العطاء والشهداء دائرة واسعة تشمل الكثير من أبناء شعبنا

 

أحمد العماري:

محطة نتزوَّد منها والعزم القوة والإرادة ونستلهم الدروس والعبر من سيرهم العطرة

الروحاني:

التضحية سمة إيمانية تجسِّد روحية العطاء
على الدولة واجب الرعاية والاهتمام بأبناء وذوي الشهداء

سفيان العماري:

الوفاء للشهداء وإحياء ذكراهم عرفانا بما قدموه من تضحيات
التفاتة لها ارتدادها الإيجابي على أسر الشهداء وأقربائهم

منزلة الشهيد في الإسلام عظيمة ومقام الشهيد عند الله غاية وطموح كل مسلم يدعو الله ويرجوه أن ينزله منازل الشهداء والصالحين واليوم ها نحن نحيي ذكرى الشهيد.. ولكن ماذا عن منزلة من ضحوا وبذلوا أرواحهم من أجل شعوبهم وأمتهم في الدنيا وفي واجبنا دولة وشعب تجاه أبنائهم وذويهم؟ وما الذي نريده من إحياء ذكراهم وتخصيص أسبوع لذلك؟
“الثورة” استطلعت آراء عدد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية وخرجت بالتالي:

الثورة / محمد الروحاني

البداية كانت مع الأخ فاروق مطهر الروحاني- وكيل محافظة المحويت والذي بدأ حديثه عن المناسبة كفعالية اعتاد عليها الشعب اليمني وعن مدلولاتها الإيمانية والثقافية قائلا:
– خلال هذه الأيام ولمدة أسبوع من كل عام يحيي شعبنا ذكرى الشهيد بفعاليات وأنشطة ثقافية اجتماعية تعبوية وخيرية وفي مختلف المجالات المثمرة المعبرة عن ثقافة شعبنا ومستوى الوعي الجمعي بما يجسد الانتماء والهوية الإيمانية اليمانية وامتدادها الأخلاقي والإنساني والحضاري لمجتمعنا, ومن خلالها نعمق ثقافة التضحية في سبيل الحق وفي التصدي للطغاة والمستكبرين والمفسدين في الأرض ممن اعتدوا على شعبنا وأرضنا والذين لا يزالوان مستمرين في عدوانهم واستباحتهم للأرض والعرض للعام السابع على التوالي..
وإحياء هذه الذكرى رسميا وشعبيا تأكيد على أهميتها وغرس هذه الثقافة في أوساط مجتمعنا يعزز عوامل الصمود وتماسك النسيج الوطني والتلاحم الداخلي في مواجهة التحديات.
وأضاف: ان العطاء والتضحيات والبطولات والملاحم الأسطورية التي قدمها الشهيد وباع حياته رخيصة لله، إنما تنم عن وعي وإدراك بأنه لا حياة كريمة للإنسان بدون حريته وكرامته وعزته وبالتالي كرامة شعبه واستقلال أرضه وقبل كل هذا فإن التضحية سمة إيمانية تجسد روحية العطاء والتضحية في نفوس أبنائنا.
وعن أوجه العطاء والتضحية والمواقف الدولية يلفت الروحاني إلى أنه يتم إحياء هذه الذكرى رغم ما يعانيه شعبنا وما يتعرض له من عدوان ظالم وحصار غاشم دون أي مبرر ارتكبت فيه بحق شعبنا جرائم وانتهاكات ستظل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي ومع ذلك صمدنا وأثبت شعبنا بأنه عصي على الإذلال ومعطاء – كما قالها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- “إن العطاء والشهداء دائرة واسعة تشمل الكثير من أبناء شعبنا وان الكثير في حالة انتظار واستعداد للتضحية”-.
