أتبعوا العطاء بعـطـاء والتـضحية بتضحيات

قوافل أسر الشهداء.. رسالة اعتزازٍ ووفاءٍ لدماء الشهيد وتأييد لرفاقه السائرين على دربه

 

 

لم تكتف أسر الشهداء بتقديم فلذات الأكباد في سبيل الله دفاعا عن الأرض والعرض بل الحقت العطاء بالعطاء والتضحية بالتضحية عبر تقديم قوافل الدعم المادي والعيني للجبهات بأسماء أولئك الأبطال وفي ذكرى استشهادهم في صورة تعبر عن أقصى مراحل التضحية والاعتزاز بما قدمه هؤلاء الشهداء العظماء ليحيا غيرهم في عزة وكرامة وأمن ،فرغم ما تعانيه تلك الأسر مع بقية أبناء الشعب اليمني من حصار وعدوان وظروف اقتصادية صعبة إلا أنها تجود بما تستطيع لتكون أسرة ذلك الشهيد حاضرة في الموعد وفاءً لدماء الشهيد وتأييداً لرفاقه السائرين على دربه في جبهات القتال ليكملّوا مشوار مواجهة العدوان الغاشم دون استسلام أو ركوع….

الثورة /أحمد السعيدي

تنوعت قوافل عطاء وتضحيات أسر الشهداء بين مواد غذائية ومبالغ مالية وملبوسات شتوية وكذلك مجوهرات ومواشي ومخبوزات منزلية وفواكه ومكسرات الأعياد وأدوية ومستلزمات طبية وجراحية وغيرها مما تجود به تلك الاسر حيث تجاوزت بعض هذه القوافل مبلغ العشرة ملايين وصولاً إلى خمسين مليوناً وأكثر في القافلة الواحدة، وشارك في إعداد هذه القوافل أسر الشهداء من جميع المحافظات اليمنية المحررة كما كانت القوافل النسائية حاضرة بقوة عبر أمهات وبنات وأخوات وأرامل الشهداء لمواصلة التضحية والبذل لله، وشاركن بهذه القوافل رفد أبطال الجيش واللجان الشعبية في ميادين الشرف في الجبهات، وتستمر أسر الشهداء مع كل ذكرى سنوية للشهيد في تقديم القوافل بما يُسهم في تعزيز صمود المرابطين ودحر الغزاة والمحتلين، وفي السياق التالي نستعرض نماذج من هذه القوافل وتصريحات أصحابها من أسر الشهداء
قافلة الذكرى السنوية
أسرة الشهيد لطف محمد القحوم تقدم قافلة سنوية مع كل ذكرى لاستشهاده بأسماء مختلفة كان أخرها “نصر من الله وفتح قريب” في الذكرى الرابعة للشهيد وجمعة رجب لأبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في الجبهات، واحتوت القافلة على كميات من المواد الغذائية والعينية والفواكه والملابس دعماً وإسناداً للجيش واللجان الشعبية الذين يقدّمون أرواحهم رخيصة دفاعاً عن اليمن وأمنه واستقراره وأكدت أسرة الشهيد القحوم الاستمرار في الصمود والثبات في وجه قوى العدوان والمرتزقة وتقديم الغالي والنفيس ذوداً عن حياض الوطن وسيادته واستقلاله وأوضح محمد زيد القحوم والد الشهيد وعلي القحوم شقيق الشهيد للثورة خلال تقديم القافلة، أن استمرار العدوان والحصار لن يثنيهم عن مواصلة تقديم قوافل العطاء للمرابطين في الجبهات وأكدا الاستعداد لبذل المزيد من التضحيات بالمال والرجال حتى تحقيق النصر.
واشارا إلى أهمية تضافر الجهود لرفد الجبهات بقوافل العطاء بما يعزز من الصمود في مواجهة العدوان وإفشال مخططاته والسير على درب الشهيد في مواجهة العدوان حتى تحقيق النصر كما باركوا الانتصارات التي يسطرها الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات عملية توازن الردع الثامنة في العمق السعودي.
قافلة أربعينية الشهيد
وفي حي وادي أحمد بمديرية بني الحارث في أمانة العاصمة سيّرت أسرة الشهيد العميد صدام هاشم الغيلي قافلة غذائية ومالية دعماً للمرابطين في الجبهات وشارك تسيير القافلة مدير المديرية حمد بن راكان الشريف الذي أشار إلى مكانة الشهداء، مشيداً بعطاء أسرة الشهيد صدام الغيلي وما تقدمه من تضحيات بالمال والرجال دفاعاً عن الدين والأرض والعرض.
أما والد الشهيد هاشم الغيلي فقد أكد أن تقديم القافلة بالتزامن مع أربعينية الشهيد صدام، تجديد للولاء لله والتأكيد على السير على درب الشهداء ودعم الجبهات حتى تحقيق النصر ودحر العدوان ومرتزقته وأن هذه القافلة أقل ما يمكن تقديمه عرفاناً بتضحيات الشهداء ودعما لأبطال الجيش واللجان الشعبية في مواجهة وى العدوان الأمريكي السعودي في مختلف الجبهات.
قافلة أبناء مارب
