اليمنيون يطوون صفحة الماضي حاملين بشائر المستقبل المنشود


استطلاع/ زهور السعيدي –
بعد مضي 10 أشهر على الحوار بات حلم كل اليمنيين في إرساء دعائم الدولة المدنية الجديدة حقيقة ..عندما أرسوا أولى ركائزها باختتام مؤتمر الحوار الوطني الشامل .. وإقرار مخرجاته ووثيقته النهائية التي تنطلق من مبدأ احترام حقوق الإنسان وتحقيق مفاهيم العدالة والمساواة وإرساء مداميك بناء اليمن الجديد..
ينطلق أبناء الشعب اليمني بأسره فرحين مستبشرين بما حققوه والذي ظهرت أولى بوادره بتحقيق نتائج الحوار وخروج الوثيقة النهائية إلى بر الأمان متجهين نحو المستقبل بكل آمالهم وطموحاتهم تاركين الماضي وراءهم ..

الشعب اليمني وهو يحتفل بخروج الوثيقة إلى النور يدرك تماما أن النجاح لن يكون إلا بطي صفحة الماضي وتتويج المسيرة الحوارية ودعم عملية التحول الحضاري بقوة وبتعاضد كل الأيادي اليمنية لبناء الدولة المدنية الحديثة وصياغة الدستور الجديد .
استحقاقات قادمة
تقول آمنة الأسلمي –فريق التنمية المستدامة عضو مؤتمر الحوار : نهنئ الشعب اليمني باختتام الحوار الوطني الشامل والذي بانتهائه يكون قد انزاح عن الوطن عبء كبير وأصبح تحقيق حلم بناء الدولة المدنية الحديثة قريب المنال ونحتاج جميعا لمواصلة الدرب بحس عال ووطنية لإنجاح الاستحقاقات القادمة وأولها صياغة الدستور الجديد وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ومن نجاح إلى نجاح .
بشائر الأمل
يقول يحيى دويد عضو فريق العدالة الانتقالية: الشعب اليمني يدرك تماماٍ أنه قادر على الخروج من بوابة الصراع والاختلافات حيث يعيش حالة معنوية ومشاعر طيبة وهي الفرحة الأولى التي عاشها الشعب وقد حرم منها وخاصة مع توالي الأحداث المأساوية فيما مضى حيث تعرضت البلاد إلى مخاطر الحرب والصراعات والانقسامات.
ويضيف: ما يحدث اليوم هو بداية النجاح الذي لاح في أفق سماء اليمن والذي كان اليمنيون يترقبونه طوال الفترة الماضية وخاصة بعد أن عاشوا أياماٍ بالغة الصعوبة حتى في إيجاد أدنى متطلبات الحياة غير أن بشائر النصر تعززت لديهم بعد تحقيق أهم مرحلة وهي مرحلة الحوار والتي استمرت لأكثر من عشرة أشهر حيث تعززت قناعة اليمنيين بأن القيادة السياسية جادة في محاولة النهوض باليمن ومعالجة كل قضاياه المختلفة والتي تجسدت بإخراج وثيقة الحوار إلى بر الأمان مما يساعد في تهدئة النفوس وغرس روح الحب والتسامح للمضي قدما نحو المستقبل.
وعلى الرغم من صعوبة المرحلة الماضية إلا أن جميع أعضاء مؤتمر الحوار أثبتوا وبجدارة وجود إرادة قوية ورغبة في صناعة التحول الحضاري لليمن واجتياز جميع التحديات للوصول باليمن إلى بر الأمان ولم يتحقق هذا النجاح إلا بإرادة اليمنيين القوية لإنجاح هذا المؤتمر ووقوفهم صفاٍ واحداٍ تجاه كل المحاولات التي كادت تعكر صفو وحدة الوطن وأمنه واستقراره.
نصر للشعب اليمني
