أشادت العديد من الشخصيات الحقوقية والسياسية والاجتماعية بمخرجات الحوار الوطني المتعلقة بالشباب, واعتبروا ذلك نصرا حقوقيا لقضايا الشباب وتمكينهم في مختلف المجالات العامة والتي جاءت مواكبة ومحققة لأهداف وتطلعات الثورة الشبابية التي ضحوا من أجلها بدمائهم وأرواحهم في سبيل تحقيق دولة العدل والقانون والمواطنة المتساوية في ظل دولة مدنية حديثة.
ممثل مكون الشباب في مؤتمر الحوار الوطني باسم الحكيمي أوضح قائلا: بأن مخرجات الحوار خدمت ولبت تطلعات الشباب في التغيير وأن مطالب وأهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية وتطلعات شبابها تم عكسها في اغلب مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ووثائقه , على شكل موجهات ومبادئ دستورية أو قانونية والبعض على شكل مؤسسات وهيئات مستقلة.
وقال الحكيمي: لو قارنا وثيقة الحوار الوطني بوثيقة الثورة الشبابية سنكتشف إن القضايا التي كنا نطالب بحل عادل لها قد حلت في وثيقة الحوار ومنها قضيتي الجنوب وصعدة وإعادة هيكلة الجيش على أسس وطنية ومحاربة الفساد والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وبناء منظومة الحكم الرشيد ومحاكمة القتلة والمجرمين وتعويض اسر الشهداء ومعالجة جرحى الثورة والإفراج عن المعتقلين وتحقيق العدالة الانتقالية وسيادة الدولة والقانون وتوفير فرص عمل للشباب وتمكينهم من العيش الكريم ومكافحة البطالة والتنمية المستدامة والشاملة وبناء الدولة بما يحقق الشراكة الوطنية الفعلية بما يضمن توزيع عادل للثروة والسلطة يكون للشباب دور أساسي ومحوري في بناء هذه الدولة الاتحادية .
وأضاف: كل ذلك من التطلعات والانتصارات هي خطوة أولى نحو صناعة المستقبل ونسعى لتنفذيها بكل السبل والطرق على أرض الواقع وعندها يمكننا القول اننا حققنا فعلا اهداف ومطالب الشباب الذين ضحوا بدمائهم الغالية فداء لهذا الوطن الغالي .
حقوق مدسترة
من جهته يقول الناشط الحقوقي وممثل مكون الشباب في الحوار الوطني ماجد فضائل : هناك الكثير من المخرجات الحوارية التي تلبي طموح وتطلعات الشباب وتحقق مطالب وأهداف الثورة الشبابية الشعبية التي خرجوا لأجلها في الساحات وضحوا بدمائهم الغالية لتحقيقها , فكل مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في كل فرقة تهم الشباب لأن الشباب هم الوطن .
موضحا : إن المخرجات الحوارية التي تلامس وتلبي مباشرة طموحات الشباب تنوعت موادها خاصة في فريق الحقوق والحريات والتي وصل عددها تقريبا 14 موجهاٍ ومبدأ دستورياٍ وأهمها ما يتعلق بتمكين الشباب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا و المواد الخاصة بكوتة الشباب والتزام الدولة بتمثيلهم في سلطات الدولة الثلاث بما لا تقل عن 20% وكذا انشاء بنوك التمويل الاصغر لإقراض مشاريع الشباب بدون ارباح بالإضافة الى المواد الخاصة بالتعليم والعمل وتوفير كافة الفرص الملائمة لهم وحمايتهم من أي تمييز كما تلتزم الدولة بإنشاء مجالس استشارية للشباب على المستوى الوطني وتكفل توفير الضمانات الاجتماعية للشباب كافة في حالات المرض أو العجز او البطالة أو فقدان العائل و تكفل ذلك بصفة خاصة لأسر الشهداء منهم وغيرها من المخرجات والانتصارات الحقوقية لقضايا الشباب .
تصحيح مسار الثورات
ويرى الناشط السياسي السياسي كهلان صوفان : إن 11 فبراير مثل لليمنيين لوحة الأمل التي رسمتها مجموعة متألقة من شباب هذا الوطن الحبيب لتكون رغم ما تعرضت له من انتكاسات نقطة التحول الحقيقية لتصحيح مسار ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين وما كانت وثيقة مخرجات الحوار الوطني إلا النصف الآخر من لوحة الأمل التي رسمتها في الساحات صيحات الشباب ودمائهم الزكية.
