عوامل ساهمت في إيجاد موطئ للاحتلال الجديد وثورة 21 سبتمبر توفر الأرضية المناسبة لمصالحة جنوبية وأخرى يمنية شاملة
نحن معنيون بالتحرك أولا لتحرير مناطقنا وصنعاء الصمود حاضرة إلى جانبنا كتفاً بكتف
حزينة الذكرى تعود وجنوب اليمن تحت الاحتلال بعد أربع وخمسين عاما فقط على رحيل الاحتلال البريطاني، الذي جثم نحو مائة وثلاثين عاما على صدر أبناء الشعب اليمني في الجنوب .
منذ عام 2015م والشعب اليمني في جنوب اليمن يعاني الأمرين جراء الاحتلال الجديد، ويدفع من حياته وأمنه ومعيشته ثمنا باهظا .
بعد تسعة وأربعين عاما فقط من 30 نوفمبر عام 1967م يوم جلاء آخر جندي بريطاني محتل عن جنوب اليمن، سقط الجنوب اليمني تحت الاحتلال مجددا وعاثت أدوات بريطانيا فيه من جديد، قبل أن تنزل بقواتها مجددا بعد سبع سنوات من الاحتلال بأيدي الأدوات الإقليمية والمحلية، في إطار عدوان على الشعب اليمني صمدت بوجهه المناطق الشمالية من اليمن وسقط جنوبها .
فما الذي حدث حتى ضاع الاستقلال ووجد المحتل في جنوب اليمن موطئا من جديد، ومن يتحمل ضياع الاستقلال.. من قاموا بثورة أكتوبر أم هي عوامل متعددة أوصلت الجنوب اليمني إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه اليوم تحت نير الاحتلال، وغصة لدى الشرفاء يرومُون مجددا إلى تحريره واستعادة استقلاله وكل التراب اليمني .
الثورة /إبراهيم الوادعي
* غالب مطلق – نائب رئيس الحراك الجنوبي السلمي :
باعتقادي أن أهم أسباب ضياع الاستقلال هو أن القائمين على الاستقلال مع خروج آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن، انحرفوا عن المبادئ التي أنتهجتها وأرستها ثورة أكتوبر، وذهاباً إلى صنع دورات عنف افقد ثورة أكتوبر والاستقلال بريقه لدى الشعب في جنوب اليمن، الأمر الآخر هو ذهاب المنتصر في تلك الجولات إلى اقتفاء أثر التجارب الاشتراكية والبعيدة عن ثقافة ودين الشعب اليمني، وبالتالي حصل هناك انفصام بين القيادة والشعب .
لقد جرى تحويل مسار ثورة أكتوبر عن المسار الذي قامت لأجله، وناضل وضحى الشعب من أجلها وهذا نعده أولا.
ثانيا: بعد الاستقلال الوطني لم يكن هناك توجه لثورة تنموية وتعليمية تنهض بالبلد، بل دخل الثوار في دورة صراعات ما إن تنتهي إحداها حتى تندلع أخرى، وأصبح كل طرف يُخِّون الآخر ويسفه من مقام الآخر، وافتقدت الجبهة الداخلية وحدتها وفقا للأقطاب في العالم .
ثالثا: حصل هناك ولاء للأقطاب الخارجية كالاتحاد السوفيتي وأضحت اليد الخارجية هي المتحكمة ومن تلعب بالساحة الداخلية وضاع القرار السيادي من أيدي الثوار أنفسهم.
وحول استعادة الاستقلال ومساعدة الدولة في صنعاء على تحرير جنوب اليمن، قال مطلق: القوى السياسية تتطلع اليوم إلى تحرير الاحتلال وهو العقبة الأساسية، المحتلون الجدد جاءوا إلى البلد لقتل أبنائه وسرقة ثرواته وإهانة شعبه، هذا الأمر واضح وجلي بعد سبع سنوات من الاحتلال .
وحول الوضع القائم الحالي في المناطق المحتلة، أشار مطلق إلى مأساوية الوضع في المناطق المحتلة جنوب اليمن، حيث تتنازعه مليشيات وعصابات مسلحة تدار بأمر المحتلين، وهذا الأمر يتطلب تحركاً من القوى السياسية الحرة والشريفة، وأولى هذه الخطوات البدء بمصالحة جنوبية جنوبية ومصالحة وطنية تحت إطار اليمن الموحد والقوي والمستقل ، مصالحة تغلق بشكل تام جراحات الماضي وتغلق على المحتلين بوابات إثارة الفتنة .
