قد يتساءل البعض تساؤلا منطقيا :
ما فائدة القصف السعودي للمقصوف وتدمير المدمر وقتل المقتول ؟؟
حسناً .. سأجيب أنا على السؤال بسؤال :
ما فائدة أميّة من اعتلى جسد الحسين المجندل ودوس جسده الشريف بسنابك خيلها الهمجية ورض صدره بعد استشهاده ؟؟
هي أشياء لا تُفسر ولا يقبلها عقل سليم أو فطرة سليمة.
لا يمكن تفسيره بغير الحقد الأسود المدمر والانتقام الرهيب وهو هنا وهناك انتقام من الضحية نفسها ، فالمدرسة هي المدرسة ذاتها.
وهو نوع من التمادي في الإجرام والإيغال في الخسة والإمعان في الدناءة.
لقد تجاوز العدو السعودي الغاشم كل الحدود وتخطى كل الضوابط وقطّع جميع الوشائج وأقفل جميع الأبواب أمام العقل والمنطق.
ولن ننتظر حتى يردعه يوماً عقله أو نصبر حتى ينضب نفطه الذي يملأ جسده الشرير بالغرور والغطرسة ، دم شعبنا أغلى من كل نفط العالم.
وعليه فأنا أطالب هنا قيادة المسيرة الشريفة الصامدة بتطوير خياراتها الاستراتيجية ، وعدم الاكتفاء بالردع من الداخل اليمني، كما هو حاصل اليوم ، فرغم نجاعة هذا الردع إلا أنه يأخذ وقتا وما عدنا نستطيع الصبر على كل هذا الظلم .
يجب إيجاد خيارات استراتيجية جديدة تواكب كل هذا الإجرام وتلجمه وتوقفه عند حده .
أنا أطرح هنا خيارا جديدا ولا أدري عن كيف تفعيله وتحويله إلى أمر واقع ، ولكن لن تعيي اليمنيين الشجعان الطرق والوسائل المناسبة ، يجب تشكيل خلايا فدائية تتسلل إلى العمق السعودي وتنفذ عمليات استهداف موجعة للأهداف العسكرية والحيوية السعودية ، وأولها المنشآت النفطية وخصوصاً شبكات أنابيب تصدير النفط التي تمتد بطول البلاد وعرضها وتستعصي حراستها وحمايتها جميعها ، ينبغي تقطيع أوصال هذه الشرايين اللعينة التي تضخ الحياة في جسد الشيطان السعودي وتجعله يشطح وينطح متى وكيفما شاء كالجمل الهائج المتفلت من أي عقال أو لجام ، وكذلك الحال مع بقية المنشآت النفطية والحيوية السعودية وفي مقدمتها (نيوم) وغير نيوم ، يجب أن تعاني السعودية وتتألم من الداخل ، والعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم .
وهناك الكثير من اليمنيين الأحرار في الداخل اليمني والداخل السعودي وحتى غير اليمنيين ممن يتمنى أن تتاح له الفرصة لينال من هذه المنظومة الظالمة المتغطرسة .
يتم تنفيذ هذه العمليات الفدائية بمواد بسيطة مصنعة محلياً إذا استعصى نقلها ، وأن تُنفذ من دون أي تبني او إعلان ، وربما حتى متزامنة بقصف باليستي أو مسيّر من الداخل ، فلا يدر العدو أكان الاستهداف من الداخل أو الخارج ، وقبل أن يفيق من صدمته يصحى على ضربة أخرى وهكذا ..
مجموعة ضربات متتابعة ومربكة تجعله يجثو على ركبتيه ويفيق من سكرته ومن غيه وطغيانه .
ولا ننسى في خضم هذا نقطة أخرى مهمة جداً وهي أن هذه الضربات ستشعل من جديد ضرام نار الصراع السعودي الداخلي الكامنة تحت الرماد وجعلها تتأجج بشكل أقوى، وربما حتى معلن تتبعه تداعيات كبيرة وخطيرة داخل المملكة وداخل البلاط السعودي نفسه .
خصوصاً أننا كلنا نعلم مدى هشاشة هذا النظام الذي لا يتحمل الهزات أو الصدمات ، وكيفما كان الأمر فلا أحد يراهن على هذا ..
قد يظن البعض – وخصوصاً مع وجود تداخل وضبابية وانتقائية مقصودة في تعريف الإرهاب – أن هذا نوع من أنواع الإرهاب ، أبداً هذا ليس إرهاباً وكلنا ننبذ الإرهاب ولا أحد يدعو إليه ، وهو مناف تماماً لأدبيات المسيرة القرآنية جملة وتفصيلا ، هذا استهداف لمواقع عسكرية وحيوية تساهم كل يوم في استمرار نزيف الدم اليمني في ظل صمت عالمي مطبق .
هذا دفاع مشروع عن النفس وعن الأرض والعرض ، والا ماذا يفرق أن تدافع عن نفسك من الداخل عنه من الخارج ؟؟ لا يوجد فرق ولا اعتبار لاختلاف الجهات.
وأخيراً سؤال يطرح نفسه : هل تعتقد لو امتلكت السعودية هكذا آلية وتراخى الأمن في صنعاء وتسربت خلاياها الإجرامية مرة أخرى ، هل تعتقد أنها ستتأخر دقيقة واحدة عن ضرب صنعاء من الداخل وإغراقها في الدماء كما فعلت من قبل ؟؟ ولكن نحن لسنا مثلهم ولن نكون ، ودفاعنا عن أنفسنا هو دفاع مشروع وعاقل و واع وأخلاقي وإنساني في المقام الأول ، ولا يفرق من وجهة نظري سواء كان من الداخل أو الخارج ..