دور الإعلام والمجتمع في معالجة ظاهرة التسول:
تنفيذ برامج توعوية وإرشادية وإعلامية لتسليط الضوء على هذه الظاهرة للحد من آثارها المجتمعية
كشفت الجهات المسؤولة مؤخرا عن عدد من التدابير الممكنة والمزمع اتخاذها لمعالجة ظاهرة التسول في أمانة العاصمة، منها تأهيل ورعاية وإيجاد فرص عمل للقادرين من المتسولين ومنحهم قروض ميسرة من قبل الهيئة العامة للزكاة لإنشاء مشاريع صغيرة تعينهم على توفير متطلباتهم المعيشية، فيما يتم تنفيذ برامج توعوية وإرشادية وإعلامية لتسليط الضوء على هذه الظاهرة للحد من آثارها المجتمعية وجمع البيانات والمعلومات عن المتسولين وإيجاد التدابير الممكنة لمكافحة هذه الظاهرة والتي كان أولها توفير أمانة العاصمة ثلاثة مراكز لإيواء المتسولين في الأمانة تضم حاليا نحو 200 متسول من كبار السن والأطفال كمرحلة أولى، وكذلك تم استيعاب العديد من الأطفال في المدارس وبرامج التأهيل والتدريب التابعة لوزارة التعليم الفني للقادرين منهم على العمل تنفيذا لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي للجهات العليا في الدول بمعالجة هذه الظاهرة ..هنا نستعرض تفاصيل حول الاهتمام بدور الإعلام والمجتمع في المساهمة في معالجة هذه الظاهرة.. فلنتابع :
الثورة/ حاشد مزقر
الملاحظ وبكل أسف تفاقم ظاهرة التسول وانخراط أعداد إضافية لممارسة هذه الظاهرة ومن مختلف الأعمار ذكورا وإناثا وفي الواقع لا شيء يخفى على الجميع أن هنالك أخطاراً كبيرة على حياة الكثيرين منهم وخصوصا الأطفال والنساء الذين ينتشرون أمام الجولات والمطاعم والمحلات وفي صالات المناسبات في الحزن والفرح، ومع هذا الانتشار وبسبب استغلال البعض من هؤلاء من قبل أشخاص يديرونهم بهدف الاسترزاق من الناس وبهدف تحويل هذه الظاهرة إلى مهنة، فلا بد من بذل جهود إعلامية توعوية تتعامل مع سلبيات وأخطار هذه الظاهرة بجدية تتناسب مع حجم انتشارها المتزايد وتأثيراتها الصحية والاجتماعية والاقتصادية ومن منظور علمي وواقعي وبأسلوب يمكن أن يكون له دور حقيقي في إيجاد الحلول والمعالجات اللازمة.
دفع الأبناء للعمل
في إطار المواكبة والتوعية الإعلامية للبرنامج الوطني لمعالجة ظاهرة التسول، أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع رئيس اللجنة الحكومية لمعالجة الظاهرة الفريق الركن جلال الرويشان، أهمية دور الإعلام في التوعية حول الظواهر المجتمعية الخطيرة ومنها التسول والتعريف بمخاطره وآثاره السلبية على الفرد والمجتمع باعتباره فعلاً مشيناً وامتهاناً وإهداراً للكرامة الإنسانية ويتعارض مع النشأة الإيمانية وصون كرامة الناس.
وأشار إلى ضرورة خلق وعي مجتمعي للتعامل مع الظواهر السلبية وتعزيز التكافل والتراحم في أوساط المجتمع لما له من دور في معالجة التسول.
وتطرق إلى الإجراءات التي اتخذتها اللجنة الحكومية بمشاركة الوزارات والمؤسسات والهيئات المعنية بقطاعات المأوى والصحة والتمكين الاقتصادي والتربية والتعليم والتأهيل لمعالجة التسول على مستوى أمانة العاصمة كمرحلة أولى تليها المحافظات الأخرى.
ولفت إلى الدور المعول على الوسائل الإعلامية المختلفة في القيام بدورها الإنساني والأخلاقي والديني والاجتماعي ومساندة جهود الأجهزة الأمنية والقضائية في اتخاذ إجراءاتها إزاء هذه الظاهرة وتشجيع الأسر على الدفع بأبنائها نحو العمل والكسب الشريف وعدم التفكير في اللجوء إلى التسول كحل لمشكلة الفقر.
إجراءات وحلول
من جهته أوضح وكيل أمانة العاصمة المساعد رئيس الفريق الميداني لمعالجة التسول سامي شرف الدين، أنه تم توفير ثلاثة مراكز لإيواء المتسولين في الأمانة تضم حالياً نحو 200 متسول من كبار السن والأطفال كمرحلة أولى.
