– يتشدق البعض من علماء الفكر الوهابي الظلامي والتضليلي بأن الأحاديث النبوية الكثيرة التي تتحدث عن فضائل أهل اليمن وتفضيلهم على الناس إنما هي خاصة باليمنيين في ذلك الزمان الذي عاش فيه الرسول ولا يشمل كل أهل اليمن في جميع الأزمنة والعصور وكأن دعوته ونهجه ورسالته عليه وآله أفضل السلام قد انتهت بوفاته في السنة الـ 23 للبعثة.
– مزاعم علماء آل سعود بهذا الشأن ماهي إلا غيض بسيط من فيض الانحرافات الخطيرة التي نجح أعداء الأمة في زرعها في مسيرة ديننا الحنيف وأحدثوا من خلالها وبأيدي بعض من أبنائه تشوهات عميقة انعكست سلباً على حاضر ومستقبل شعوب الأمة التي باتت تدفع أثماناً باهظة من عزتها وكرامتها وحقوقها ومكانتها بين الأمم جراء تلك الانحرافات.
– حين فشل من يسمونهم اليوم أهل العلم في بلاط الحكم السعودي ومن على شاكلتهم في مختلف بلدان العالم الإسلامي في إنكار وتحريف عشرات الأحاديث النبوية الصريحة عن تفضيل اليمن وشعب اليمن وفضائلهم الجليلة سارعوا إلى إصدار الفتاوى القائلة إن ما ثبت من قول النبي هو خاص بمن كانوا في زمنه وزمن الخلفاء فقط ممن آمنوا بدعوته ونصروه، في افتراء واضح على الله ورسوله، وفي مخالفة واضحة لتعاليم الدين وسنن الله في خلقه ومظاهر علمه وحكمته في أن يختار من يشاء من عباده ويفضله على غيره لما يعلم سبحانه فيه من أسباب التفضيل، سواء كان ذلك في البشر أم الملائكة أو على مستوى الأماكن والأزمنة.
– ويُجمع المنصفون من أهل العلم على أن من تم تفضيلهم من أمة محمد عليه وعلى آله افضل الصلاة وأزكى السلام هم أهل اليمن الذين لهم من الفضائل والمناقب والمحامد والمكارم ما شهدت به الأخبار عن النبي المختار صلى الله عليه وآله وسلم وشهد بذلك أيضاً حسن الفعال عبر التاريخ الإسلامي الطويل.
– تؤكد المصادر التاريخية بالإجماع أن أهل اليمن كانوا أوائل وسباقين في الخير منذ أمد بعيد، فهم أول من أجاب النبي إبراهيم عليه السلام حين أذّن بالحج وإنهم كانوا أول من كسا الكعبة المشرفة وأول من جاء بالمصافحة، كما ورد في الحديث الشريف ” قد جاءكم أهل اليمن وهم أول من جاء بالمصافحة .
– هناك العشرات من الأحاديث النبوية الصحيحة التي تذكر الفضائل الكثيرة لأهل اليمن وأشهرها الحديث الشريف”(جاء أهل اليمن هم أرق أفئدة، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية)، والإيمان كما يقول العلماء درجة أعلى من الإسلام، وفي الحديث أيضا أن النبي عليه وآله أفضل الصلاة وأتم السلام، أشار بيده نحو اليمن وهو يقول (الإيمان هاهنا – مرتين -، ألا وإن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين – حيث يطلع قرنا الشيطان ربيعة ومضر)، وغير ذلك الكثير مما ورد على لسان من لا ينطق عن الهوى عن فضائل مناقب شعب اليمن وتفضيلهم على سائر شعوب الأمة وهو ما لا يتسع المجال هنا لذكره.
– اليمنيون اليوم وهم يحتفون بمولد خير الهدى يجددون هذه العلاقة الحميمة برسولهم ويثبتون للعالم بأنهم سيظلون دائماً مهما تقادمت السنون والأيام عند حُسن ظن نبيهم بهم وأنهم ثابتون على نهجه الرباني وأن شعباً مشهوداً له من قبل رسول الله بهذه المكانة المتقدمة لن يلتفت إلى التخرصات والأكاذيب الصادرة من قبل الأعداء المليئة بالحسد والأحقاد والضغائن.