وفي محافظة مارب القريبة من التحرير سيّرت أسرة الشهيد عبد الله صالح عباد الزايدي من أبناء قبيلة جهم بمحافظة مارب، قافلة غذائية متنوعة دعماً للمرابطين في الجبهات واحتوت القافلة على عدد من المواشي والإبل وكذا ملابس ومواد غذائية متنوعة وخلال وقفة قبلية أقيمت بالمناسبة أشاد محافظ مارب علي محمد طعيمان بمواقف أسرة الشهيد الزايدي في مواجهة العدوان واستمرارهم في رفد الجبهات بالمال والرجال والعتاد لمواجهة قوى العدوان ومرتزقته، أما الشيخ ناجي عباد الزايدي شقيق الشهيد فقد عبر عن الاستعداد لتقديم المزيد من قوافل العطاء دعمًا للمرابطين الذين يستبسلون في الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره واعتبر القافلة أقل ما يمكن تقديمه لمن يبذلون أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن الوطن.
قافلة الشهداء الأربعة
وتكريما وتشريفا للمقام السامي الذي مُنح أياّه الشهداء الكرام، وبعد أن جادت بأربعة من أبنائها في سبيل الله ووفاء لتضحياتهم اللامحدودة قدمت أسرة عبد الله هبرة في منطقة بني معاذ بمحافظة صعدة قافلة من المواد الغذائية ورؤوس الأغنام والفاكهة، إسناداً للمجاهدين من أبناء الجيش واللجان الشعبية الثابتين في مواقع العزة والدفاع المشرف، آملة أن يستمر عطاؤها الجزيل وقد حضر تقديم القافلة شخصيات اجتماعية، تحكي سخاء مجتمع فعال لما يقول ومقداماً لا يهاب، كما تعبر عن وعي شعب اجترأ عن حكمة التصدي للمخاطر رغم جسامتها والجسارة التي يبديها الشعب اليمني في ميادين الحرب ضد المعتدين، يقابلها كرم لا يجارى فالمجتمع يهب عن طواعية وإحسان، دون تأثير واحدة من أكبر الأزمات الاقتصادية صنعها العدوان السعودي الأمريكي باليمنيين، إلا أن استيعابهم للمرحلة بلغ بهم مرتبة من الكرم والبسالة.
نموذج العطاء
وفي مديرية السبعين بأمانة العاصمة وبحضور عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي قدّمت أسرة الشهيد عبد الرحمن نبيل المضواحي تزامناً مع الذكرى السنوية للشهيد، قافلة غذائية وطبية دعماً للمرابطين في الجبهات بإشراف مؤسسة الشهداء وخلال تسيير القافلة، أشاد عضو المجلس السياسي الأعلى بتضحية الشهيد المضواحي وعطاء أسرته التي قدّمت هذه القافلة وجسدت معاني الكرم والبذل وأكد أن تقديم قوافل الدعم للمرابطين في الجبهات، يعكس عطاء وسخاء الشعب اليمني الذي ما يزال يضحي إلى اليوم دفاعا عن الوطن وأمنه واستقراره واعتبر محمد علي الحوثي, هذه القافلة أنموذجا للعطاء المستمر من قبل أسر الشهداء .. لافتاً إلى عظمة الشهادة ومنزلة الشهداء عن المولى تبارك وتعالى وأشار إلى أن الشعب اليمني الذي راهن عليه قائد الثورة منذ بدء العدوان, استطاع بنضاله وصموده الأسطوري منذ ما يقارب سبعة أعوام، كسر شوكة العدو .. مؤكداً أن خيار اليمنيين واحد وهو السلام المشرف أو المواجهة حتى الانتصار فيما أوضح والد الشهيد الدكتور نبيل المضواحي أن القافلة التي تتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للشهيد تعبر عن دعم أسر الشهداء للمرابطين في الجبهات دفاعا عن الوطن وأن القافلة تحتوي على أدوية ومستلزمات طبية وجراحية وموادا غذائية.
وحضر تسيير القافلة مسؤول الدعم اللوجستي بالمنطقة العسكرية الخامسة العميد حمزة أبو طالب, ومدير فرع مؤسسة الشهداء بالأمانة إبراهيم الكبسي, وعدد من مسؤولي المستشفيات ومكاتب الصحة بالأمانة ومحافظة صنعاء.
قوافل نسائية
في ذكرى الشهيد السنوية تتواصل قوافل أسر الشهداء ومنها القوافل النسائية التي شاركت بقوة في هذه التضحيات الكبيرة حيث قدمت حرائر صنعاء القديمة بأمانة العاصمة من أمهات وبنات وأخوات وأرامل الشهداء الذكرى السنوية قافلة عينية لرفد أبطال الجيش واللجان الشعبية في ميادين الشرف وتنوعت محتويات القافلة تنوعت بين مواد غذائية وملبوسات شتوية، وتزينت أصنافها بصور شهداء صنعاء القديمة ناهيك عن واجهة القافلة التي ملأتها أمهات الشهداء بصور أبنائهن وفي القافلة كلمة أمهات الرجال الذين ارتقوا شهداء ” تؤكد أسر الشهداء بأنهن مواصلات درب الجهاد والعطاء بالمال والولد، وأنهن سيدفعن برجالهن إلى الجبهات، وسيلحقن قوافل الأبطال بقوافل الرفد والعطاء حتى تحرير كل الوطن من الغزاة والمحتلين حيث اصطفت أسر الشهداء حول القافلة رافعةً شعار “الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام” وصادعةً بالقول ” لبيك يا شهيد” وكأنّ دماء شهدائهن، وقودٌ لأرواحهن. فما انفكت هذه الأمهات تعطي وتبذل لله، وها هي في القافلة تعد بالمزيد.

قد يعجبك ايضا