وفيما يتصل بعودة بريطانيا بعد رحيلها من جنوب اليمن، أكد نائب رئيس الحراك السلمي أن بريطانيا تخطئ القراءة للشعب اليمني الذي يشهد اليوم حالة تحررية تحت قيادة قوية تتمثل بوجود أنصار الله، الذين يمثلون رافعة وطنية لكل الأحرار في كل مناطق اليمن .
ويضيف: على بريطانيا ألا تستهين بالشعب اليمني، فمن أخرجها قبل خمسين عاما لن يستكين لها اليوم ، وخاصة وهو من صمد في وجه العدوان سبع سنوات ، وتعلم فنون جديدة في دفن الغزاة وإهانتهم على الأرض اليمنية .
وقال: أنصح البريطانيين بالمغادرة والقيادة البريطانية بسحب قواتها على أرجلهم قبل أن تضطر إلى سحبهم على نقالات جثثا هامدة.
ويلفت مطلق إلى أن المظاهرات اليوم في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية هي شاهد حي على حياة الشعب اليمني، وحيويته في مواجهة المحتلين.
أحمد العليي – منسق الجبهة الوطنية الجنوبية لمقاومة الاحتلال :
للأسف تعود ذكرى الاستقلال وجنوب اليمن تحت الاحتلال مجددا وهذا أمر يؤسف له ويحز في نفس كل يمني حر وشريف ، واستطيع القول إنه من لحظة إعلان الاستقلال كان هناك افتخار بتحقيق هذا النصر على بريطانيا العظمى ، لكن اليوم نحن نفتقد لهذا الشعور في جنوب اليمن ونحن نرى الاحتلال يعود من جديد .
عزاؤنا نحن أبناء المناطق الجنوبية في صمود الأبطال في جبهات القتال بوجه العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ، حيث نستعيد المعاني السامية والعظيمة للحرية والاستقلال ونعول على هذا الصمود في أن يثمر حرية واستقلالا لكل اليمن ، لكن نحن مطالبون بأن يكون لنا حضور في المعركة الوطنية ضد الاحتلال وخاصة في مناطقنا وأن نكون رأس الحربة في استعادة الاستقلال وترسيخه .
حقيقة أن ولادة ثورة الـ 21 من سبتمبر شكلت رافعة للاستقلال الوطني الحقيقي بعيدا عن الوصاية التي كانت قائمة على اليمن سواءً في الشمال أو في الجنوب، وهي ثورة تبنت مفاهيم الحياة الكريمة لكل اليمنيين .
نحن كأبناء المناطق الجنوبية حقيقة في هذا الذكرى نعاني مرارة الاحتلال، وضياع الاستقلال من بين أيدينا بعودة المحتل الخارجي الذي ينهب الثروة ويعيث فسادا، ويمرر أهداف عالمية لا تمت لمصالح اليمنيين بصلة.
وحول عوامل ضياع الاستقلال وتحول الجنوب بيئة قابلة للاحتلال بعد ثورة طردت اعظم إمبراطورية حينها، أشار العليي إلى أن القوى الجنوبية السياسية والحزبية تتحمل جزءا كبيراً من المسؤولية في ضياع الاستقلال وتحول الجنوب إلى بيئة تستوعب الاحتلال من جديد قبل أن تصرخ طالبة النجدة من جديدة لطرده .
وقال: صراع القوى السياسية عقب الاستقلال، وارتماء أخرى في حضن الاحتلال الجديد عكس وجود فجوة عميقة لدى هذه القوى تتصل بقيم الثورة والاستقلال والحرية والكرامة وكل المبادئ العظيمة التي تسقط بمجرد أن تقبل بالمحتل .
وأضاف : اليوم نحن معنيون بتذكر كل التضحيات للثوار ومن قادوا مرحلة الكفاح المسلح ضد الاحتلال واقتفاء آثارهم في مواجهة المحتل، وصولا إلى لحظة الاستقلال .
اليوم نحن معنيون كقوى سياسية أن ندرك بأن الاحتلال للجنوب هو يعبر عن إهانة لكل القيم والتضحيات التي قدمت من كل اليمنيين إبان مواجهة بريطانيا ، وتناسي كل المبادئ اليمنية العظيمة التي دفنت تحت ظلالها كل القوى الغازية بدءاً من الرومان وحتى البرتغال .