عضو مؤتمر الحوار دينا عبدالباري من فريق الحقوق والحريات قالت: نجاح مؤتمر الحوار يعتبر أولى بشائر النصر للشعب اليمني بأسره حيث إن مخرجات مؤتمر الحوار قد أرضت كل الأطراف والتي ستكفل لليمنيين جميعا مبدأ العدالة الاجتماعية للوطن والمواطن مع ترك أخطاء الماضي والتي هي كفيلة بتحقيق التكافل المجتمعي وإرساء أولى الركائز الأساسية لصياغة لبنات الدولة المدنية الجديدة حيث سجل الشعب اليمني أولى انتصاراته بنجاح مؤتمر الحوار وهو نجاح للشعب اليمني والأمة العربية وهو يوم تاريخي سجل فيه الشعب انتصاراٍ يؤسس للعدل والتنمية والبناء.
الأمن والسلام
تقول أستاذة علم الاجتماع إيمان العوامي: إن ترسيخ الأمن والاستقرار هو أهم الدعائم والركائز التي نأمل تنفيذها وتحقيقها بعد انتهاء الحوار فلا دولة بدون سكينة وأمن ولابد أن يتوحد الشعب اليمني بأجمعه ويواجه كل الصعوبات والتحديات التي تقف أو تحاول عرقلة المسيرة السياسية للبلاد..
وتضيف: كل قوى المجتمع يأملون أن يتجاوزوا كل المحن ويحلمون بالأمن والاستقرار وقد بدت في الأفق ملامح تحقيق أحلامهم بعد انطلاق أولى خطوات النجاح نحو المستقبل ويتوجب على الجميع أن يتعاونوا في إرساء دعائم الأمن والاستقرار وتهيئة المناخات لاستكمال بناء الدولة الجديدة وترجمة مخرجات الحوار إلى أرض الواقع.
يقول المحلل السياسي الدكتور سالم الوصابي: أولاٍ نهنئ الشعب اليمني العظيم بمناسبة نجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل.الذي كان ينظر إليه الشعب اليمني بكل أطيافه كطوق النجاة للخروج من المأزق والأزمة التي مازال الإنسان اليمني يعاني من آثارها والذي حظي بدعم ورعاية إقليمية ودولية كبيرة .وانتهى مؤتمر الحوار الوطني واستقبل الجميع مخرجاته ونتائجه ما بين متفائل ومتشائم بعد أن توافقت جميع القوى والمكونات على تلك المخرجات.
الآن وقد انتهى الحوار الوطني وبرزت مخرجاته يبقى علينا جميعاٍ أفراداٍ ومسؤولين مؤسسات ومنظمات قادة ومفكرين ومثقفين أن ننتقل من التنظير إلى العمل والتنفيذ لمخرجات هذا الحوار الوطني الشامل كل في موقعه منطلقين من حب الوطن والإيمان والحكمة التي هي من أبرز خصائص الشعب اليمني منذ القدم لكن الضمانة الأولى لنجاح مخرجات هذا الحوار هي أن تتوحد القوى وتتضافر الجهود بنفوس هادئة وصافية متآلفة بعيداٍ عن أحقاد الماضي لنطوي تلك الصفحة ونغسلها من الكيد والبعد عن إطلاق الاتهامات إن تنفيذ تلك المخرجات مسؤولية كبيرة ويجب علينا جميعاٍ أن نتحمل تلك المسؤولية التي لا تقع على فرد بعينه ولا على جهة دون أخرى أو طرف دون آخر لنبني يدا بيد يمننا الجديد على أساس النظام والقانون والعدل والمساواة والمدنية بعيدا عن المصالح الشخصية أو الحزبية أو الطائفية المقيتة والضيقة وذلك بالإرادة والحب والإخاء والألفة والتعاون.
وتحية لكل الرجال المخلصين في كل مكان على تراب وطننا الغالي..
وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد وحفظ الله شعبنا من كل سوءُ ومكروه.

قد يعجبك ايضا