ونوه الروحاني بأن هذه التضحية وهذا العطاء اللا محدود الذي توَّجه الأبطال ببذل أرواحهم يمثل الموقف والإرادة ويعلن الرفض للذل والمهانة والانكسار الذي يسعى إليه الطغاة والمستكبرون للنيل من حرية الإنسان اليمني وأبناء الأمة التي يريدون امتهان كرامتها.
وقال: من هذا المنطلق ومما حمله وضحى من أجله الشهيد ومن إيمانه القوي بأن قضيته عادلة ومظلوميته كبيرة، نستلهم من خلال إحياء الذكرى دروساً كبيرة ومدلولات عظيمة منها ان الشهيد ومن خلفه ممن ينتظر رفضوا ويرفضون الضيم والمهانة والعبودية لغير الله, وعلى هذا فإن شعبنا ماض على درب الشهيد ليس طلبا للقتال أو رغبة في استمرار الحرب وإنما لمواجهة العدوان الذي فرض علينا خياراته, فاليمنيون لم يعتدوا ولم يكونوا يوما معتدين, فهم دعاة سلام وليسوا دعاة حرب، دعاة سلام، ‘سلام الشرفاء، سلام لا يمس حرية وكرامة الإنسان، سلام غير منتقص وليس فيه مظاهرة على حساب دينه أو ينتقص من سيادة واستقلال أرضه، سلام يصون حقه في استغلال موارده وما حباه الله بها من ثروات وما دون ذلك يعتبر استسلاماً وهذا لم يكن ولن يكون.
واستدرك: “يحيي شعبنا في مثل هذه الأيام من كل عام هذه الذكرى ترسيخا لثقافة الجهاد والاستشهاد، لأن من أحب الحياة عاش ذليلا، يحيي ثقافة، هيهات منا الذلة” ليستنهض همة أمتنا ويذكرها بواجبها تجاه قضاياها الرئيسية وفي مقدمتها تحرير كامل الأرض كي تنعم الشعوب على هذه المعمورة بحياة كريمة.
وعن واجب الدولة والمجتمع وما يترتب عليهما تجاه أبناء وذوي الشهداء قال: يترتب على المجتمع والدولة على حد سواء واجب مادي وواجب معنوي تجاه أبناء وأسرة الشهيد، من ذلك تلمس حوائجهم وقضائها لهم، فعلى المجتمع في هذا الشق دور كبير وواجب عظيم تجاههم وعليه أن يستشعر قدسية القضية وعظمة التضحية التي قدمها الشهيد, يجب أن ينمي روحية العطاء والبذل لأبناء الشهيد وأن يرتقي بمبدأ التكافل والتراحم المجتمعي بين أبناء المجتمع اليمني، لأن هذه الثقافة هي من صميم الدين ثقافة إيمانية مستمدة من القرآن الكريم ومن قيمه وإنسانيته, وتمثلها في حياتنا بفاعلية أكبر خاصة مع ذوي الشهيد يعزز الترابط ويقوي المحبة ويجبر آلام الفراق, وكذلك مع الفقراء والمساكين بمثل هكذا قيم ووجدان يقوي فرص وعوامل النصر، لأن ذلك يمثل عوناً وإسناداً للجبهات.
وعن واجب الدولة والجهات المعنية في الحكومة يقول الروحاني صحيح أن لدينا مؤسسة ترعى أسر الشهداء وفق إمكانياتها إلا أن على الدولة واجبات أكبر بكثير من حيث الرعاية والاهتمام بأبناء وذوي الشهيد في الجانب المعيشي والصحي والتعليمي وفي مختلف الجوانب, يجب أن تكون لمؤسسات الدولة فروع في كل المحافظات ومكاتب خاصة لذوي الشهيد في شتى المجالات تقدم خدماتها بشكل مجاني في كل المرافق وفق آلية مبسطة تهدف لرعاية كاملة لأسر الشهداء وهذا ما نرجو أن يكون في ظل قيادتنا الحكيمة بإذن الله تعالى.
غرب (للمناسبة أبعاد)