واستطرد حديثه قائلا : فلولا عناية الله سبحانه وتعالى ومن ثم نضال الشباب الذي استمر قرابة العشرة أشهر مع الشرفاء من أبناء هذا الوطن داخل أروقة وقاعات المؤتمر لما خرجنا بمثل هكذا وثيقة تجسدت فيها كل أحلام الشباب وطموحاتهم. وأعتقد بعد هذه النجاحات التي حققها الشباب لحري بقيادات الأحزاب وصناع القرار في الدولة أن يثقوا في الشباب ويسلموا لهم راية التغيير وبناء اليمن الجديد يمن الحب والسلام و الأخلاق والقيم , دولة انتصرت لتضحيات الشباب للوصول نحو التطور والنماء و لاستعادة مجد تليد وحضارة عظيمة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ .
تنفيذ الموجهات
الناشط الحقوقي مهدي بلغيث يرى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ان تم تطبيقها والعمل بها فهي كفيلة للايفاء بتضحيات الشباب و تطلعاتهم بعد أن جاءت المخرجات مرافقة لآمال اليمنيين من التغيير , بعد أزمة يمنية عصفت بالوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدولة اليمنية نتيجة ما عاناه الشعب من غياب المواطنة المتساوية والظلم ونهب الثروات مما فجر ثورة شعبية انتهت بهذا المنجز الحقوقي التاريخي لتلك المخرجات الحوارية .
مكونات شبابية
من جانبه يقول المحلل السياسي والدكتور عبد الله عبد المؤمن التميمي: مخرجات الحوار من حيث الشكل العام الذي جاءت به الوثيقة ليس فيها خلاف بين كل المكونات الشبابية بأن مخرجات الحوار تمثل انتصارا ثورياٍ لكل المطالب الثورية التي خرج وضحى من أجلها الشباب . لأن الشباب كان متواجداٍ وبقوة في طرح رؤاه وتصوراته ومشاريعه المستقبلية في المؤتمر . وبالتالي فإن الشباب اليوم مؤمنون أكثر من أي وقت مضى بأن ما تم تحقيقه في هذا المؤتمر أفضل مما كان . ويكفي أن اليمنيين جميعاٍ مبتهلين ومستبشرين خيراٍ تجاه هذه المخرجات وهو ما تم التعبير عنه في أكثر من موقف .
ودعا جميع المكونات الشبابية في هذه المرحلة أن تعمل بنفس الروح الثورية الوطنية في تنفيذ هذه المخرجات وإخراجها إلى حيز الواقع حتى يطمئن الجميع وفي مقدمتهم الشباب بأن حلمهم قد تحقق وأن هناك قطيعة أبدية مع الماضي بكل أشكاله .
وقال التميمي : الشباب الذين قادوا الجميع إلى التغيير جديرين بأن تكون لهم الأولوية في تحمل مسؤولياته في البناء ولن يتحقق ذلك إلا من خلال تمكينهم وإدماجهم في المشاركة الحقيقية في بناء الدولة اليمنية الجديدة .
تجفيف الفساد
المحلل السياسي الدكتور عبد الملك الضرعي – جامعة صنعاء قال: الثورة الشبابية الشعبية تحمل أهدافاٍ وطنية تتصل بإسقاط لوبي الفساد السياسي والاقتصادي والإداري والمالي وتلك الأهداف بالضرورة يجب أن تقود إلى عدالة اجتماعية ومواطنة متساوية وتوزيع عادل للثروة والقوة والسلطة بين مختلف المكونات الوطنية وبالتالي هذه الأهداف غاية للثورة الشبابية الشعبية وعلى الرغم من تحقق بعضها عن طريق مخرجات الحوار الوطني إلا أن العبرة أولاٍ في تنفيذ المخرجات وثانياٍ وهو الأهم إحساس المواطن البسيط بفوائد مباشرة من عملية التغيير تلك الفوائد بعضها على المستوى الشخصي وتأتي من خلال خفض معدلات الفقر والبطالة ورفع مستوى المعيشة وتحسين مستوى الخدمات الصحية والتعليمية وخدمات المياه والكهرباء والطرقات وعلى المستوى العام تفعيل النظام والقانون وبما يؤدي إلى تجفيف منابع الفساد .
قضايا وطنية
وختم جولتنا الاستطلاعية الناشط الحقوقي سمير البدري والذي أوضح قائلا : إن ما حققته المخرجات الحوارية المتعلقة بالشباب يعزز من مشاركة الشباب في كافة المجالات والميادين الحياتية , وقال : الشباب اليوم يشعرون بالفخر والاعتزاز لما انجز في طريق المتغيرات العميقة ” على مختلف الأصعدة المبشرة للتطلعات التي ضحوا من أجلها , وما أثبت ذلك حنكة ممثلي مكونات الشباب في الحوار في تناول العديد من القضايا الوطنية والمصيرية وكيفية الحد من تفاقمها كالصراعات المناطقية والطائفية والحزبية والإيديولوجية والتي كانت سببا في نشوب الكثير من المكائد والاقتتال والحروب الطاحنة التي غدت تتوارثها الأجيال, وظل الطريق الى تحقيق الغايات الوطنية المطلوبة امراٍ تكتنفه عوائق كثيرة ” .