عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى
لخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني
ا
رام الله/
طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، مجددا أمس، المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية ببذل ما يكفي من الجهود لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، وتنفيذ إرادة السلام الدولية التي تتمثل في قرارات الشرعية الدولية.
ونقلت وكالة الانبا الفلسطينية (وفا) عن بيان صادر عن الوزارة حمّلت فيه حكومة الاحتلال الإسرائيلية، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن اعتداءات وانتهاكات وجرائم قوات الاحتلال والمستوطنين بحق أبناء شعبنا ومقدراته، معتبرة أن ذلك يندرج في سياق قرار إسرائيلي رسمي باستبدال حل الدولتين بنظام فصل عنصري بغيض (أبرتهايد) في فلسطين المحتلة.
وأوضحت الوزارة، أن تواصل هذه الاعتداءات يأتي في سياق دعوة صريحة للفوضى، ودوامة العنف، ويتم تعميقه يوميا بإجراءات وتدابير استيطانية ميدانية على سمع وبصر المجتمع الدولي.
وقالت الخارجية الفلسطينية: إن اعتداءات المستوطنين اليومية تشكل الأداة الأبرز في تكريس الاحتلال وضم الضفة الغربية، وتعتبر إمعانا ممنهجا في حرب الاحتلال المفتوحة على الوجود الفلسطيني في جميع المناطق المصنفة (ج)، وتأخذ في المرحلة الراهنة شكل العدوان على قاطفي الزيتون بالأساس، بهدف قطع العلاقة بين المواطن الفلسطيني وأرضه المهددة بالاستيلاء عليها.
وأشارت إلى أنها تنظر بإيجابية للتصريحات الأخيرة، والتي أكدت فيها أن الإدارة الأمريكية تُعارض النشاط الاستيطاني الإسرائيلي بشكل واضح، وتعتبره إجراءً أحادي الجانب، كما عبرت فيها عن رفض الإدارة لعمليات الضم وهدم المباني والإخلاء والتحريض على العنف، مؤكدة تمسكها بحل الدولتين عبر المفاوضات.
وأوضحت الخارجية الفلسطينية أن هذا الموقف الأمريكي والمواقف الدولية المماثلة بشأن الاستيطان غير كافية، ما لم تتم ترجمتها إلى خطوات عملية، وضغوط حقيقية، كفيلة بضمان وقف الاستيطان، وجميع الإجراءات أحادية الجانب التي تمارسها إسرائيل بجيشها ومستوطنيها، لعرقلة أية جهود سياسية تُمهد لحل الصراع بالطرق السياسية السلمية.
وجدد عشرات المستوطنين اليهود أمس الأحد اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك، بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن المستوطنين أدوا، أمس الأحد، صلوات تلمودية في باحات المسجد الأقصى المبارك وأن موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية حاولوا منع المستوطنين من ذلك، لكن شرطة الاحتلال تدخلت من أجل تأمين صلواتهم وجولاتهم الاستفزازية داخل المسجد.
واقتحم المستوطنون “الأقصى” من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات منذ الساعة السابعة والنصف صباحا، في محاولة لخلق واقع جديد يقوم على تمكن المستوطن من الصلاة بشكل متواصل في المسجد الأقصى.
وكانت ما تسمى “محكمة الصلح” الإسرائيلية قد أصدرت قرارا في السادس من الشهر الجاري، يمنح المستوطنين حقا في أداء “صلوات صامتة” في باحات المسجد الأقصى، إلا أن محكمة الاحتلال “المركزية” في القدس، ألغت يوم الجمعة الماضي، قرار “محكمة الصلح” الإسرائيلية، وفقا لما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية.
ولاقى قرار منح “اليهود” الحق في أداء “صلوات صامتة” في المسجد الأقصى، ردود فعل فلسطينية وعربية ودولية واسعة منددة به، واعتبرته “انتهاكا صارخا واستخفافا بالمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية، واستفزازا واضحا لمشاعر المسلمين حول العالم.
الى ذلك ،استدعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس الأحد، خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري.
وأفادت مصادر محلية فلسطينية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت منزل الشيخ صبري عند الساعة 6 صباحا، وسلمته بلاغا للحضور الساعة 9 من صباح أمس إلى معتقل المسكوبية، وتحديدا لغرفة رقم 4 التابعة لمخابرات الاحتلال.
واقتحمت قوات من المخابرات الإسرائيلية وعناصر حرس الحدود، منزل خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، وسلمته بلاغا لمراجعة مركز توقيف المسكوبية غرب القدس.
واقتحم عشرات المستوطنين صباح أمس الأحد، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي داهمت منزل خطيب المسجد الشيخ عكرمة صبري واستدعته للتحقيق.
هذا وشدد الشيخ عكرمة صبري على أن “اقتحام منزله هو استفزاز متعمد من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي وتدخل في شؤون المسجد الأقصى”، حيث جاء هذا الاستدعاء، بعد تصريحات الشيخ صبري التي حذر من خلالها من خطورة السماح لليهود بـ “الصلاة الصامتة” في ساحات الأقصى، قائلا إن “هذه الخطوة تكمن في شرعنة صلاة اليهود بقرار محمي قانونيا يمنحهم الحق في اقتحام المسجد وقتما يريدون”.
كما صدرت “دعوات مقدسية” للتضامن مع خطيب المسجد الأقصى أمام مركز توقيف المسكوبية.
من جانب آخر التقت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل، أمس الأحد رئيس الحكومة “الإسرائيلية” نفتالي بينيت، والرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، في القدس المحتلة، وذلك في سياق زيارتها الوداعية للكيان والتي تستمر حتى اليوم الإثنين.
وتتزامن زيارة ميركل للكيان مع الحديث عن تكثيف دور الوساطة المصرية من أجل إتمام صفقة تبادل أسرى جديدة بين حركة حماس وإسرائيل، حيث تواردت الأخبار عن وجود مطلب إسرائيلي من ألمانيا بالتدخل لدى حماس من أجل التوصل لصفقة تبادل، علما أن ألمانيا كان لها دور في السابق في التوصل لصفقات تبادل بين “إسرائيل” وحزب اشلله.
ويأتي الطلب من أجل تدخل ألمانيا، فيما تتواصل المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط المصري، إذ تطالب حماس بإدراج أصحاب المحكوميات العالية في صفقة التبادل، فيما تصر إسرائيل على شروطها وتماطل في إتمام صفقة تبادل جديدة وترفض الإفراج عن أصحاب المحكوميات العالية.
وحطت المستشارة الألمانية في ساعات متأخرة من الليل في مطار بن غوريون في اللد في آخر زيارة لها لكيان الاحتلال قبل تركها المنصب، علما أن ميركل أجلت زيارتها في السابق بسبب انتخابات الكنيست في مارس الماضي، وأزمة تشكيل الحكومة.
وتعقد الحكومة “الإسرائيلية” جلسة احتفالية على شرف ميركل التي تشارك في جلسة الحكومة الأسبوعية، على أن تجتمع لاحقا برئيس الحكومة بينيت والرئيس هرتسوغ، دون أن تلتقي برئيس الحكومة السابق رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، وذلك خلافا للبروتوكول المتبع في الزيارات الرسمية بين الدول، رغم أنها كانت تلتقي بزعماء المعارضة خلال زياراتها السابقة للبلاد.