* بدوره بدأ الأمين العام لحزب الشعب الديمقراطي (حشد) سفيان العماري حديثه عن الأبعاد التي تحملها الذكرى وعن فضل الشهيد على الشعب وعن أثر الوفاء في نفسية أبناء وأسر الشهداء، فقال: للمناسبة أبعاد عدة.. فالوفاء للشهداء وإحياء ذكراهم يمثل عرفانا بما قدموه وما بذلوه من تضحيات في سبيل العزة والكرامة لشعبهم ووطنهم ومبادئهم، وهو يمثل التفاتة لها ارتدادها الإيجابي على أسرهم وأقربائهم، كما إنها تمثل أعلاء لقيم الشهادة وعظمتها إذا ما كانت في سياق المبادئ والتوجهات القرآنية والوطنية الأصيلة، وتمثل حافزا للمجتمع للسير على خطى أولئك العظماء ومواصلة مسيرة العطاء.
ونوه العماري بضرورة التفاعل والتكامل بين الأجهزة الرسمية والمجتمع تجاه أسر الشهداء، وقال: لا بد من تكامل الدور المجتمعي والحكومي للوفاء العملي للشهداء من خلال تكريمهم ومتابعة أحوال أسرهم وتلمس احتياجاتها، وهذا يمثل التكريم العملي وليس مجرد التكريم الإعلامي والاحتفالي، وهذا التكريم ينبغي أن يبنى على آليات عمل مختلفة وثابتة تكفل الحياة الكريمة لأسرة الشهيد، وتكفل إبقاء فضل ومفهوم الشهادة عظيما ومحفزا للمجتمع، بحيث نحصد فضائل هذا النهج على كافة المستويات التعبوية والسياسية لمواصلة التحرك الإيجابي باتجاه تحقيق الأهداف والمبادئ التي نناضل ونجاهد لأجلها.
في صفحات التاريخ
أما عضو الهيئة التنفيذية لتحالف الأحزاب والقوى المناهضة للعدوان أحمد عبدالرحمن العماري، ففضل الاستهلال بتعريف الشهادة وما تمثله، متحدثاً عن بطولات وفداء الشهداء وعن خلودهم في ذاكرة الأمة، حيث قال: الشهادة شرف وفخر وإباء.. ويوم الشهيد هو يوم مخصص لأولئك الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم ونذروها فداء لأوطانهم وأمتهم، لهذا فإن الشهيد سيبقى خالدا في صفحات التاريخ وسيبقى فينا ما حيينا، وفي ذكرى استشهاده لا نقول سوى رحمك الله وأسكنك جنات العلا وسلام الله عليك.
وعن أهمية إحياء ذكرى الشهيد أكد العماري أنها تعد إكراما واجلالاً لتضحياتهم وما يسطرونه من ملاحم بطولية في مختلف الجبهات، مشيرا إلى أن ذكرى الشهيد محطة نتزود منها العزم والقوة والإرادة، ونستلهم الدروس والعبر من سير الشهداء الطاهرة وتضحياتهم، وفي هذا المقام نعاهد الشهداء بأننا على دربهم سائرون مهما كانت التضحيات حتى يتحقق النصر أو نرتقي شهداء.
وعن مسؤوليتنا كمجتمع قال: إن علينا مسؤوليات وواجبات تجاه أبناء وأسر الشهداء وطبعا هذه المسؤوليات لا تقتصر على إحياء المناسبة فقط، بل يجب أن تبقى مستمرة طيلة العام، فنحن مكلفون بها على المستوى الشعبي والرسمي ويجب تلمس هموم اسر الشهداء وذويهم باستمرار وتفقد أحوالهم واحتياجاتهم الأساسية والضرورية من تغذية وصحة وتعليم، بالإضافة إلى تكريمهم واحترامهم والمداومة على زيارتهم كقيمة معنوية، وأن نفهم أن هذا ليس فضلا من أحد، بل هو واجب على المجتمع والدولة كحقوق لأسر الشهداء.

تقراون في ملف 

فعاليات إحياء الذكرى السنوية للشهيد تؤكد المضي على نهج الشهداء حتى تحرير الوطن من الغزاة والمحتلين

قوافل أسر الشهداء.. رسالة اعتزازٍ ووفاءٍ لدماء الشهيد وتأييد لرفاقه السائرين على دربه

الشهداءُ العظماء.. أُسطورةُ “الفداء” العظيم

قد يعجبك ايضا