوة لمن بعدها، كما يجب عليها ان تغرس ذلك في بناتها وبنات المسلمين عامة لما لذلك من أثر طيب على كرامة وإنسانية المرأة المسلمة والحفاظ عليها.
امرأة قيادية
عائشة العبسي تحدثت عن فاطمة الزهراء (عليها السلام) بالقول: إنها امرأة ربانية روحانية قيادية، واجهت الكثير ليصل دورها الرسالي الذي خطه الله سبحانه وتعالى لها وقد أكد وشدد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على تربيتها وحسن خلقها في مواقف عديدة.
وتضيف أن فاطمة الزهراء تمثل بحق الطريق القويم والمنهج الكامل للمرأة المسلمة لأنها تجسيد حي وعملي على ارض الواقع لكلّ ما يريده الله تعالى؛ فهي المثل الأعلى في العلم والثقافة والدين والأخلاق والرفعة، فسيرة الزهراء (عليها السلام) جمعت بين أدوار عدة فهي نعم البنت، ونعم الزوجة، ونعم الأم، ونعم الموجهة والمرشدة للمجتمع.
إنّ على المرأة المسلمة أن تتخلق بأخلاق فاطمة الزهراء عليها السلام وأن تسعى في طريق الحكمة والعلم وبناء الذات معنوياً وأخلاقياً وأن تكون في الطليعة في ميدان الجهاد، وأن لا تهتمّ بزخارف الدنيا ومظاهرها، وأن تصون عفّتها وعصمتها وطهارتها، وفي بيت الزوجية عليها أن تكون سكينة للزوج والأولاد، وبهكذا نهج ومسيرة حياة تبنى المجتمعات الإسلامية الفاضلة المتمسكة بقيم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.