أبناء عدن يطلقون نداء استغاثة لإنقاذهم
اشتباكات وحرب شوارع بالأسلحة الثقيلة والمدرعات والقذائف تطال منازل المواطنين
الثورة / خاص
تشهد مدينة عدن المحتلة منذ صباح أمس حرب شوارع بين فصائل مرتزقة العدوان حيث سقط قتلى وجرحى مدنيون في مديرية كريتر بمحافظة عدن المحتلة، إثر الاشتباكات الدامية التي تدور بين فصائل مليشيات المجلس الانتقالي التابع للإمارات، منذ مساء الجمعة، ويتم فيها استخدام مختلف الأسلحة.
وقالت مصادر محلية إن اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة عدن يوم الجمعة وشملت أحياء مدينة كريتر وتوسعت إلى جولة العاقل في مديرية خور مكسر، بين ما يسمى قوات العاصفة بقيادة “أوسان العنشلي” ومليشيات الحزام الأمني في كريتر، قائد معسكر 20 -التابع للدعم والإسناد- السابق “إمام النوبي”، أسفر عنها سقوط عدد من القتلى والجرحى المدنيين، في حين تتحدث أنباء عن إصابة قائد الحزام الأمني “جلال الربيعي” أثناء مشاركته في الاشتباكات.
وأكدت المصادر أن الأطراف المتصارعة لم تتورع في استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، التي شملت الرشاشات والمدرعات والدبابات، في المواجهات التي ما تزال تدور في الشوارع والأحياء الآهلة بالسكان، ما أدى إلى تساقط صواريخ محمولة وقذائف مدفعية وقذائف “آر بي جي” على عدد من المنازل في المدينة.
وأشارت إلى أن المواجهات المسلحة – التي تدور في الشوارع والأحياء الآهلة بالسكان – أثارت الخوف والرعب في أوساط المواطنين وحاصرتهم وأجبرتهم على البقاء في منازلهم، خوفاً من الرصاص والقذائف التي أرعبت الأطفال والنساء، الأمر الذي دفع المواطنين لإطلاق نداء استغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإنقاذهم، وخاصة بعد سقوط قذائف على عدد من المنازل وأدت إلى احتراق عدد منها.
ونوهت المصادر بأن عدداً من المساجد لجأت إلى توجيه نداءات ومناشدات للمليشيات المتصارعة، طالبتها بإيقاف القتال وتجنيب المدينة الفوضى والعنف، والمزيد من سفك الدماء، مشيرة إلى تصاعد الاشتباكات حال دون قيام المواطنين بإسعاف المصابين وانتشال الجثث.
ووفقا للمصادر فقد أدت الاشتباكات إلى إصابة مدينة عدن بالشلل التام وتوقف حركة السير بالإضافة إلى إغلاق المحلات التجارية والمؤسسات الحكومية، نتيجة الاشتباكات التي استُخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة بما في ذلك المدرعات والدبابات.
وفي تطور للصراع، أفادت مصادر مطلعة بوصول مختار النوبي، قائد ما يسمى اللواء الخامس في ردفان، إلى مدينة عدن، لمساندة قوات أخيه إمام النوبي التي تخوض معارك شرسة في مديرية كريتر، ما يشير إلى انقلاب عسكري على المجلس.
وقالت المصادر إن المعارك لا تزال على أشدها في مديرية كريتر، وسط اتساع رقعة المواجهات المستمرة منذ مساء الجمعة، مؤكدة اتساع رقعة المواجهات ووصولها إلى نقطة المجاري في منطقة العريش، مشيرة إلى أن الاشتباكات تدور هناك بين مسلحين تابعين لمختار النوبي الذي وصل عدن لتعزيز قوات شقيقه ومليشيات تابعة لفصائل أخرى.
يذكر أن مختار النوبي، قد شارك في اجتماع ترأسه قائد قوات الاحتلال السعودي في المدينة، واستدعى تعزيزات من قواته المنتشرة في أبين إلى مدينة عدن، بهدف فك الحصار على قوات شقيقه في كريتر، ما ينذر باتساع رقعة المعارك إلى خارج المديرية.
وبحسب مراقبين، فإن اتساع المعارك وارتفاع وتيرتها، سيربك مخطط الانتقالي الذي أعلن مديرية كريتر منطقة حرب، بهدف إخراج الأمر عن السيطرة.
ووفقا للمراقبين، فإن اشتداد المعارك في كريتر واتساعها إلى خور مكسر قد يفتح المجال أمام فصائل أخرى في عدن لتفجير الوضع والانقلاب على الانتقالي، خاصة وأن كثيراً من هذه الفصائل لا تدين بالولاء للانتقالي الذي أكد رئيسه، عيدروس الزبيدي – قبل عدة أشهر – أن المدينة تحوي 39 فصيلًا عسكريا، تدين بعضها بالولاء والارتزاق للسعودية التي تضغط باتجاه إخراج الانتقالي – المدعوم إماراتياً – وقواته من المدينة.