وفيما يتصل بقراءة الجبهة الجنوبية لعودة بريطانيا بعد طردها من الجنوب قال منسق الجبهة الوطنية الجنوبي : بكل وضوح لم تغب بريطانيا عن الجنوب اليمني منذ لحظة الاستقلال ، وبذرت الفتن عبر استبعاد مكون وطني لحظة الاستقلال ، وما جرى بعد استلام السلطة من دورات عنف دموية كان لبريطانيا حضور واضح فيها ، ومن هذا المخل ظلت عين بريطانيا على أهم المناطق الاستراتيجية في جنوب اليمن كعدن وجزيرة سقطرى .
وأضاف: نحن اليوم لا زلنا نعاني من التدخل البريطاني منذ ما قبل العدوان وعبر أدواتها خلال العدوان الإمارات والسعودية وغيرهما، لكن المؤلم أن تجد من أبناء جلدتك من يقبل بالتعاون معهم مع أمريكا على حساب شعبه.
وحول موجبات استعادة الاستقلال لجنوب اليمن، أكد العليي انه من الضروري بداية إصلاح مسار العم السياسي الذي شاب عملية الوحدة حيث وقع الوحدة طرف لم يكن يمثل الشمال كاملا ومن الجنوب كان هناك طرف لا يمثل الجنوب كلية، وبالتالي إعادة صوغ الوحدة اليمنية من كل الأطراف السياسية كفيل بمعالجة الاختلالات وترسيخ الاستقلال .
وقال : ثورة21 سبتمبر توفر اليوم الأرضية الصلبة والصحيحة لإعادة بناء الوحدة اليمنية بضمانة يوفرها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي كقائد وطني أثبت خلال سني العدوان والحصار ورغم الجراح من قبل بعض أبناء الوطن، إلا أنه حقن الدماء ما استطاع إلى ذلك سبيلاـ وأرسى مداميك الصمود والمواجهة ووحد الشعب في اتجاه بناء العدوان واستقلال اليمن ، كل ما جرى خلال السنوات في ظل العدوان والحصار وما نشهده في المناطق الحرة من اتساع واستيعاب لكل أبناء اليمن يثبت أن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بالإضافة إلى كونه قائدا وطنيا فهو ضمانة وطنية لكل الأطياف السياسية والاجتماعية ، بما يؤسس لبناء وحدة يمنية حقيقية تقوم على توافق كل أبناء اليمن .
وفيما يخص المصالحة الجنوبية كعنصر ضامن للاستقلال، أشار إلى أن الأرضية اليوم مهيأة من خلال ثورة 21 سبتمبر وما تحمله من مضامين دينية ووطنية وإنسانية ، تمثل الأرضية الملائمة لرعاية مصالحة جنوبية تقفل من خلالها كل الملفات الخلافية وتطوى الجراحات بمصداقية ، وأيضا بوجود قيادة حكيمة تتمثل في السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي بما يحمله من حب للوطن شماله وجنوبه وكل ذرة رمل فيه ، وبالتالي فالأجواء مهيأة أيضا لقيام مصالحة يمنية شاملة يرعاها وتحتضنها صنعاء عاصمة اليمن الموحد .
وباعتقادي فان هذه الخطوات كفيلة بصون الاستقلال وتحصينه ، واليوم أبناء المناطق المحتلة تواقون إلى الانعتاق من الاحتلال ، اكتشفوا زيف الشعارات المخادعة ، والقوى السياسية الجنوبية مطالبة اليوم بملاقاة الشارع الذي يغلي اليوم ضد المحتل ، لنستعيد الاستقلال وأمجاد اليمنيين في التحرر من الاحتلال أيا كان .
* العقيد عوض الزامكي – عضو جبهة التحرير:
الاحتلال البريطاني لم يغادر الجنوب إلا وقد بذر بذور عودته من جديد فتنة بين الثوار تحولت إلى صراعات دموية قبيل الاستقلال وتواصلت بعد ذلك دورات عنف بعد رحيله.
حقيقة إن عملية تشويه للاستقلال قد جرت لنكن دقيقين في أذهان وعقول الأجيال نتيجة لتلك الصراعات، ما جعل الجنوب بيئة سهلة وغير عصية على السقوط في براثن المحتل من جديد كما شهدنا ذلك مع بداية العدوان على اليمن.