وأشار إلى أنه تم استيعاب الأطفال في المدارس وبرامج التأهيل والتدريب التابعة لوزارة التعليم الفني للقادرين منهم على العمل توفير العون للعاجزين عن العمل وتقديم الرعاية الطبية للمرضى من المتسولين وكذا توفير السلال الغذائية للأسر التي تدفع بأطفالها للتسول.
وتطرق شرف الدين إلى الصعوبات التي تواجه الفريق الميداني، لافتا إلى أن هناك خطة طموحة سيتم تنفيذها خلال العام المقبل تتضمن تنفيذ مشاريع اقتصادية صغيرة ومعالجات مستدامة بما يكفل إنهاء هذه الظاهرة.
تكاتف الجهات المعنية
بدوره تطرق وزير الشؤون الاجتماعية والعمل عبيد بن ضبيع إلى دور الوزارة في معالجة ظاهرة التسول من خلال إعداد الدراسات الميدانية حول الأسباب والآثار والمعالجات اللازمة لهذه الظاهرة التي تزايدت بسبب استمرار العدوان والحصار وتداعياتهما.
وأشار إلى أهمية العمل بروح الفريق الواحد من قبل كافة الجهات المعنية في الحكومة ومنظمات المجتمع المدني لتنفيذ المعالجات وإنهاء هذه الظاهرة.
فيما حث رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان، الجميع على استشعار المسؤولية إزاء العمل على معالجة هذه الظاهرة، وتعزيز الوعي بأهمية التكافل المجتمعي في القضاء عليها.
وأكد استعداد هيئة الزكاة بذل قصارى الجهود ودعم مراكز الإيواء وتجهيزها وتوفير احتياجاتها بما يسهم في القضاء على ظاهرة التسول في الشوارع.
وأشار إلى أن الهيئة تنفذ مشروعي التمكين الاقتصادي والعاجزين عن العمل في إطار القضاء على ظاهرة التسول ومساعدة الأسر الفقيرة على كسب العيش بكرامة.
مواكبة الإعلام للجهود الحكومية
من جانبه أكد وزير الإعلام ضيف الله الشامي، أهمية تسليط الضوء على هذه الظاهرة عبر وسائل الإعلام المختلفة التي تعد شريكاً أساسياً في معالجة الظواهر السلبية في المجتمع.
وأشار إلى انه يتم اتخاذ عدد من الإجراءات لمعالجة ظاهرة التسول تنفيذا لتوجيهات قائد الثورة، وما قامت وتقوم به وسائل الإعلام من مواكبة وتغطية أنشطة اللجنة الحكومية والفرق التنفيذية الميدانية يندرج في إطار معرفة أسباب وآثار ظاهرة التسول وتوفير مراكز الإيواء للمتسولين.
ولفت إلى أهمية قيام وسائل الإعلام بإعداد البرامج الحوارية وكذا تعزيز دور الناشطين في التوعوية بمخاطر هذه الظاهرة والحد منها.
مبادرات مجتمعية
لا يمكن الاكتفاء أو الاعتماد على جهود بعض الجهات المهتمة والتي حملت على عاتقها التوعية والمواجهة لظاهرة التسول وما يجعل تأثير الجهود المبذولة في التوعية محدودا ومحدودية الوصول إلى حلول نهائية، هو عدم تعاون المواطنين مع الجهات المعنية، فالعدوان الذي تشنه السعودية وتحالفها الغاشم ضد أبناء الشعب اليمني أدى إلى تردي الحالة المعيشية لدى الكثير من الأسر وتراجع بعضها إلى الفقر المدقع، ومما زاد المعاناة الحصار المستمر الذي جعل الوصول إلى الكثير من الخدمات الأساسية صعبا بسبب ارتفاع أسعارها، وكان أكثر المتضررين أولئك الذين كانوا قبل أن تدشن السعودية عدوانها يعيشون على شظف العيش من خلال عملهم بالأجر اليومي في هذه المدينة أو تلك، وتمثلت عمق المأساة لدى هؤلاء بانقطاع العائد المالي الذي كانوا يصارعون به نوائب الزمن كالمرض وإيجارات السكن كما أصبحوا عاجزين عن توفير الغذاء، ولا بد من تفعيل مبادرات مجتمعية تعمل على مد يد العون لهؤلاء وبذلك تتم المساهمة في معالجة هذه الظاهرة وقطع الطريق على من يستغلونها كمهنة للاسترزاق بالباطل.