والسعودية واصلت الدور البريطاني الفتنوي في اليمن ، وأحدثت فتنة بين شمال اليمن وجنوبه استطاعت من خلالها تأخير الوحدة اليمنية لعقود ، كما لعبت داخل كل شطر دورا تخريبيا تمثل في زرع خلايا الوهابية والتي عملت على زعزعة الهوية اليمانية وارتباط اليمني بأرضه لصالح المشروع الوهابي في مواجهة أعداء الغرب ، قبل أن يرتد ويبدا في زعزعة استقرار الداخل ، واليوم هذه العناصر كانت الوقود للعدوان واستمراره ، وجميع ذلك أورث للأسف أن وصل الحال بالبعض إلى الحنين لأيام الاحتلال البريطاني للأسف نتيجة تلك السياسات التي ساهم في صنعها العملاء من موقع السلطة .
وحول الوضع في المناطق المحتلة بعد 7 سنوات من الاحتلال في الجنوب اليمني، أشار العوض الزامكي إلى افتقاد اليمنيين تحت الاحتلال للكرامة والحياة كقيمة إنسانية مهدورة ، في ظل سيطرة عصابات تعيث في المناطق المحتلة فساداً ودماراً ، ويجرى تغذية هذا الوضع والعمل على استمراره عبر إحياء الفتن والنعرات المناطقية وتحويل الشباب إلى وقود لهذه الفتن .
وحول المحددات اللازمة لاستعادة الاستقلال وتحصينه، أكد العميد الزامكي على أهمية المصالحة الجنوبية ونبذ النعرات والفتن والمناطقية .
وقال : يتوجب البدء بمصالحة جنوبية – جنوبية في اطار مصالحة وطنية شاملة تقوم على طي الخلافات وتوحيد الجهود مع الحكومة في صنعاء لطرد المحتل واستعادة الاستقلال ، ومنع الاحتلال من تحقيق هدفه في تمزيق النسيج المجتمعي ، المدخل الأساسي للاحتلال .
وأضاف : نحن اليوم في الشمال والجنوب معنيون بالتفرغ لتحرير الأرض ، ومن ثم بناء دولة قوية تحدث عنها الشهيد الرئيس صالح الصماد ، وفي رأيي أن المصالحة اليوم متوفرة في ظل توفر القرار اليمني المستقل ورافعته صنعاء ، نحن أمام فرصة تاريخية لحل كل الخلافات ولملمة الجراح المفتوحة منذ عقود وتمنع الأيادي الخارجية علاجها .
اللواء خالد باراس – رئيس مكون الحراك الجنوبي
ثلاثون عاماً كافية لنفهم أن ما يحدث في اليمن والمستجدات تمثل تحولات جذرية ، من المعيب أن نظل أسيري الماضي وأسيري نزعات عفا عليها الزمن .
ومن الخطأ أن نظل في انتظار استعادة الاستقلال ، ونحن نيام ، فيما المحتل الجديد يقوم بنهب الثروات ، واستباحة الأرض عبر أدوات في يد البريطاني والأمريكي .
وأضاف : أقول إنه يكفي أن نعترف أن ثورة أكتوبر والاستقلال الذي أنتجته حافظت على كرامة اليمنيين وينبغي أن نحافظ على ذلك ، وإخواننا في شمال الوطن رسموا لنا اليوم خط الصمود والمواجهة ولا ينبغي أن نكون في موقع أدنى ، اليوم الشعب اليمني بقيادة أنصار الله يقدم النموذج الحقيقي لشعب دفن الغزاة على أرضه ، وسيدفن حتما الغزاة الجدد ، والهزيمة صارت واضحة بالنسبة للتحالف .
أقول للإخوة في المحافظات الجنوبية والشرقية، إنه بعد هذه التطورات في الساحة اليمنية خلال سبع سنوات ، وما يحققه انصار الله والشعب اليمني معهم في المواجهة والثبات الذي يسطر والملاحم البطولية التي ترسم ، توجب علينا أن نغير في المفاهيم وأن نتحرك لاستعادة الاستقلال .
وأضاف : علينا ألا نبقى في خانة المنتظر لقدوم أنصار الله لتحرير المناطق الجنوبية ما لم يتحرك أهلها وهم ملتزمون كمبدأ يمني وديني بتحرير كل الأرض لكن الواجب منوط بالجميع، ونحن أبناء المناطق الجنوبية والشرقية علينا أن ندرك ما الذي يجب علينا عمله ، لنتحرك وإخوتنا هم حاضرون لدعمنا والوقوف إلى جانبنا ، وإخوتنا في الشمال قاموا بالكثير في إضعاف هذا التحالف وما يجب علينا فقط هو التحرك الجاد والكفاح لطرد المحتلين واستعادة الاستقلال للمحافظات الجنوبية ، لنرسم كيمنيين جميعا مستقبل اليمن المستقل بقراره والمحافظ على سيادته .